ماذا حدث في مجمع نيقية وماذا كان يحدث داخل القصر الأمبراطوري يحتاج الي نظرة مدققة حتي نستطيع أن نجيب علي هذه الأسئلة وغيرها أسئلة كثيرة كثيرة مثلا كم عدد الحضور في مجمع نيقية وحقيقة الأحزاب الموجودة في هذا المجمع هل كانو حزبين أعني أثناسيوس وآريوس أم أكثر وهل تدخل الأمبراطور في قرارات هذا المجمع أم لا كذلك شخصية الأمبراطور قسطنطين هل كان مسيحيا أم وثنيا وكذلك دور أخت الأمبراطور ودور كهنة القصر المسيحيين في التأثير علي كل من قسطنطين وأخته هذا ما سنحاول أن نجيب عليه خلاص الأسطر القادمة
أولا السبب الي عقد المجمع
بعد أنتصار قسطنطين في حربه ضد لوقيانوس وعلي عادة أي أمبراطور بعد أستتباب الأمر له علي المستوي الخارجي يحاول أن يثبت أركان أمبراطوريته داخليلا لاسيما والأضطرابات في مصر مشتعلة حتي نالت من صورة الأمبراطور(Vita Const.III.4 ) بل وصلت الثورة الي كل مقاطعات وأبرشيات الشرق (تاريخ العقيدة هرنكالجزء الرابع ص25) في هذه هي الفترة التي كان الجدل بين آريوس وألكسندر مشتعلا فيها آريوس ذلك القس الليبي الأصل الذي تعلم علي يد لوسيان الأنطاكي تلميذ بولس السماسطي والذي شهد له الجميع بالذكاء واللباقة وألتف حوله العديد من رهبان وعذاري الأسكندرية الذين كانو يحبون الأستماع لعظاته بيد أننا يجب أن نشير الي أن بولس ولوسيان أساتذة أريوس رفضو هم أيضا عقيدة مساواة الأبن بالآب وعقد في أنطاكية مجمع كبير سنة 268 يرفض هذا التعليم (History of Dogma VI pp19 Harnack ) ولكن مع أزدياد شعبية آريوس وذيوع صيته وأنتشار آرائه خشي الأمبراطور قسطنطين من تأثير هذا الجدل علي الأمبراطورية فأرسل الي كل من آريوس وألكسندر رسالة لوقف هذا الصراع سنة 323-324 وفي هذه الرسالة كتب قائلا (أنه بعد أن تقصي بعناية ودقة أصل وأساس هذه الخلافات )وجد (أن السبب في الحقيقة شيء تافه زلا يستحق مثل هذا النزاع الشرس ) ولكن هذه الرسالة لم تحدث أي تأثير ولم يهتم أي من آريوس أو ألكسندر بها وأستمر الصراع وبدأ العامة كل منهم يأخذ جانبا في هذا الصراع حتي أن اليهود كانو يمثلون مسرحيات تسخر من الصراع الدائر حول أدق آسرار الكنيسة (نفس المرجع) لذا قرر الأمبراطور أرسال الكاهن هوسيوس الذي ذهب الي الأسكندرية وتوصل إلي أتفاق مع ألكسندر وبعدها قام برحلة الي نيقوميدية حيث ذهب الي بعض الأساقفة هناك ليكمل معهم الأتفاق وهكذا مهد الطريق لقرار مجمع نيقية (History of Dogma Harnack VI pp26)
عدد الحضور في مجمع نيقية
318 هو العدد الذي يعرفه عامة المسيحيين أو فلنقل بعض المثقفين المسيحيين لذا فنحن نسمعهم يؤكدون أن 315 من 318 قد وافقو علي قرارات المجمع وعلي هذا فهذا شبه أجماع والذين رفضو بالطبع هم قلة لايعتد برآيهم ولكن العلماء قد أقرو بأن هذا الرقم وياللأسف مشكوك فيه الي حد كبير فالعالم هرنك يؤكد في كتابه تاريخ العقيدة (الجزء الرابع ص55) وأيضا ( تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول ص627) أن الوثيقة وهي خطاب أثناسيوس التي تنقل هذا الرقم مشكوك فيها الي حد كبير كذلك نجد أضطراب المؤرخين في ذكر العدد فنجد يوسابيوس يذكر أنهم أكثر من مئتين وخمسين كذلك ثيودريطس يذكر رقما آخر وفي رواية افستاثيوس اسقف أنطاكية عددهم مئتان وسبعون وحتي أثناسيوس يذكر مرة أنهم كانو ثلاثمائة وبعد سنة 360 جعلهم ثلاثمائة وثمانية عشر ليتساوو مع غلمان ابرهيم المتمرنين(كنيسة مدينة الله أنطاكيا العظمي الجزء الأول ص 199-200 الدكتور أسد رستم ) بل يقول روفينوس المؤرخ أنه حتي الفلاسفة الوثنين حضرو الجلسات وناقشو الأساقفة (Ruin,hist.Ecc.,x,3)
أيضا الموسوعة الكاثوليكية تقول
The exact number is not known with certainty. Eusebius speaks of more than 250 bishops, and later Arabic manuscripts raise the figure to 2000 – an evident exaggeration in which, however, it is impossible to discover the approximate total number of bishops, as well as of the priests, deacons, and acolytes, of whom it is said that a great number were also present
العدد الحقيقي للذين حضرو المجمع غير معروف علي وجه الدقة فيوسابيوس القيصري يتكلم عن أكثر من 250أسقف وهناك مخطوطات عربية ترفع العدد الي ألفين وهذا دليل مبالغ فيه ومع ذلك فمن المستحيل الحصول علي الرقم الحقيقي للأساقفة وكذلك عدد الكهنة والأرشيدكون ومساعديهم فقد قيل أيضا أنه قد حضر عدد كبير منهم (http://www.newadvent.org/cathen/11044a.htm) اننا حتي لا نعلم من رأس هذا المجمع فمن قائل أنه هوسيوس ومن قائل أنه يوسابيوس القيصري أو حتي يوستاثيوس ولكن مما لاشك فيه أن هوسيوس كان له تأثير كبير علي قرارات المجمع ((History of Dogma VI pp55.
تدخل الأمبراطور في المجمع
ينقل لنا يوسابيوس القيصري أبو التاريخ الكنسي تدخل قسطنطين صراحة في قرارات المجمع بل أنه هو الذي أقترح نص قانون الأيمان النيقاوي الذي تبناه المجمع (تاريخ العقيدة الجزء الرابع لأدولف هرنك ص55) أيضا أنظر (خطاب يوسابيوس القيصري لكنيسته كما ينقله ثيودريتس في تاريخه للكنيسة الكتاب الأول الفصل الثاني)
The letter of Eusebius of Cæsarea to his Church (Theodoret, H. E. I. 11),
يقول هرنك لذا يمكننا أن نفترض أن قسطنطين ترك المجمع حتي يصل الي قرار ولكن لما وجد أنه لم يصل الي قرار أضطر للتدخل بالقوة وفرض القانون الذي أتفق عليه هوسيوس مع ألكسندر (History of Dogma VI PP55)
لذا فمن الواضح أن حزب آريوس لم يكن بالحزب الهين القليل العدد والا لما أحتاج الأمر لتدخل الأمبراطور عدة مرات لأقرار السلم ولحسم النزاع بل كما ينقل لنا ويل ديورانت في موسوعته تاريخ الحضارة في مجلد قيصر والمسيح فأن قسطنطين أعتبر هذا الخلاف الكريستولجي العقائدي لعب أطفال ولنا أن نعلم أن قسطنطين هذا كان وثنيا يجمع بين عبادة الشمس والمسيحية كما ينقل لنا جون لوريمر في كتابه تاريخ الكنيسة في الجزء الثالث لذا فأننا يمكن أن نلخص فكر وعقيدة قسطنيطين في أنه لا فارق يذكر بين sun God & son of Godوعلي هذا فكما يقول القرطبي ان الروم لم يتنصرو ولكن المسيحية ترومت ؛أيضا هناك عبارة آخري تشعرنا بأن الحزب الأريوسي لم يكن بالحزب الهين الضعيف وهي المقولة الشهيرة عن أثناسيوس العالم كله ضدك يا أثناسيوس وأنت ضد العالم بل أن الأشعار التي كانت موجود في كتاب تاليا الذي ألفه آريوس كانو يتغنون بها في الأسكندرية وآريوس نفسه كان ذكيا عالما ذو منطق وعقل مما كان له بالطبع آثر كبير في تكثير شعبيته والا فما الداعي لحرق كتاباته اننا نلاحظ أن الكنيسة دوما أستعملت سلطة الدولة لحرق الكتابات التي تعارض فكرها مثل كتاب كلمة حق للعالم الوثني سلس الذي نقل لنا منه شذرات العالم أوريجانوس في رده علي سلس وأيضا كتابات مارسيون الذي كان أول من حدد مجموعة أسفار من العهد الجديد ووضعها في كتاب أحرق هو أيضا وضاع أيضا كتابات ماني كيم التي عني أغسطينوس بالرد عليها وكتاب تاليا الذي ألفه أريوس وتغني به الشعب وكان مصيره الحرق والضياع بل وحتي آريوس نفسه الذي يرجح أنه مات مسموما .
التاريخ المنسي
هل أنتهي مجمع نيقية عند مجمع نيقية وهل ثبت الذين حضرو المجمع علي ما أتفقو عليه في المجمع
الأجابة هي لا بل بعدما عاد كل حزب من الأحزاب الثلاثة الموجودة في المجمع الي موطنه عاد كل حزب لما كان عليه قبل المجمع يقول الدكتور القس حنا جرجس الخضري (وعندما حرم هذا المجمع المسكوني أريوس وأتباعه تنفس الأمبراطور قسطنطين الصعداء وظن أن الخطر الذي كان يهدد الأمبراطورية من الناحية الدينية قد انزاح كما أن الكنيسة وخصوصا كنيسة مصر شعرت بأن هذا العقاب الذي نزل بأريوس ومشايعيه عقاب الهي فقد أنتصرت الكنيسة فأبواب الجحيم لن تقوي عليها . ولكن للأسف الشديد فاءن كثيرين من الأساقفة واللأباء الذين أشتركو في أعمال هذا المجمع عادو الي أبرشياتهم وكنائسم وبدأو من جديد ينادون بالتعاليم التي كانو يعلمون بها قبل هذا المجمع المسكوني .)(تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول ص 632) مما يوضح أن ما قبلوه في المجمع كان نتيجة الأجبار والخضوع لسلطة الأمبراطور ولقد عاد الأمبراطور نتيجة لتأثره بكلام أخته التي تأثرت هي الأخري بكلام كاهنها الأريوسي ولشعور قسطنطين بقوة الحزب الأريوسي طلب من أثناسيوس الحضور الي مجمع في قيصرية في حضور مجموعة من الأساقفة ليجيب علي الأتهامات الموجهة اليه ولكن أثناسيوس لم يحضر مما أعتبره الأساقفة في مجمع صور أهانة يقول المؤرخ سوزمين
كان المجمع قد اتخذ قراره بإسقاط أثناسيوس من كرسيه منتهزاً فرصة غياب أثناسيوس في القسطنطينية، وأضافوا مطالبين بإبعاده من الإسكندرية بحجة خوفهم من إثارته للقلاقل والاضطرابات، ضاربين بذلك على الوتر الحساس الذي يهم قسطنطين.
وفي نفس الوقت أمر المجمع بإعادة يوحنا أسقف الميليتيين مع كل أعوانه إلى الشركة، وكأنهم كانوا قد أُهينوا ظلماً. واستلم كل واحد منصبه الكهنوتي كما شاءوا. وكتب الأساقفة المجتمعون في مجمع صور خطابات إلى جميع أساقفة العالم بذلك، محذِّرينهم من قبول أثناسيوس في شركتهم، أو قبول أية خطابات منه أو إرسال خطابات إليه بصفته مقترفاً لجرائم سجَّلها عليه المجمع وأثبتوها كما شاءوا.
كما اعتبروا ذهابه إلى القسطنطينية هروباً من مواجهة الاتهامات وتحدياً لسلطة المجمع ومحاولة لإثارة الشغب داخل المجمع. كما اعتبروا امتناع أثناسيوس عن حضور مجمع قيصرية الذي كان الإمبراطور قد دعا الأساقفة إليه سابقاً، تحدياً لأوامر الرؤساء واحتقارًا للأساقفة الذين ظلوا هناك ينتظرون قدومه بلا جدوى.
كما سجَّلوا عليه مخالفات داخل مجمع صور، منها عدم ردِّه على كثير من الأسئلة والاتهامات التي كانت توجَّه إليه، كما بدر منه كثير من الإهانات كان يوجِّهها شخصياً لبعض الأساقفة الذين كانوا يوجِّهون إليه الاتهامات. وأنه كذلك كان يرفض قبول أية محاكمة (Sozom. 11.25) وبعد ذلك في مجمع أوورشليم حصل فيه آريوس علي حل من الحرم الذي وقع عليه في مجمع نيقية وأرسل الي الأسكندرية كأسقف كما ينقل لنا أثناسيوس نفسه في كتابه تاريخ الأريوسية الفصل الأول [وفي الحال قبلوا أريوس وأتباعه في الشركة (في مجمع أُورشليم) وضربوا بعرض الحائط كل الإدانات التي ثبتت عليهم مراراً وتكراراً، ولكنهم كالعادة استندوا في ادعائهم على السلطة الإمبراطورية. ان تدخل الأمبراطور في شئون الكنيسة كان قويا حتي أنه كان يصل الي التهديد أحيانا يقول أثناسيوس فيدفاعه ضد الأريوسيين عن مسئلة عودة آريوس الي الشركة في الكنيسة وهذا بعينه هو ما كان الإمبراطور يطلبه مني سابقاً في خطاباته بتهديد (Apol. Cont. Ar. 85) وهكذا نري أن من يدعون أن قسطنطين لم يتدخل في قرارات المجمع في الحقيقة هم واهمون.
الأحزاب التي حضرت المجمع
لم يكن حزب أثناسيوس وألكسندر وحزب آريوس هما الحاضران فقط في مجمع نيقية فقد كان هناك تيار آخر وهم الشبه آريوسيين أو أتباع أوريجانوس وعلي رآسهم أبو التاريخ الكنسي يوسابيوس القيصري أسقف قيصرية الذي كان تابعا لما يعرف بفكر التابعية(تاريخ الكنيسة ص12و13) لتوضيح الأمر نقول أن آريوس كان يري أن المسيح مخلوق وأثناسيوس كان يري أن المسيح هو الله اللوجوس وأنه غير مخلوق بل هو خالق كان هناك الفريق الثالث الذي يري في المسيح اله ثاني بعد الأب وأنه أقل من الأب وتابع له لذي سميت هذه التيار الفكري الذي تزعمه أوريجانوس مدير مدرسة الاهوت بالأسكندرية ومن قبله يوستينوس الشهيد و أيضا تتيانوس وترتليانوس والعديد من آباء الكنيسة سمي هذا الحزب بالشبه آريوسيين وبعد مجمع نيقية صارات هذه هرطقة يطلق عليها الثانوية أو التابعية يقول الدكتور القس حنا جرجس الخضري كان هدف مجمع نيقية هو الوصول الي عقيدة ثابته أو قانون ايمان معترف به من الكنيسة كلها وكان من المنتظر أن نري الكنيسة بعد هذا المجمع واحدة في ايمانها وعقيدتها ولكن حدث العكس . فبعد أنفضاض المجمع رجع الأساقفة الي ابرشياتهم وعلم كل منهم بما كان يعلم به سابقا . لا بل أن الأحزاب الطائفية ازدات وكثرت فقد أنقسمت الكنيسة بعد مجمع نيقية إلي أحزاب ثلاثة وهي :
1-الحزب المصري وعلي رأسه الأسقف ألكسندروس وأثناسيوس وانصم الي هذا الحزب ممثلو الغرب وهم أقلية
2- حزب أريوس اللوقيانوسيون (أتباع لوقيانوس) وعلي رأسه الأسقف يوسابيوس النيقوميدي وهذا الحزب لايضم هو الأخر الا أقلية من أعضاء المجمع ولكنها أقلية متحمسة
3- واما الحزب الثالث فيمكن أن نسميه الحزب المحايد أو أتباع أوريجانوس وعلي رأسه أسابيوس القيصري مؤرخ الكنيسة المعروف . وهذا الحزب كان أعضاؤه هم أغلبية أعضاء مجمع نيقية وقد أشتهر بالعلم والأتزان والمعرفة ويقول هرنك بأن أغلبية الأساقفة الذين كانو يمثلون الكنائس في هذا المجمع كانو علي درجة متوسطة من العلم (تاريخ الفكر المسيحي الجزء الأول ص627-629)
يقول المؤرخ سقراط عن ماحدث في مجمع نيقية والأنقسامات التي حدثت بسببه ان احدث في يشبه معركة في الظلام ,لا أحد يعرف ما اذا كان أصاب صديقا أو عدوا ولم تشعر المجموعة الرئاسية الكبري بزعامة يوسابيوس بالأرتياح وأشتهرو أخيرا بأنهم شبه أريوسيين .(تاريخ الكنيسة لجون لوريمر الجزء الثالث ص 50) اننا نري من ماحدث ومن المجامع الأخري التي حدثت بعد نيقية مثل مجمع صور وسارديكا أن ما حدث كان نوعا من فرض الرآي بالقوة وأن الأمور الدينية كانت آخر أهداف الأمبراطور من هذا المجمع كان الأمبراطور يهدف الي أستقرار الوضع السياسي ولم يكن يعنيه الخلاف في قريب أو بعيد كل ما كان يهمه هو أن تنتهي هذه الأضرطبات وتستقر الأوضاع فالرجل كان وثنيا يقول جون لوريمران قسطنطين لم يتخل عن عبادته ءلاله الشمس محتفظا برموز هذا الأله علي العملات النقدية جنبا الي جنب مع شعار المسيحية وهو الحرفان الأولان من كلمة خرستوس أي المسيح في اليونانية مما يبين أنه في الواقع لم يفهم تفرد يسوع المسيح باءعتباره ابن الله ورئيس الأيمان المسيحي وهناك تمثال في روما لقسطنطين يحمل عليه رمحا عليه صليب منقوش أنه حرر المدينة من الطغاة بفضل علامة الخلاص هذه . وثمة تمثال آخر له في القسطنطينية وهالة اله الشمس تحيط برأسه ثم ان قوس قسطنطين الشهير الذي مازال قائما في روما عليه نقوش ءلاله الشمس . ومع ذلك يكتب لأسقف قرطاجنة عن الكنيسة الكاثوليكية القانونية المقدسة واستنادا اليمثل هذا الأدلة يلخص كوكران (Cockrane) رايه بالقول ان الأيمان الغامض بالله عند قسطنطين يجمع بمهارة بين متناقضات عبادة الشمس والمسيحية ( تاريخ الكنيسة لجون لوريمر الجزء الثالث ص 23)
وهكذا نري المزج في عقيدة قسطنطين بين الوثنية والمسيحية فلا فارق عنده بين Son of God and Sun God بل وينقل لنا جون ستيفنسون في كتابه يوسابيوس الجديد عن يوسابيوس القيصري ان قسطنين قام بتشييد كنيسة يجمع فيها رفات رسل المسيح الأثني عشر وجعل لنفسه مكانا في وسطهم حتي يعبد معهم .
وهكذا نري ان أهداف قشطنطسن لم تكن حسنة علي الأطلاق فالرجل كان يسعي لأن يخلد نفسه ويجعل نفسه قائدا للأثني عشر رسولا (أعني تلاميذ المسيح) ورمزا لهم كما يقول هولاند سميث وقد صدق القرطبي حين قال ان الرومان لم يتنصرو ولكن المسيحية ترومت