لنفترض أن شخصًا متزوجًا زنا ثم تاب إلى الله فهل تُزهق روحه ويُرجم؟

الأصل هو حماية المجتمع وليس إزهاق الأنفس.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اجتبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألم بشيءٍ منها فليتب إلى الله وليستتر بستر الله تعالى”.

والنبي صلى الله عليه وسلم حين طرد ماعزًا الذي جاء معترفًا بالزنا ثلاث مرات ، كل مرة يطرده ويرده إلى رحله.

وقال للغامدية التي  جائت معترفةً بالزنا والحديث في صحيح مسلم: “ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه”.

فالذي يتوب إلى الله فلا مشكلة للمجتمع معه، فقد كُفي المجتمع شره.

ومثل هذا لو جاء للقاضي طلبًا لإقامة الحد فالقاضي يعرض عنه ويطرده.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “اطردوا المعترفين”.[1]

 

 

وفي سنن أبي داوود أنه صلى الله عليه وسلم بعد أن رد المرأة الغامدية عادت فقال لها ارجعي . فرجعت، فلما كان الغد أتته، فقالت: لعلك أن تردني كما رددت ماعز بن مالك ! فوالله إني لحبلى . فقال لها : ارجعي فرجعت ، فلما كان الغد أتته، فقال لها : ارجعي حتى تلدي. فرجعت ، فلما ولدت أتته بًالصبي فقالت : هذا قد ولدته ، فقال لها : ارجعي فأرضعيه حتى تفطميه …[2]

ولاحظ قوله صلى الله عليه وسلم بعد قولها أنها حبلى :” فقالت : لعلك أن تردني كما رددت ماعز بن مالك”.

 

ولو لم ترجع الغامدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طلبها.

عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه: كنّا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتحدث أن: الغامدية وماعز بن مالك لو رجعا بعد اعترافهِما أو قال: لو لم يرجعا بعد اعترافهما  لم يطلبهما.[3]

فالإسلام لا يتشوق ويسعى إلى تنفيذ الحدود بل يبحث لها عن كل مخرج.

فالهدف إصلاح المجتمع لا بتره.

[1] السلسلة الصحيحة للألباني5- 317.

[2] سنن أبي داوود 4442، حديث صالح.

[3] ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث 6-793، ويشهد له الحديث في مسند أحمد 38-27.