عشرون قاعدة في التعامل مع الناس

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام الأتـمّان الأكملان على أشرف الأنبياء والـمرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

1) الأصل في التعامل مع الناس؛ اللّينُ، والشّدة مذمومة إلا في مواضعها.

2) الأصل في المعاملة أيضا؛ المِثل؛ احترم من يحترمك، ووقّر من يوقّرك، وأحبّ من يحبّك.

3) التزم بآداب الحوار مع الجميع؛ أنصت إلى محاوِرك، لا تقاطع كلامه، ولا تردّ عليه إلا حين ينهي ما عنده.

4) اسمع من الشخص، ولا تسمع عنه، وعامله بما تراه لا بما يصلك من الآخرين، ففي الناس كذّابون وحسَّاد، لا يُغلق لهم جفن، ولا يهنأ لهم بال، إلا بعد أن يفرّقوا بين المرء وزوجه، وبين الصديق وصديقه، وبين الجار وجاره، وعلى هذا فقِس.

5) لا تقطع حبل الوصال مع أحد، حتّى وإن كنت تبغضه، ولكن إذا أرادوا العودة، وقد تيقّنت من سوء نيّتهم، فاغلق بابك دونهم، ونَمْ قرير العين.

6) لا تكن كتابًا مفتوًحا، يقرأه كلّ من يشاء، وفي الوقت الذي يشاء، بل كن كالبحر؛ هادئًا وعميقًا، لا يصل إلى قلبك إلا الغارق في حبّك، الغائص في مودّتك.

7) لا تخض في الحديث عن أعراض الناس، حتّى وإن كان ذلك الشخص عدّوك اللدود.

8) لا تخبر أسرارك لكل من أراك أسنانه، وادَّعى أنك من أحبِّ الناس إليه، فالمنافقون يفعلون ذلك أيضا.

9) لا تظهر ضعفك لأحد إلا للواحد الأحد، فالصديق لا يحتاج لذلك، أما العدوُّ فتعطيه فرصة؛ ليشتم بك. ولكن كن كالجبل، لا يخشع ولا ينكسر إلا لله.

10) لا تأمل كثيرًا أن يبادلك الناس الشعور نفسه، وإلا سيخيب أملك كثيرًا.

11) لا تجعل موقفًا بسيطًا يحدد علاقتك مع شخص ما، فكم من سوء فهم كان حجرة عثرة في طريق كثير من العلاقات.

12) في النقاشات العقيمة أفضل حلّ يمكن أن تتخذه هو التزام الصمت، وعدم الخوض فيما يخوضون.

13) قدّم الخير للناس ولا تنتظر منهم جزاء ولا شكورا، فما عندهم ينفد وما عند الله باق.

14) لا تكثر من النقد؛ فإنه مجلبة للبغض، ولكن عاتب بحبّ، وانصح بصدق، وأسبق ذلك بكلمات طيّبة، تفرش لك الطريق، وتفتح لك القلوب لتقبّل الحق.

15) اهدِ لغيرك عيوبه في ستر، فإن النصيحة أمام الملأ تقريع.

16) صديقك لا تقرّبه حتّى تكشف طينته؛ من خلال سفرك معه، أو معاملتك إيّاه بالمال، أو عند الضيق، فكما يقولون: “عند الضيق يعرف الصديق”.

17) لا تكثر من الأصدقاء المقرّبين، اقتصر على خمسة، أو أقل، وعامل الآخرين بودّ واحترام.

18) عامل الناس بحسن الخلق، ومن أجمل ما فسّر به هذا الحسن: أن تعامل غيرك بالنحو الذي تحبّ أن يعاملك به.

19) لا تتكلف ولا تتصنع، وكن ذا وجه واحد، فالذي يحبّك يتقبلك بكل ما تحمل من عيب.

إذَا لم يكنْ صفوُ الودادِ طبيعةً *** فلا خيرَ في ودٍّ يجيءُ تكلُّفَا

20) لا تحتقرْ أحدًا من الناس.

إنَّ القذَى يؤذِي العينَ قليلُه *** وربَّما جرح البعوضُ الفيلا.