المرأة الأسيرة وجواز اغتصابها والزنا بها (في اليهودية)

الاستاذ الدكتور / سامي الامام استاذ اللغة العبرية والديانة اليهودية بجامعة الازهر الشريف
الاستاذ الدكتور / سامي الامام استاذ اللغة العبرية والديانة اليهودية بجامعة الازهر الشريف

ورد في شريعة المرأة الأسيرة أنها تُترك شهرًا لتندب أباها وأمها, كما وردت إشارة عن اقتسام النساء الأسيرات, بين المحاربين:
(ألم يجدوا الغنيمة ويقتسموها؟ فتاة أو فتاتين لكل رجل). وقد جاء نص هذه العبارة بألفاظ متدنية تصف الفتيات (رحم أو رحمين لكل رجل) وهذا وصف متأدب من قبلنا!
والمرأة الجميلة الوارد وصفها بنصّ التوراة هى امرأة أجنبية/كافرة من الأعداء تقع في أسر اليهود في زمن الحرب, فإذا أصاب جمالها محاربًا يهوديًا ووقع في حبها وعشقها ورغب في زواجها, كما كان متبعّا في ذلك الزمن القديم, فقد حددت التوراة مسارًا يجب أن يتّبع في هذه الحالة تقول المصادر أنه في صالح المرأة, ويحسّن من علاقة المحاربين بنساء الأعداء, لأنه يحاشي اغتصابهنّ!

نقرأ عن تلك المرأة :
(إِذَا ذَهَبْتُمْ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكُمْ، وَأَظْفَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ بِهِمْ، وَسَبَيْتُمْ مِنْهُمْ سَبْياً، 11وَشَاهَدَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ الأَسْرَى امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ فَأُولِعَ بِهَا وَتَزَوَّجَهَا، 12فَحِينَ يُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِهِ يَدَعُهَا تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا، 13ثُمَّ يَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَيَتْرُكُهَا فِي بَيْتِهِ شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ تَنْدُبُ أَبَاهَا وَأُمَّهَا، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُعَاشِرُهَا وَتَكُونُ لَهُ زَوْجَهً. 14فَإِنْ لَمْ تَرُقْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلْيُطْلِقْهَا لِتَذْهَبَ حَيْثُ تَشَاءُ. لاَ يَبِيعُهَا بِفِضَّةٍ أَوْ يَسْتَعْبِدُهَا، لأَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا). سفر التثنية
هذا التشريع, بحسب ما جاء بكتاب “العهد القديم” يتعلق بزمن الحرب, في أحوال التقاء محارب يهودي بامرأة أسيرة وقعت في الأسر وتعلق قلبه بها, وشعر بأن لديه رغبة جامحة لمضاجعتها. فالتوراة هنا تقدّر – بحسب المفسرين – هذا الموقف على أنه كان أمرًا شائعًا في الحروب قديمًا في ذلك العصر. وجاء في شروط إتمام هذا التشريع ضرورة أن تترك المرأة لفترة حداد على بيت أبيها والاستعداد لمرحلة جديدة في حياتها. فعلى المحارب الذي سيتخذ من تلك المرأة الأسيرة زوجة أن يمكّنها من البكاء والندب لمدة شهر كامل, وأن يمكِّنها من الانعزال بنفسها حتى لو كان ذلك المحارب/الرجل الجديد هو من قتل جميع أفراد عائلتها! 
وتذكر النصوص التفسيرية لهذه الفقرة أن على المحارب أن يكبح جماح شهوته تجاه هذه المرأة بقدر الإمكان, وأن يحلق شعر رأسها, ليفقدها أحد عناصر جمالها, وأن يطلق لأظفرها العنان ليسوء مظهر نعومة أصابعها, وأن يتيح لها فرصة البكاء لمدة شهر كامل هو الشهر الأول لأسرها, ليشوه وجهها. كل ذلك ليؤول مظهرها وجمالها إلى ما يثير الاشمئزاز! حتى يراها في غدوه ورواحه قبيحة الوجه!
فإذا كرهها المحارب لا يجوز له أن يجعلها جارية وعليه أن يطلقها حرّة ويحظر عليه الإتجار بها أو بجسدها أو بيعها لآخر أو الاستفادة بها من أي وجه. 
وجاء في تفسير الحكماء أن هذا التشريع هو ما يبيح الاغتصاب والزنا بغير اليهودية (حتى للكاهن). وقد اهتموا بتفاصيل هذا التشريع في فصل “قيدوشين”؛ حيث حددوا شروطًا مهمة لذلك مثل عدم جواز اغتصاب أكثرمن امرأة, أو الزنا بامرأتين, أو اتخاذ أكثر من امرأة غير يهودية من السبايا زوجة! وألا يخيفها ساعة القبض عليها, وألا يغتصبها أمام آخرين!
واختلف الحكماء في جواز مضاجعتها مرة واحدة في ساحة الحرب, أم أن الجواز يشترط إحضارها إلى البيت ومن ثم لابد من قضائها فترة الشهر التي ذكرناها؟ 
يجيز موسى بن ميمون مضاجعة الأسيرة مرة واحدة في ساحة الحرب. وبعد انقضاء الشهر أجاز الحكماء للمحارب زواج الأسيرة إذا وافقت على التهوّد! 
. . . . . . . . . . . . . . . . 
ونحن نسأل : أبعد هذا الجواز بزواج الأسيرة الأجنبية الكافرة يمكن أن نصدق ما يدّعونه من نقاء عرقي؟

د. سامي الإمام