الصوم أفضل العبادات ثوابا لدى المولى عز وجل، وهو مدرسة الصبر والجَلَد، وقد بين الطب الحديث ما للصوم من فوائد طبية: سواء كعادة غذائية سنوية كل رمضان، أو كنافلة لمن يستزيد من فضل الله ورضاه.

تمتد فوائد الصوم من: تقليل مضار السمنة وسكر الدم؛ والزلال عند السيدات، إلى تخفيف حدة أمراض القلب وتصلب الشرايين؛ وما يصحبها من تضخم حجرات القلب وتورم الساقين والقدمين، إلى راحة المعدة والقولون وتحسين الهضم وزيادة فاعلية العقاقير والمساعدة على تفتيت الحصوات، إلى تجديد الخلايا بشكل عام والقضاء على البؤر الصديدية، إلى جانب ما يصحب الصيام من تنشيط الذهن وتخفيف التوتر النفسي وضغط الدم، فلم يكن عجيبا في يومنا هذا أن تنشأ مصحات في بلاد مختلفة تعالج الناس بالصوم:

 )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة: 183-185].

تؤكد هذه الآيات ما في الصيام من فوائد لا يعلمها إلا الله ومن يعلمون (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون).

المتأمل في توقيت صوم رمضان يرى الحكمة في اختيار الشهور القمرية، حيث يدور وقت الصيام تدريجيا من عام إلى عام عبر فصول السنة، فلا يستأثر بلد بصوم الصيف دوما ولا صوم الشتاء دوما.