لا حول ولا قوة إلا بالله
كنز من كنوز الجنة
عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما أن أباه دَفَعَه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه، قال: فأتى عَلَي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليتُ ركعتين فَضَرَبني برجلِه، فقال: «ألا أَدُلُّكَ على بابٍ من أبوابِ الجنة؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله»[1].
من فوائد الحديث:
1- مَـنْقَبة وفضيلة لقيس بن سعد رضي الله عنه.
2- قوله: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، تَضَمَّنَتْ براءة النفس من حَوْلِـها وقوتها إلى حول الله وقوته، فكانت موصولة إلى الجنة[2].
3- قوله: (أن أباه)؛ أي: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي أحد النقباء وأحد الأجواد، مات بأرض الشام سنة خمس عشرة، وقيل غير ذلك[3].
4- قوله:(يخدمه)؛ أي: ليخدمه، (قال) أي قيس بن سعد: (فضربني برجله)، فعل ذلك لتنبيهه[4]؛ ليُشْعِرَه بأهمية الكلام الذي سيقوله له.
5- فضل الذكر ومنه: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
6- قوله: (وقد صليتُ ركعتين فَضَرَبني برجلِه)، يُحتمل أنه كان يُصلي في المسجد، وكان مضْطجِعًا، أو مُسْتنِدًا ومُمَددًا قدميه.
7- قوله: (لا حول ولا قوة إلا بالله) كلمة استسلامٍ وتفويضٍ، وأن العبد لا يملكُ من أمره شيئًا، وليس له حِيلة في دَفْع شَر، ولا قوةٍ في جَلْبِ خيرٍ إلا بإرادة الله تعالى[5].
8- قد تكون هذه الكلمات العظيمة مُكافأة لِخِدمة هذا الصحابي للنبي صلى الله عليه وسلم.
9- جواز خِدْمَة الحر لغيره.
10- اهتمام الآباء بتربية أبنائهم.
11- خدمة العلماء والصالحين، وطَلب الخير منهم مِن عِلمٍ ودعاء.
12- التماس البركة من النبي صلى الله عليه وسلم.
13- خِدمة النبي صلى الله عليه وسلم شَرَفٌ ورِفْعة.
14- لا حول ولا قوة إلا بالله، بابٌ من أبواب الجنة، أو أنها طريقٌ مُوْصِلٌ للجنة.
15- إن الشدة في التربية تَنفع بعض الأحيان من قوله: (دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم).
16- تَشَرَّفَ بالصحبة الأبُ سعد، وكذلك الابن قيس رضي الله عنهما.
17- ظاهرُ الحديث أنه خاص بقيس رضي الله عنه، لكن الصحيح أنه عام لكل أمة مُحمد صلى الله عليه وسلم، فالعبرة بِعُموم اللفظ لا بخصوص السبب.
18- أهمية الصلاة في حياة المسلم، وخاصة صلاة النافلة.
19- أن الجنة لها أبواب.
——————————————————————————–
[1] مسند الإمام أحمد 24/ 227 رقم 15480، السنن الكبرى للنسائي 9/ 139 رقم 10115، سنن الترمذي 5/ 570 رقم 3581، وقال: (حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه)؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم 4/ 323 رقم 7787، واللفظ له، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 327 رقم 1747.
[2] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 3/ 108.
[3] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري 10/ 30.
[4] المرجع السابق .
[5] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري 10/ 30.