الفيروس يتحدى الملحدين
تقوم الفلسفة المادية الإلحادية على التبسيط والإختزال ثم التعقيد، لكن هذه الرؤية شيء وفلسفة العلوم شيء آخر تمامًا، فالفيروس أدقالريبوسوم خارج النواة ما زال حيًا بيننا إلى الآن ويُهدد بانتظام أعقد الكائنات الحية، وعندما ينجح الفيروس في خداع الantibodies ويصل إلى نواة الخلية فإنه يقوم بعملية سطو hijack لا تستطيع أعقد الأنظمة البيولوجية أن تواجهه، حيث يقوم الفيروس بتقطيع نفسه على بوابات نواة الخلية الحديدية حتى يتمكن من اختراق ثقوب البوابات ثم ينطلق الحمض النووي الخاص به إلى داخل النواة، وبعد هذه العملية التي تبدو انتحارية، يقوم الحمض النووي الخاص به والذي دخل ممزقًا أن ينسخ نفسه داخل شريط الحمض النووي الخاص بالنواة آلاف المرات، ثم بعدها ينتقل إلى الريبوسوم خارج النواة ليُكمل عملية التصنيع، ثم يعود إلى النواة مجددًا ليصبح فيروس متكامل في مهمة من أعجب وأذكى وأمكر وأخبث المهام على الإطلاق، وبعد 48 ساعة من نجاح فيروس واحد في الوصول إلى نواة خلية فإن النواة تصبح محملة ب10 آلاف فيروس مستنسخ حيث يُوقف جميع العمليات الحيوية التي تقوم بها النواة ويكرس كل جهدها في نسخ نفسه فقط ..
وفي هذه اللحظة العجيبة والفريدة والتي تحدث داخل كل إنسان ربما كل بضعة أيام، تصل إنذارات من الجسم بوجود مُحتل قام بعملية سطو كاملة على إحدى الخلايا فتقرر جميع الخلايا المجاورة للخلية المنكوبة أن تنتحر سريعًا حتى لا تتحول إلى مصانع لإنتاج جحافل فيروسية جديدة، وبهذه الطريقة تبدأ مقاومة الجسم للمحتل، وما زكام الأنف وانسداد الجيوب الأنفية إلا مخلفات المعركة هذا في حال كان الفيروس تنفسيًا، إن أبسط الكائنات الحية يحمل بصمة الخلق وعظيم الصنع فسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وسبحان الذي أحسن كل شيء خلقه، {الذي أحسن كل شيء خلقه } ﴿٧﴾ سورة السجدة
ومن الفيروس إلى البعوضة أبسط الكائنات المرئية، نجد أن للبعوضة مائة عين في رأسها ، 48 سن في فمها، ثلاث قلوب في جوفها بكل أقسامها ،لها ستة سكاكين في خرطومها ولكل واحدة وظيفتها ، لها ثلاث أجنحة في كل طرف ، مـُزوّدة بجهاز حراري يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء، وظيفته :يعكس لها لون الجلد البشري في الظلمة إلى لون بنفسجي حتى تراه، مـُزوّدة بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز إبرتها دون أن يحس الإنسان، وما يحس به كالقرصة هو نتيجة مص الدم، مـُزوّدة بجهاز تحليل دم فهي لا تستسيغ كل الدماء، مـُزوّدة بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جدا، مـُزوّدة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم رائحة عرق الإنسان من مسافة تصل إلى كيلومتر.
إن الرؤية المادية الإلحادية والتصور الإختزالي لظهور الكائنات الحية هي فلسفة كهنوتية لا علاقة لها بالعلم ولا ببديهيات المنطق، إن الإيمان بالإلحاد يتطلب بانتظام إنكار بديهيات عقلية ومنطقية أقسى من أشد الديانات إغراقًا في الوثنية.