كتب محمد عبد الرحمن
لى مدار أكثر من ألفى عام هى عمر الديانة المسيحية، هناك العديد من الأسرار والحكايات التى لم تجد إجابة حتى الآن، ربما كانت فى معظمها متعلقة بيسوع المسيح، وحياته، هل تزوج؟ هل كان له أخوة؟ كلها أسرار ليست لها إجابات واضحة، ترفضها الكنيسة، لكن تؤكدها دراسات ووثائق أخرى.
فى عام 2010 وصلت للدكتورة كارين كينج المعروفة عالميا كمرجع رئيسى فى تاريخ المسيحية القديمة رسالة إلكترونية مفاجئة واتصل بها شخص، وقال لها إنه يملك قطعة بردى قديمة ويريد منها أن تفحصها وما أن رأت صورة هذه البردية حتى شعرت بالصدمة، ولم تصدق ما تراه عينها.
وبحسب كارين كينج فإن البردية تحتوى على 33 كلمة، لكنها تهدد بإعادة كتابة تاريخ المسيحية، وفيها يتحدث المسيح يتحدث بشكل مباشر عن “زوجته”، وهى الآن بحوزة رجل فى أمريكا لا يملك أى وثائق تثبت ملكيتها بعدما خرجت من مصر بطريقة غير شرعية، والتى يأتى الحديث عنها ليثير مجددا السؤال القديم ذاته ليطفو مجدداً: هل كان للمسيح زوجة أم لا؟
فى أكتوبر من عام 2014 أصدر أستاذ الدراسات الدينية بارى ويلسون والكاتب “Simcha Jacobovici”، كتابا مترجما عن نص قديم اسمه “The Lost Gospel”، أى “الإنجيل المفقود”، بعدما عثرا على مخطوطة قديمة يبلغ عمرها 1450 سنة موجودة بالمكتبة البريطانية، أطلقوا عليها الإنجيل المفقود، تمت ترجمتها من السيريانية، تثبت أن المسيح تزوج مريم المجدلية وكان له طفلان منها، وقد ظل النص بحيازة المكتبة البريطانية منذ عام 1847م لكنه لفت انتباه الباحثين فى السنوات السابقة فقط، لكن النص الذى قدمه الباحثون يناقش احتمالية وجود زوجتين للمسيح وطفلين، وأن مريم المجدلية غلب الظن بأنها كانت مجرد صديقة مقربة للمسيح، وذلك حسبما ذكر موقع “CNN”.
وربما يأتى ذلك متوافقا كثيرا مع بعض الأناجيل – التى ترفضها الكنيسة (غير القانونية) – مثل إنجيل فيليب، والذى تحدث أكثر من غيره عن علاقة المسيح بالمجدلية، ويقول فيه بالنص: “ورفيقة المخلص هى مريم المجدلية أحبها أكثر من كل التلميذين، وقد أثار هذا الأمر ضيق باقى التلميذين وعبروا عن استيائهم وقالوا له: لماذا تحبها أكثر منا؟”، وكلمة رفيقة باللغة الآرامية تعنى حرفيا الزوجة، وذلك وفقا لما ذكره موقع الأنبا تكلا، أحد أشهر المواقع المسيحية.
أعمال أدبية وفنية عدة وثقت لتلك العلاقة، مثل رواية الأديب والفيلسوف اليونانى “نيكوس كازانتزاكس” التى نشرها عام 1953، بنفس المعلومات، تحت عنوان “الإغراء الأخير للمسيح”، والتى قام المخرج مارتن سكورسيزى بتحويلها لفيلمًا مبنيًا على الرواية عام 1988م، متماشيا مع جزء من أوراق البردية القديمة التى تدعم نفس الاقتراح، والتى عثر فى نجع حمادى، موضع موضوعنا الحالى.
وبحسب دراسة بعنوان “مريم المجدلية وعلاقتها بالمسيح رداً على كتاب شفرة دافنشى” نشرها موقع “الكلمة” القبطى، للقس عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد، فإن العديد من الدراسات منها كتاب “الكأس المقدسة.. الدم المقدس” الصادر عام 1982م، تناقلت تلك الأفكار القديمة، حيث اعتقد الباحثون من خلالها أن الكنيسة الكاثوليكية قامت بخدعة تاريخية، عندما أزاحت المجدلية ودورها المحورى فى المسيحية وألقت بها فى غيابات النسيان بل وكللتها بالعار الأبدى لسبب بسيط وهو حاجة الكنيسة لإقناع العالم بألوهية المسيح ولذلك كان يجب حذف واستبعاد أى أناجيل أو شخصيات تعطى المسيح سماته البشرية العادية وعلى رأسها زواجه وإنجابه.
وهى نفس الأفكار التى بنى عليها الروائى الأمريكى دان براون، روايته الشهيرة “شفرة دافنشى” والتى زعم فيها أن الكنيسة ظلت تخفى الحقيقة قرونا حول زواج المسيح، وأن مريم المجدلية كانت زوجة يسوع وهى التى أراد منها أن تقود الكنيسة بعد وفاته.
كما يعتقد العديد من الباحثين أن لوحة العشاء الأخير تحتوى على تجسيد لفكرة مريم المجدلية كقرينة للمسيح من خلال رمزيات شديدة الوضوح، بل ويذهبوا إلى بشرية يسوع المسيح وهى الفكرة المخالفة للمعتقد المسيحى، وهو أيضا الادعاء الذى ظهر واضحا فى رواية دان براون الشهيرة “شفرة دافنشى”.
الوثائق والروايات المسيحية لم تكن فقط هى من ادعت ذلك، فالداعية الإسلامى خالد العطفى الرئيس السابق للجمعيات الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية بالجيزة ذكر فى دراسه له، تحت عنوان “زيجات الأنبياء” أن جميع الأنبياء تعددت زيجاتهم بما فيهم السيد المسيح عيسى بن مريم، معتبرا عدم صحة الاعتقاد بعدم زواح المسيح، حيث إن الإنجيل المقدس يثبت عكس ذلك وينص صراحة بزواج سيدنا عيسى عليه السلام من خمس سيدات، حيث ورد فى إنجيل متى أن المسيح عيسى بشر “بعشر أبكار” أى بشر بالزواج من عشر فتيات بكر، فتزوج خمسة منهن بعرس واحد وذهبن معه إلى بيوتهن أما الخمس الأخريات فتخلفن عنه فلم يفتح لهن الباب.