فرق اليهود

العنانية (القراؤون):

نسبوا إلى رجل يقال له: عنان بن داود من بغداد في أواخر القرن الثامن بعد الميلاد، على عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور (754-775) أي بعد موسى عليه السلام بنحو عشرين قرنًا، ومعنى القراؤون أي المتمسكون بالكتاب وحده، ولا يزال لهذه الفرقة أتباع كثيرون في الوقت الحاضر.

عقائدهم:
1- التمسك بما جاء في أسفار العهد القديم.
2- عدم الاعتراف بتعاليم اليهود.
3- عدم الاعتراف بسلطة الحاخامات.
4- يخالفون سائر اليهود في السبت والأعياد.
5- ينهون عن أكل الطير والظباء والسمك والجراد يذبحون الحيوان على القفا.
6- يصدقون عيسى عليه السلام في مواعظه وإشاراته ويقولون إنه لم يخالف التوراة البتة بل قررها ودعا الناس إليها وهو من بني إسرائيل المتعبدين بالتوراة ومن المستجيبين لموسى عليه السلام إلا انهم لا يقولون بنبوته ورسالته.
7- ومن هؤلاء من يقول: إن عيسى عليه السلام لم يدَّعِ أنه نبيٌّ مُرسَل، وليس من بني إسرائيل، وليس هو صاحب شريعة ناسخة لشريعة موسى عليه السلام؛ بل هو من أولياء الله المخلصين العارفين بأحكام التوراة، وليس الإنجيل كتابًا أُنزِل عليه وحيًا من الله تعالى؛ بل هو جمع أحواله من مبدئه إلى كماله، وإنما جمعه أربعة من أصحابه الحواريين؛ فكيف يكون كتابًا منزلا، قالوا: واليهود ظلموه حيث كذَّبوه أولا ولم يعرفوا بعد دعواه، وقتلوه آخرًا ولم يعلموا بعد محله ومغزاه، وقد ورد في التوراة ذكر المشيحا في مواضع كثيرة، وذلك هو المسيح، ولكن لم ترد له النبوة ولا الشريعة الناسخة، وورد فارقليط وهو الرجل العالم، وكذلك ورد ذكره في الإنجيل فوجب حمله على ما وجد وعلى من ادعى غير ذلك تحقيقه وحده.

العيسوية:


نسبوا إلى أبي عيسى إسحق بن يعقوب الأصفهاني، وقيل: إن اسمه عوفيد الوهيم أي عابد الله كان في زمن المنصور وابتدأ دعوته في زمن آخر ملوك بني أمية مروان بن محمد الحمار فاتبعه بشر كثير من اليهود.

معتقداتهم:
1- نسبوا إلى أبي عيسى آيات ومعجزات وزعموا انه لما حورب خط على أصحابه خطا بعود آس وقال أقيموا في هذا الخط فليس ينالكم عدو بسلاح فكان العدو يحملون عليهم حتى إذا بلغوا الخط رجعوا عنهم خوفا من طلسم أو عزيمة ربما وضعها ثم إن أبا عيسى خرج من الخط وحده على فرسه فقاتل وقتل من المسلمين كثيرا وذهب إلى أصحاب موسى بن عمران الذين هم وراء النهر المرمل ليسمعهم كلام الله وقيل انه لما حارب أصحاب المنصور بالري قتل وقتل أصحابه.

2- وهم يقولون بنبوة عيسى بن مريم ومحمد صلى الله عليه وسلم ويقولون أن عيسى بعثه الله عز وجل إلى بني إسرائيل على ما جاء في الإنجيل وأنه أحد أنبياء بني إسرائيل ويقولون إن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي أرسله الله تعالى بشرائع القرآن إلى بني إسماعيل عليهم السلام وإلى سائر العرب كما كان أيوب نبيا في بني عيص وكما كان بلعام نبيا في بني موآب بإقرار من جميع فرق اليهود.

3- زعم أبو عيسى أنه نبي وأنه رسول المسيح المنتظر.

4-  زعم أن للمسيح خمسة من الرسل يأتون قبله واحدًا بعد واحد.

5- زعم أن الله تعالى كلمه وكلفه أن يخلص بني إسرائيل من أيدي الأمم العاصين والملوك الظالمين.

6- زعم أن المسيح افضل ولد آدم وأنه أعلى منزلة من الأنبياء الماضين، وإذ هو رسوله فهو أفضل الكل أيضًا، وكان يجب تصديق المسيح ويعظم دعوة الداعي، ويزعم أيضًا أن الداعي هو المسيح.

7- حرم في كتابه الذبائح كلها، ونهى على أكل كل ذي روح على الإطلاق طيرًا كان أو بهيمة.

8- أوجب عشر صلوات وأمر أصحابها بإقامتها وذكر أوقاتها.

9- خالف اليهود في كثير من أحكام الشريعة الكثيرة المذكورة في التوراة وتوراة الناس هي التي جمعها ثلاثون حبرا لبعض ملوك الروم حتى لا يتصرف فيها كل جاهل بمواضع أحكامها والله الموفق.

 المقاربة واليوذعانية:


نسبوا إلى يوذعان من همدان، وقيل: كان اسمه يهوذا كان يحث على الزهد وتكثير الصلاة.

معتقداتهم:
1- كان يوذعان ينهى عن اللحوم والأنبذة.

2- وفيما نقل عنه تعظيم أمر الداعي.

3- وكان يزعم أن للتوراة ظاهرا وباطنا وتنزيلا وتأويلا وخالف بتأويلاته عامة اليهود.

4- وخالفهم في التشبيه.

5-  مال إلى القدر وأثبت الفعل حقيقة للعبد وقدر الثواب والعقاب عليه وشدد في ذلك.

6- ومنهم الموشكانية أصحاب موشكان كان على مذهب يوذعان غير أنه كان يوجب الخروج على مخالفيه ونصب القتال معهم فخرج في تسعة عشر رجلا فقتل بناحية قم.

7- وذكر عن جماعة من الموشكانية انهم أثبتوا نبوة المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام الى العرب وسائر الناس سوى اليهود لأنهم أهل ملة وكتاب.

8- وزعمت فرقة من المقاربة إن الله تعالى خاطب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بواسطة ملك اختاره وقدمه على جميع الخلائق واستخلفه عليهم وقالوا كل ما في التوراة وسائر الكتب من وصف الله تعالى فهو خبر عن ذلك الملك وإلا فلا يجوز أن يوصف الله تعالى بوصف قالوا وان الذي كلم موسى عليه السلام تكليما هو ذلك الملك والشجرة المذكورة في التوراة هو ذلك الملك ويتعالى الرب تعالى أن يكلم بشرا تكليما وحمل جميع ما ورد في التوراة من طلب الرؤية ومشافهة الله وجاء الله وطلع الله في السحاب وكتب التوراة بيده واستوى على العرش استقرارا وله صورة آدم وشعر قطط ووفرة سوداء وانه بكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه وانه ضحك الجبار حتى بدت نواجذه إلى غير ذلك على ذلك الملك قال ويجوز في العادة أن يبعث ملكا روحانيا من جملة خواصه ويلقي عليه اسمه ويقول هذا هو رسولي ومكانه فيكم مكاني وقوله قولي وأمره أمري وظهوره عليكم ظهوري.

كذلك يكون حال ذلك الملك، وقيل: إن أرنوس حيث قال في المسيح: إنه هو الله وإنه صفوة العالم أخذ قوله من هؤلاء، وكانوا قبل أرنوس بأربعمائة سنة وهم أصحاب زهد وتقشف، وقيل: صاحب هذه المقالة هو بنيامين النهاوندي وقرر لهم هذا المذهب، وأعلَمَهم أن الآيات المتشابهات في التوراة كلها مؤولة، وأنه – تعالى – لا يوصف بأوصاف البشر ولا يشبه شيئًا من المخلوقات، ولا يشبه شيئًا منها، وأن المراد بهذه الكلمات الواردة في التوراة ذلك الملك العظيم، وهذا كما يحمل في القرآن المجيء والإتيان على إتيان ملك من الملائكة، وهو كما قال تعالى في حق مريم عليها السلام: {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا} [الأنبياء: 91]، وفي موضع آخر: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} [التحريم: 12]، وإنما النافخ جبريل عليه السلام حين تمثَّل لها بشرًا سويًّا ليهَبَ لها غلامًا زكيًّا.

السامرة:


السامرية، وهم يقولون: إن مدينة القدس هي نابلس وهي من بيت المقدس على ثمانية عشر ميلا ولا يعرفون حرمة لبيت المقدس ولا يعظمونه ولهم توراة غير التوراة التي بأيدي سائر اليهود، ويتقشفون في الطهارة أكثر من تقشف سائر اليهود.

معتقداتهم:
1- أثبتوا نبوة موسى وهارون ويوشع بن نون عليهم السلام، وأنكروا نبوة من بعدهم من الأنبياء إلا نبيًّا واحدًا، وقالوا: التوراة ما بشَّرَت إلا بنبيٍّ واحدٍ يأتي من بعد موسى يُصدِّق ما بين يديه من التوراة، ويحكُمُ بحكمها ولا يخالفها البتة.

2- ظهر في السامرة رجل يقال له: الألفان ادَّعَى النبوة وزعم أنه هو الذي بشَّرَ به موسى عليه السلام، وأنه هو الكوكب الدري الذي ورد في التوراة أنه يضيء ضوء القمر، وكان ظهوره قبل المسيح عليه السلام بقريب من مائة سنة.

3- افترقت السامرة الى دوستانية وهم الألفانية، وإلى كوستانية، والدوستانية معناها: الفرقة المتفرقة الكاذبة، والكوستانية معناها: الجماعة الصادقة، وهم يقرون بالآخرة والثواب والعقاب فيها، والدوستانية تزعم أن الثواب والعقاب في الدنيا (أي: لا يقرون بالبعث) وبين الفريقين اختلاف في الأحكام والشرائع.

4- قبلة السامرة جبل يقال له: غريزيم بين بيت المقدس ونابلس.

5-  وهم بالشام لا يستحلون الخروج عنها.

6- قالوا: إن الله تعالى أمر داود أن يبني بيت المقدس بجبل نابلس، وهو الطور الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، وتحول داود إلى إيلياء وبنى البيت ثمة، وخالف الأمر فظلم، والسامرة توجهوا إلى تلك القبلة دون سائر اليهود، ولغتهم غير لغة اليهود.

7-  زعموا أن التوراة كانت بلسانهم وهي قريبة من العبرانية فنقلت إلى السريانية.

قال ابن حزم:
بأيدي السامرية توراة غير التوراة التي بأيدي سائر اليهود يزعمون أنها المنزلة ويقطعون أن التي بأيدي اليهود محرفة مبدلة وسائر اليهود يقولون أن التي بأيدي السامرية محرفة مبدلة، ولم يقع إلينا توراة السامرية لأنهم لا يستحلون الخروج عن فلسطين والأردن أصلا إلا أننا قد أتينا ببرهان ضروري على أن التوراة التي بأيدي السامرية أيضا محرفة مبدلة

الصدوقية:


نسبوا إلى رجل يقال له: صدوق، وهو الكاهن الأعظم الذي كان في عهد سليمان، وأتباعها من المثقفين وطبقة الأغنياء.

عقائدهم:
1- يقولون من بين سائر اليهود: إن العزير هو ابن الله – تعالى الله عن ذلك.
2- لا تؤمن بالبعث والآخرة والحساب والجنة والنار، وترى أن الدنيا هي دار العمل وهي دار الجزاء، وأن النفس تموت مع الجسد.
3- تنكر وجود الملائكة والأرواح والشياطين والعالم الآخر.
4- تنكر القضاء والقدر وتؤمن بحرية الإنسان.
5-  تنكر ظهور المسيح ولا تنتظره.
6-  تؤمن بأسفار العهد القديم ولا ترى لها القدسية المطلقة، وتنكر الإيمان بالتلمود وتعاليمه.

الربانيون (الفريسيون):

يقسم ابن القيم اليهود إجمالاً إلى فرقتين: قراؤون وربانيون؛ فالربانيون هم أكثر عددًا وفيهم الحخاميم الكذابون على الله الذين زعموا أن الله كان يخاطب جميعهم في كل مسألة بالصوت الذي يسمونه بث قول، وهذه الطائفة أشد اليهود عداوةً لغيرهم من الأمم، فإن الحخاميم أوهموهم بأن الذبائح لا يحل منها إلا ما كان على الشروط التي ذكروها، فإن سائر الأمم لا تعرف هذا وأنه شيء خصوا به وميزوا بهم عمن سواهم وأن الله شرفهم به كرامة لهم فصار الواحد منهم ينظر إلى من ليس على نحلته كما ينظر إلى الدابة، وينظر إلى ذبائحه كما ينظر إلى الميتة.

وأما القراؤون فأكثرهم خرجوا إلى دين الإسلام ونفعهم تمسكهم بالظواهر وعدم تحريفها إلى أن لم يبق منهم إلا القليل لأنهم أقرب استعدادا لقبول الإسلام لأمرين أحدهما إساءة ظنهم بالفقهاء الكذابين المفترين على الله وطعنهم عليهم الثاني تمسكهم بالظواهر وعدم تحريفها وأبطال معانيها.

وأما أولئك الربانيون فإن فقهاءهم وحخاميمهم حصروا في مثل سم الخياط بما وضعوا لهم من التشديدات والآصار والأغلال المضافة إلى الآصار والأغلال التي شرعها الله عقوبة لهم وكان لهم في ذلك مقاصد منها أنهم قصدوا بذلك مبالغتهم في مضادة مذاهب الأمم حتى لا يختلطوا بهم فيؤدي اختلاطهم بهم إلى موافقتهم والخروج من السبت واليهودية القصد الثاني أن اليهود مبدون في شرق الأرض وغربها وجنوبها كما قال تعالى وقطعناهم في الأرض أمما.

فهذه أشهر فرقهم هم الكبار وانشعبت منهم الفرق إلى إحدى وسبعين فرقة   وهم بأسرهم اجمعوا على أن في التوراة بشارة بواحد بعد موسى وإنما افتراقهم إما في تعيين ذلك الواحد أو في الزيادة على ذلك الواحد وذكر المشيحا وآثاره ظاهر في الأسفار وخروج واحد في آخر الزمان هو الكوكب المضيء الذي تشرق الأرض بنوره أيضا متفق عليه واليهود على انتظاره والسبت يوم ذلك الرجل وهو يوم الاستواء بعد الخلق وقد اجتمعت اليهود عن آخرهم على أن الله تعالى لما فرغ من خلق السموات والأرض استوى على عرشه مستلقيا على قفاه واضعا إحدى رجليه على الأخرى وقالت فرقة منهم إن ستة الأيام التي خلق الله تعالى فيها السموات والأرض هي ستة آلاف سنة فان يوما عند الله كألف سنة مما تعدون بالسير القمري وذلك هو ما مضى من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا وبه يتم الخلق ثم إذا بلغ الخلق إلى النهاية ابتداء الأمر ومن ابتداء الأمر يكون الاستواء على العرش والفراغ من الخلق وليس ذلك أمرا كان ومضى بل هو في المستقبل إذا عددنا الأيام بالألوف.

الفرق الحديثة:
ذكر حسن ظاظا في كتابه (الفكر الديني اليهودي) عدد من الفرق اليهودية منها القديم والحديث وهي على النحو التالي:1- السامرة.
2- الفريزيون.
3- الصدوقيون.

4- العنانيون.

يهود إثيوبيا (الفلاشا)

5- الأسينيين.
6- الأبنيون.
7- الغنوصيون.
8- اليودجانية: وهي فرقة نشأت على عهد الدولة الأموية على يد مؤسسها يودجان الذي ادعى النبوة.
9- القراؤون.
10- المارانوس: ظهرت في أسبانيا والبرتغال منذ القرن الخامس عشر الميلادي.
11- الدونمة أو الدومنة وهي كلمة تركية عامية مركبة من (دو) أي اثنين، و (نمة أو منة) أي نوع وهي الفرقة القائمة على أصلين: يهودي وإسلامي. وقد لجأت هذه الفرقة إلى تركيا بعد الاضطهاد الذي حصل على اليهود من الأوربيون.
12- الإصلاحيون: الريفورميست، ظهرت في القرن الثامن عشر مضادة لفرقة الحسيديم، وهم اليهود المتصوفة.
13- الفلاشه: طائفة صغيرة تعيش في الحبشة، نقلوا سرًا إلى فلسطين، ويتبعون الشريعة الموسوية بصفة خاصة.
14- بنو إسرائيل: فرقة تعيش في الهند.
15- الحسيديم (لم يذكرها حسن ظاظا): فرقة ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي، والمقصودبها (التقي) (المخلص للدين…) وهم من اليهود الأرثوذكس إلا أنهم يختلفون عنهم في الممارسات الدينية والعادات والتقاليد، وهم ينقسمون إلى مجموعات لك مجموعة مرشد ديني يسمى (صديق) وهم اليوم في أمريكا وإسرائيل، وبدأت هجرتهم إلى فلسطين في القرن الثامن عشر ولهم مستوطنات خاصة بهم ككفر حسيديم، وينقسمون إلى فرق متعددة مثل: بلز، بوباو، غر، اللوبافتش، الستمار . والستمار لا يشاهدون التلفزيون ولا يقنونه حتى الراديو لا يسمعونه، ويقولون إنه يسمع أصواتًا لا تشجع على عبادة الله. وفهم في هذا متناقضون فهم يرقصون ويغنون وهذا عندهم من العبادة.

وهناك تقسم آخر لليهود إلى قسمين:
1-  الإشكيناز (اليهود الغربيون).
2-  السفرديم (اليهود الغربيون).

الأحزاب السياسية الإسرائيلية
:راجع كتاب “الأحزاب السياسية في إسرائيل” عرض وتحليل، هاني عبد الله
وكذلك كتاب “الأحزاب والحكم في إسرائيل” غازي السعدي، وفيه:
1- خارطة التجمع العمالي (المعراخ) ص 249.
2- خارطة حزب الليكود ص 278.
3- خارطة الأحزاب الدينية ص 314.
4- ثم بعد ذلك ذكر كتل وأحزاب سياسي أخرى.