إذا كنت الآن واقفًا أمام المسيح وهو على الصليب، فهل ستتركه يموت أم ستنقذه؟
إذا قال النصراني : حتمًا سأنقذه .
فهو بهذا يُبطل العمل الكفاري للمسيح على الصليب ويكون سببًا في هلاك الجنس البشري.
–لأن النصرانية تتخيل طبقًا لفلسفة بولس أن المسيح جاء ليموت على الصليب فداءً لخطايا البشر-.
وإيقاف العمل الكفاري جريمة في حق الجنس البشري –طبقًا للعقيدة النصرانية-.
وإذا قال النصراني : سأتركه يموت .
فهذا يعني بمنتهى البساطة أن النصارى قتلة الأنبياء وقتلة الآلهة بمعنى أدق، وهنا لا فرق بين النصراني الذي يترك المسيح على الصليب حتى الموت وبين اليهود الذين عرفوا أنه هو المسيح وحاولوا قتله.
هذه معضلة كبرى؛ تبين إلى أي حد يصل الكفر بأهله.
مشكلة منظومة الفداء والصلب أنها تضيع المسئولية الفردية لكل إنسان عن جرائمه، وتقتل قيمة العمل الصالح، وتؤدي إلى عدم المبالاة بالذنوب.
فأنت كل ما عليك مجرد الإيمان بالعمل الكفاري ليسوع على الصليب! هكذا يُبشرون.
ولا ندري ما علاقة صلب زيد بتكفير ذنب عمرو. في أية منظومة عقلية تصح هذه المعادلة؟
إن المنظومة العقلية تقتضي الإيمان بما آمن به الرسل، وترك كل هذه الفروض الوثنية التي تخالف روح الكتاب المقدس نفسه .