الخمر:

أضحت مشكلة الخمر أو “الكحولية” أخطر عامل يهدد صحة العالم، وأصبح في تأثيره المدمر – طبقا لاحصائيات أجريت عام 1987م – أخطر من المخدرات ومن السرطان ومن الإيدز، ذلك الشراب الذي حرمه الإسلام منذ أربعة عشر قرنا، وحرمته الشرائع السماوية قبل ذلك (وقبل أن يُحَرَّف فيها ما حُرِّف)؛ قبل أن يعرف البشر ما نعرفه الآن من حكمة تحريم الخمر من الناحية الطبية – إلى جانب الحكمة التربوية والاجتماعية والتشريعية، فثمة “موسوعة” من الأمراض مصدرها ذلك الرجس اللعين: من أمراض للجهاز الهضمي كالقرحة وتسمم الخمائر المعوية والإخلال بتمثيل الفيتامينات والتهابات الكبد وتليفه وتسمم الكلى بالبولينا، إلى أمراض الجهاز العصبي المركزي وإضعاف الذاكرة وتشويش العقل، إلى أمراض الأنف والأذن والحنجرة كالصمم العصبي الناتج عن التسمم الكحولي والتهاب الحلق والحنجرة والبلعوم والتهاب الأحبال الصوتية المؤدي إلى سرطان الحنجرة، إلى التأثير على العصب البصري، وإضعاف الجهاز المناعي، والتأثير على عضلة القلب والمساعدة على تصلب الشرايين، واحتقان الجهاز التناسلي وضمور الخصيتين، وأخيرا مرض الإدمان الكحولي، سبحانك ربي وسعت كل شيء علما وأنت القائل:

)يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ([البقرة: 219].

)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ( [المائدة: 90، 91].

ثم يبين الرسول صلى الله عليه وسلم منهج المسلم في قطع الطرق وسد الذرائع الموصلة إلى الإدمان في أحاديثه:

*(كُلُّ شَرابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرامٌ) (البخاري ومسلم).

*(كل مُخَمِّرٍ خَمْرٌ وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرام) (أبو داود).

*( كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وكُلُّ خَمْرٍ حَرامٌ) (مسلم).

*(كُلُّ مُسْكِرٍ حرام) (البخاري ومسلم).

*(مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ لَمْ يَقْبَل اللهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ صَباحًا) (الترمذي وابن ماجة).

*(لَعَنَ رَسولُ اللهِ في الخَمْرِ عَشَرَةً: عاصِرَها ومُعْتَصِرَها وشارِبَها ومقدمَها وحامِلَها والمَحْمولَةُ إلَيْهِ وساقِيهَا وبائِعَها وآكِلَ ثَمَنِها والمُشْتَرِي لهَا والمُشْتَرَاةُ لَه) (الترمذي).

*(إنَّ اللهَ  لَمْ يَجْعَلْ شِفاءَكُمْ فيما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) (البخاري).