مقدمة:

اد. مصطفى العلام

بعث الحق سبحانه وتعالى رسوله سيدنا عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ إلى بني إسرائيل وعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، يقول الحق سبخانه وتعالى﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ  وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾[1]، وقد كانت بعثته ـ عليه السلام ـ تصديقا لما بين يديه من التوراة بعد أن حادوا عن تعاليمها، وكانت أيضا بشرى بخاتم الأديان والرسالات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول ربنا في محكم تنزيله﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾.[2].

بعد رسالة المسيح ـ عليه السلام ـ أُرْسِل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، وأمره الله تعالى بالقول بذلك والجهر به، يقول الحق سبحانه وتعالى﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾[3]. وجعل المولى عز وجل الإسلام هو خاتم الأديان كلها، ووصى بها سيدنا إبراهيم الخليل بنيه ويعقوب، فقال عز من قائل﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ  وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[4]، وجعله أيضا المهيمن على الأديان كلها ﴿  وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ [5]. فتحرك الدعاة المسلمون في كل مكان لدعوة الناس إلى دين الإسلام الخاتم.

فكيف تحولت رسالة سيدنا عيسى بن مريم التي كانت موجهة بالأساس إلى بني إسرائيل خاصة لتصبح تنصيرا وتبشيرا بالدين المسيحي للناس كافة والمسلمين على وجه الخصوص؟ ولماذا يُمْنَع المبشرون النصارى من القيام بحملات التنصير في بلاد المسلمين؟ وما الفرق بين الدعوة إلى الإسلام والتنصير المسيحي؟

 

 

 

أولا: ـ التنصير المسيحي: وتحول رسالة المسيح ـ عليه السلام ـ  

أـ التنصير لغة واصطلاحا:

في اللغة:  في “لسان العرب” التنصير هو “الدخول في النصرانية”[6] . وفي القاموس المحيط ” ونصَّره تنصيرًا جعله نصرانيًّا”[7] .
في الاصطلاح: تعرفه الموسوعة الميسرة للأديان بأنه “حركة دينية سياسية استعمارية، تهدف إلى نشر النصرانية بين الأمم المختلفة عامة، وبين المسلمين خاصة” [8].والتنصير بهذا المعنى ارتبط بالاستعمار الذي تسلط على بلدان المسلمين، وكان من بين أهدافه التبشير بالنصرانية واعتناقها بدل الدين الإسلامي. فهي دعوة إذن لنبذ الديانات الأخرى حتى لوكانت توحيدية مثل الإسلام، يقول ‘ساسي سالم الحاج’ إن التنصير: “هو الدعوة إلى اعتناق الديانة النصرانية، ونبذ غيرها من الديانات الأخرى، سواء أكانت سماوية أم غير سماوية، كما أن بعض الديانات الأخرى لا تعرف التنصير، خاصةً اليهودية المنغلقة على نفسها”[8].
ب ـ التنصير من خلال الكتاب المقدس:

من خلال نصوص الكتاب المقدس ـ العهد الجديد ـ يلاحظ أن شرعية التنصير التي ينادي بها البعض تتأسس على ثلاثة نصوص فقط وهي:

ـ النص الأول: من إنجيل متى، يقول المسيح ـ عليه السلام ـ  «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِوَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ« [9].

والمتأمل لهذا النص يلاحظ أن صفة التثليت التي تتكلم عن الأب والابن و الروح القدس وردت على لسان المسيح ـ عليه السلام ـ وهذا الأمر يدعو إلى الاستغراب، لأن القول بالتثليت و ألوهية المسيح لم يتقررا إلا في (مجمع نقية سنة 325م) مما يؤكد انها فقرات مشكوك فيها ودخيلة ألحقت بهذا الإصحاح. وهذا ما أكدته أيضا بعض الدراسات النقدية للكتاب المقدس التي تناولت إنجيل متى بالنقد والتحليل وخَلُصَت إلى أن خاتمته ليست أصلية وإنما هي ملحقة به، وهي نفسها التي ورد فيها هذا النص الذي يدعو إلى التنصير والتعميد باسم الأب والإبن والروح القدس.

النص الثاني: من إنجيل مرقس وعلى لسان المسيح عليه السلام أيضا، وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ«[10]. وهذا النص أيضا موضع شك لمحققي الإنجيل من النقاد الذين اعتبروه هو أيضا مضافا في فترة لاحقة لزمن كتابته، إذ كيف يدعو المسيح ـ عليه ـ السلام بإدانة الناس وهو الذي جاء بالسلام والمحبة، ونصوص الإنجيل شاهدة على ذلك؟

 

النص الثالث: من إنجيل لوقا، جاء فيه أن المسيح عليه السلام ،َقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ«[11]. وذهب كثير من الباحثين إلي أن هذا النص أيضا قد أضيف إلى إنجيل لوقا من زميله الرسول بولس (شاؤول اليهودي). وتؤكد الدراسات النقدية للكتاب المقدس أن كُتّاب الأناجيل قد تأثروا في كتاباتهم بما دوّنه بولس في رسائله، وكان أول من استحدث عالمية النصرانية وحول وجهة رسالة المسيح ـ عليه السلام ـ ، يقول في رسالته “فصرت لليهودي كيهودي لأربح اليهود ، وللذين تحت الناموس كأنني بلا ناموس مع أنني لست بلا ناموس لله ، بل تحت ناموس المسيح لأربح الذين بلا ناموس ، صرت للضعفاء كضعيف لأ ربح الضعفاء ، صرت للكل كل شئ لأخلص على كل حال قوما ، وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه”.[12]
وخلاصة القول أن التنصير المسيحي لا يمكن أن يتأسس على ثلاثة نصوص فقط، وعلى أدلة مشكوك في أصالتها و شرعيتها، بل الأكثر من ذلك أنها نصوص تنافي رسالة المسيح نفسه التي بُعِث بها لبني إسرائيل.وعلى هذا المستوى وقع التحول والانحراف في الرسالة وظل قائما إلى اليوم.

ثانيا: الدعوة إلى الإسلام : رسالة إلى العالمين.

أ ـ الدعوة إلى الإسلام لغة واصطلاحا:

   لغة: الدعاء إلى الشيء والحث على قصده،”يقال دعاه إلى القتال، ودعاه إلى الصلاة،ودعاه إلى الدين،حثه على اعتقاده وساقه إليه.” [13]

 واصطلاحا: “هي جمع الناس إلى الخير ودلالتهم على الرشد، بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، قال الله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.[14][15].

ب ـ الدعوة إلى الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنة والنبوية.

أما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقد خصصا مساحة واسعة للحديث عن أمر الدعوة والتبليغ لدين الإسلام، فهو رسالة الله للعالمين، وقد خاطب الحق سبحانه وتعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحثه على تبليغ رسالة الإسلام للعالمين بقوله ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاته﴾[16]. ، وأمَرَه، وفي أمْرِه هذا أمر لسائر أمته صلى الله عله وسلم، ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [17].

والإسلام رسالة للناس كافة، يقول الله عز وجل ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [18]. والأدلة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة، نقتصر منها على ما رواه الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي، كانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى كُلِّ أحْمَرَ وأَسْوَدَ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنائِمُ، ولَمْ تُحَلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وجُعِلَتْ لِيَ الأرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا ومَسْجِدًا، فأيُّما رَجُلٍ أدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ صَلّى حَيْثُ كانَ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ بيْنَ يَدَيْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وأُعْطِيتُ الشَّفاعَةَ). [19]  والشاهد فيه قوله: “كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود”.

كما أشـار رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى عظيم مثوبة الدعاة عند الله، فَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: « لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ »، فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ: « أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ » . فَقِيلَ: « هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ ». قَالَ: « فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ ». فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: « يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ »، فَقَالَ: « انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ فِيهِ، فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا،  خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ».[20]

وخلاصة القول أن الدعوة إلى الله وتبليغ الرسالة في الإسلام  هي الغاية التي من أجلها بعث الله رسله للخلق ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يحرص كل الحرص أن يؤمن جميع الناس ويبايعونه على الهدى، فكان صلى الله عليه وسلم يغشى مجالس الناس ونواديهم يدعوهم إلى الله ويبلغهم رسالته. وتعلم الصحابة هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهجوا نهجه في الدعوة إلى الله وتحبيبها إلى الناس، تفرقوا في الأمصار يعلمون الناس ما أنزل إليهم من ربهم،وبقي هذا الأمر وسيبقى إلى يوم الدين.

 

ثالثا: بين التنصير المسيحي والدعوة إلى الإسلام  

إن رسالة المسيح ـ عليه السلام ـ أُريِدَ لها أن تغير وجهتها من بني إسرائيل إلى المسلمين، في حين ظل الإسلام رحمة للعالمين وهداية للخلق أجمعين، وهذا هو الفرق الأساس بين التنصير المسيحي والدعوة إلى الإسلام، أما باقي الفروق الأخرى فقد أجملها الدكتور ‘محمد عمارة ـ رحمه الله ـ’ في كتابه(الفارق بين الدعوة والتنصير) [21] كما يلي:

الفرق الأول: الإسلام يتميز بأنه دين ودولة، ومن ثَمَّ فإنَّ حكومات الدول الإسلامية لا يُمكن أن تكون مُحايدة إزاءه.

الفرق الثاني: الإسلام هو الدِّين الوحيد الذي يتعرَّض الآن لِحَرب ضروسٍ مُعلَنة من قِبَل مؤسَّسات الهيمنة السِّياسية والدينية والإعلامية الغربيَّة.

الفرق الثالث: في ظل وجود مؤسسات عملاقة ذات إمكانيات بشرية وتقنية ومادية هائلة، متخصصة في ميدان التنصير، فإن التنصير خرج عن أن يكون مجرَّد دعوةٍ إلى النصرانية؛ ليصبح أداةً من أدوات الغزو الفكريِّ، والتغريب، والمَسْخِ الحضاري،الذي يستعين على ذلك كله حتى بالاستعمار وجيوشه وحكوماته.

الفرق الرابع: إن المسلمين الذين يدعون غيرهم إلى الإسلام، لايخلو هؤلاء المدعوون من أحد ثلاث:

1ـ أن يكون المدعو وثنيا، ليس على دين من الديانات السماوية الثلاث.

2ـ فإذا كان المدعو إلى الإسلام يهوديا فإن دعوته إلى الإسلام لا تمثل ازدراء لليهودية ولا النصرانية ولا كفرا بهما، وإنما هي ـ وعلى العكس ـ تتضمن بقاء الإيمان والاحترام لليهودية..وإضافة الإيمان والاحترام للنصرانية والإسلام.

3ـ وكذلك الحال إذا كان المدعو إلى الإسلام نصرانيا .

ولمزيد من التفصيل حول هذه الفروق الأساسية بين التنصير المسيحي والدعوة إلى الإسلام، وشهادات الغربيين لدعوة الإسلام، وانتشاره السلمي، يرجى الرجوع إلى كتاب محمد عمارة ـ رحمه الله ـ

خاتمة:

يقول ‘محمد عمارة’ في ختام هذه المقارنة بين التنصير المسيحي والدعوة إلى الإسلام “ولهذه الحقائق الموضوعية والمنطقية والعقلية ـ كان الحق والعدل والإنصاف في منع الدول الإسلامية التنصير الرسمي في مجتمعاتها..لأنه ليس حجرا على الحرية المشروعة،وإنما هو حماية لمقوم أساسي من مقومات الدولة والمجتمع.وحرص على عدم الانتقاص من مجمل الإيمان بكامل الشرائع الدينية. ومنع الازدراء لأي من الديانات السماوية. فبالإسلام يكتمل الإيمان بالدين الإلهي الواحد والاحتضان للشرائع السماوية المتعددة والاعتراف بكل الكتب السماوية..من صحف إبراهيم وموسى..إلى إنجيل المسيح ـ عليه السلام ـ ..إلى القرآن الكريم الذي نزل على الرسول الخاتم ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومصدق لما بين يديه من كتاب ـ مطلق كتاب ـ ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ﴾”[22]
ـ الهوامش

[1] آل عمران: 48-49

[2] – الصف: 6

[3] الأعراف، 158

[4]– البقرة، 131 ـ 132

[5] المائدة: 48
[6] لسان العرب”، ابن منظور، ج: 14، مادة: نصر، ص: 161

.[7] القاموس المحيط”، الفيروز آبادي، ص: 436

.[8]ساسي سالم الحاج، الظاهرة الاستشراقية وأثرها على الدراسات الإسلامية، م س، ج: 1 ص:55.

[9] إنجيل متى الإصحاح 28: 19ـ 20

[10] ـ إنجيل مرقس، الإصحاح 16: 19ـ 20

[11] إنجيل لوقا24: 46 ـ 47

[12] الرسالة الأولى إلى كورنثوس 9/2420،

[13] معجم مقاييس اللغة، ابن فارس،ص:337

[14] سورة آل عمران، 104.

[15] د.محمد الوكيل، أسس الدعوة وآداب الدعاء، ص:9.

[16]. سورة المائدة، الآية: 67.

[17] سورة النحل، الآية: 125

[18] سورة سبأ، 28

[19] – صحيح مسلم ، رقم الحديث:521

[20] رواه البخاري واللفظ له، رقم 4210.

[21] محمد عمارة ” الفرق بين التنصير والدعوة” الإسماعيلية،مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى،2007.بتصرف

[22] المرجع نفسه، ص40.