مع الأوبئة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

الدكتور / نايف بن أحمد الحمد
الدكتور / نايف بن أحمد الحمد

فإن الحديث عن الأوبئة في هذه الأيام حديث ذو شجون، حديث غلب على مجالس الناس هنا وهناك، صغيرهم وكبيرهم في المجالس العامة والخاصة، وعبر برامج التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئي والمسموع، حديث غلب كل حديث، وغطى على كل علم وأنيس؛ فناسب ذلك الحديث عن شيء مما يتعلق بهذه الأوبئة بإيجاز بما يكشف شيئًا من تاريخها وحكمة إيجادها وبعض أحكامها الفقهية، مشيرًا في ثناياه على عَجَلٍ بآثارها التربوية على الفرد والمجتمع، فأقول مستعينًا بالله تعالى:

ربنا جل في علاه ذكر في كتابه حالًا من أحوال خلق الإنسان بقوله: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]: ﴿ فِي كَبَدٍ ﴾: أي: في نصب وشدة ومشقة[1]، ومن ذلك الأوبئة[2] التي تظهر بين الفينة والأخرى في بلاد المسلمين وغيرهم، فقد ذكر المؤرخون أن “الطواعين المشهورة العظام في الإسلام خمسة: طاعون شيرويه بالمدائن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في سنة ست من الهجرة، ثم طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان بالشام مات فيه خمسة وعشرون ألفًا، ثم طاعون الجارف في زمن ابن الزبير في شوال سنة تسع وستين هلك في ثلاثة أيام في كل يوم سبعون ألفًا، مات فيه لأنس بن مالك رضي الله عنه ثلاثة وثمانون ابنًا ويقال ثلاثة وسبعون ابنًا، ومات لعبدالرحمن بن أبي بكرة أربعون ابنًا، ثم طاعون الفتيات في شوال سنة سبع وثمانين، ثم كان طاعون في سنة إحدى وثلاثين ومائة في رجب، واشتد في شهر رمضان، فكان يحصى في سكة المريد في كل يوم ألف جنازة أيامًا ثم خف في شوال، وكان بالكوفة طاعون وهو الذي مات فيه المغيرة بن شعبة سنة خمسين”[3].

وعلق عمرو بن العاص رضي الله عنه بعمود خبائه سبعين سيفًا، كلها ورثها عن كلالة عام طاعون عمواس، ولم يكن أحد يقول لأحد: كيف أصبحت؟ ولا كيف أمسيت؟ حين كثر فيهم الموت[4].

♦ و”كان بدمشق في سنة تسع وستين وأربع مائة طاعون، وكان أهلها نحو خمسمائة ألف شخص، فلم يبقَ منهم سوى ثلاثة آلاف وخمسمائة، وكان من جملتهم مائتان وأربعون خبازًا، فبقى منهم اثنان”[5].

♦ وفي سنة 749هـ حدث طاعون عظيم جدًّا عمَّ الدنيا، مات فيه خلق كثير من العلماء والأمراء وعامة الناس وخاصتهم[6]، وتلى ذلك طواعين عدة:

• وفي عام (1918 – 1919) توفي بسبب الإنفلونزا الإسبانية قرابة مائة مليون نسمة وفق بعض التقديرات.

• وفي عام 1337هـ انتشر الطاعون في نجد، وسميت تلك السنة سنة الرحمة؛ فقد تكسرت النعوش من كثرة الموتى، واستعانوا بأبواب المنازل والبسط في نقل الموتى إلى المقابر[7].

وهذه الأمراض التي تتفشى ما هي إلا مخلوق من مخلوقات الله تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الزمر: 62]، يسلطها الله تعالى على مَن يشاء مِن عباده؛ عقوبة لقوم وابتلاء ورفعة لآخرين؛ عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمةً للمؤمنين))[8].

ثم إن هذه الأمراض بتعدد أنواعها: (كورونا، إنفلونزا الخنازير، إنفلونزا الطيور، جنون البقر، الوادي المتصدع، الطاعون، الكوليرا، إيبولا، الجدري…) ما هي إلا مخلوقات مؤتمرات بأمر الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 4]، وحصرها متعذرٌ؛ فهي تتجدد ما بين الفينة والأخرى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 31]، ولله تعالى الحكمة البالغة في خلقها والابتلاء بها، و”لولا محن الدنيا ومصائبها، لأصاب العبد من ‌أدواء ‌الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلًا وآجلًا، فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب، تكون حمية له من هذه الأدواء، وحفظًا لصحة عبوديته، واستفراغًا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه، فسبحان من يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه؛ كما قيل:

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم”[9]

ولتفشي هذه الأوبئة العامة أسباب منها:

• ظهور الفاحشة والمجاهرة بها:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: ((أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا…))[10].

وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط، إلا سلط الله عليهم الموت))[11] ؛ قال ابن القيم: “لا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة”[12]؛ قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

• التعدي على حرمات الله تعالى بأكل ما حرم: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ﴾ [المائدة: 3].

• قلة النظافة وملامسة القاذورات: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثًا؛ فإنه لا يدري أين باتت يده))[13].

• وقد يكون من أسبابها التجبر والغرور؛ قال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24].

والوقاية من تفشي هذه الأوبئة خير من العلاج؛ ومن صورها:

• الحجر الصحي: وأول من سنَّه في التاريخ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فعن عبدالله بن عامر: ((أن عمر خرج إلى الشام، فلما كان بسرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فشاور الصحابة في ذلك، فكان ممن دعا مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه، فقال أبو عبيدة لعمر رضي الله عنهما: أفرارًا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة – وكان عمر يكره خلافه – نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله[14]، ثم أخبره عبدالرحمن بن عوف: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارًا منه، فحمد الله عمر ثم انصرف))[15] ، فالدولة بحجرها فرت بالناس من قدر التعرض لسيئ الأسقام إلى قدر السلامة والعافية، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ وعن عمرو بن أمية رضي الله عنه قال: ((قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أرسل ناقتي وأتوكل؟ قال: اعقلها وتوكل))[16] ؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدرًا وشرعًا، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل”[17].

• ومنها تفريق الناس وتباعد بعضهم عن بعض كما تدعو إليه وزارات الصحة، وقد سبقنا الصحابة إلى ذلك؛ ((ففي عام طاعون عمواس لما استخلف على الناس عمرو بن العاص رضي الله عنه قام خطيبًا في الناس فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبلوا منه في الجبال، قال الراوي: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي عمرو، فوالله ما كرهه))[18].

وعن الزهري أن عمر بن الخطاب قال لمعيقيب رضي الله عنه: ((‌اجلس ‌مني ‌قيد رمح، قال: وكان به ذاك الداء، وكان بدريًّا))[19] ؛ أي: الجذام.

• ومنها حظر التجول: فقد تضطر الدولة لحظر التجول للحد من تفشي الأوبئة والأمراض، فالواجب الامتثال لذلك والتقيد به: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]؛ قال القاضي يونس: وأخبرني ثقة من إخواني عن رجل كان يصحبه – يعني: أبا وهب القرطبي الزاهد ت344هـ – أنه قال: “بت عنده في مسجد كان كثيرًا ما يأوي إليه بقرب حوانيت ابن نصير بقرطبة، فلما كان في الليل تذكر صديقًا له من الصالحين، فقال: وددت أن نكون معه الليلة، فقلت: وما يمنعنا من ذلك؟ ليست علينا كسوة نخاف عليها، إنما هي هذه الجبيبات، فاخرج بنا نحوه، فقال لي: وأين العلم؟ وهل لنا أن نمشي ليلًا، ونحن نعلم أن الإمام الذي ملكه الله أمر المسلمين في هذه البلدة قد منع من المشي ليلًا، وطاعته لنا لازمة؟ ففي هذا نقض للطاعة، وخروج عما يلزم جماعة المسلمين، فعجبت من فقهه في ذلك”[20]، وفي أحداث سنة (749هـ) سنة تفشي الطاعون أمر نائب السلطنة في دمشق ألَّا يمشي أحد بعد عشاء الآخرة[21].

• الحجر المنزلي: عن ابن أبي مليكة: ((أن عمر بن الخطاب مر بامرأة ‌مجذومة وهي تطوف بالبيت، فقال لها: يا أمة الله، لا تؤذي الناس، لو ‌جلستِ ‌في ‌بيتكِ، فجلست، فمر بها رجل بعد ذلك، فقال لها: إن الذي كان قد نهاك قد مات، فاخرجي، فقالت: ما كنت لأطيعه حيًّا وأعصيه ميتًا))[22] ؛ قال ابن عبدالبر رحمه الله تعالى: “وفي هذا الحديث من الفقه الحكم بأن يحال بين المجذومين وبين اختلاطهم بالناس؛ لِما في ذلك من الأذى لهم، وأذى المؤمن والجار لا يحل، وإذا كان آكل الثوم يؤمر باجتناب المسجد، وكان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما أُخرج إلى البقيع، فما ظنك بالجذام، وهو عند بعض الناس يعدي، ‌وعند ‌جميعهم ‌يؤذي؟”[23].

وقال ابن رشد رحمه الله تعالى: “وجب بهذا وما أشبهه من الأحاديث أن يُحال بين المجذومين وبين اختلاطهم بالناس؛ لِما في ذلك من الإذاية لهم والضرر بهم”[24].

• ومنها ترك مخالطة ذوي الأمراض الخطيرة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد))[25].

• ومنها ترك المصافحة: عن الشريد رضي الله عنه قال: ((كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: إنا قد بايعناك؛ فارجع))[26].

• تغسيل اليدين قبل الأكل: وهو ما يحث عليه الأطباء، بينما هو سنة نبوية؛ فعن أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب، توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل ويشرب يغسل يديه، ثم يأكل ويشرب))[27].

• التزام أدب العطاس: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده، أو ثوبه على جبهته، وخفض أو غض من صوته))[28].

• الاهتمام بالنظافة: ويظهر ذلك جليًّا في إسباغ الوضوء بغسل كل عضو ثلاثًا؛ قال لقيط بن صبرة رضي الله عنه: ((قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء؟ قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائمًا))[29].

• ومنها عمومًا بذل الأسباب التي تحول دون ذلك: عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((غطوا الإناء، وأوكوا السقاء؛ فإن في السنة ليلةً ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء))[30].

• ومنها الاستعاذة بالله من سيئ الأسقام: عن أنس رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيئ الأسقام))[31].

• ومنها الإكثار من سؤال الله العافية: عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال: ((قلت: يا رسول الله، علمني شيئًا أسأل الله به، فقال: يا عباس، سلِ الله العافية، ثم مكثت ثلاثًا، ثم جئت فقلت: علمني شيئًا أسأل الله به يا رسول الله، فقال: يا عباس، يا عم رسول الله، سلِ الله العافية في الدنيا والآخرة))[32].

• ومنها التعوذ بالله من تحول العافية: عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ((كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك))[33].

• ومنها الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى، وخاصة التسبيح: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143، 144]؛ قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: “لم أرَ أنفع للوباء من التسبيح”[34]، وقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82][35].

• المحافظة على الأذكار؛ أذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات.

• ومنها أن نوقن أن لكل داء دواء: لذا لا بد من دعم كليات الطب ومختبراتها بما يعين على اكتشاف الأمصال الشافية لتلك الأوبئة بأمر الله؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً))[36] ، وجاء من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وزاد: ((علمه من علمه، وجهله من جهله))[37].

• قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “في الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش، والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدرًا وشرعًا، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزًا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلًا للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلًا ولا توكله عجزًا”[38].

ومع كل التحفظات وبذل الأسباب إلا أن قدر الله تعالى نافذ فمكتشف الكورونا مات به:

قل للطبيب تخطفته يد الردى يا شافي الأمراض من أرداكا قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا قل للصحيح يموت لا من علة مَن بالمنايا يا صحيح دهاكا

الواجب علينا في هذه النازلة:

أولًا: ألَّا نستعليَ ونظن استغناءنا عن الله تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ﴾ [البلد: 4، 5]، بل جاء الوعيد: ﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24].

ثانيًا: لنعلم أن الأمر كله لله تعالى: ﴿ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ﴾ [الروم: 4]، ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22].

ثالثًا: لنعزم العودة إلى الله تعالى ونتضرع إليه: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 42، 43]، وقال تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 55، 56]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى إذا أحب عبدًا ابتلاه ليسمع تضرعه))[39] ؛ قال ابن عقيل رحمه الله تعالى: “الأمراض مواسم العقلاء يستدركون بها ما فات من فوارطهم وزلاتهم إن كانوا من أرباب الزلات، ويستزيدون من طاعاتهم إن لم يكونوا أرباب زلات، ويعتدونها إن خلصوا منها بالمعافاة، حياة بعد الممات، فمن كانت أمراضه كذا، اغتنم في الصحة صحة فقام من مرضه سليم النفس والدين، والكامد ينفق على الأدوية، ويعالج الحمية، ويوفي الطب الأجر، وليس عنده من علاج دينه خبر، فذاك ينصرع بالمرض انصراع السكران، ويفيق من مرضه إفاقة الإعداد لسكر ثانٍ”[40].

رابعًا: لنعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وهو من لوازم الإيمان بالقضاء والقدر؛ قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((لو كان لك جبل أحد أو مثل جبل أحد ذهبًا أنفقته في سبيل الله، ما قبِله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنك إن مت على غير هذا دخلت النار))[41].

خامسًا: أن ننشر الطمأنينة والتفاؤل: عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة))[42].

سادسًا: أن نحسن الظن بالله تعالى بزوال الغمة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن حسن الظن من حسن العبادة))[43] ، ومن حسن الظن حسن التوكل عليه: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3].

سابعًا: من ابتُلي بهذه الأمراض، فليصبر وليحتسب وليفعل ما أُمرنا به: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 – 157].

ثامنًا: أن نتجنب السب والشتم: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال: ما لك؟ يا أم السائب – أو يا أم المسيب – تزفزفين[44]، قالت: الحمى، لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحمى؛ فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد))[45].

تاسعًا: أن نجتنب نشر الإشاعات وتدوير الرسائل الواردة عبر برامج التواصل الاجتماعي، وأن نرد الأمر إلى أهله، وهي الجهة المختصة وزارة الصحة عبر موقعها الرسمي، وعبر القنوات الإعلامية الرسمية؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83].

عاشرًا: ما يتعلق بالأحكام الشرعية لمثل هذه الجوائح والنوازل يرجع فيها لأهل العلم: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]، ولأن العلماء أعلم بالأحكام الشرعية، وأكثر حكمة وتطمينًا؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه – يعني: ابن تيمية – فما هو إلا أن نراه ‌ونسمع ‌كلامه؛ ‌فيذهب ‌ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة”[46].

الحادي عشر: الاستفادة من هذه الأوقات التي كثرت الشكاية فيها من الفراغ بسبب ملازمة البيوت؛ فهي فرصة لتلاوة القرآن، والإتيان بالنوافل التي حال دونها كثرة الأشغال.

الثاني عشر: استشعار النعمة العظيمة التي كنا نعيشها ولا زلنا – والحمد لله – من أمن وعافية وسعة رزق؛ قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه – فكأنما حيزت له الدنيا))[47].

الثالث عشر: بسبب لزوم البيوت؛ ظهر الملل عند كثير من الناس، فليكن هذا دافعًا للاهتمام بوالدينا -هذه الأيام وبعدها – ممن هم في إقامة دائمة في بيوتهم أتعبهم الفراغ وطول الهجر.

الرابع عشر: الدعاء لكل من ساهم في دفع هذا الوباء عن البلاد والعباد من ولاة الأمور، والعلماء، والأطباء، ورجال الأمن، وغيرهم ممن لا يعلمهم إلا الله؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له، حتى ترَوا أنكم قد كافأتموه))[48].

ومما يناسب ذكره أن هناك بعض الأزمنة جرت سنة الله تعالى أن تكثر فيها الآفات كما هو مشاهد في فصل الشتاء، فتنكشف بأمر الله تعالى بعده؛ ومما استأنس به بعض العلماء حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما طلع ‌النجم ‌صباحًا ‌قط وتقوم عاهة، إلا رُفعت عنهم أو خفَّت))[49].

وأختم بأنه يرجى الشهادة بإذن الله تعالى لمن مات بهذا الداء؛ لكونه يصيب الرئتين بالتلف ففيه شبهٌ بالسل؛ وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((السل شهادة))[50].

اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا، ودنيانا، وأهلينا وأموالنا، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، والحمد لله رب العالمين.

——————————————————————————–

[1] فسرها بالنصب والشدة: ابنُ عباس، وبشدة: سعيد بن جبير وعكرمة والحسن، وبمشقة: قتادة؛ [تفسير الطبري (24/ 408، تفسير ابن كثير (8/ 403)، الدر المنثور (8/ 520)].

[2] جمع: وباء، وأكثر أهل اللغة أن جمع وباء: “أوبية” كهواء وأهوية؛ [انظر: لسان العرب (1/ 189)، القاموس المحيط/ 55، تاج العروس (1/ 478)]، وجاء في بعض كتب اللغة أن الجمع “أوبئة”؛ [الصحاح (1/ 79)، المصباح المنير (2/ 646)]، ولا أدري هل هو تصحيف.

[3] شرح النووي لصحيح مسلم (1/ 106)، وانظر: [التعازي للمبرد/ 215، المعارف لابن قتيبة/ 601، المسالك في شرح موطأ مالك (7/ 206)، المنتظم (4/ 247)].

[4] المنتظم (4/ 248)، مرآة الزمان (5/ 267).

[5] بذل الماعون في فضل الطاعون/ 367.

[6] البداية والنهاية (18/ 503، 507).

[7] تذكرة أولي النهى والعرفان (2/ 257).

[8] البخاري (3474).

[9] زاد المعاد (4/ 179)، والشعر لأبي تمام؛ [الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (1/ 91)، الدر الفريد (4/ 415)].

[10] رواه ابن ماجه (4019)، والبيهقي في الشعب (3042)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (764).

[11] الحاكم (2577)، وقال: “صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه”، ووافقه الذهبي، وقال الحافظ: “الحاكم بسند جيد”؛ [فتح الباري (10/ 193)].

[12] الطرق الحكمية (2/ 724).

[13] البخاري (162)، ومسلم (278) واللفظ له.

[14] “أي: لا محيص للإنسان عما قدره الله له وعليه، ولكن أمرنا الله تعالى بالتحرز من المخاوف والمهلكات، وباستفراغ الوسع في التوقي من المكروهات”؛ [تفسير القرطبي (3/ 233)، الزواجر (2/ 288)].

[15] البخاري (5730) ومسلم (2219)؛ ذكر ابن جرير رحمه الله تعالى: أن في الحديث “الدلالة على أن على المرء ‌توقي ‌المكاره ‌قبل وقوعها، وتجنب الأشياء المخوفة قبل هجومها، وأن عليه الصبر بعد نزولها، وترك الجزع بعد وقوعها”؛ [تهذيب الآثار، الجزء المفقود/ 84، شرح البخاري لابن بطال (9/ 423)، تفسير القرطبي (3/ 232)، التوضيح لابن الملقن (27/ 464)، الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 288)].

[16] صححه ابن حبان (731)، والمناوي في الفيض (2/ 7).

[17] زاد المعاد (4/ 14).

[18] رواه أحمد (1697).

[19] رواه ابن جرير في تهذيب الآثار (3/ 32)، وأخرج كذلك (3/ 33) عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال: ((كان عمر بن الخطاب إذا أُتي بالطعام وعنده معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مجذومًا، قال له: يا معيقيب، كل مما يليك، فأيم الله، أن لو غيرك به ما بك ‌ما ‌جلس ‌مني ‌على ‌أدنى من قيس رمح))، وانظر: [شرح البخاري لابن بطال (9/ 411)، التوضيح لابن الملقن (27/ 425)، عجالة المحتاج (4/ 1595)، فتح الباري (10/ 159)]، وقال: “وهما أثران منقطعان”، وعن عبدالله بن أبي أوفى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((‌كلم ‌المجذوم وبينك وبينه قيد رمح أو رمحين))؛ [رواه ابن عدي (3/ 104)، وأبو نعيم في الطب (292) وسنده واهٍ، فتح الباري (10/ 159)، التيسير للمناوي (2/ 220)، وضعفه الألباني في الضعيفة (1960)].

[20] تاريخ الإسلام (7/ 812)، سير أعلام النبلاء (15/ 507).

[21] البداية والنهاية (18/ 508).

[22] رواه مالك (1/ 424)، وعبدالرزاق (9031).

[23] الاستذكار (4/ 407)، شرح الزرقاني للموطأ (2/ 602).

[24] البيان والتحصيل (9/ 391).

[25] البخاري (5707).

[26] مسلم (2231).

[27] أحمد (24872)، والنسائي (257)، وصححه البغوي في شرح السنة (2/ 34)، والمناوي في التيسير (2/ 237).

[28] رواه أحمد (9662)، وأبو داود (5029)، والترمذي (2745)؛ قال الترمذي: “حسن صحيح”، وقال الحافظ: “أبو داود والترمذي بسند جيد”؛ [فتح الباري (10/ 602)].

[29] الترمذي (788)، والنسائي (87)، وقال الترمذي: “حديث حسن صحيح”، وصححه ابن خزيمة (150).

[30] مسلم (2014).

[31] أحمد (13004)، وأبو داود (1554)، وصححه ابن حبان (1017).

[32] أحمد (1783)، والبخاري في الأدب (726)، وصححه الترمذي (3514).

[33] مسلم (2739).

[34] رواه أبو نعيم في الحلية (9/ 136)، وانظر: الفتاوى الفقهية الكبرى للهيثمي (4/ 29)، ما يفعله الأطباء والداعون بدفع شر الطاعون للشيخ مرعي/ 47، بريقة محمودية (4/ 123).

[35] قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل ‌التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبدًا”؛ [زاد المعاد (4/ 322)، وانظر له: الفوائد/ 82].

[36] البخاري (5678).

[37] ورواه أحمد (3578)، وصححه الحاكم (8205)، ووافقه الذهبي.

[38] زاد المعاد (4/ 14).

[39] رواه هناد في الزهد (405)؛ قال المناوي رحمه الله تعالى: “حسن لغيره”؛ [التيسير (1/ 60)].

[40] الفنون (1/ 413)؛ قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: “ربما كان فقد ما فقدته سببًا للوقوف على الباب واللجأ، وحصوله سببًا للاشتغال عن المسؤول، وهذا الظاهر، بدليل أنه لولا هذه النازلة، ما رأيناك على باب اللجأ، فالحق عز وجل علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه، فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه، يستغيثون به، فهذا من النعم في طي البلاء، وإنما البلاء المحض ما يشغلك عنه، فأما ما يقيمك بين يديه، ففيه جمالك”؛ [صيد الخاطر/ 83].

[41] أحمد (21611)، وصححه ابن حبان (727) من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.

[42] البخاري (5756)، ومسلم (2224).

[43] أحمد (7956)، وأبو داود (4993)، وصححه ابن حبان (631).

[44] أي: تتحركين حركة شديدة وترتعدين؛ [شرح النووي لصحيح مسلم (16/ 131)، فيض القدير (6/ 401)].

[45] مسلم (2575).

[46] الوابل الصيب/ 48.

[47] الحميدي (443)، والترمذي (2346)، وقال: “حديث حسن غريب”.

[48] أبو داود (1672)، وصححه ابن حبان (3408).

[49] رواه أحمد (9039)، والطبراني في الأوسط (1305)، والطحاوي في شرح المشكل (2286)؛ قال المناوي رحمه الله تعالى: “أحمد عن أبي هريرة بسند حسن”؛ [التيسير (2/ 352)، وتكلم في إسناده الألباني انظر: السلسلة الضعيفة (397)]؛ قال السمعاني رحمه الله تعالى: “وذلك مثل الوباء والطواعين والأسقام وما يشبهها”؛ [تفسير السمعاني (6/ 306)]، وقيل: “((‌عاهة)) ‌في ‌أنفسهم من نحو مرض ووباء، أو في مالهم من نحو ثمر وزرع”؛ [التيسير للمناوي (2/ 352)، وفيض القدير (5/ 454)]، وأكثر شراح الحديث أنها عاهة الثمار، وقال ابن عبدالبر رحمه الله تعالى: “هذا كله على الأغلب، وما وقع نادرًا فليس بأصل يبنى عليه في شيء، والنجم هو الثريا لا خلاف ها هنا في ذلك، وطلوعها صباحًا لاثنتي عشرة ليلة تمضي من شهر أيار وهو شهر مايو، فنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها معناه عندهم: لأنه من بيوعا الغرر لا غير، فإذا بدا صلاحها ارتفع الغرر في الأغلب عنها”؛ [التمهيد (2/ 193)، وانظر: شرح مشكل الآثار (6/ 56)].

[50] الطبراني في المعجم الأوسط (1243)، وفي الكبير (6115)، وأبو نعيم في الطب (608)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3691).