لماذا لا يكون أكثر من خالق أزلي؟
قال الله تعالى }لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} ﴿٢٢﴾ سورة الأنبياء.
لكن قد يسأل سائل ويقول: ما المانع العقلي من أن يكون هناك إلهين ويتفقا -بحيث لا يتعارض قراريهما-؟
القضية ليست بفساد الكون لاتخاذ قرارين متعارضين.
أو لأنه يمكن أن يتفقا فلا يفسد الكون.
القضية العقلية التي تقدمها الآية الكريمة أبعد وأشمل من ذلك بكثير!
وجود إله مع الله يقتضي التركيب -تعدد الجواهر أو العلل-.
والتركيب يستلزم الافتقار.
والافتقار على الخالق -حاشاه سبحانه- يستلزم عدم أمان الكون وأنه قد ينهار.
فلا ضمان لبقاء الكون مع إله مفتقر!
ولا ضمان لعدم فساد السماوات والأرض في أية لحظة مع إله مفتقر!
} فسبحان الله رب العرش عما يصفون} ﴿٢٢﴾ سورة الأنبياء.
تنزه الباري عن التركيب والافتقار فهو الغني القيوم سبحانه.
أضف إلى ما سبق: أنه لو كان فيهما إلهين أو أكثر فإمكان التعارض بالفعل أقرب عقلاً من التوافق لأن أكثر من إله يعني أكثر من جوهر وأكثر من مشيئة وأكثر من إرادة، وتعدد الإرادات يعني إفتقار كل أحد، والافتقار يقتضي التعارض عقلاً!