هل يجوز استعمال المنطق الاحتمالي للحديث عن بداية الحياة على الأرض، وإنْ كان الاحتمال شبه مستحيل لكنه يبقى احتمالاً، فهل هذا الكلام صحيح؟

هذه أكبر مغالطة يتمنى أن يوقعنا فيها الملاحدة!

عندما تبدأ في حوار من هذا النوع وتَدْخُل في باب الاحتمالات فأنت تكون قد قفزت على الضرورات العقلية دون أن تدري، فالمنطق الترجيحي الاحتمالي لا يكون إلا في الممكن العقلي Contingent Existence.

إن لغة الاحتمالات فقط تكون في الممكنات!

أما كَون البشر جميعاً بكل ما امتلكوا من عقلٍ واعٍ ومكائن عملاقة وسواعد جبارة لم يستطيعوا إيجاد ولو أبسط صورة من صور الحياة، ثم أنت تزعم أن هذا ممكن عقلي في بيئة الارض الأولى العشوائية البدائية وتبدأ في عمل احتمالات رياضية عن نشاة الحياة فهذا سخف لا يُحتمل!

لحظة بداية الحياة لا يمكن وضعها في باب الاحتمالات.

لأنها لم تخضع للمنطق الاحتمالي من البداية في بيئة الأرض الأولى أصلاً.

قال ربنا سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} ﴿٧٣﴾ سورة الحج.

فالذي لا يعرف معنى الحياة، ولا يعرف كيف ظهرت الحياة، ولا يستطيع إيجاد ولو أبسط صور الحياة بكل ما أوتي من قوة، لا يحق له أن يتكلم بكلمة في باب الاحتمالات.

فقط يمكن أن نَدخل في باب الاحتمالات في الحالات القريبة من المحال مثل افتراض: أن سلسلة عواصف وظواهر كونية تقوم بتحويل خردة حديد إلى طائرة.

أما نشأة الحياة فهي لا علاقة لها بالممكنات الاحتمالية لأنها لم تقع في إطار الممكن الوجودي أصلاً.