هل تسبب الدين في الحروب الدينية التي سادت الأرض في فترة من الفترات؟

عاشت البشرية مع شرائع التوحيد آلاف السنين، ومع الشرائع الإبراهيمية الثلاث الكبرى أربعة آلاف سنة، ولم يمثل الدين خطرًا مباشرًا على الجنس البشري بل قدّم للبشرية قيمًا أخلاقيةً عليا يتفق عليها المؤمن والملحد، وأسّس لحضاراتٍ أصيلة، بل يمكن أن نزعم أن كل خير في الأرض هو من آثار تلك النبوات!
فقد أراح الدين المحاكم من آلاف القضايا، وفوق كل هذا وذاك وضع الدين الأساس المعرفي والسلوكي والقيمي لغاية الوجود الإنساني على الأرض!
والدول التي احتضنت الشرائع التوحيدية ما زالت إلى اليوم تملك تنوعًا ثقافيًا أبقى على المخالفين لهم ووفّر لهم سقف حماية بموجب الشرائع التوحيدية ذاتها.
في حين أن قرن واحد اقتربت فيه بعض الدول من الإلحاد كانت البشرية كلها على شفير هلاك!
ثم يأتي الآن الملاحدة ويحدثونا عن خطر الدين على البشرية!
فلم يعرف التاريخ البشري منهجًا أخطر من الإلحاد، فلم تكن مذابح الكولاج في الإتحاد السوفيتي السابق على يد الملحد لينين، وإبادة الأقليات الأثنية في ألمانيا النازية، وتفريغ ربع سكان كمبوديا من البشر على يد الملحد Pol Pot، وقتل 52 مليون صيني في الثورة الثقافية الكبرى على يد الملحد ماو تسي تونج Mao Zedong ، وظهور رابطة الملحدين العسكرية League of Militant Atheists في أوربا والتي أغلقت رسميًا 42 ألف مؤسسة دينية –كنائس ومساجد-، وقتلت عشرات الآلاف من المتدينين، إلا إفرازات إلحادية صرفة. [1]
بل إن الحربين العالميتين الأولى والثانية كانتا حروبًا علمانية –علمانية، تحكمهما تصورات إلحادية للأجناس البشرية وخرافات السعي نحو النقاء العرقي، فكانت النتيجة إبادة قرابة 5% من سكان العالم وأرجعت كلاً من المنتصر والمهزوم ثلث قرن إلى الوراء، وقام الفلاسفة بوضع مبولة في وسط باريس كنايةً عن نهاية الحضارة.
وخلّفت المعارك الإلحادية ترسانات من الأسلحة النووية تكفي لإزالة الجنس البشري كله مراتٍ عديدة.
إن قراءة بسيطة لحروب القرن العشرين تُظهر مدى بؤس الإلحاد.
فقد خلّف الإلحاد ورائه فكرة أن زوال الجنس البشري في أية معركة قادمة هي فكرة قائمة، هذا هو الإفراز الإلحادي المتوقع.

[1]https://en.wikipedia.org/wiki/League_of_Militant_Atheists