عبادة النار وتمجيدها في المسيحية واليهودية !!
هل يعبد النصارى النار ويقدسونها حقاً ؟
بقلم / معاذ عليان
-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وأصحابه وبعد ..
يقول الحق سبحانه وتعالى :
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) سورة التوبة 30 .
وقول الحق سبحانه وتعالى ( يضاهؤون ) أي يشابهون ويماثلون , ولنقرأ الآن ما حرفه اليهود والنصارى داخل كتابهم ويدعوا لعبادة النار بكل صراحة .لقد أرسل الله تعالى رسله لكل الأرض والقرآن الكريم صرح بذلك في عدة مواضع فيقول الله تعالى :
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) يونس:47
وهؤلاء الرسل كانت مهمتهم تبليغ رسالتهم حتى لا يكون للناس على الله حجة فيقول الله تعالى :
(رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيما) النساء:165 , ولكن في الحقيقة أن البشر كانوا يميلون للشرك بعد الرسل !! بل وكانوا يكابرون عن إتباع الحق .. فاليهود مثلا بالرغم من أنهم قتلة الأنبياء ومُحرفي كُتب الله فعندما جاء لهم موسى عليه الصلاة والسلام مالوا إلى الشرك وعبدوا العجل والأصنام فنقرأ في الكتاب المقدس !!·خروج 32: 1- 6 ( ولما راى الشعب ان موسى ابطا في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: «قم اصنع لنا الهة تسير امامنا لان هذا موسى الرجل الذي اصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا اصابه». (2) فقال لهم هارون: «انزعوا اقراط الذهب التي في اذان نسائكم وبنيكم وبناتكم واتوني بها». (3) فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في اذانهم واتوا بها الى هارون. (4) فاخذ ذلك من ايديهم وصوره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا. فقالوا: «هذه الهتك يا اسرائيل التي اصعدتك من ارض مصر!» (5) فلما نظر هارون بنى مذبحا امامه ونادى هارون وقال: «غدا عيد للرب». (6) فبكروا في الغد واصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة. وجلس الشعب للاكل والشرب ثم قاموا للعب.) أ.هـ.·يشوع 24: 14- 15 ( فالآن اخشوا الرب واعبدوه بكمال وأمانة, وانزعوا الآلهة الذين عبدهم آباؤكم في عبر النهر وفي مصر, واعبدوا الرب. (15) وإن ساء في أعينكم أن تعبدوا الرب, فاختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون: إن كان الآلهة الذين عبدهم آباؤكم الذين في عبر النهر, وإن كان آلهة الأموريين الذين أنتم ساكنون في أرضهم. وأما أنا وبيتي فنعبد الرب». ) أ.هـ.
·القضاة 2: 8- 13 ( ومات يشوع بن نون عبد الرب ابن مئة وعشر سنين. (9) فدفنوه في تخم ملكه في تمنة حارس في جبل أفرايم, شمالي جبل جاعش. (10) وكل ذلك الجيل أيضا انضم إلى آبائه, وقام بعدهم جيل آخر لم يعرف الرب ولا العمل الذي عمل لإسرائيل. (11) وفعل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم, (12) وتركوا الرب إله آبائهم الذي أخرجهم من أرض مصر وساروا وراء آلهة أخرى من آلهة الشعوب الذين حولهم, وسجدوا لها وأغاظوا الرب. (13) تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروث. ) أ.هـ.
الكثير من النصوص تؤكد شرك اليهود وعبادتهم للأصنام !! ولكن في الحقيقة أن الكتاب المقدس هو السبب في ذلك فعندما يأتي النصراني ويقحم المجوسية ( الشمعة أو النار ) في الصلاة الخاصة بهم فهذا واقع الكتاب المقدس فيقول الأنبا تَكلا [1]:
(استخدام الشموع في الطقوس من خلال كتب الآباء في الكنائس الشرقية والكنائس الغربية:
1- إن استخدام الشموع candles في طقس الصلوات داخل الكنيسة وخصوصاً في الأعياد، نقرأ عنه في كتابات القديس باولينوس الذي من نولا التي ترجع إلى سنة 407 ق.م.
2- وفي إحدى كتابات القديس ابيفانيوس قصة يظهر فيها كيف كانت الكنائس تتميز بالشموع المضيئة في أيامه (القرن الرابع الميلادي).
3- وفي القرن السابع نسمع في إيطاليا عن حمل الشموع في مسيرة الأسقف عند دخوله الهيكل لبدء الصلاة، وأمامه سبعة شمامسة حاملين شموعاً مضيئة.. وعند خروج الشماس لقراءة الإنجيل يسبقه شماسان حاملان شمعتين مضيئتين كرامة للإنجيل المقدس… ) أ.هـ.فصلة بين المجوسية والمسيحية صلة وثيقة لا ينكرها عاقل !! وهذا بصريح الكتاب المقدس وسوف نُسرد لكم بعض هذه النصوص …
أنبياء الكتاب المقدس يقدمون الذبائح للناركان القدماء يقدمون الذبائح للنار ! ويعتقدون بأن هذه النار هي إله . (وأنا لا أعترض على تقديم الذباح ولكني أعترض على تقديم الذبائح بنية إنها الله أو يسمونها بالله ). واستمرت هذه الفكرة الوثنية حتى تبناها كُتاب الكتاب المقدس أو أنبيائهم كما يزعمون ! حتى أن أنبياء الكتاب المقدس كانوا يسمون المذبح بإسم الإله فيعقوب ( أبو دينة ) يقوم ببناء مذبح ويسميه إيل ( أي إله إسرائيل ) !
·ففي سفر التكوين 33/20 : ( وشيد هناك مذبحا دعاه إيل (ومعناه إله إسرائيل).[2]) الترجمة اليسوعية.
الذبائح أنواع ومنها ذبيحة المحرقة وذبيحة السلام وذبيحة الخطيئة وغيرها ومعناها أن يقُدِم الكاهن ذبيحة للنار [3].
وتقول دائرة المعارف الكتابية[4] :
( إيل إله إسرائيل أي الله إله إسرائيل وهو الإسم الذي أطلقه يعقوب على المذبح الذي أقامه في شكيم على قطعة الأرض التي أشتراها من يد بني حمور أبي شكيم .. )
·وأيضاً في الخروج 24/4 :
(فكتب موسى جميع كلام الرب، وبكر في الصباح وبنى مذبحا في أسفل الجبل، واثني عشر نصبا لأسباط إسرائيل الاثني عشر.)
ويعلق مؤلفي تفسير تندل ( التفسير الحديث للكتاب المقدس ) [5]:
( وترمز هذه الأعمدة الحجرية بأسباط إسرائيل في حين أن المذبح يرمز بموضوح إلى الله وذلك في الإحتفال الذي سيأتي الحديث عنه فيما بعد .. )·وها هو موسى يفعل كما فعل غيره ! ففي سفر الخروج 17/15 :
(وبنى موسى مذبحا وسماه (( الرب رايتي )). )·وشاول أيضاً ! ففي سفر صموئيل الأول 14/35 :
(وقال شاول: “تفرقوا في الشعب وقولوا له: ليقدم إلي كل واحد بقره وغنمه، واذبحوا ههنا وكلوا، ولا تخطأوا إلى الرب وتأكلوا بالدم”. فقدم الشعب كل رجل منهم ثوره بيده في تل , وبنى شاول مذبحا للرب، وكان أول مذبح بناه للرب.)فتقديم الذبائح بهذا الفكر ( أي أن التقديم على مذابح تسمي باسم الله , وسنؤكد هذا في الأجزاء القادمة ) نابع عن الفكر الكتابي الذي نادى بتقديس النار !! ولكن ما هي علاقة النار والمذبح بإله المسيحية ؟ لنري الآن النصوص التي تثبت أن هناك علاقة غريبة بين المذبح وبين إله المسيحية .
تقديس النار وعبادتها حسب الكتاب المقدس ..قد أشرنا سابقاً تسمية المذابح بأسماء الإله إنما هي دعوة لرفع النار إلى مستوى الإله ! بل وعبادتها أيضاً , بل إن نصوص الكتاب المقدس تدعم فكرة أن الله صفاته نارية . ونرى أن إبن الله او كلمة الله( يسوع) كما يؤمن بها النصارى وآبائهم ظهر في النار !! فنقرأ في سفر الخروج 3/2-4 :
(وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة فنظر واذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق! , فقال موسى: «اميل الان لانظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة؟» )ويقول القمص تادرس يعقوب ملطي[7]:
( ويلاحظ أن الكتاب يقول: “وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عُلِّيقة” [2]. وهنا كلمة ملاك تعني “مرسل”، وتشير إلى الأقنوم الثاني، الابن الذي أُرسل من قبل الآب ليعلن هذا العمل ويرسل موسى النبي… فلو أن الذي ظهر ملاك وليس الأقنوم الثاني لما قال: “ناداه الله من وسط العُلِّيقة… ثم قال: أنا إله أبيك إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب. فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله” [4-6]. يرى بعض الآباء أن الآب لا يُرى، لكن كلمته تُعلن هنا في العُلِّيقة كنار ملتهبة، وهو بعينه الذي يأتي في آخر الأزمنة متجسدًا “لكي يخبر” عن الآب! )فكما ظهر يسوع حسب إيمانهم كإبن الله ومات على الصليب كما ظهر في العليقة !ويُعبد كليهما .. [8] هكذا يعتقد النصارى أن الإله قد ظهر في النار وهذا ما جعل موسي يسجد للنار كما هو أمامنا بهذه الصورة :
هكذا كان يتصور بني إسرائيل في الإله فكانوا يتصورونه كنار آكلة ففي سفر الخروج 24 / 17 :
(وحل مجد الرب على جبل سيناء وغطاه السحاب ستة أيام. وفي اليوم السابع دعي موسى من وسط السحاب. وكان منظر مجد الرب كنار آكلة على رأس الجبل أمام عيون بني إسرائيل.)حتى إنهم كانوا ينظرون إلى النار ويسمعون صوت الإله منها ففي سفر التثنية 4 / 12 , 24:
(فكلمكم الرب من وسط النار وأنتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتا….. لأن الرب إلهك هو نار آكلة إله غيور. )وأيضاً يعتقد النصارى بأن النظر للنار إنما هو نظر للإله وجهاً لوجه
ففي سفر التثنية 5 / 4 : (وجها لوجه تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار.)
ويقول القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره للنص [9]:
(حقًا إنه إله مهوب، نار آكلة، لكنه يهب حياة لشعبه، إذ يقول: “لأنه من هو من جميع البشر الذي سمع صوت الله الحيّ يتكلم من وسط النار مثلنا وعاش؟!”. قد أرانا مجده وعظمته، وسمعنا صوته من وسط النار؛ هذا اليوم قد رأينا أن الله يكلم الإنسان ويحيا ..)بل يعتقد أنبياء الكتاب المقدس أن تقديم الذبائح في المذبح ورميها في النار يكون بوجود الإله وبالطبع الإله هو النار الذي يعبدها اليهود والنصارى ففي سفر اللاويين 6 / 12-13 :
(وتظل النار في غضون ذلك تتوهج على المذبح لا تطفأ، لكي يشعل الكاهن بها حطبا كل صباح، ويرتب عليها المحرقة، ويوقد عليها شحم ذبيحة السلام اليومية.لتبق النار دائما متقدة على المذبح، لا تنطفيء أبدا , وهذه نصوص تعليمات تقدمة الدقيق التي يقربها أبناء هرون في حضرة الرب أمام المذبح …. )
ويعلق مفسرو التفسير التطبيقي على هذا النص قائلين [10]:
(كان يجب أن تظل النار المقدسة مشتعلة على المذبح لأن الله هو الذي أوقدها، وكان هذا يمثل محضر الله الأبدي في نظام الذبائح. وكان يبين للشعب، أنه من فضل نعمة الله، يمكن أن تقبل الذبيحة من الإنسان. ونار الله موجودة في حياة كل مؤمن الآن، ويجب أن يظل تكريسنا له متقدا في قلوبنا.)ومن المعروف أن فكرة تقديم الذبائح للنار على إنها ألهة هي فكرة وثنية فمثلاً منسي الذي سار على منهج آحاز في عبادة الوثنيية وديانات فقدم الذبائح وبني المذبح ففي سفر الملوك الأول 21/1-5:
(وعاد فبنى المرتفعات التي أبادها حزقيا أبوه، وأقام مذابح للبعل وعمل سارية كما عمل أخآب ملك إسرائيل، وسجد لكل جند السماء وعبدها.وبنى مذابح في بيت الرب الذي قال الرب عنه: في أورشليم أضع اسمي…. وعبر ابنه في النار، وعاف وتفاءل واستخدم جانا وتوابع، وأكثر عمل الشر في عيني الرب لإغاظته. )حتى أن سليمان عندما أحب أن يري الله ويكلمه ذهب إلى المذبح وتراءي له الله ففي سفر أخبار الأيام الثانية 1 / 7 :
(وصعد سليمان هناك إلى مذبح النحاس أمام الرب الذي كان في خيمة الاجتماع وأصعد عليه ألف محرقة.في تلك الليلة تراءى الله لسليمان وقال له: اسأل ماذا أعطيك ..)فهذا التصور للإله الناري هو تصور وثني قديم , يقيمه اليهود والنصارى من أجل النار فإن العهد القديم يصرح بأن الرب نار آكلة ودائماً يظهر في شكل نار أو يظهر من وسط النار بل وتٌقدم الذبائح للنار على أنها صورة الله ومجده وكل ظهورات الرب في العهد القديم وحتى الجديد كانت مثل النار وهذه بعض النصوص التي تثبت ما نقوله :
·وهذا التصور أيضاً مستمر في نزول الرب فيعتقدون بأن الرب عندما يأتي يملأ الأرض دخان ففي سفر الخروج 19/18 :
(وكان جبل سيناء كله يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جدا.)
·ويعتقد النصارى واليهود بأن الإله يخرج من فمه دخان وجمر نار ففي المزامير 18/8 :
(صعد دخان من أنفه ونار من فمه أكلت. جمر اشتعلت منه.)
·سفر الخروج 14/24:
(وكان في هزيع الصبح أن الرب أشرف على عسكر المصريين في عمود النار والسحاب وأزعج عسكر المصريين .. )
·حتى أن نشيد الانشاد شبه الحب والغيرة كلهيب نار الرب ففي سفر نشيد الانشاد 8 / 6 :
(اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك. لأن المحبة قوية كالموت. الغيرة قاسية كالهاوية. لهيبها لهيب نار لظى الرب.)·سفر إشعياء 29/6 :
(من قبل رب الجنود تفتقد برعد وزلزلة وصوت عظيم بزوبعة وعاصف ولهيب نار آكلة. )
·سفر اشعياء 30 / 30 :
(ويسمع الرب جلال صوته ويري نزول ذراعه بهيجان غضب ولهيب نار آكلة نوء وسيل وحجارة برد.)
·سفر اشعياء 66/15 :
(لأنه هوذا الرب بالنار يأتي ومركباته كزوبعة ليرد بحمو غضبه وزجره بلهيب نار. )هكذا كان يصور الكتاب المقدس الإله على أنه نار أو لهيب نار وعلى هذا الأساس تم عمل المذبح لتقدم الذبائح للإله وتبني نفس هذه الأفكار العهد الجديد أيضاً فهناك الكثير مما يتكلم عن الإله وروحه وكانه لهيب نار وهذه بعض الأمثلة :
·سفر أعمال الرسل 7/30 :
(ولما كملت أربعون سنة ظهر له ملاك الرب في برية جبل سيناء في لهيب نار عليقة )
ويقول خدام كنيسة مار مرقس القبطية بمصر الجديدة معلقين على هذا النص [11]:
( عاش موسي هناك أربعين سنة أخري , حتى ظهر له الله بشكل ملاك في لهيب العليقة بالصحراء وهي تشتعل ولا تحترق ..)
ويعلق القمص تادرس يعقوب ملطي[12] :
(الآن تبدأ قصة الخروج وموسى في أضعف حالاته كغريبٍ هاربٍ من وجه فرعون. هنا أعلنت السماء تحركها للخلاص، فقد ظهر يهوه على شكل نارٍ متقدة في عليقه، ينزل ليقدس الأرض، ويقود شعبه إلى كنعان. إنها قصة التجسد الإلهي حيث تحمل العذراء مريم في أحشائها جمر اللاهوت، ويقود السيد المسيح البشرية إلى كنعان السماوية، محررًا إياهم من عبودية إبليس.)·حتى أن ملائكة الإله عندهم من لهيب نار ففي رسالة العبرانيين 1/7 :
(وعن الملائكة يقول: الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار.)·وأيضاً أرواح الإله السبعة هي نار متقدة ففي سفر الرؤيا 4/5 :
(ومن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات. وأمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة، هي سبعة أرواح الله.)
بل إن الرب يسكن في الضباب ويسكن في النار ففي سفر الملوك الأول 8/10-12 :
(ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب، لأن مجد الرب ملأ بيت الرب . حينئذ تكلم سليمان: قال الرب إنه يسكن في الضباب. )النار واللاهوت في الفكر المسيحي !!كل ما سبق يوضح لنا أهمية النار في الكتاب المقدس وتقديسها بل وعبادتها بل وصل الأمر إلى تسمية المذابح بأسماء إلهية !! وليس فقط في العهد القديم بل العهد الجديد بل وإلى كتابات الآباء بل والقساوسة المعاصرين ..
في بداية قرأتي في هذا الموضوع أستغربت كثيراً لأني لم أقرأ نصوصاً تحرم النار , من الممكن وجود بعض النصوص لكني لم أجدها ..
الإله في المسيحية نار ! وغضبه نار ورؤيته كنار ويظهر من وسط النار وعيناه نار وعندما ينزل الإله للأرض كان يملأها دخان وعندما أراد أنبياء الكتاب المقدس التقرب لله ذهبوا إلى النار !! وحتى أن القساوسة في كتاباتهم يعتبرون أن النار التي ظهرت في العليقة هي اللاهوت !! ولننظر الآن ما قالوه ..·يقول القديس كيرلس عمود الدين [13]:
( إن ” إلهنا نار آكلة ” ومن جهة أخرى ” الإنسان كالعشب وأيامه تفني كزهر الحقل ” فكما أن العوسج بطبعه لا يتحمل النار هكذا الناسوت بطبعه لا يحتمل اللاهوت , وأما في المسيح فقد حّل كل ملء اللاهوت جسدياً بحسب قول الحكيم بولس والساكن في النور الذي لا يدني منه أتى وحل في هيكل جسده المأخوذ من العذراء .. لذلك فالنار التي رآها موسى ما كانت تحرق العوسج , بل كانت تتلاطف وتتآلف مع طبيعة الخشب الضعيفة , وهكذا اللاهوت كان يتآلف مع الناسوت …)
·ويقول أيضاً القديس كيرلس عمود الدين :
( كما أنه ليس مستحيلاً على الله الذي يحب الإنسان أن يجعل الناسوت قادراً على أن يتحمل خصائص اللاهوت وقد سبق الله وأشار إلى هذا بشكل واضح عندما قدم هذا السر لموسى وأعطاه مثلاً على التجسد , وعندما جاء في شكل نار مشتعلة في العليقة دون أن تحترق مما جعل موسى يندهش من المنظر وكيف لم تحترق العليقة التي لا تنتمي إلى طبيعة النار وكيف إحتملت أغصان العليقة ألسنة اللهب ؟! …)·يقول القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص [14]:
(نور اللاهوت الذي أشرق منها نحو الحياة البشرية خلال ميلادها (ليسوع المسيح) لم يحرق العُلِّيقة المُتَّقدة، وذلك كما أن زهرة البتولية فيها لم تذبل بإنجابها الطفل )-
·يقول القدِّيس أمبروسيوس[15]:
(لماذا نيأس، إن الله يتحدث في البشر، هذا الذي تكلم في العُلِّيقة المملوءة أشواكًا ؟! إنه لم يحتقر العُلِّيقة! إنه يضيئ في أشواكي )·يقول القديس يوستينوس معلقاً على قصة العلقة [16]:
( وأيضاً اسمح لي أن أريك من سفر الخروج كيف خرج أن هذا الواحد بعينه الذي هو ملاك وإله , ورب وإنسان معاً, والذي ظهر لإبراهيم وإسحاق في هيئة بشرية, وظهر في لهيب نار من العليقة وتحادث مع موسى .. إن الله ذاته , الذي يتكلم عنه موسي كملاك تحدث إليه في لهيب نار ..)·يقول القس أنطونيوس فكري أيضاً [17]:
( وبحسب الفكر اليهودي فكل ما ينزل من السماء فهو ملاك لأنه مرسل , وما يثبت أنه الأقنوم الثاني وليس ملاكاً عادياً (آية6) ” قوله أنا إله أبيك .. ” بلهيب نار = إلهنا نار آكلة (عب12 : 29 ) ولقد حل الروح القدس على التلاميذ على هيئة ألسنة نار . وظهر لإبراهيم على شكل مصباح نار (تكوين15) وظهر للشعب على الجبل على شكل نار. وهو نار إحراق وتطهير وهو نور ومحبة نارية ؟ ولهيب النار كان من وسط عليقة العليقة هي شجرة شوك ضعيفة ….)هذه فقط بعض الأمثلة على تمثيل الآباء والقساوسة للاهوت بالنار . وتشبيهم لها بالنار , بل ويؤكدون بأن ظهور النار إنما هو ظهوراً حقيقياً للاهوت ..
الشموع والنار وعلاقتها بالكنيسة والعبادةحقيقة النار في المسيحية كما رأينا سابقاً هي لاهوت وله أهميته في الفكر المسيحي , فلم تتنازل المسيحية عن النار في صلاوتها بل ظلت تمارس هذه الطقوس, في المذبح والشموع وسنتكلم عنها بإيجاز:
·يقول العلامة القبطي إبن كبر[18] :
( لأن الكنيسة كمثال للسماء والأبرار سيضيئون كالكواكب في الملكوت . وبالنور ينكشف كل مستور , والظلمة ترمز للشر , وسوف يُعذب الأشرار في النار والظلمة … والله هو نار آكلة والرب يسوع هو نور من نور …. ودعانا يسوع لتكون سرجناً ( مصابيحنا )موقدة , ولذلك تتم القداسات على ضوء الشموع , وعند قراءة الإنجيل , لأن تعاليمه هي نور , وكلماته سراج لسبيل المؤمن في طريق العالم …)
·ويقول القديس غريغوريوس النزيانزي (القرن الرابع) [19]:
( إن استعمال الشموع والقناديل كان من جملة الطقوس المستعملة في الكنيسة عند مباشرة الأسرار )والشمعة في الكنيسة يعتبرها القساوسة هي عبارة عن رمز المسيح الذي صُلب فيقول الأنبا تكلا عضو في المجمع المقدس[20] :
(كما أن وضع شمعة أو ثلاث شمعات على الصليب عند مباركة الشعب إشارة إلى أن الذي علق على الصليب هو المسيح نور العالم وأنه بالصليب نقلنا من الظلمة إلى نوره العجيب (1 بط 2: 9) …)·وعند إنتهاء الصلاة يطفئون الشموع مباشرة وهذا يؤكده الأنبا تكلا فيقول [21]:
(والعادة أن تطفأ الشموع والقناديل عقب الانتهاء من الصلاة، ما عدا قنديل الشرق الذي يشير إلى النجم الذي أرشد المجوس، وقنديل الاسكنا أي القبة، والسبب في ذلك:
* كي لا تدخل نار غريبة إلى الكنيسة
* إطاعة لأمر الله القائل ” لتكن في قبة الشهادة سرج موقدة على الدوام ” … )حتى أن النار في الكنيسة أو الشمع هي رمز للاهوت في إعتقاد الكنائس فيقول أيضاً الدكتور ميخائيل مكسي إسكندر [22]:
( وأما جمر النار المشتعل فيشير إلى جمر اللاهوت , وبقية الفحم فيشير إلى جسد السيد المسيح , واشتعال الفحم بالنار يشير إلى إتحاد اللاهوت بالناسوت ( مع بقاء طبيعة كل منهما ) والبخور الصاعد للعلاء يشير لصلوات القديسين (رؤ8 / 3-4) أمام عرش النعمة ..)وبهذا يتضح لنا أن النار التي كانت في العليقة ولم تحترق كما الأمر في اللاهوت عندما ظهر في الجسد وبهذا أكد مفسري وآباء الكتاب المقدس ! والعلاقة بينهما واضحة والتي وضحها كاتب الرسالة إلى العبرانيين المجهول فقال : (لان الهنا نار آكلة ) 12/29 ..
أو بمعنى أخر كما أن الله ظهر في المسيح ( كما يدعون ) كذلك الأمر النار ظهرت في العليقة وكلاهما إله كما صرح بذلك الكتاب المقدس …والآن قد أثبتنا أهمية النار عند اليهود والنصارى وعبادتها وقدسيتها ونلخص ما قلناه سابقاً في النقاط التالية كما يلي :
1 – الإله في المسيحية نار آكلة .
2 – الإله في المسيحية يأتي وحوله دخان وضباب .
3 – الإله في المسيحية تخرج نار من فمه ودخان من فمه كما ورد في صموئيل الثاني 22/9.
4 – صوت الإله يخرج لهيب نار , كما جاء في المزامير 29/7 .
5 – المذابح النارية التي كانت تقدم لها الذبائح كانت تسمي بـ ( إله إسرائيل ) .
6 – كان إله المسيحيين يسكن داخل المذابح , وبالطبع الذي يسكن المذبح هو النار .
7 – كان إله النصارى يظهر وحوله الدخان يملأ المكان .
8 – عندما ينزل إله النصارى كان يملأ الأرض بالنار .
9 – عندما أراد أنبياء الكتاب المقدس رؤية الله كانوا يذهبون ويدعون المذبح حتى يظهر لهم .
10 – كان الإله دائماً يظهر (وجهاً لوجه) من داخل النار وفي وسطها .!
11– الشموع داخل الكنائس في وقت الصلوات تؤكد كل ما سبق بأنهم يعبدون النار .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمينمعاذ عليان————————-[2] كما أكد ذلك محرري دائرة المعارف الكتابية الجزء الأول صفحة 567 .
[3] راجع كتاب موسوعة علم اللاهوت – للعلامة ميخائيل مينا (مُعلم البابا كيرلس ) ومدير كلية الرهبان بحلوان سنة 1929, صفحة 359
[4] دائرة المعارف الكتابية الجزء الأول صفحة 567 .
[5] التفسير الحديث للكتاب المقدس ( تفسير تندل ) صفحة 210 .
[6] تفسير الكتاب المقدس – سفر التكوين للارشيدياكون نجيب جرجس صفحة108 .
[7] من تفسير وتأملات الآباء الأولين للقمص تادرس يعقوب ملطي –سفر الخروج – صفحة 31 .
[8] يُعلن القديس أثناسيوس الرسولي دائماً أن الجسد أصبح إله وأنه يسجد للجسد أيضاً !! وسوف نستقبل ببحثاً في هذا الموضوع إن شاء الله تعالى ..
[9] من تفسير وتأملات الآباء الأولين للقمص تادرس يعقوب ملطي – سفر التثنية – صفحة 135 .
[10] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – نخبة من العلماء واللاهوتيين صفحة 225 .
[11] الموسوعة الكنسية – نخبة من خدام وكهنة كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة – الجزء الثالث صفحة 68 .
[12] من تفسير وتأملات الآباء الأولين للقمص تادرس يعقوب ملطي – سفر أعمال الرسل – في تفسيره لهذا النص .
[13] كتاب تجسد الابن الوحيد بين تعليم القديس كيرلس الكبير وهرطقة نسطور – تأليف الدكتور إسحاق إيليا منسي – تقديم الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وسكرتير المجمع المقدس – صفحة 148.
[14] من تفسير وتأملات الآباء الأولين – سفر الخروج – تادرس يعقوب ملطي صفحة 30 .
[15] من تفسير وتأملات الآباء الأولين – سفر الخروج – تادرس يعقوب ملطي صفحة31.
[16] كتاب الظهورات الإلهية في كتب العهد القديم – القس شنودة ماهر إسحاق أستاذ العهد القديم واللاهوت بالكلية الإكليريكية,صفحة 33
[17] تفسير سفر الخروج – القمص أنطونيوس فكري صفحة 17 .
[18] كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة – للعلامة القبطي إبن كبر – تعليق وتبسيط ميخائيل مكسي إسكندر صفحة 272 .
[19] كتاب عقائدنا المسيحية الأرثوذكسية – إعداد القس بيشوي حلمي , تقديم ومراجعة الأنبا بيشوي والأنبا موسي والأنبا متاؤس , صفحة 379.
[20]http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/02-Coptic-Rituals-Theology__Fr-Asheia/Orthodox-Church-Rite_042-Candels-CandelHolder-Lantern.html
[21]http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/02-Coptic-Rituals-Theology__Fr-Asheia/Orthodox-Church-Rite_042-Candels-CandelHolder-Lantern.html[22] كتاب 90 سؤال وجواباً عن الكنيسة ومبانيها وادواتها ومصطلحاتها وصلواتها – بقلم الدياكون الدكتور ميخائيل مكسي اسكندر صفحة 43 .
-
المحاضرة صوتية بعنوان ” عبادة النار في المسيحية واليهودية “
http://muslimchristiandialogue.com/modules/mysounds/singlefile.php?cid=31&lid=1220
-
-