أدلة أتحقق منها علميًا!

الدكتور هيثم طلعت
الدكتور هيثم طلعت

أ- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عامٍ بأقل مطرا من عام”.[1]

أي أن نسبة المطر ثابتة في كل عام، وهذه حقيقة علمية أدهشت العلماء وكأن هناك تقدير إلهي وقيومية إلهية لتثبت نسبة المطر سنوياً والمدهش لنا نحن المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذه الحقيقة قبل 1400 عامًا.

 

ب- وفي الحديث الآخر: “أنَّ أهلَ مكَّةَ سألُوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يُريَهُم آيَةً، فأراهُمُ القمَرَ شِقَّينِ، حتى رأوْا حِراءً بَينهُما”.

فقد انشقَّ القمرُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فصار فرقتيْنِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأبي بكرٍ فاشهد يا أبا بكرٍ وقال المشركون سحرَ القمرَ حتى انشقَّ.

والحديث متواتر، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ سورة القمر في المجامع الكبار كالجُمع والأعياد ليُسمع الناس ما فيها من معجزاته -صلى الله عليه وسلم- وكان يستدل بها على صدق نبوته.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: “وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك في زمنه -عليه الصلاة والسلام- ، وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها ونظر فيها”.[2]

والمدهش أن هذه الحقيقة رُصدت في الهند زمن وقوع المعجزة وسجلها الهنود في كتبهم كما تذكر

مخطوطة المركز الهندي بالمتحف البريطاني 152/ 2807-173.

وفي المخطوطة أن أهل الهند رصدوا انشقاق القمر ومن بينهم الملك شاكرواتي فارماس Chakarwati Farmas وكانت المعجزة سببًا في مرحلة لاحقة في إسلام أهل ماليبار حين مر به الرحالة المسلمون وأخبروهم بالحدث.[3]

 

د- إخباره صلى الله عليه وسلم بأن آدم آخر الخلق من الكائنات الحية.

وهذه الحقيقة العلمية التي يرددها المجتمع العلمي وصارت الآن إحدى مقدماته الشهيرة.

هذه الحقيقة مما أخبر به الإسلام، فقد خلق الله آدم في آخر ساعات الخلق كما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خلق الله آدم يوم الجمعة”.

“وخَلَقَ آدمَ بعدَ العصْرِ من يومِ الجمعةِ ؛ في آخِرِ الخلقِ ، في آخرِ ساعةٍ من ساعاتِ الجمعةِ ، فِيما بين العصرِ إلى الليلِ”.[5]

فآدم آخر المخلوقات كما قال المفسرون بناءً على نص الحديث.

قال ابن جرير الطبري في قوله تعالى {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} ﴿١﴾ سورة الإنسان.

عن معمر عن قتادة قال: “كان آدم عليه السلام آخر ما خُلق من الخلق”.

وهذا ما يقطع به العلم اليوم بأن آدم لم يظهر إلا في آخر الخلق.

أليس هذا دليلاً مباشرًا على أن خالق الإنسان هو الموحي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام؟

 

هـ- قال النبي صلى الله عليه وسلم عن خلق الجنين: “مِن كلٍ يُخلق، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة”.[6]

وانظر قول الله عز وجل {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا} ﴿٢﴾ سورة الإنسان.

والنطفة الأمشاج بإجماع المفسرين هي خليط: ماء الرجل وماء المرأة.

في الوقت الذي كان فيه أساطين الطب بالميراث الأرسطي وبمراجع الطبيب الشهير جالين يقطعون  بأن ماء الرجل يدخل رحم المرأة فينمو الجنين ويتغذى على دم الحيض المحتبس في رحمها.

حيث كانوا يظنون أن المرأة يتوقف حيضها بمجرد الحمل لينمو الجنين على دم الحيض، ولم يكونوا يتخيلون أن للمرأة نطفة كنطفة الرجل تشارك في عملية التخصيب والإنجاب.

ولم يُعرف دور نطفة الماء في تكوين الجنين إلا عام 1775 على يد Spallanzani and Wolff.

فهذه الحقائق تقطع بأنه وحيٌ يوحى.

 

و- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من كل الماء يكون الولد”.[7]

فالولد لا يتولد بكل نطفة الرجل وإنما بحيوانٍ منويٍ واحد.

 

ز- حرّم الإسلام الكهانة والشعوذة والتعلق بالنجوم والخطوط المضروبة في الأرض والتشاؤم فكلها خرافات علمية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الرُّقى ، و التَّمائمَ ، و التِّوَلَةَ شركٌ”.[8]

 

فكلها شركيات وسخافات لا قيمة لها.

وهذا منتهى ما سلّم به العلم.

 

ح- قال صلى الله عليه وسلم: “كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خُلق وفيه يُركب”.[9]

وعجب الذنب primitive streak يُشكل الجنين ثم يتضائل إلى أن يستقر في منطقة العصعص.

فعجب الذنب أوالشريط الأولى primitive streak ينشط في أول أسابيع الحمل نشاطًا عجيباً لتشكيل الجنين وتكوين الخلايا المتخصصة وهو يسمى الشريط الأولى  ويسمى أيضًا المنظم الأول primary organizer حيث يُشكل أجهزة الجنين وأعضاؤه.

وفي الأخير يتضائل حتى يستقر في أسفل المنطقة العصعصية.[10]

وقد تم نزع عجب الذنب من بعض الكائنات الحية –البرمائيات- ووضعه في جنينٍ آخر فوُجِد أنه يُشكل جنين ثانوي.

 

ط- قال صلى الله عليه وسلم: “يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد مُليء جنانًا”.[11]

والحديث كان في منطقة تبوك، واليوم منطقة تبوك جنان فيها من كل الثمرات.

 

ي- قال الله تعالى {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}.

قوله تعالى: فمحونا آية الليل.

أي أن القمر كان مضيئًا ثم مُحي ضوؤه.

وهذا بالفعل ما فسّر به الصحابة الآية الكريمة فقد روى الإمام ابن كثير في تفسيره أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال في تأويله للآية: “كان القمر يضيء كما تضيء الشمس، وهو آية الليل، فمحي.”

وهذا ما انتهي إليه العلم وقد نشرت ناسا على قناتها الرسمية في اليوتيوب الحقبة الأولى من عمر القمر وكان فيها مضيئًا متوهجًا.[12]

 

ك- أخبر الله سبحانه أنه خلق السماوت والأرض في ستة أيام، وخلق الأرض في يومين {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين} ﴿٩﴾ سورة فصلت.
إذن قرآنيًا عمر الأرض 2 على 6 من عمر الكون
أي ثلث عمر الكون.
ولننظر الآن إلى العلم ماذا يقول؟
عمر الكون 13.8 مليار سنة.
عمر الأرض4.5مليار سنة.
أي ثلث عمر الكون.
هذا دليل مباشر وسهل ويسير على أن الموحِي بالقرآن هو خالق السماوات والأرض!

 

 

فقد ثبت بالتواتر وقوع المعجزات التي لا حصر لها على يد رجلٍ واحد، والإخبار بالمغيبات ودقائق المسائل، وهذا الرجل جاء بما عليه النبيين من قبله.

فالقطع بأنه نبي هو رشاد العقل!

[1] السلسلة الصحيحة، الألباني، رقم الحديث2461

[2] البداية والنهاية 3/118.

[3] http://www.cyberistan.org/islamic/farmas.html

[5] صحيح الجامع، حديث رقم20449.

[6] مسند أحمد 4424.

[7] صحيح مسلم3438.

[8] صحيح الجامع حديث رقم1632

[9] صحيح مسلم2955.

[10] http://nicheoftruth.org/pages/the_coccyx_bone.asp

[11] صحيح مسلم 706

[12] http://www.nasa.gov/mission_pages/LRO/news/vid-tour.html