يوجد أكثر من إله في حضارات الأرض، فلماذا تقولون الله تحديدًا؟

لا يوجد معبود في كل ديانات الأرض إلا الله.

وخلافنا مع بقية الديانات أنهم اتخذوا مع الله آلهة صغيرة مثل يسوع والروح القدس في النصرانية وفشنو  وشيفا وبراهما في الهندوسية …إلخ

فالديانات كلها تؤمن بالله الواحد الأحد وهو عندها خالق الوجود.

لكنهم يجعلون مع الله آلهةً أخرى لا أكثر.

{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون} ﴿٦١﴾ سورة العنكبوت.

فحتى أوثان المشركين لم يتخذوها آلهةً لذاتها وإنما يُسلِّمون أن الله هو الخالق لكنهم يجعلون له وسائط.

يقول الشهرستاني عن أوثان العرب قديمًا: “أما الأصنام فلم يكن العرب يعبدونها لذاتها، ولم تكن عندهم مجرد قطعة من حجر”.

ويقرر ول ديورانت أن أصل وثنية الهندوس يعود في الإخير إلى الإيمان بالله الواحد الأحد.

فيقول: “هذه الألوف من الآلهة هي نفس ما تفعله الكنائس المسيحية من تقديس لآلاف القديسين فلا يتطرق إلى ذهن الهندي ولو للحظة واحدة أن هذه الآلهة التي لا حصر لعددها لها السيادة العليا”.[1]

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ومن ظن في عباد الأصنام أنهم كانوا يعتقدون أنها تخلق العالم أو أنها تنزل المطر أو أنها تنبت النبات أو تخلق الحيوان أو غير ذلك، فهو جاهل بهم بل كان قصد عباد الأوثان لأوثانهم من جنس قصد المشركين بالقبور للقبور المعظمة عندهم”. [2]
فالله واحد في كل ديانات الأرض {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} ﴿٤٦﴾ سورة العنكبوت.

فما الأوثان والآلهة البشرية إلا وسائط كفرية لله، ما أنزل الله بها من سلطان.

[1] قصة الحضارة، ول ديورانت، مجلد3 ص209

[2] مجموع الفتاوى 1-359.