خطورة التنصير: التنصير: إتخذ فى هذا العصر سمة السرعة والجدية فقد شهد هذا العصر أكبر تحرك للعمليات التنصيرية وأوجد له كافة الوسائل الممكنة والإمكانيات المتاحة, ويجول المنصرون فى شتى بقاع العالم وإن كانت القارة السمراء تحظى بالنصيب الأكبر من هؤلاء المنصرين, فتلك الحركات الفاشلة تذكرنا بقول الله عز وجل: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:109], و {وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [آل عمران:69]. التبشير والمبشرون (التنصير والمنصرون): يقول فارس الإسلام وملجم المنصرين الفاشلين أحمد ديدات: “التبشير من البشرى والبشارة واصطلاحًا يستخدم مصطلح التبشير على تلك الحملة التي تولتها الصليبية فيما يسمى “بتعليم الدين المسيحي”. لقد تأخرت نشأة التبشير عن نشأة الاستشراق ولكنها صاحبته وتعاونت معه وكانت نشأة الاستشراق قبل الحروب الصليبية بحثًا في أحوال الغزاة الذين وصلوا إلى قلب أوربا ومن قبلها الأندلس ثم الحروب الصليبية خدمة لها و تبصيرًا وتوجيهًا ثم كان بعد الحروب الصليبية كذلك ويلتقي هنا التبشير مع الاستشراق فلقد كان ميلاد التبشير مع فشل الحروب الصليبية تنفيذًا لوصية قائد الحملة الثامنة لويس التاسع حيث نبه إلى قوة العقيدة الإسلامية (1), ويبين فارس الإسلام وهازم الكفر وأهله لماذا يريد المبشرون (المنصرون) أن يمحوا هذه العقيدة التامة من قلوب المسلمين قائلا: “تثير تلك العقيدة الصافية النقية في قلوب معتنقيها روح الجهاد في سبيل الله مما يتصدى إلى أي غزو عسكري أو سياسي لتلك البلاد وبذلك تقف تلك البلاد الإسلامية في وجه الغزو الخارجي لها, ولقد استفاد المبشرون من أخطاء الحروب الصليبية وأحكموا خططهم لكي يتمكنوا من احتواء المسلمين والسيطرة عليهم إما بتحويلهم عن دينهم أو بث الأخطار الخبيثة المضادة بينهم وإشاعة روح الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد وبين الدولة والأخرى مما يؤدى في النهاية الى تفريق الشمل وتفريق الكلمة وبذلك تتمكن تلك البلاد الصليبية من تنفيذ مخططاتها العدوانية والسيطرة على المقدرات الإسلامية والعربية أمة وشعبًا وثروة وتاريخًا وحضارة وفكرًا, إنها تهدف إلى الاستيلاء على كل ما هو إسلامي وتدمير كل مظهر إسلامي (2). أهداف التنصير: و يحصرها لنا العلامة ديدات في نقاط تحدث عنها في كتابه الماتع (حوار مع مبشر): 1- تنصير المسلمين. 2- الخروج من الإسلام والتذبذب فيه. 3- الإبعاد عن الإسلام. 4- إنهاء الخلافة الإسلامية. 5- إلغاء فريضة الجهاد. 6- القضاء على القرآن ومحوه. 7- تدمير أخلاق المسلمين. 8- القضاء على وحدة المسلمين. 9- إبقاء العرب ضعفاء. 10- إنشاء ديكتاتوريات سياسية في العالم الإسلامي. إمكانيات حملات التنصير: يضرب لنا العلامة ديدات هذا المثل قائلا: “هناك حوالي 35 ألفا جمعية تبشيرية صليبية في صحارى إفريقيا، هؤلاء مدعمون من الكنائس والمنظمات المسيحية الأمريكية, إنهم يريدون جعل إفريقيا كلها مسيحية, في سنة 1977 كان هناك في إندونيسيا حوالي 6 آلاف جمعية صليبية تبشيرية من أجل تحويل 15 مليون إندونيسياً إلى المسيحية، وهم يطمحون إلى جعل إندونيسيا بلدا مسيحيا. ولديهم سفن تُوظف في العمل التبشيري، من هذه السفن: سفينة تُدعى “لوجوس”، وسفينةٌ أخرى تُدعى “دولوس”، وهذه السفن تنتقل بين الموانئ، ويشجعون الناس للصعود إلى ظهر السفينة والناس بطبيعتها تسرع إلى ذلك. فهي تجربةٌ جديدة وطريفة خاصة في عصر السفر بالطائرات، ولذلك عندما ترسو السفن وتفتح الأبواب للزوار يندفع الجميع إلى ظهر السفينة مسلمين وغير مسلمين ليتفرجوا، وهناك تقدم لهم المطبوعات، وتتم عمليات غسيل المخ, وحالياً فإن هذه السفن تعمل في إندونيسيا. تتجه هذه السفن التبشيرية إلى إحدى الجزر وترسو بالقرب منها، فإندونيسيا كما نعلم تتكون من حوالي ألفي جزيرة، ولكل من هذه الجزر ميناؤها الخاص بها، وحين ترسوا السفينة التبشيرية فإنهم يرسلون القوارب الصغيرة لتحضر السكان إلى ظهر السفينة، ويقدمون لهم التسلية والترفيه، ويوزعون عليهم الكتب ويباشرون عملية غسيل المخ, وهم يتباهون بأن لديهم من الإمكانات الخاصة بهم أكبر ممَّا لدى الحكومة الإندونيسية نفسها، وهم يخططون في الشرق الأوسط للاتصال بالناس في المنازل. وفي أحد مؤتمراتهم التي عقدت في بيروت بلبنان، فإنهم سوف يجندون مبشرين للعمل في الشرق الأوسط وظيفتهم هي الدق على أبواب المنازل وتبليغ رسالة المسيحية إلى الناس يداً بيد بواسطة الكتب والحوار المباشر، وبواسطة الاتصال الشخصي, وإذا لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم بالاتصال المباشر في بلاد كالسعودية، فإنهم يحققون هدفهم من خلال البريد. فمن خلال دليل التليفون في جدة والرياض وغيرها يلتقطون أسماء المسلمين، ويرسلون إليهم كوبوناً بالبريد ولدي عينات من هذا الكوبون وهو مكتوبٌ بالعربية ويقولون: “خصصنا لك إنجيلاً بالمجان ألا ترغب في الحصول عليه؟” (3) مواجهة التنصير: إن الجهاد فى سبيل الله تجاه هذه الهجمة فرض على كل مسلم, وفي هذا المقام يقول فارس الإسلام: “و لكن أين الدعوة المهمة الأصيلة للمسلم؟ من مائة ألف صحابي حضروا حجة الواداع لم يدفن في المدينة منهم إلا عشرة آلاف أين ذهب الباقون؟ فهموا معاني الشهادة والتبليغ للرسالة وانطلقوا في الآفاق يمتطون خيولهم وجمالهم ينشرون دعوة الله ويبلغونها للعالمين, أدركوا رسالتهم للعالم ولم يكتفوا بالجلوس في بيوتهم ومساجدهم يقيمون نصف الدين ويتركون النصف الآخر. فأجدادك قد أدوا دورهم بينما أنت لا تستطيع أن تحافظ على نفسك وعلى أبنائك. أخي : إما أن تجاهد في هذة المعركة وتقف في وجه هذه القوى أو تقبع مكانك وتنهزم وتنعدم ويستبدل قوما غيركم (4), “فإذا دعوني إلى كتابهم المقدس فسوف أدعوهم إلى القرآن الكريم” (5), “إن هذا الدين جاء ليظهر على الدين كله وعلى طرق الحياة جميعها, سواء كانت اليهودية أو الشيوعية, ومهما تكن الفلسفة أو الديانة فقدر الإسلام أن يهيمن عليها جميعا, أنا أؤمن بذلك, ولكن الدور الذي يمارسه كل أحد هو من اختياره, فإذا كنت تريد أن تكون راضيا بالخضوع وأنت مشتوم ممتهن أو أن تكون لعبة للتدريب, فإن هذا هو اختيارك أنت وليس هذا اختيار الله, إنه يتعين علينا أن نعمل بجد أكثر, فالمجتمع الغربي يغسل أدمغة أبنائنا بأسلوب يجعلهم يشعرون بالدونية, والمبشر إذا جاء وطرق بابك فهو عدواني, ومهما جاءك بوجه مبتسم فإنه يعتقد في قرارة نفسه أنه أفضل منك, ولولا ذلك لما تجرأ أن يطرق بابك ليخبرك أنك ستدخل جهنم. إن النبى قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى» (6), وهذا يعني أن الذي يعطي أرفع منزلة من الذي يأخذ. إن مهمتنا هي أن نخرج لنبلغ رسالة الله, إننا في مكانة أعلى من الناحية العقائدية (7)، إنهم يخططون ويدبرون كيف يقاومون ويكافحون الإسلام. ولكن ماذا فعلتم حتى يشعروا بالرهبة منكم؟, ماذا فعل المسلمون حتى يشعروا بالرهبة؟ وماذا يرعبهم أو يرهبهم؟ إنهم يقولون أو يزعمون أنهم مرعوبون من غزو الإسلام لحماهم, وطالما سألت: “أين هؤلاء القوم الذين يفترض أنه ينشرون الإسلام ؟” أين هم؟ هل لدينا في جنوب أفريقيا بعثة واحدة للدعوة إلى الإسلام ونشره؟ فهل يمكنكم أن تخبرونا باسم بعثة واحدة للدعوة الإسلامية في جنوب إفريقية بينما النصارى آلاف البعثات أو الإرساليات للتبشير المسيحي أو التنصير, هل هناك بعثة إسلامية واحدة؟ هل يمكنكم أن تنبئوني باسم بعثة إسلامية واحدة جنوب نهر الزامبيزى؟ لا، ومع هذا فإنهم مرعوبون. (8) إنني أقول لكم إن المشكلة هي أننا حقًا لا نستغل هذه المسألة (وهي أنهم خائفون دون أي شيء), وقد حان الوقت لأن نستيقظ ونعي الرسالة التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لنا, فنحن لسنا بحاجة إلى تلفيق كما يفعلون ولسنا بحاجة لأن نربك عقولنا أو نسئ استخدامها أو لأن نبدل المنطق, ولتخرجوا بهذه التعاليم البسيطة التي توافق عقل الإنسان ومنطقه, اذهبوا واعرضوا إخوة الإسلام هذه على البلد الغارق في الظلام الفكري والأخلاقي الذي نشاهده ويحيط بنا جميعا, ولتروا ما يمكنكم عمله حيال ذلك, إنني أؤكد لكم أنهم سوف يخفقون ويعجزون وينهارون, إن الدعوة إلى الإسلام واجب وشرف ندين به لأنفسنا, وأنا أؤكد لكم أن لدينا القوة ولدينا القدرة على النفرة والارتقاء الروحي ولدينا التعاليم التي تجعل منا قومًا لا يغلبون, إنني أؤكد لكم أنه لا يمكن أن يبلغ منزلتكم أو مقامكم أحد, لو أنكم قمتم بدوركم ونلتم الشرف المناط بكم. قوموا بالمهمة وبلغوا الرسالة, إن هؤلاء القوم مرعوبون حتى وأنتم ساكنون عن الحركة, حتى وأنتم صامتون عن الكلام أو الإعلان عن عقيدتكم(9). فنحن لم نفعل شيئًا حتى نستحق هذا الشرف أو الكرامة والامتياز أو الفضل بما نلاقيه من اهتمام المجالس الكنسية المتتالية, فليس لهم حديث إلا عن الإسلام والمسلمين، أرأيتم هذا؟, إنه لديهم ألف مشكلة ومشكلة فلديهم مشاكل منزلية تعرض أطفالهم للضياع والانهيار الاجتماعي والأخلاقي ولديهم مشكلة السكر وإدمان الخمر الذي تفشى فيهم, فيا له من تصدع اجتماعي, وجميع هذه المشكلات المنزلية والسياسية لا تزعجهم ولا تقلقهم ولا تسبب لهم الهم والغم, والشيء الوحيد الذي يظل يطن أو يئز أمامهم هو الإسلام وأنتم أيها المسلمون وإنه لفخر وامتياز, ولولا ذلك لولا هجماتهم هذه على الإسلام ما كنت معكم هنا، ولو لم أكن هنا لما كنتم هنا الليلة, ومن ثم فرب ضارة نافعة (10). فالشيخ رحمه الله يطمئن المسلمين بيقين المؤمن من أن كل هذه المحاولات المستميتة سوف تذهب سدى إن شاء الله كما {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} وفى نفس الوقت يدعونا فارس الإسلام إلى عدم الركون إلى أن الله سوف ينصر دينه بدوننا قائلا: “إن المسلم في جميع أنحاء العالم يعاني من المشاكل التي يخلقها له المبشرون، والتهديد والهجوم التبشيري يغطي العالم كله، وعادة ما يكون المسلم ليناً متراخياً. فهو يظن أن كل شيءٍ على ما يرام، ذلك أن الأمر مفروغٌ منه، فالله هو الذي يتولى أمر دينه، ألم يقل الله : {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33]؛ أي أن الله في النهاية سيجعل الإسلام يسود ويعم، لذلك تجد المسلم يعيش حاملاً في ذهنه هذه الفكرة، بأن الله هو الذي يقوم بذلك، فلماذا إذن يتحرك هو؟ لذلك فهو متهاونٌ ومتخاذلٌ، بينما نجد أن المبشرين المسيحيين ينشطون ويحركون جماهيرهم، والناس في الغرب ليسوا متدينين عموماً، فالذي أعلمه أن ثلاثةً بالمائة فقط من الناس في بريطانيا يترددون على الكنيسة، ولكن هؤلاء الذين يترددون على الكنيسة يشكلون جبهةً قويةً جدًّا، وهم يحركون العالم كله، وقد نشروا في العالم سبعين ألفاً من الصليبيين المتفرغين, والصليبيون هم مجاهدو المسيحية, في الماضي كان الصليبيون يعملون بأسلوبٍ مغاير؛ في أيام صلاح الدين الأيوبي جاء الصليبيون من أوروبا لاحتلال فلسطين ولينتزعوها من أيدي المسلمين. هكذا كانت الصليبية في ذلك الزمان، واليوم اختفى هذا النوع من الصليبية. فالصليبية الآن عملٌ ذهني وثقافي، وهي اليوم عمليةٌ فكريةٌ وذهنيةٌ (11). الإنتقال من رد الفعل إلى المبادرة: يجب علينا كمسلمين أن نكون أول من يبادر بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة, وآلا ننتظر هؤلاء الفاشلين حتى يأتوا إلينا, يقول العلامة ديدات: “نحن المسلمين لم نفعل شيئًا حقًا من أجل ملايين الضالين في العالم, يجب علينا أن ننقذهم من الشرك وإلا فإنهم سوف يجروننا معهم إلى الخسران المبين في الدنيا والآخرة, إن الذين يعبدوا آلهة من البشر في أرض الله الطيبة اليوم أكثر من هؤلاء الذين يعبدون الله الواحد سبحانه وتعالى بعدة ملايين, والشقاء الذي يعيش فيه العالم الإسلامي هو بسب إهمالنا الكامل في مشاركة دين الله مع شعوب العالم , إن نشر الإسلام أول فرض على المسلم, إذا سقطت هذه الدعامة فأنت على خطر عظيم, لتعلم أن عقاب الله يأتي بغتة (12) ضرورة الجهاد: يقول النبي: «ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله» (13), لذا كان لزام على المسلم الدفاع عن عرض الإسلام وعن عرض القرآن وعن عرض العدنان, ولا يخشى في الله لومة لائم, فالحملة الشرسة التي يقودها الصليبيون على الإسلام تتطلب الجهاد بمختلف أنواعه طبقًا لدرجات الهجوم الصليبي, يقول العلامة ديدات: “سلاحنا الوحيد في مواجهة هذا الخطر الداهم المفزع المروع المسمى بالتبشير هو القرآن وحمل السيف في سبيل الله لمواجهة هذا الخطر الداهم إنها مقولة مصيرية بين الإيمان والإلحاد, بين الإسلام وقوى الطغيان, بين العدل والجور, بين النور والظلمات, بين الحق والضلال, فلا ينفع ولا يجدي في هذه المعركة إلا السيف والقرآن يتعانقان حتى يقيم السيف ما ترك من القرآن ويسود الإسلام العالم أجمع ويعود المسلمون إلى رشدهم لمواجهة هذا الخطر الكامن في الصليبية والصهيونية العالمية (14) فسلاحنا ودرعنا في هذه المعركة الإيمانية يتمثل في القرآن لقد حفظناه لقرون لنكسب الثواب فقط ولكن الآن يجب علينا أن نستعين به في ميدان المعركة لمواجهة التبشير والمبشرين (15). فنحن أمام خيارين يوضحهما فارس الإسلام قائلا: “إما أن نجتهد وأن ندعو إلى الإسلام ونتمسك بإسلامنا, أو نقف مكتوفي الأيدي كما هو الآن لكي يحولونا إلى النصرانية, ونحن أصحاب الحق والدين الذي يجب أن يظهر وينتشر عن أي دين النصرانية، اليهودية, البوذية, الهندوكية, الشيوعية, هو الدين الذي يجب أن يهيمن على كل ما سواه, وإذا قصرنا في ذلك فإن الله توعدنا بأنه سيبدلنا بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين, فقد تركنا المجال للدعوات النصرانية وغيرها تنتشر بكل أساليب الدعاية والإعلام واستغلال إمكانات الصحافة والإذاعة والتليفزيون وغيرها ولهذا يجب أن نغير هذا الواقع وأن ندافع عن ديننا وأن ننشره بذكاء وحكمة (16). فلماذا تستندون على ظهوركم دون أن تفعلوا شيئًا وتركبون السيارات الفاخرة وتنفقون الأموال الطائلة فيما لا يفيد, وتقولون الدين غالب دون العمل له؟ من يفعل ذلك فإن هناك شكًا في إيمانه واعتقاده (17). يجب أن نحاربهم بسلاحهم وأسلوبهم ونشراتهم التي تقدر بالملايين. ولا أدرى ماذا حدث للمسلمين؟ أضرب لك مثالا هناك مجموعة صغيرة من النصارى قد طبعوا أكثر من 84 مليون نسخة من كتاب واحد بأكثر من 95 لغة مختلفة ويطبعون 10,2 مليون نسخة من مجلة شهرية بأكثر من 102 لغة ويصدرون من مجلة أخرى تسمى اليقظة 8,9 مليون نسخة في الشهر بأكثر من 54 لغة, وميزانية ذلك الرجل “سويجارت” مليون دولار يوميًا ونحن المسلمين بكل دخلنا من البترودولار لا نستطيع أن ننفق مليون دولار للدعوة في السنة الواحدة (18). إن المسلم يملك هذا الدين يملك البرهان وعليه أن يصحو ويعلم أنه يملك جرافة منحها إياه الله تحطم كل الصخور, صخور الأصنام والجاهلية, هي هذا الدين, فعليه استخدامها لنيل العزة, ولكن تصرفاتنا تدل على ألا عزة لنا في هذا العالم مع أن أصل العزة لله ولرسوله وللمؤمنين, وفي مسألة الابتعاث إلى الخارج هناك مسألة هامة حيث أننا نقوم بقذف أبنائنا أمام أنياب الأسد دون أن نحذرهم من مكامن الخطر فالمنصرون الصليبيون يحبون أن يرونا هناك لكي يسممونا ويعملوا لنا غسيل دماغ ويوجهونا كما يريدون, فأبناؤنا الذين نقذف بهم في بلاد الغرب يجب أن نعدهم ليكونوا سفراء لبلادهم ودعاة لدينهم, فالمنصرون الذين يبعثون بأطبائهم ومهندسيهم ومعلميهم ليعملوا هنا وينشرون النصرانية يكسبون, وفي نفس الوقت يؤدون مهمتهم التي يؤمنون بها, يجب ألا تنسى دورك وواجبك الأهم وهو تبليغ هذا الدين. فإن أجدادك العرب قد فعلوا ذلك عندما ذهبوا إلى التجارة ونشروا الدين, لذلك تجد أن أكثر من 90% من المسلمين هم من غير العرب, فأجدادك قد أدوا دورهم بينما أنت لا تستطيع أن تحافظ على نفسك وعلى أبنائك. أخي: إما أن تجاهد في هذه المعركة وتقف في وجه هذه القوى أو أن تقبع مكانك وتنهزم وتنعدم ويستبدل قومًا غيركم (19) النصارى أصبحوا يجرفون المسلمين في كافة أنحاء العالم, وليس هناك من يبكي لهذه النتيجة, بينما نرى النصارى يندفعون على نطاق واحد لنشر دينهم, التضحية بحياة الترف والبذخ والعيش في أدغال إفريقيا والصحارى الحارقة لنشر دينهم. أما نحن فصحيح أنهم يربوننا بالصلاة وتربية اللحية, وهذا جميل ولكنه جزء, فقلما تسمع على المنبر من يحمسك ويشجعك على الانطلاق والدعوة إلى الله في بقاع العالم, كلهم يحدثونك عن الصلاة والزكاة.. إلخ, ولكن قلما يكون الحديث لنشر دين الله. أين الجهاد؟ الله سبحانه وتعالى يقول: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج:78] فهو الذي اختاركم واصطفاكم لهذه المهمة, هل منا من يتحدث عن الجهاد؟ آيات الجهاد لا تزال موجودة في القرآن ولكنا لا نسمعها على المنابر, أمر الجهاد عليه الدين كله”. (20) وعيد ونذير: يقول فارس الإسلام: “إن أمة تملك هذه الأموال وتعاني من هذا العجز تستحق الدمار والتخلف وسيعاقب الله المسئولين عن ذلك في اليوم الأخر كما توعد الله سبحانه وتعالى الذين لا ينفقون في سبيل الله, فالله سبحانه وتعالى أخبرنا عن سر النجاح, وفي القرآن الكريم قدم لنا المعادلة ولكننا نأخذ أجزاء من الدين ونجعلها دينا وحدها, ونقول: “إن هذا هو الحق والله سبحانه وتعالى يحدد سر النجاح في هذه الأمة {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [الشورى:38] الإيمان والشورى والإنفاق. إن المواطن النصراني يضع يده في جيبه وينفق ويعطي الكنيسة. الشركات والمؤسسات التجارية ترصد أموالا سنوية لمؤسسات التنصير. بينما المسلمون, أبواب الخير والإنفاق مفتوحة أمامهم من زكاة وصدقة, ولا تخلوا سورة من القرآن إلا وتدعوا إلى الإنفاق والبذل في سبيل الله (21). رحمك الله فارس الإسلام, يسير عليك أن تقول هذا, فأنت من ضحيت بالنفيس والغالي فكنت وحدك أمة أعدت لأمة الإسلام عهد البطولة والعزة, وصنعت من الشباب رهائن الإفلاس أبطالا, فنحسب أن صدقت الله أقوالا وأفعالا, فنحسب أن صدقت الله أقوالا وأفعالا. المراجع: 1- حوار مع مبشر ص 11، مكتبة المختار الإسلامي. 2- المصدر السابق ص 12. 3- حديث مع ديدات بالتليفزيون الأسترالي في مقدمة محاضرة للشيخ بعنوان ( what make good Friday good ) وانظر (هذه حياتي سيرتي ومسيرتي) ص 91، دار الفضيلة. 4- أحمد ديدات بين الإنجيل والقرآن ص 10, 11 , المختار الإسلامي. 5- حوار مع ديدات في باكستان ص 25، المختار الإسلامي. 6- رواه أحمد. 7- لقاء مع الشيخ بجريدة عرب نيوز السعودية نقلا عن “هل المسيح هو الله؟” ص 101 ، 102, المختار الإسلامي. 8- عيسى إله أم بشر أم أسطورة؟ ص 87, 88 ، المختار الإسلامي. 9- المصدر السابق ص 90، 91. 10- المصدر السابق ص 103، 104. 11- هذه حياتي سيرتي ومسيرتي ص 87، 88, دار الفضيلة. 12- الله في اليهودية والمسيحية والإسلام ما اسمه ؟ ص 60 ، المختار الإسلامي. 13- رواه أحمد مسند الأنصار (21039). 14- حوار مع مبشر ص30 ، المختار الإسلامي. 15- المصدر السابق ص 10. 16- أحمد ديدات بين الإنجيل والقرآن ص 6،7 , المختار الإسلامي. 17- المصدر السابق ص 7. 18- المصدر السابق ص 8. 19- المصدر السابق ص 10،11. 20- المصدر السابق ص 12. 21- المصدر السابق ص 10.
رابط المادة: http://iswy.co/e48k8