ماذا عن الطفرات؟
هناك نوعين من الطفرات: طفرات نقطية وطفرات تضاعفية.
الطفرات النقطية يحصل فيها: تَغير أحد الحروف داخل الشريط الوراثي إلى حرف آخر، أي تغير نقطة نيوكلويتيدية لنقطة أخرى أو قد يختفي الحرف!
فالشريط الوراثي يتكون من تشفير رباعي يشفر كل المعلومات الوظيفية للكائن الحي كما فصّلنا مسبقًا، وهو تشفير من أربعة حروف: ( أ و ث و ج و س ) أو: C G T A .
هذه الحروف بتتابع معين تنتج شفرة أحد البروتينات الوظيفية المتخصصة.
في الطفرة النقطية قد تحصل طفرة لحرف س يتحول إلى ج.
أما الطفرة التضاعفية فتكون: بتضاعف جزء من الشريط الوراثي بأن يقوم بنسخ نفسه مثلاً وهذه تُسمى طفرة تضاعفية.
الطفرات في الغالب بنوعيها ليس لها أي تأثير على الكائن الحي.
لأن هناك ظاهرة معجزة في الكائن الحي تسمى ظاهرة “التكرارية”.
وقد قمت أنا مؤلف هذا الكتاب بكتابة ورقة علمية في موضوع التكرارية.
فما هو معنى التكرارية؟
التكرارية تعني أن الجينات الحسّاسة والرئيسية في جسم الكائن الحي توجد بأكثر من نسخة؛ فلو حصلت طفرة في أية نسخة، فإن النُسخ الأخرى السليمة تؤدي مهمتها بدلاً من النسخة التي حصلت فيها الطفرة.
وبالتالي لا يظهر للطفرة أي أثر.
فالتكرارية جهاز أمان بيولوجي يُلغي أثر الطفرات!
وحتى تحدث طفرة ويكون للطفرة أثر فلابد أن تحدث نفس الطفرة في نفس المكان في كل النسخ التكرارية وبنفس الصورة وفي ذات الوقت وهذا من أندر النادر أن يقع!
ولو وقع هذا الأمر فهو بنسبة ساحقة ضار غير نافع.
والنسبة النادرة النافعة لن تؤدي إلى ظهور معلومة من خارج الحوض الجيني للنوع، لأنها لا تؤدي لتكوين بروتين وظيفي جديد من خارج النوع.
ولذلك كما قلنا سابقًا طبقًا لأوراق علمية ظهرت مؤخًرا فإن حصول طفرة واحدة مستقرة يحتاج لمائة مليون عام!
وحتى يخرج لنا كائن حي جديد فنحن نحتاج شفرات لمئات البروتينات الوظيفية من خارج الحوض الجيني للنوع، أي عشرات الملايين من الطفرات وهذا لا يحصل إلا في أفلام الخيال العلمي.