هل الاستدلال على الخالق هو استخدام لأدلة الخبرة البشرية ؟

أدلة الخلق تقوم على استدلال فطري إثباتي وعلم يقيني من مقدماتٍ ضرورية.

فالقرآن في الاستدلال على الخلق لا يسلك مسلك الاستدلال بالقياس.

والقياس: يثبت المعاني ثم يستخرج منها الحكم.

بينما الاستدلال على الخلق يعتمد على  النظر المباشر والدلالة الرصدية.

قال الله تعالى {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} هنا حصرت الآية الكريمة سبب وجودهم في ثلاث: إما أنهم جاؤوا من غير شيء وهذا ممتنع إذ العدم لا يوجِد شيئًا وهو أصلاً غير موجود ليوجِد غيره، وإما أنهم أوجدوا أنفسهم وهذا ممتنع فهذا تناقض ظاهر، ويبقى الحل الثالث وهو أن لهم خالقًا خلقهم.

 

فهذا استدلال عقلي أولي وليس قياسًا على شيء حتى نقول أنه مبني على مجرد الخبرة البشرية.

وإن كنا لا نرى في الاستدلال بالخبرة البشرية قدحًا، فكل علوم العالم مبناها الخبرة البشرية.

وعندما قلنا أن الكون موجود وهو غير مكتفٍ بذاته إذن له موجِد، وكل شيء في الكون جاء بثوابت فيزيائية مبهرة وضبط دقيق، إذن لابد من صانع وخالق، فهنا نحن استخدمنا مقدمات أولية مباشرة وليس قياساتٍ عقلية أو خبراتٍ بشرية.

فالسببية كأحد أدلتنا على الخالق سبحانه لا تعتمد على الحس والاستقراء وإنما هي مبدأ عقلي يستند إلى الضرورات العقلية اليقينية الأولية.