وقفات تربوية ودعوية وردود علي الافتراءات

بإذن الله تعالي وبتوفيقه وفضله وتيسيره جل جــــلاله – سنبدء في رسائل مسلسلة من البداية الي النهاية في سيرة خير خلق الله تعالي وإمام الانبياء وخاتم المرسلين وقدوة العالمين ، مصطفي رب العالمين لحمل رسالته القويمة العظيمة الذي ختم الله عز وجل به النبـــــوة والرســــــالات وأنزل عليه خير واجمع واشمل كتبه – القرآن الكريم ، ليكون خاتم الهدايات الربانية لعباده …
سيرة سيدنا محمد رسول الله ومجتباه صل الله عليه واله وسلم ..

سسننقل ( إذ أنني اقل كثيراً كثيراً من ان يكون لي تأليفا مستقلاً للسيرة النبوية المشرفة ) نصوص مانكتبه في السيرة العطرة من اوثق السَيّر الصحيحة المنشورة والمحققة قديماً وحديثاً – قدر جهدنا وطاقتنا بما يأذن به الله تعالي لنا – ونضيف الي ذلك ما يحتاج الي شرح ، او وقفة او دروس دعوية او تربوية ، او تفنيد لبعض الشبهات المفترآة من الطاعنين والمناوئين الحاقدين علي ديننا القويم ورسولنا الكريم صل الله عليه واله وسلم ..
مستمدين العون وراجين التوفيق في هذه المهمة الثقيلة من الله عز وجل . راجين من الفضلاء الكِرام المستقبلين لهذه الرسائل في نشرها علي قدر المستطاع والأهم من النشر ،آملين ايضا من حضرات المستقبلين لهذه الرسائل الشريفة القيّمة ( وشرفها من شرف صاحبها صل الله عليه واله وسلم فقط ) ان يُعلِموها اهل بيوتهم وابنائهم .. ولو بالقراءة اليومية او الاسبوعية

عسي الله تعالي ان يقبلنا ويتقبل منا .. وان يملأ قلوبنا بمحبته جل جلاله ومحبة نبيه المصطفي صل الله عليه واله وسلم .. وان يرزقنا حسن التأسي والاستقامة علي هديه حتي يجمعنا به علي حوضه ورفقته بالفردوس الاعلي
اللــــــهـــــم آمين …

🌹اهمية دراسة سيرة الرسول صل الله عليه واله وسلم ( 1 )

قَالَ الدُّكْتُور مُحَمَّد أبُو شَهْبَه رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: إنَّ خَيْرَ مَا يَتَدَارَسُهُ المُسْلِمُونَ .. دِرَاسَةُ السِّيرَةِ المُحَمَّدِيَّةِ ، إذْ هِيَ خَيْرُ مُعَلِّمٍ وَمُثَقِّفٍ ، ومُهَذِّبٍ، ومُؤَدِّبٍ ، وآصَلُ مَدْرَسَةٍ تَخَرَّجَ فِيهَا الرَّعِيلُ الأوَّلُ مِنَ المُسْلِمِينَ والمُسْلِمَاتِ ، الذِينَ قَلَّمَا تَجُودُ الدُّنْيَا بِأَمْثَالِهِمْ، فَفِيهَا ما يَنْشُدُهُ المُسْلِمُ ، وطَالِبُ الكَمَالِ مِنْ دِينٍ، ودُنْيَا، وإيمَانٍ واعْتِقَادٍ، وعِلْمٍ ، وعَمَلٍ، وآدَابٍ وأخْلَاقٍ، وسِيَاسَةٍ وكَيَاسَةٍ ( فطنة )، وإمَامَةٍ وقِيَادَةٍ، وعَدْلٍ، ورَحْمَةٍ، وبُطُولَةٍ وكِفَاحٍ، وجِهَادٍ واسْتِشْهَادٍ في سَبِيلِ العَقِيدَةِ والشَّرِيعَةِ، والمُثُلِ الإنْسَانِيَّةِ الرَّفِيعَةِ، والقِيَمِ الخُلُقِيَّةِ الفَاضِلَةِ.

ولقدْ كَانَتِ السِّيرَةُ النَّبَوِيَّةُ مَدْرَسَةً تَخَرَّجَ فِيهَا أمْثَلُ النَّمَاذِجِ البَشَرِيَّةِ، وهُمُ الصَّحَابَةُ الكِرَامُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أجْمَعِينَ، فكَانَ مِنْهُمُ: الخَلِيفَةُ الرَّاشِدُ، والقَائِدُ المُحَنَّكُ، والبَطَلُ المِغْوَارُ، والسِّيَاسِيُّ الدَّاهِيَةُ، والعَبْقَرِيُّ المُلْهَمُ، والعَالِمُ العَامِلُ، والفَقِيهُ البَارعُ، والعَاقِلُ الحَازِمُ، والحَكِيمُ الذِي تَتَفَجَّرُ مِنْ قَلْبِهِ يَنَابِيعُ العِلْمِ والحِكْمَةِ، والتَّاجِرُ الذِي يُحَوِّلُ رِمَالَ الصَّحْرَاءِ ذَهَبًا، والزَّارعُ والصَّانِعُ اللَّذَانِ يَرَيَانِ في العَمَلِ عِبَادَةً، والكَادِحُ الذِي يَرَى في الاحْتِطَابِ عَمَلًا شَرِيفًا يرَفَّعُ بِهِ عَنِ التَّكَفُّفِ والتَّسَوُّلِ، والغَنِيُّ الشَّاكِرُ الذِي يَرَى نَفْسَهُ مُسْتَخْلَفًا في هَذَا المَالِ يُنْفِقُهُ في الخَيْرِ والمَصْلَحَةِ العَامَّةِ، والفَقِيرُ الصَّابِرُ الذِي يَحْسَبُهُ مَنْ لَا يَعْلَمُ حَالهُ غَنِيًّا مِنَ التَّعَفُّفِ، وكُلُّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ ثَمَرَاتِ الإيمَانِ باللَّهِ، وبِرَسُولهِ -صلى اللَّه عليه واله وسلم- وبهَذَا كَانُوا الأمَّةَ الوَسَطَ، وكانُوا خَيْرَ أمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ .

وصل الله تعالي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وآله وصحبه ..
نلتقي بإذن الله تعالي في الحلقة القادمة …

https://hidayat-alhayara.com موقع هداية الحيارى