لماذا الكون بهذه الضخامة، والأرض بهذه الضآلة؟

هذا السؤال كثيرًا ما يكرره الملحد رغم تفاهته وسذاجته.
فيدعي الملحد أن الكون ضخم، فما معنى أن يهتم الخالق بكرة الأرض الصغيرة تلك؟
الرد:
يُشغب الملاحدة كثيرًا بمسألة ضخامة حجم الكون وحقارة حجم الأرض وبالتالي حجم الإنسان، لكن هذا الكلام يشتمل على افتراض جدلي وهو أن ضخامة حجم الشيء أو ضآلته مؤثر في المسألة، وهو فرض مجرد عن أي دليل.
ثم إنه ليست العبرة بالحجم الحسي للإنسان وإنما بالحجم المعنوي لأشياء بلا حجم كالأخلاق والصدق والأمانة، ولو كان للحجم في ميزان الله أدنى اعتبار لكانت السماوات والأرض أولى بحمل الأمانة، ثم إن الحيتان أضخم من الميكروبات بمليارات المرات، فهل هذا يعني أن الحيتان أهم من الميكروبات؟ وما معنى كلمة أهم هنا؟ وما القيمة الجدلية لهذه الكلمة”أهم”؟
وهل الله يهتم بالكائن الضخم لضخامته ولا يهتم بالكائن الصغير؟ أم أنه كفل للجميع الرزق والنظام الأنسب؟
ثم إن السماوات والارض مصدرهما نقطة أصغر من رأس الدبوس –أصغر من بروتون الذرة بمليارات مليارات المرات-، أليس كذلك يزعم كل فيزيائيي العالم طبقًا للبيج بانج ؟
أيضًا الحجم نسبي ولو تحولت المجموعة الشمسية كلها إلى ثقب أسود فلن تتجاوز كيس شيبس صغير- حجم الأرض 0.9 سنتيمتر مكعب-.
إذن القضية ليست بالأحجام ولا الحكم على الأشياء يكون بالأحجام والأوزان والأثقال ..
القضية هي إدراك هذه الأشياء واستيعابها، والآن هل ثمة شيء يستوعب هذه العلاقات بين الأحجام إلا الإنسان ؟ هل ثمة شيء يدرك الفوارق إلا الإنسان ؟ هل ثمة شيء يدرك القوانين وضخامة الأفلاك وعظمة الخلق وروعة الإعداد بعناية إلا الإنسان ؟
هل ثمة شيء يدرك أن الوردة حمراء وبديعة التنسيق والجمال غير الإنسان ؟ هل ثمة شيء يدرك مدارات الأفلاك وروعة المنظومة الفيزيائية التي تحكم الكون غير الإنسان ؟
إذن لا يختلف العلماء على أن الإنسان مركز الكون إدراكيًا وسيكولوجيًا وحديثًا فيزيائيًا ومنذ الأزل دينيًا .