بقلم :د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
بقلم :د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان

لا حول ولا قوة إلا بالله
كنز من كنوز الجنة

عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما أن أباه دَفَعَه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه، قال: فأتى عَلَي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليتُ ركعتين فَضَرَبني برجلِه، فقال: «ألا أَدُلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنة؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله»[1].

من فوائد الحديث:

1- مَـنْقَبة وفضيلة لقيس بن سعد رضي الله عنه.

2- قوله: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، تَضَمَّنَتْ براءة النفس من حَوْلِـها وقوتها إلى حول الله وقوته، فكانت موصولة إلى الجنة[2].

3- قوله: (أن أباه)؛ أي: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي أحد النقباء وأحد الأجواد، مات بأرض الشام سنة خمس عشرة، وقيل غير ذلك[3].

4- قوله:(يخدمه)؛ أي: ليخدمه، (قال) أي قيس بن سعد: (فضربني برجله)، فعل ذلك لتنبيهه[4]؛ ليُشْعِرَه بأهمية الكلام الذي سيقوله له.

5- فضل الذكر ومنه: (لا حول ولا قوة إلا بالله).

6- قوله: (وقد صليتُ ركعتين فَضَرَبني برجلِه)، يُحتمل أنه كان يُصلي في المسجد، وكان مضْطجِعًا، أو مُسْتنِدًا ومُمَددًا قدميه.

7- قوله: (لا حول ولا قوة إلا بالله) كلمة استسلامٍ وتفويضٍ، وأن العبد لا يملكُ من أمره شيئًا، وليس له حِيلة في دَفْع شَر، ولا قوةٍ في جَلْبِ خيرٍ إلا بإرادة الله تعالى[5].

8- قد تكون هذه الكلمات العظيمة مُكافأة لِخِدمة هذا الصحابي للنبي صلى الله عليه وسلم.

9- جواز خِدْمَة الحر لغيره.

10- اهتمام الآباء بتربية أبنائهم.

11- خدمة العلماء والصالحين، وطَلب الخير منهم مِن عِلمٍ ودعاء.

12- التماس البركة من النبي صلى الله عليه وسلم.

13- خِدمة النبي صلى الله عليه وسلم شَرَفٌ ورِفْعة.

14- لا حول ولا قوة إلا بالله، بابٌ من أبواب الجنة، أو أنها طريقٌ مُوْصِلٌ للجنة.

15- إن الشدة في التربية تَنفع بعض الأحيان من قوله: (دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم).

16- تَشَرَّفَ بالصحبة الأبُ سعد، وكذلك الابن قيس رضي الله عنهما.

17- ظاهرُ الحديث أنه خاص بقيس رضي الله عنه، لكن الصحيح أنه عام لكل أمة مُحمد صلى الله عليه وسلم، فالعبرة بِعُموم اللفظ لا بخصوص السبب.

18- أهمية الصلاة في حياة المسلم، وخاصة صلاة النافلة.

19- أن الجنة لها أبواب.

——————————————————————————–

[1] مسند الإمام أحمد 24/ 227 رقم 15480، السنن الكبرى للنسائي 9/ 139 رقم 10115، سنن الترمذي 5/ 570 رقم 3581، وقال: (حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه)؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم 4/ 323 رقم 7787، واللفظ له، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 327 رقم 1747.

[2] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 3/ 108.

[3] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري 10/ 30.

[4] المرجع السابق .

[5] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري 10/ 30.