متى نقول أن هناك تطوراً حقيقيًا قد حصل؟

عندما تأتي بمعلومة من خارج الحوض الجيني للنوع ساعتها نقول لك أنك في بداية الطريق لتغيرات حقيقية في الكائن الحي، والتي ليست في ذاتها دليلاً على التطور لكنها على الأقل دليل على تغييرات حقيقية ستحصل في بِنية الكائن الحي.

وهنا السؤال: هل رصدنا معلومة واحدة من خارج الحوض الجيني للنوع في أي كائن حي طوال ال150 عامًا من دراسة نظرية التطور؟

للأسف لم نرصد شيئًا من ذلك حتى الساعة!

وكل ما افترضوا أنها معلومات جديدة كانت إعادة البحث تُثبت دائما أن ما حصل هو تنوع داخل الحوض الجيني للنوع أو باصطلاحهم “تطور صغير”.

وقد أصدر مركز براهين مؤخًرا ترجمة لكتيب ” الانتواع الخادع”.

وهذا الكتيب يرد على كل التخمينات في بعض أنواع الكائنات الحية التي زعموا أن بها معلومات جديدة من خارج الحوض الجيني.

وأثبت أنها جميعًا مجرد تكيفات داخل النوع الواحد.

لم تظهر معلومة واحدة جديدة داخل أي كائن حي من خارج الحوض الجيني للنوع طوال 150 عامًا من الدراسات والأبحاث في نظرية التطور.

بل لقد رصدنا من الفيروسات 10أس 20 سلالة فيروسية جديدة -وهو رقم يعادل نصف عدد الكائنات الحية التي وُجدت على الأرض منذ بدء الخليقة- دون أن يظهر بروتين واحد جديد.

بل لم يظهر بروتينان جديدان صالحان للعمل في تناغم  حتى الساعة New protein-new interaction sites ولم يحدث على الإطلاق تجريبياً أو رصدياً ظهور رُتب جديدة أو طوائف أو شُعب.

هل تتخيل إلى أي حد يعاني دعاة نظرية التطور من إفلاس الحجج والبراهين؟

لذلك أكبر لعبة يلعبها دعاة نظرية التطور هو التلاعب بالألفاظ فيُسمون التكيفات التي تحصل داخل الحوض الجيني للنوع يسمونها “تطورًا صغيرًا”.

ولا ننسى أن التنوع داخل الحوض الجيني للكائنات الحية مبهر بصورة مدهشة، فالحوض الجيني للنوع يتيح أشكال وهجائن مختلفة.

الحوض الجيني مثلاً يتيح لبعض أنواع الباكتريا هضم مادة  النايلون مع أن النايلون لم يُخترع إلا مؤخرا، فهذا النوع من الباكتريا يحصل بداخله نشاط لأحد الجينات الخاملة فيدفعه لإطلاق بروتين يهضم النايلون؛ فالمعلومة موجودة داخل جينوم الباكتريا منذ البدء!