ما المانع أن يكون هناك سبب مادي خلَق الكون؛ مثلاً: حضارة أخرى أو شيء آخر؟
لماذا الإله الأزلي تحديدًا؟
هناك قاعدة أسّس لها علماء الإسلام منذ أكثر من ألف عامٍ تقريبًا هذه القاعدة تقول أن: “التسلسل في الفاعلين يؤدي بالضرورة إلى عدم وقوع الأفعال”.[1]
التسلسل في الفاعلين: أي وجود أكثر من خالق، وفي هذا السؤال عندنا حضارة أخرى وحضارة سبقتها أنتجتها وحضارة سبقتهم أنتجتهم وهكذا، فهناك تسلسل في الخالقين.
هذا التسلسل يؤدي بالضرورة إلى عدم وقوع أفعال.
عدم وقوع أفعال: أي عدم ظهور مخلوقات مثل الكون والإنسان وغيرهم.
فالتسلسل في الفاعلين يؤدي إلى عدم ظهور الكون والوجود.
فلو أن إحدى الحضارات يتوقف ظهورها على حضارة أخرى أنشأتها والحضارة الأخرى يتوقف ظهورها على حضارة سابقة عليها أنشأتها وهكذا إلى ما لا نهاية، فلن تظهر هذه الحضارة ولا التي تسبقها ولا التي تسبقهما ولن يظهر الوجود ولا شيء.
فلابد من خالق أول أزلي أوجد كل شيء!
ولو أردنا مثالاً تبسيطيًا آخر نقول: عندنا مجموعة من أحجار الدومينو مترّاصة يلي بعضها بعضًا بحيث لو سقط حجر ستسقط بقية الأحجار بالتتابع. هنا نقول لو أن حجر الدومينو لن يقع إلا لو وقع حجر قبله والحجر الذي قبله لا يقع إلا لو وقع الذي قبله وهكذا فلن يقع أي حجر إلا لو كان لسلسلة أحجار الدومينو بداية.
فلو كانت أحجار الدومينو لانهائية ما وقع أي حجر.
فلو كان تسلسل لا نهائي لن توجد مخلوقات ولا خلق ولا موجودات لأن الفاعل سيتوقف وجوده على فاعل يسبقه وبالتالي لن يظهر فعله إلا بعد ظهوره، وظهوره يتوقف على غيره وغيره يتوقف على غيره وهكذا، فإذا كانت السلسلة لانهائية ما كان هناك خلق ولا موجودات ولا أفعال ولا مفعولات.
فلابد من مبتديء للخلق خالق موجِد أول.
فالممكن المفتقر لابد له من موجِد فلو قلنا بأنهم كلهم ممكن مفتقر ما ظهر منهم أحد، إذ لابد أن تتوقف السلسلة عند حد.
وهنا نجزم بالخالق الأول الذي لا يسبقه شيء!
[1] مصدر سابق.