على الرغم من قول المستشرقين بأنّ اللغة التى نزل بها القرآن الكريم هى أصح لغات العرب .. لكن تعصّبهم وإصرارهم دفعهم إلى القول بوجود بعض الأخطاء النحوية فى القرآن ..
ومن الأمور المُسَلّمة أن إعراب الكلمات فى اللغة العربية قد جاءنا من الذين نطقوا بها .. أو بعبارة أخرى إنّ طريقة التلفّظ جاءت عن طريق النقل .. فنحن نلفظ كما لفظ آباؤنا وأجدادنا .. وهذه المسألة لا تحتاج إلى بحث عقلى .. إذ كان العرب فى صدر الإسلام يرفعون الفاعل وينصبون المفعول .. والمتتبعون للأدب العربى دوّنوا هذه الحركات بحسب الإستقراء .. ووضعوها ضمن القواعد النحوية .. ولو كان العرب ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول .. لأصبحت القواعد النحوية المعمول بها حالياً مغلوطة وغير صحيحة .. ولهذا سيكون قياس القرآن بالقواعد النحوية المعاصرة عملاً غير صحيح ..
لماذا .. ؟!
لأنّ القواعد النحوية وُضعت بعد نزول القرآن ولا يصح قياس القرآن بها الآن ..
إذ أن القواعد النحوية المعمول بها فى الوقت الحاضر .. وضعها علماء اللغة بعد إنتشار اللهجات للحفاظ على سلامة اللغة .. وتحاشى الوقوع فى الأخطاء ..
إذن فإنّ ظهور علم النحو كان بعد تتبع التراكيب والإستعمالات الموجودة فى القرآن الكريم .. ومن ثم تدوينها .. فالقرآن هو الحجّة .. وهو الحاكم .. وليس النحويون هم الحجّة على القرآن .. وهو ما تصوّره بعض المستشرقين والقساوسة ..
يقول الإمام العجلى عن أبو الأسود الدؤلى: [ثقة .. كان أول من تكلم فى النحو] إهـ ..
وهذا يعنى أن علم النحو نفسه ظهر بعد نزول القرآن ..
يقول الدكتور عبد الصبور شاهين: [إن اللغة كائن إجتماعى .. يتأثر بالأحداث والظواهر الإجتماعية .. ويؤثر فيها أيضاً .. فاللغة بهذا المفهوم ملك للمجتمع تنعكس فى حالتها صورته .. وفى ضوء هذا المفهوم نستطيع أن نقول: إن الصواب اللغوى مرتبط أشد الإرتباط بالصورة التى يرتضيها المجتمع للغته .. وإن الخطأ اللغوى هو نقيض هذه الصورة .. لأن المجتمع هو الذى يملك اللغة وليست اللغة هى التى تحكم المجتمع] .. [عربية القرآن] ..
ولو فرضنا جدلاً بأنّ أحداً من الناس وجد فى بعض جمل القرآن ما يخالف قواعد النحو ..
فإنّ هذا الشخص سيحكم نفسه بالجهل لأنّ كلامه لا يتعدّى أحد من إثنين: فإمّا أنّه لا يفهم ولا يتدبّر ما يقول أو أنّه إنسان مغرِض ..
إنّ ما قاله المستشرقون فى هذه الشبهة ناتج عن جهلهم وعدم إحاطتهم العلمية بطبيعة اللغة العربية وقواعدها ..
فتصبح هذه الشبهة وأمثالها عند أصحاب الإطلاع شيئاً يدعو إلى الضحك والتندر ..
وقد أثبت الدكتور كمال شاهين فى كتابه (نظرية النحو العربى القديم) أن النحاة تعمدوا تقعيد قواعد النحو والصرف على بعض لهجات العرب دون غيرها ..
بل وصل الأمر بهم إلى حد رفض المواد اللغوية ..
وهذا يعنى أن قواعد النحاة نفسها تحتاج إلى إعادة نظر ..
فيقول: [يتفق عبد الصبور شاهين مع شعبان العبيدى وعلى أبو المكارم وسعيد الأفغانى على أن طعن قدماء النحاة فى القراءات القرآنية المتواترة وإنكارهم لها لا يستند على أساس واقعى من تحريف أو تصحيف وقع فيه القراء .. وإنما يعود إلى رغبة النحاة فى فرض القواعد التى وضعوها] .. [نظرية النحو العربى القديم] ..
ويقول سعيد الأفغانى: [قراءات القرآن جميعها حجة فى العربية متواترها وآحادها وشاذها .. وأكبر عيب يوجه إلى النحاة عدم إستيعابهم إياها وإضاعتهم على أنفسهم ونحوهم مئات من الشواهد المحتج بها .. ولو فعلوا لكانت قواعدهم أشد إحكاماً] .. [فى أصول النحو] ..
كلمة قبل مناقشة الأخطاء اللغوية المزعومة:
العجب منكم أنكم تدققون في أمور لا تقارن بوجه من الوجوه أمام مصائب تضمنها كتابكم لا يقبلها إلا مجنون أو متعصب بلغ به تعصبه إلى الجنون.
إننا نذكركم بما تضمنه كتابكم (البايبل) عن المسيح أنه قال « ولِماذا تلاَحظ القَشة في عين أخيك، ولكِنك لا تنتبه إِلَى الخشبة الْكبيرة في عينك؟ 42 أو كيفَ تقدِر أَن تقولَ لأخيك: ياأخي دعني أخرج القَشة التي في عينك! وأنت لا تلاحظ الْخشبة الَّتي في عينك أنت. يامرَائي، أَخرِج أَولا الْخشبة من عينك، وعندئذ تبصر جيِدا لِتخرج الْقشة الَّتِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ» (لوقا6/41).
هل عميت أعينكم عما في كتابكم من المصائب؟ فاقرأوا ما يلي:
تزعمون أن الرب أمر حزقيال أن يأكل الخرء الخارج من دبره فيخلطها مع الخبز ويطلب منه أن يعمم هذا الأمر على بني إسرائيل (حزقيال4/9) وأن قوما آخرين يأكلون غائطهم ويشربون بولهم (ملوك ثاني18/27) وأن يعقوب صارع ربه فطرحه أرضا وغلبه وكان الله يرجوه أن يطلقه حتى يعود إلى السماء (تكوين32/22) وأن الرب أمر كل أجنبي إذا لقي يهوديا أن يسجد له على الأرض ويلحس غبار نعليه (أشعيا49/21) وأن لوطا زنا بابنتيه فأنجبتا منه ولدين (تكوين19/30) وأن يهوذا زنا بكنته (تكوين38/15) وأن داود زنا بامرأة جاره (صموئيل ثاني11/1) وأن كل ما تمسه الحائض أو تقعد عليه يصير نجسا (لاويين15/19)
تجدون في كتابكم نصوصا مثيرة للغريزة الجنسية مثل سفر نشيد الأنشاد الذي يتضمن نصوصا تأبى المرأة العفيفة أن تسمعها لئلا تخدش حياءها حتى إننا نجد جورج برنارد شو ينصح بحفظ البايبل بعيدا عن متناول الأطفال لما فيه من النصوص الجنسية الفاضحة حتى وصف البايبل بأنه أخطر كتاب على وجه الأرض وأمر بوضعه في مكان محكم الإقفال.
لو سألت أحد هؤلاء أن يقرأ عليك نصا بالعربية أو يعرب لك نصا لطفق الصغار يضحكون على قراءته. فهو لا يجيد القراءة فضلا عن الإعراب. ومع ذلك يأتي ليتحدث عن أخطاء لغوية في القرآن.
نصوص بلاغية مضحكة من الكتاب المقدس
(خروج8:15) وبريح أنفك تراكمت المياه .
أتعون ما تقولون أيها الفصحاء البلغاء: بريح الأنف تتراكم المياه أمِ من الإصابة بالزكام؟
(أيوب10:35) الله صانعي، مؤتي الأغاني في الليل، الذي يعلمنا أكثر من وحوش الأرض، ويجعلنا أحكم من طيور السماء .
فما هو العلم الذي تعلمكم إياه وحوش الأرض. وما هي الحكمة التي تؤتيكم إياها الطيور؟؟؟
(1صمو1:2) قالت حنة : ارتفع قرني بالرب . اتسع فمي على أعدائي . وليس صخرة مثل الهنا . قسي الجبابرة انحطمت ..والضعفاء تمنطقوا بالبأس .
انحطمت تمنطقوا. إرتفاع القرن بالرب. وتشبيه لربكم بالصخرة؟؟؟
(الجامعة1:3) لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السموات وقت. للولادة وقت وللموت وقت. للغرس وقت ولقلع المغروس وقت. للبكاء وقت وللضحك وقت. وللنوح وقت وللرقص وقت. لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت. للمعانقة وقت وللانفصال عن المعانقة وقت. للتمزيق وقت وللتخييط وقت.
أرأيتم هذا التعبير الأدبي الذي عجز عن مثله أو العتاهية والمتنبي وسائر أدباء العرب؟ أسلوب لا أدبي رفيع الركاكة. هكذا.. تمزيق وتخييط. جمع حجارة وتفريقها. وضع غرس ثم قلعه. نوح ورقص.
الشبهات والرد عليها
نصب الفاعل ورفع المفعول
جاء في سورة البقرة2/124 ) وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (. والصحيح أن يقول (الظالمون) فالظالمون لا ينالون العهد. فجعل القرآن الفاعل منصوبا.
الجواب: لا ينال فاعل كما في قوله تعالى ) أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة( (الأعراف49). والمعنى أن الظالمين من ذريتك لا ينالهم استخلافي. وهذا تحكم منهم أن يقولوا إن الآية تعني أن الظالمين فاعل. والعهد مفعول. فإن عهد الله هو شرطه. ولا يتضمن شرطه الظالمين. وهذا الاستغلال منهم سببه امتناع ظهور علامة الرفع وهي الضمة فوق الياء (عهدي) فجعلوا (الظالمين) فاعلا مؤخرا و(عهدي) مفعولا مقدما؟ أنى لهم هذا التحكم والأصل تقديم الفاعل على المفعول لا سيما إذا كان السياق متضمنا للبس. كعدم ظهور التشكيل. فلو قلنا (ضرب موسى عيسى) لا يجوز تأخير الفاعل منعا من وقوع اللبس إذ لا بد حينئذ من تقديم الفاعل وتأخير المفعول. أما إذا لم يكن هناك لبسا فيجوز التقديم والتأخير مثل جاء في أول هذه الآية (إبتلى إبراهيمَ ربُه),
رفع المعطوف على المنصوب
س 106: جاء في سورة المائدة 5: 69 إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ . وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17.
الجواب: لو كان في الجملة اسم موصول واحد لحق لك أن تنكر فإنه لا يكون إلا وجه واحد: (إن الذين آمنوا والصابئين) لكن لا يلزم لاسم الموصول الثاني أن يكون تابعا لإن. فالواو هنا استئنافية وليست عطفا على الجملة الأولى. والصابئون رفع على الابتداء، وخبره محذوف، والنية به التأخير عما في (إن) من إسمها وخبرها، كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى: حكمهم كذا. والصابئون كذلك. هذا ما رجحه ابن سيبويه في مخالفة الإعراب، وأنشد شاهدا له:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا على شقاق
أي فاعلموا أنّا بغاة وأنتم كذلك. ويكون العطف من باب عطف الجمل، فالصابئون وخبره المحذوف جملة معطوفة على جملة قوله: إن الذين آمنوا، ولا محل لها، كما لا محل للجملة التي عطفت عليها، وإنما قدم (الصابئون) تنبيها على أن هؤلاء أشد إيغالا في الضلالة واسترسالا في الغواية لأنهم جردوا من كل عقيدة» (إعراب القرآن2/526).
تذكير خبر الاسم المؤنث
س 108: جاء في سورة الأعراف 7: 56 إن رحمة الله قريب من المحسنين . وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول قريبة .
الجواب: إن تذكير (قريب) على تذكير المكان. أي مكان قريب. قال الفراء: إن القريب إذا كان بمعنى المسافة فيجوز تذكيره وتأنيثه. واذا كان بمعنى النسب فيؤنث بلا اختلاف بينهم. فيقال: دارك منا قريب. قال تعالى (لعل الساعة أن تكون قريبا). (إعراب القرآن الكريم3/371).
تأنيث العدد وجمع المعدود
س 109: جاء في سورة الأعراف 7: 160 وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطاً .
الجواب: إن (أسباطا) ليس تمييز لأنه جمع. وإنما هو بدل من (اثنتي عشرة) بدل كلٍ من كل. والتمييز محذوف. أي اثنتي عشرة فرقة. ولو كان (أسباطا) تمييزا عن اثنتي عشرة لذكر العددان. ولقيل: اثني عشر، بتذكيرهما وتجريدهما من علامة التأنيث، لأن السبط واحد الأسباط مذكر. ولا يجوز أن يكون (أسباطا) تمييزا، لأنه لو كان تمييزا لكان مفردا. وجاء في قول عنترة:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة سوداً كخافية الغراب الأسحم
(إعراب القرآن الكريم 3/47
جمع الضمير العائد على المثنى
س 110: جاء في سورة الحج 22: 19 هذا نِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ . وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان اختصما في ربهما
الجواب: الجملة في الآية مستأنفة مسوقة لسرد قصة المتبارزين يوم بدر وهم حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة.
التقدير هؤلاء القوم صاروا في خصومتهم على نوعين. وينضوي تحت كل نوع جماعة كبيرة من البشر. نوع موحدون يسجدون لله وقسم آخر حق عليه العذاب كما نصت عليه الآية التي قبلها. (إعراب القرآن الكريم 6/415)
أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً
س 111: جاء في سورة التوبة 9: 69 وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا . وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول خضتم كالذين خاضوا .
الجواب: الكاف ومدخولها في محل نصب على المفعولية المطلقة. والضمير المحذوف تقديره: كالأمر الذي خاضوا فيه (إعراب القرآن الكريم 4/129).
7 – جزم الفعل المعطوف على المنصوب
س 112: جاء في سورة المنافقون 63: 10 وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المصوب فأَصدق وأَكون .
الجواب: الفاء في (فأصدق) عاطفة. وأكن فعل مضارع مجزوم بالعطف على محل فأصدق وأكن. واسم أكن مستتر تقديره أنا. و(من الصالحين) خبرها. (إعراب القرآن الكريم 10/103).
جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً
س 113: جاء في سورة البقرة 2: 17 مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول استوقد… ذهب الله بنوره .
الجواب: المخالفة بين الضميرين من فنون البلاغة القرآنية. فقد وحد الضمير في (استوقد) وحوله نظرا إلى جانب اللفظ لأن المنافقين كلهم على قول واحد وفعل واحد. وأما رعاية جانب المعنى في (بنورهم وتركهم) فلكون المقام تقبيح أحوالهم وبيان ذاتهم وضلالهم فإثبات الحكم لكل فرد منهم واقع. (إعراب القرآن الكريم 1/45).
9 – نصب المعطوف على المرفوع
س 114: جاء في سورة النساء 4: 162 لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً. وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والمقيمون الصلاة .
الجواب: الواو معترضة . والمقيمين نصب على المدح بإضمار فعل لبيان فضل الصلاة كما قال سيبويه. والنصب على المدح أو العناية لا يأتي في الكلام البليغ إلا لفائدة وهي هنا مزية الصلاة. وكما قال تعالى في آية أخرى )والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء(. وهذا سائغ في كلام العرب كما قال الشاعر:
لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك والطيبون معاقد الأزر
واستشهد سيبويه في ذلك بقول الشاعر:
وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
الطاعنين ولما يطعنوا أحدا والقائلون: لمن دار تخليها
(إعراب القرآن الكريم 2/378)
10 – نصب المضاف إليه
س 115: جاء في سورة هود 11: 10 وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ . وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ .
الجواب: يظهر أن المعترض جاهل بأصول النحو والإعراب. وذلك أن (ضراء) مضاف إليه والمضاف إليه مجرور بالكسرة ولكن منع من الصرف انتهاء الكلمة بألف التأنيث الممدودة. (إعراب القرآن الكريم4/320).
11 – أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة
س 116: جاء في سورة البقرة 2: 80 لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً . وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول أياماً معدودات .
الجواب: أنه يجوز فيه الوجهان معدودة ومعدودات ولكن الأكثر أن (معدودة) في الكثرة. و(معدودات) في القلة. قال الزجاج: كل عدد قل أَو كثر فهو معدود، ولكن معدودات أَدل على القِلَّة لأَن كل قليل يجمع بالأَلف والتاء نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ. وقد يجوز أَن تقع الأَلف والتاء للتكثير» (لسان العرب1774) وهنا لا دلالة فيه على القلة بخلاف قوله تعالى ) واذكروا الله في أيام معدودات( فهي ثلاثة أيام المبيت في منى وهي قليلة العدد. كذلك الشأن في مناسك.
12 – أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة
س 117: جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات . وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول أياماً معدودة.
الجواب: تقدم جواز الوجهين في ذلك كما بينه الزجاج (نقلا عن لسان العرب لابن منظور ص1774).
13 – جمع اسم علم حيث يجب إفراده
س 118: جاء في سورة الصافات 37: 123-132 وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ… سَلاَمٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ … إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِين . فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف. وجاء في سورة التين 95: 1-3 وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمن الخطأ لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.
الجواب: إن هذا اسم علم أعجمي ومهما أتى بلفظ فإنه لا يعني مخالفة لغة العرب. مثل إبراهيم وأبرام. وهما إسمان لنبي واحد. فهو إلياس واسمه الكامل إلياسين. فالاسم ليس من الأسماء العربية حتى يقال هذا مخالف للغة العرب. كذلك الأمر في قوله تعالى ) وطور سينين( والسينين باللغة الحبشية هو الشيء الحسن. فإنها من باب تسمية الشيء الواحد بتسميات متشابهة كتسمية مكة بكة.
14 – أتى باسم الفاعل بدل المصدر
س 119: جاء في سورة البقرة 2: 177 لَيْسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ. والصواب أن يُقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
الجواب: وكأن السائل بولسي المنهج الذي يرى الايمان شيئا غير العمل. ولهذا لاحظ فيها مخالفة لمنهجه فقال: لأن البر هو الإيمان. كما قال بولس من قبله « نحسب أن الانسان يتبرر بالايمان فقط لا بالعمل». فليذهب وليقرأ سفر يعقوب المناقض لعقيدة الإرجاء التي وقع فيها بولس مخالفا كل نص العهد القديم والجديد. والصحيح أن الإيمان عمل. إذن فالبر هو عمل المؤمن. فيصير معنى الآية ولكن البر هو أن يعمل الإنسان كذا لا لمجرد أن يعمل شيئا واحدا ويظن أن الإيمان يتحقق به فقط. والإيمان بالله من الأعمال الإيمانية وتتضمن أعمالا للقلب تبعث على عمل الجوارح كالخشية والخضوع والتوكل والخوف والرجاء. وهذه كلها تبعث على العمل الصالح.
15 – نصب المعطوف على المرفوع
س 120: جاء في سورة البقرة 2: 177 وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والموفون… والصابرون.
الجواب: جاء السياق بلفظ (الصابرين) وهو منصرب على المدح إشعارا بفضل الصبر ومدحا لأهله كما هو معروف عند العرب:
لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك والطيبون معاقد الأزر
واستشهد سيبويه في ذلك بقول الشاعر:
وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
الطاعنين ولما يطعنوا أحدا والقائلون: لمن دار تخليها
(إعراب القرآن الكريم 1/250).
16 – وضع الفعل المضارع بدل الماضي
س 121: جاء في سورة آل عمران 3: 59 إنّ مثَل عيسى عند الله كمثَل آدمَ خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون . وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان.
الجواب: وكيف يقتضي المقام صيغة الماضي لا المضارع. مع أن (ثم) حرف عطف للترتيب مع التراخي. وهل يعقل أن يكون السياق هكذا: أذا أمرتك بشيء فعلت؟ أم أن الأصح أن تقول: إذا أمرتك بشيء تفعله؟ وتقدير السياق في الآية فإذا أراد الله شيئا فيكون ما أراد. ولا يقال فكان ما أراد. فإن (أراد) فعل ماضي. وليس من المنطق أن يأتي المراد بصيغة الماضي لأنه تحقق بعدما أن أراده الله. فتكون صيغة المضارع مفيدة للتراخي بحيث يكون الشيء المراد بعد إرادة كونه. وتأمل لو أننا صغنا العبارة الأخيرة بقولنا: بحيث كان الشيء المراد بعد إرادة كونه!!! أي العبارة أبلغ وأكمل لو كنتم تفقهون؟ ولكن كما قيل « أبت العربية أن تتنصر».
17 – لم يأت بجواب لمّا
س 122: جاء في سورة يوسف 12: 15 فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ . فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى.
الجواب: وهذا من أساليب البلاغية العالية للقرآن أنه لا يذكر لك تفاصيل مفهومة بديهة في السياق. فإن جملة (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب) معطوفة على محذوف يفهم من سياق القصة تقديره: فأرسله معهم. (إعراب القرآن الكريم 4/461).
18 – أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى
س 123: جاء في سورة الفتح 48: 8 و9 إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً . وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب محمد إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!
قبل أن نجيب على هذه الشبهة نذكر القوم بأن المسيح الذي هو عندهم رب احتاج إلى جحش ليركبه وأمر تلاميذه أن يقولوا لصاب الجحش« الرب محتاج إليهما» (متى21/2). وأن ربهم بدا عليه الخوف والقلق حتى ظهر له ملك يقويه ويشدده (لوقا22/43). أليس هذا من الكفر أيضا أن يحتاج الرب إلى جحش يركب عليه ومخلوق يشد من أزره؟
الجواب: نعم يكون كفرا إذا التزمنا بأن الضمير في التسبيح يعود على النبي r. لكننا لا نلتزم ذلك. وعلمنا ربنا أن التسبيح والذكر يكون له وحده.
وإنما نلتزم أن الله أرسل لنا النبي r لأسباب عديدة مرتبطة بلام التعليل: أولها لنؤمن بالله. وثانيهما لننصر رسوله r ونبجله بالاحترام والتقدير. ومن أسباب إرسال نبيه أن يعلمنا تسبيح الله بكرة وعشيا.
19 – نوَّن الممنوع من الصرف
س 124: جاء في سورة الإنسان 76: 15 وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ إنها على وزن مصابيح.
وجاء في سورة الإنسان 76: 4 إِنَّا أَعْتَدْنَا لْكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً . فلماذا قال سلاسلاً بالتنوين مع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟
الجواب: لم أجد التنوين المزعوم في قواريرا. وأما سلاسلا فلم أجدها منونة أيضا. وإنما هي في بعض القراءات المرجوحة. وليست هي في الرسم العثماني المتوافر بين أيدينا. فهل عند المعترض قرآن آخر يحتج به علينا؟
20 – تذكير خبر الاسم المؤنث
س 125: جاء في سورة الشورى 42: 17 اللهُ الذِي أَنْزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ. فلماذا لم يتبع خبر لعل اسمها في التأنيث فيقول قريبة؟
الجواب: في الآية مقدر محذوف وهو مجيء الساعة قريب. وفيه أيضا فائدة وهي أن الرحمة والرحم عند العرب واحد فحملوا الخبر على المعنى. ومثله قول القائل: إمرأة قتيل. ويؤيده قوله تعالى ) هذا رحمة من ربي( فأتى اسم الإشارة مذكرا. ومثله قوله تعالى ) والملائكة بعد ذلك ظهير(.
وقد جهل المعترض بأنه المذكر والمؤنث يستويان في أوزان خمسة:
1 – فعول كرجل صبور وامرأة صبور.
2 – فعيل: كرجل جريح وامرأة جريح.
3 – مفعال: كرجل منحار وامرأة منحار أي كثير النحر.
4 – فعيل: بكسر الميم مثل معطير ومسكين وجوزه سيبويه قياسا على الرجل.
5 – مفعل: بكسر الميم وفتح العين. كمغشم وهو الذي لا ينتهي عما يريده ويهواه من شجاعته. ومدعس من الدعس وهو الطعن.
(إعراب القرآن الكريم 9/25).
21 -أتى بتوضيح الواضح
س 126: جاء في سورة البقرة 2: 196 فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ . فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟
الجواب: هذا من باب توكيد الكلام ولا عيب فيه. كما تقول: سمعته بأذني ورأيته بعيني. والحال الاكتفاء بلفظ السماع من غير أن تأتي بلفظ الأذُن والعين. وكما قال الله ) فخر عليهم السقف من فوقهم( ولا يكون الخر إلا من السماء.
وذهب الإمام الطبري إلى أن المعنى « تلك عشرة فرضنا إكمالها عليكم إكمال صومها لمتعتكم بالعمرة إلى الحج. فأخرج ذلك مخرج الخبر».
22 – أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل
س 127: جاء في سورة الأنبياء 21: 3 وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الذِينَ ظَلَمُوا مع حذف ضمير الفاعل في أسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين.
الجواب: أن هذا جائز على لغة طيء وأزدشنوءة ويضرب اليوم لهذه اللغة مثالا وهو ما يسمى بلغة (أكلوني البراغيث) نحو ضربوني قومك وضربنني نسوتك. وفي الحديث الطويل قول النبي e لورقة بن نوفل رحمه الله « أوَ مخرجي هم». وكان عمرو بن ملقط الجاهلي من شعراء العرب الأوائل يقول:
أُلفِيَتا عيناك عند القفا أولى فأولى لك ذا وقيه
(إعراب القرآن الكريم 6/279).
23 – الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنى
س 128: جاء في سورة يونس 10: 21 حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ . فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمر على خطاب المخاطب.
الجواب: أن الالتفات من الخطاب إلى الغيبة من أعظم أنواع البلاغة. فإنه لما كان قوله تعالى (هو الذي يسيركم) خطابا ينطوي على الامتنان وإظهار نعمة المخاطبين، ولما كان المسيرون في البر والبحر مؤمنين وكفارا والخطاب شامل لهم جميعا حسن الخطاب بذلك ليستديم الصالح الشكر، ولعل الطالح يتذكر هذه النعمة فيتهيأ قلبه لتذكر وشكر مسديها. ولما كان في آخر الآية ما يقتضي أنهم إذا نجوا بغوا في الأرض عدل عن خطابهم بذلك إلى الغيبة لئلا يخاطب المؤمنين بما لا يليق صدوره منهم وهو البغي بغير الحق. ومن جهة أخرى ذكر لغيرهم حالهم ليعجبهم منها كالمخبر لهم ويستدعي منهم الإنكار عليهم والتقبيح لما اقترفوه، ففي الإلتفات فائدتان وهما المبالغة والمقت والتبعيد.
(إعراب القرآن الكريم 4/226).
24 – أتى بضمير المفرد للعائد على المثنى
س 129: جاء في سورة التوبة 9: 62 وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ . فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول أن يرضوهما ؟
الجواب: أفرد الضمير للدلالة على أن إرضاء الله هو عين إرضاء الرسول. كذا قال أهل العلم: أن إفراد الضمير لتلازم الرضاءين. وقال سيبويه بأن المراد الله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك.فيكون الكلام جملتين حذف خبر إحداهما لدلالة الثاني عليه والتقدير: والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك. (إعراب القرآن الكريم 4/121).
25 – أتى باسم جمع بدل المثنى
س 130: جاء في سورة التحريم 66: 4 إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا . والخطاب (كما يقول البيضاوي). موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟
الجواب: أن الله قد أتى بالجمع في قوله (قلوبكما) وساغ ذلك لإضافته إلى مثنى وهو ضميراهما. والجمع في مثل هذا أكثر استعمالا من المثنى. فإن العرب كرهوا اجتماع تثنيين فعدلوا إلى الجمع لأن التثنية جمع في المعنى والإفراد. لا يجوز عند البصريين إلا في الشعر كقوله:
حمامة بطن الواديين ترنمي سقاك من العز الفوادي مطيرها
(إعراب القرآن الكريم 10/134)
المصدر:
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=36035