بلغ عدد الجماعات التنصيرية العاملة في الدول الإسلامية ما بين عامي 1982 – 2001 أكثر من 27 ألف منظمة

من أهم وسائل التنصير: الاعتماد على الطعام والمال، من أجل التضليل, والإكراه لدخول النصرانية

جزء كبير من كتب التنصير دخلت ليبيا بعد الثورة مع الإغاثة الإنسانية

تزايد مريب لمعدلات التنصير في الجزائر، فقد اعتنق المسيحية نحو عشرة آلاف شخص، جُلُّهم من الشباب < وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري: هناك مخطط تنصيري في الجزائر، في إطار العولمة، مستغلاً الفقر والأمية
< جاك لوفرا وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري: الأمريكيون يرتكبون أخطاء فادحة بسعيهم لتنصير المغاربة والمسلمين
< هناك حالة  تزايد في نشاط الجمعيات التنصيرية خلال الآونة الأخيرة في اليمن
رغم إفلاس المسيحية وانحسارها في عقر دارها في أوروبا، فإنها مازالت تمارس هجماتها التنصيرية في العالم العربي والإسلامي بصفة خاصة، فقد بلغ عدد الجماعات التنصيرية العاملة في الدول الإسلامية ما بين عامي (1982 – 2001)، قد وصل للضعف – تقريباً – فبعد ان كان عددها نحو (15) ألف منظمة وصلت إلى أكثر من (27) ألف منظمة. كما وضع بابا الفاتيكان بيندكت السادس عشر تنصير القارة الأفريقية هدفاً خاصة وأن إحصاءات للفاتيكان، تشير إلى أن أفريقيا هي القارة التي تشهد التزايد الأسرع في أعداد اتباع الكنيسة الكاثوليكية، حيث بلغ عدد الكاثوليك في أنجولا مثلاً إلى نحو 55٪ من السكان، فضلاً عن دور المستشرقين والمستعربين الأوروبيين والأمريكيين منذ القرن الثامن عشر حتى الآن في خدمة المشروع الغربي الاستعماري والثقافي والفكري وخدمة التنصير أيضاً كهدف مشترك، خاصة وأن المستعربين الأمريكيين هم أصلاً من طائفة (المنصرين)، في حين أن الاستعمار هو الذي حدد هوية نظرائهم البريطانيين والفرنسيين.
ولم يأتِ الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق لتحقيق أهداف الهيمنة ونهب الثروات وتحقيق الأهداف السياسية بعيدة المدى من نشر الفوضى الخلاقة وتمزيق الأمم وتمكين الصهيونية من رقابها وكفى، ولكنه رسم طريقاً موازياً لما سبق هو مسخ الهوية الإسلامية من خلال حملات التنصير المكثف، بغية الوصول إلى دمج تلك الشعوب في بوتقة الانصهار الحضاري والثقافي فيما يرسم لها، وبالتالي يسهل احتلالها، إضافة إلى تجفيف منابع الإرهاب التي يدعونها سبباً لغزوهم والرهان على خضوعها حرباً أو سلماً تحت شعارات الرعاية الصحية والعمل التطوعي والخدمات الإنسانية، لتحقيق أهدافها التنصيرية من خلال قبضتها المخملية.
< التنصير بين التضليل والإكراه
اعترفت منظمة، تمثل العديد من الكنائس المنخرطة في أنشطة تنصيرية مشبوهة حول العالم، بأن أهم وسائل التنصير هي الاعتماد على الطعام والمال، من أجل التضليل والإكراه لدخول الديانة النصرانية.
وأصدر ائتلاف، يُمثِّل معظم الكنائس في أنحاء العالم ميثاقاً لنشر عقيدتهم، بهدف الحدّ من التوترات فيما بينهم أو مع أتباع الأديان الأخرى.
وأميط اللثام عن ميثاق الشرف الصادر عن مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان والتحالف الإنجيلي العالمي.
ويزعم الميثاق الذي جرى التفاوض بشأنه حق الكنائس في السعي إلى دعوة معتنقين جدد للديانة، ولكن يحث على التخلِّي عن الوسائل غير المناسبة لممارسة التنصير.
واعترف الميثاق، بأن الكنائس دأبت على استخدام التضليل ووسائل الإكراه.
وكثيراً ما يقوم المنصرون بتقديم المال والطعام والسلع الأخرى لجذب معتنقين جدد للنصرانية في البلدان الفقيرة، سواء من أتباع الديانات الأخرى أو من الكنائس المنافسة.
وزادت حِدّة التوتر في العقود الأخيرة بعدما كثّف الإنجيليون البروتستانت جهودهم لتحويل مسلمين عن دينهم في البلدان الفقيرة بإفريقيا.
كما أوضح معهد (جوردن كنويل اللاهوتي) لدراسة الأديان بجنوب مدينة هاملتون بكندا، أن (صناعة الخيام)، هو المصطلح الذي أطلقه المنصرون على حالهم وظروفهم، ويعني هذا عندهم التخفي واتباع الوسائل الملتوية لتنصير المسلمين، وذلك لأن وجودهم مرفوض بصفتهم الدينية، لأن غالبية الدول الإسلامية ترفض إعطاء تصريح للدخول إليها تحت مسمى (عامل ديني)، وصناعة الخيام هو العمل الذي لجأ إليه بولس من قبل ليتقوت منه ويتخفى به لنشر معتقده دون أن يعرف.
وفي ظل هذا التخفي يمارسون مهمتهم في تنصير المسلمين في مقابل إمدادهم بالغذاء والدواء، خاصة في المناطق المنكوبة كالصومال أو المحتلة، مثل العراق وأفغانستان.
< أمثلة من المشهد التنصيري في العالم العربي
في سوريا ولبنان: وهنا نجد المؤشرات التالية:
– اكتشف المنصرون، أن التعليم الغربي، هو أكثر الأسلحة مضاء وفاعلية في التنصير، وبحلول عام 1860 تم تشغيل 33 مدرسة في بلاد الشام وحدها، وفي نهاية عام 1866 تم افتتاح (الكلية السورية البروتستانتية) في بيروت، والتي غيرت اسمها بعد ذلك إلى (الجامعة الأمريكية) في بيروت – مكن الاحتلال الفرنسي الموارنة لحكم لبنان.
– حالياً استغل الفقر والعوز بين اللاجئين السوريين في لبنان لنشر التنصير في مخيماتهم، حيث ترسل الجمعيات التنصيرية عناصرها لاغتنام فرصة عوز النازحين وفقرهم وقلة حيلتهم.
وتوجد في لبنان العديد من المدارس والمعاهد التعليمية والإرساليات الأجنبية ذات الطابع الديني المسيحي، إضافة إلى جمعيات تعمد من وقت لآخر وفي مناسبات معينة على توزيع الإنجيل وكتب تتحدث عن الديانة النصرانية.
ويتلقى النازحون السوريون في لبنان مساعداتهم من مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي تعمل مع 60 جمعية من مؤسسات المجتمع المدني على إغاثة حوالي 1.2 مليون نازح سوري.
ويعترف لبنان بـ18 طائفة تعيش على أرضه، وبحرية الرأي والمعتقد الديني.
ويقول المحامي أنطوان صفير: إنه لا يوجد نص قانوني يمنع من التنصير الديني، ما دام الذي يتم التنصير به لا يتعارض مع القوانين اللبنانية، لكنه يؤكد أنه يحق للقيمين على المخيم، الذي يجري عليه فعل التنصير رفضَه.
وأردف صفير: إن فعل التنصير لا يعارض القانون اللبناني، الذي يكفل تعدد الأديان وحرية المعتقد، وممارسة الشعائر الدينية. وبالتالي كل شخص يحق له ممارسة التنصير، وبالمقابل يحق للشخص الذي يمارَس عليه هذا الفعل التنصيري أن يواجهه ويوقفه.
< في مصر
ومن أمثلته ما يلي:
– في 5/4/2010: نشرت جريدة (اليوم السابع) تفاصيل تنصير فتاة مسلمة من المنصورة للزواج من مسيحي بأوراق مزورة، وكيف تمكن قس أردني من إقناعها عبر الهند لتترك ديانتها والتحول إلى المسيحية، اسم الفتاة (ريهام)، أطلقت على نفسها اسم (مريم) وارتبطت بقصة حب مع شاب مسيحي يدعى (أيمن. ف.ف)، والقس الأردني يدعى (يقعوب .ف.م) وساعدها في التزوير القس (متاؤوس).
– في 23/5/2010: اعتقلت مباحث أمن الدولة 13 شاباً من الطائفية الإنجيلية بمنطقة العجمي بالإسكندرية بتهمة (التنصير) أثناء اجتماع لهم في بيت الأنبا أنطونيوس التابع للكنيسة الأرثوذكسية بالكيلو 21 على طريق القاهرة – إسكندرية الصحراوي.
– في 8/6/2010: القبض على جماعة أمريكية تمارس التنصير للمورمونية بالأقصر وسوهاج واتخاذ المعابد الفرعونية المهجورة مقراً لممارسة طقوسهم، ونشر أفكارهم بين المواطنين.
– 10/10/2010: كشفت منظمة تنصير أمريكية عن تعاونها مع شركة موبنييل، التي يملكها نجيب ساويرس، لشن حملة إعلانات ترويجية عن عمل هذه المنظمة التنصيرية في شهر رمضان والملفت في نشاط مؤسسة (هابيتات) في مصر، أنها لم تخف هويتها كما تفعل المنظمات التنصيرية الأخرى، التي تتخفى تحت ستار الأعمال الإنسانية والخيرية.
– في 15/10/2011: القبض على طلاب كوريين يتحدثون العربية بطلاقة ويقومون بالتنصير داخل جامعة القاهرة.
< التنصير في ليبيا
ومن شواهد ذلك ما يلي:
– في 9/5/2009: اعتقال مسيحي مصري يدعى جرجس مسعود بطرس بتهمة التنصير في ليبيا ثم إطلاق سراحه بعد 48 ساعة، وتبين من تهمته نشر موضوعات مسيحية على الإنترنت.
– في 29/7/2010: اعتقال مسيحي مصري يدعى حنا شحاتة حنا حنين بتهمة التنصير واستدراج الشباب صغار السن لإعطائهم كتاب الإنجيل ومحاولة إقناع الشباب بعدم وجود الدين الإسلامي والنبي محمد [، وذلك في مدينة بنغازي بمنطقة السلماني الشرقي، حيث يعمل في محل لحياكة الملابس.
– في ديسمبر 2012: وقع انفجار في مبنى تابع للكنيسة القبطية في دفنية على مقربة من مدينة مصراتة غرب ليبيا، مما أسفر عن مقتل مصريين وإصابة اثنين بجروح.
– في 15/2/2013: اعتقال شبكة مصرية مسيحية تروج للمسيحية بين طلاب المدارس في بنغازي يدعمها رجال أعمال مصريون، وتضم آخرين من جنسيات مختلفة وبعضهم يعملون مدرسين في مدارس دولية في بنغازي. وقد احتجزت السلطات الليبية عشرات آلاف النسخ من كتب تنصيرية بينها نسخ من الإنجيل باللغة العربية وأقراصاً مدمجة هُرّبت من مصر، والمتهم الرئيسي فيها يدعى شريف رمسيس.
– في 29/2/2013: اقتحام مجموعة مسلحة مبنى الكنيسة المصرية بمدينة بنغازي والهجوم على راعي الكنيسة القس بولا إسحاق ومساعده، وتواكب ذلك مع اعتقال شبكة تنصير وضبط 55 ألف نسخة من الإنجيل وأشرطة تنصيرية وكتب أطفال وملصقات.
وحددت ست عائلات ليبية تحولت إلى المسيحية في الخفاء -بحسب مسؤولين في الأمن الوقائي- وشاب في مقتبل العمر رفض الأمن إعلان اسمه صراحة لأسباب اجتماعية، لكنه قال: إن اسمه الحالي يوسف قرينة، وفتاة توصل الأمن إلى معلومات بشأنها دخلت هي الأخرى للديانة المسيحية.
وقال المنسق العام لجهاز الأمن الوقائي حسين بن حميد: إن جزءاً كبيراً من كتب التنصير دخلت مع الإغاثة الإنسانية في بداية الثورة عام 2011، مؤكداً خطورة الملف على المدى البعيد.
وأوضح بن حميد، أن اعترافات المتهمين تؤكد تورط رجل أعمال مصري دخل ليبيا مع اندلاع الثورة في العمليات التنصيرية.
وتستهدف حملات الدعوة لغير الإسلام شريحة الأطفال الصغار والعائلات الفقيرة و«المنفتحة»، وقد استأجرت شبكة الحملة مطبعة بمدينة بنغازي لتسهيل طبع ونسخ الإنجيل.
– في 14/3/2013: أضرم مجهولون النار في كنيسة قبطية بمدينة بنغازي في ثاني هجوم عليها.
– في 16/4/2013: إطلاق سراح المتهمين (4) بممارسة أنشطة تنصيرية في ليبيا بعد التدخل المصري.
< التنصير في الجزائر
ومن شواهده ما يلي:
– في 13/11/2004: حذرت الجزائر من أن جماعات أنجليكانية بدأت حملة في البلاد، لنشر معتقدات دينية تمزج بين المسيحية واليهودية.
ودعا وزير الشؤون الدينية الجزائري بوعبدالله غلام الله الجزائريين إلى اليقظة، وقال في برنامج إذاعي: إن ظاهرة التنصير تتولاها بعض الإرساليات الأنجليكانية، التي لا تتبع الكنيسة الأصلية في الجزائر.
وأضاف: إن هذه الإرساليات تريد أن تؤسس لنفسها موقعاً  بالجزائر بعد أن بدأت تحركات مماثلة في بلدان غربية بقصد الترويج لليهودية بصورة غير مباشرة.
وأشار غلام الله، إلى أن هذه الموجة تثير قلقاً حتى عند المسيحيين في أوروبا, مؤكداً أنها  ليست ديانة إنما نحلة في الديانة المسيحية. واتهم هذه الإرساليات بأنها تريد تغيير المسيحية بإدخال اليهودية إليها، بالرغم من أن أصحاب الموجة يتحدثون عن الحضارة والثقافة اليهودية المسيحية.
ونشرت صحف مستقلة مؤخراً تقارير عن عمليات تنصير بمنطقة القبائل، التي تقطنها أغلبية من البربر، وتشمل المنطقة الواقعة في شرق البلاد وولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة.
– في 20/3/2006: أقر البرلمان الجزائري قانوناً يمنع الدعوة لاعتناق دين آخر غير الإسلام، وينص على إنزال عقوبات بالسجن لمن «يحاول دعوة مسلم إلى اعتناق دين آخر» في إشارة إلى حملات التنصير التي تشهدها البلاد.
وأقر مجلس الأمة (الشيوخ) القانون، الذي سبق للمجلس الشعبي الوطني (النواب)، الذي تبناه في الخامس عشر من مارس من عام 2006، وذلك في محاولة لمواجهة حملة التنصير، التي شهدت نشاطاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة وخاصة بمناطق القبائل شرقي البلاد.
وينص القانون المصادق عليه على إنزال عقوبات بالسجن تتراوح بين سنتين وخمس سنوات وغرامة بما بين خمسة وعشرة آلاف يورو في حق كل من «يحث أو يرغم أو يستخدم وسائل الإغراء لإرغام مسلم على اعتناق دين آخر».
كما يتعرض للعقوبات نفسها -حسب القانون- كل شخص يصنع أو يخزن أو يوزع منشورات أو أشرطة سمعية بصرية، أو أي وسائل أخرى، تهدف إلى زعزعة التشبث بالإسلام.
ويحظر القانون ممارسة أية ديانة ما عدا الإسلام «خارج المباني المخصصة لها ويربط تخصيص المباني، لممارسة الديانة بترخيص مسبق».
وأوضح مسؤول بوزارة الشؤون الدينية، أن الهدف من القانون أساساً، هو «حظر النشاط الديني وحملات التنصير السرية».
وتشكل الطائفة المسيحية أكبر أقلية دينية بالجزائر، وتعد حالياً أقل من 11 ألف نسمة، بعدما كانت تعد بمئات الآلاف قبل الاستقلال عام 1962، بينهم: 110 كهنة، و170 راهبة منتشرون بمختلف أنحاء الجزائر.
– في 5/7/2007: قالت صحيفة الخبر الجزائرية: إن جماعة فرنسية ومغربية تقوم بحملة تنصير، انطلاقاً من مرسيليا بفرنسا، تشمل المهاجرين المتوجهين إلى الجزائر، مستهدفة شريحة الأطفال بوجه خاص.
ومن جهة أخرى، فإن المغتربين القادمين مؤخراً عبر ميناء مرسيليا لقضاء العطلة الصيفية بالجزائر، قد فوجئوا باستهدافهم من قبل جماعة وصفتها الصحيفة بكونها فرانكو- مغاربية النطق، وتقوم بتسليمهم طرودا ورسائل تحوي مواد تنصيرية.
وأضافت الخبر:إن الجماعة كانت حسب شهادة أحد القادمين، تفضل منح هذه الطرود مغلقة للأطفال على وجه التحديد، وتبين بعد فتحها أنها تحوي عدداً من الأدوات المكتوبة والسمعية البصرية الداعية إلى الديانة المسيحية.
وتضم عينة من هذه الطرود -تقول صحيفة الخبر: إنها حصلت عليها من عائلة مغتربة أخرى- الإنجيل بالفرنسية والعربية، وقرصين مضغوطين حول حياة المسيح بست لغات من بينها العربية الفصحى، إلى جانب عشر لهجات شمال أفريقية، منها: العربية الدارجة لتونس ومصر والجزائر والمغرب. ناهيك عن الشاوية والقبائلية والأمازيغية، واصطحاب ذلك بدليل مكتوب يحوي صوراً تعبيرية يحمل عنوان: «من التوراة إلى الإنجيل» مختوماً بعبارة «من البداية إلى النهاية».
أما الكتيبات فيتصدرها عنوان «نجار وأعظم» لمؤلف يدعى جوش ماكدونيل، مزدوج الطبعة الفرنسية والعربية، تليه نسختان باللغتين من كتيب بعنوان: «كلمني عن الله» وفي ذيله «كيف تتغير الحياة؟»، «أي شيء يمنح السعادة؟».
كما يحوي نهجاً لتحفيظ التعاليم المسيحية، مع ختم هذا الكتيب بشهادة عن مسيحية اللاعب البرازيلي جورج دي آموريم المدعو جورجينيو. ويشير غلاف الكتاب إلى أن الطبعة صدرت في فرانكفورت بألمانيا.
– في 15/2/2008: بحث أعضاء المجلس الأعلى الإسلامي وجمعية العلماء المسلمين وعدد من الأساتذة والباحثين في الجزائر، تنامي «التنصير» في الندوة التي عقدوها تحت عنوان: «تنامي ظاهرة التنصير بالجزائر مسؤولية من؟».
ولفت رئيس حركة الإصلاح الوطني محمد بولحية، إلى أن «التنصير الجديد» يستغل الوضع المزري للأسر الفقيرة، داعياً للالتفاف حول هذه الفئة، والاهتمام بها وحمايتها، وتجفيف كل المنابع التي يتغذى منها التنصير.
وأشار بولحية، إلى الميزانية الضخمة التي ترصد لعمليات التنصير، وقال: إن هناك تسع شبكات تعمل بشكل منفصل للتنصير في العالم. وإن هذه الشبكات تمتلك 42 مليون جهاز حاسوب وتصرف أربعة ملايين دولار سنوياً، مستنكراً فرض بيع الإنجيل في المكتبات «خاصة أن النسخ الموجودة تحمل الكثير من المغالطات وتشويهات لشخص الأنبياء».
وحسب بعض المحللين يركز القائمون على التنصير في مناطق القبائل على الجهل والفقر في الغرب والسياحة في الجنوب. وحدد آخرون المناطق الأكثر عرضة للتنصير منها الجنوب، ممثلة في تيميمون التي سجلت 5% من الذين تنصروا.
واعتبر بعض المشاركين ولاية تيزي وزو أرضاً خصبة، مشيرين إلى أن المنصرين يعزفون على أوتار القومية واللغة الأمازيغية. ويعتمد الأسلوب التنصيري في هذا السياق على إحداث الوقيعة مع اللغة العربية ومن ثم نبذ القرآن.
وطالب هؤلاء بتكوين أئمة يجيدون اللغة الأمازيغية لنشر الوعي بمنطقة القبائل، علماً أن أكبر نسبة مساجد في الجزائر موجودة بمنطقة تيزي وزو.
– في 7/2/2008: تحت عنوان: «قلق الطائفة الكاثوليكية بالجزائر» كتبت صحيفة لوموند الفرنسية تحقيقاً قالت : إن الكاثوليك الجزائريين يتهمون السلطات الرسمية بمحاولة دفعهم إلى مغادرة البلاد، في ظل حملة تنصير ينظمها الإنجيليون لرد المسلمين الجزائريين عن دينهم.
وأوردت الصحيفة مثالاً على ذلك الحكم، الذي صدر بحق القس الفرنسي بيير والا بالسجن سنة مع وقف التنفيذ بعد قيامه بإنعاش حفلة عيد ميلاد لمهاجرين أفارقة في إحدى الضواحي الفقيرة لمدينة مغنية, والحكم بالسجن سنتين نافذتين على طبيب جزائري كان يوفر الدواء بصورة غير قانونية لهؤلاء المهاجرين السريين.
وتتساءل لوموند عما إذا كان الكاثوليك قد وقعوا ضحية للمبشرين من المسيحيين الإنجيليين، الذين يعدون كل من يتمكن من جعل مسلم يرتد عن دينه بإعطائه 5000 يورو.
وتنقل عن وزير الشؤون الدينية الجزائري غلام الله اتهامه للإنجيليين بمحاولة تشكيل أقلية تبرر التدخل الأجنبي.
– في 10/1/2010: كشف تحقيقان حديثان أعدهما ثلاثة باحثين جزائريين، عن تزايد مريب لمعدلات التنصير في الجزائر، لم تعهده البلاد من قبل، وصلت إلى عشرة آلاف شخص جُلُّهم من الشباب، الذي بات يندفع يومياً للانضمام إلى المسيحية.
وذكر الباحث الجزائري «جلال موسى»، أن عدد الذين ارتدوا عن الإسلام بالجزائر واعتنقوا المسيحية يقدر بـ10 آلاف شخص، وقال في بحثه: إنّ المسيحية البروتستانتية، تنامت القناعة لديها بضرورة التسويق للطروحات الاستعمارية، بما يجعل من النشاط التنصيري الحاصل خطراً جسيماً على مستقبل ووحدة وكينونة الجزائر.
من جهتهما، تعرضت الباحثتان «سلاف رحموني» و«نسيمة رقيق» في تحقيق أكاديمي معمّق ظاهرة التنصير المسيحي بالجزائر مابين 2003 و2005، حيث قرنتا التنصير الواقع، ببنية الاستعمار الفرنسي، الذي ظل يعمل على جذب الجزائريين إلى الدين المسيحي، وعاد اليوم لكي يبدّل دين الجزائر بدين النصرانية، بتوظيف طرق حديثة، وأساليب جديدة.
وتضمنّ التحقيق، الذي استغرق عامين كاملين، العديد من الحقائق عن الأعمال التنصيرية، التي تقوم بها الكنائس المنتشرة عبر القطر الجزائري، بشكل مثير ومقلق.
– في 13/1/2010: حمّلت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية مسيحيين ينشطون بمنطقة القبائل ذات الغالبية الأمازيغية، مسؤولية حرق كنيسة بمدينة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية، مؤكدة أن هذه الكنيسة أقيمت بصورة مخالفة لقانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين.
وقال المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية، عدة فلاحي: إن كنيسة «حي تافات»، التي تم حرقها من قبل السكان بمدينة تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة الجزائرية)، أقيمت داخل فيلا اتخذها القائمون على التنصير في منطقة القبائل، وبينهم القس مصطفى كريرش المشرف العام على هذه الكنيسة، لإقامة الشعائر المسيحية دون الحصول على رخصة قانونية من السلطات، وفقاً لما ينص عليه قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، الذي أصدره البرلمان الجزائري عام 2006.
وحمّل فلاحي المجموعات المسيحية النشطة بولاية تيزي وزو، مسؤولية استفزاز السكان وإثارتهم، مؤكداً أن وزارة الشؤون الدينية لا يعنيها تعرض هذه الكنيسة للحرق، لكونها غير قانونية وليست مسجلة ضمن الأماكن الدينية المرخص لها، التي تتكفل الوزارة برعايتها وحمايتها.
يُشار، إلى أن مدينة تيزي وزو، وهي كبرى مدن منطقة القبائل، تضم كنيستين معتمدين بصورة رسمية.
– في 24/10/2010: حذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري أبو عبدالله غلام الله من «مخطط تنصيري»، قال: إنه يستهدف بلاده في إطار العولمة، يعتمد خصوصاً على استغلال انتشار الفقر والأمية في استقطاب تلك الشرائح لاعتناق المسيحية.
واعتبر غلام الله، أن ظاهرة التنصير في الجزائر من «السلبيات» المنتشرة في بلاده عن طريق العولمة، وقال: إن معتنقي المسيحية من الجزائريين هم من فئات الأميين والفقراء.
وأضاف: إن لهذه العولمة (امتدادات مثل الإخطبوط، ليس لها ذراع كثيرة، كالذراع المالي والذراع الديني والعلمي والاقتصادي. وهذه الظاهرة الدينية «التنصير»، ما هي إلا ذراع من أذرع العولمة).
وكشف الوزير الجزائري، أن وزارة الداخلية تجري تحقيقاً بخصوص هذه الظاهرة. وكان غلام الله حذّر سابقاً ممن سماهم «الإنجيليين الجدد» الناشطين في الخفاء في بعض المناطق الجزائرية وخاصة في منطقة القبائل شرق البلاد، موضحاً أنهم «عملاء يسعون لتهديم، وتمزيق المجتمع الجزائري».
وبرّأ غلام الله الكنائس المعتمدة في الجزائر من ظاهرة التنصير، قائلاً: إن الحملات آتية من الخارج، متهماً عناصر أمريكية وفرنسية وسويسرية بالوقوف وراءها.
– في 24/7/2011: بدأت الشرطة الجزائرية تحقيقات موسعة، بعد أن عثر مواطنون بولاية سكيكدة، على منشورات تنصيرية وأقراص مضغوطة تدعو لاعتناق «المسيحية». إلى جانب عثورهم على مصاحف محرّفة للقرآن الكريم وعدد من كتب الإنجيل، والمنشورات التحريضية كانت تدعو إلى ترك الديانة الإسلامية واعتناق «المسيحية»، مع تقديم امتيازات وإغراءات مالية، منها تأشيرة الدخول إلى أوروبا. وهذه المنشورات التي عثر عليها المواطنون تم وضعها داخل مصاحف، وتشهد الجزائر موجة مكثفة من حملات التنصير في الفترة الأخيرة، خصوصاً في مناطق القبائل التي تتهم الحكومة بتجاهلها.
– في 18/2/2013: أوقفت وزارة الداخلية الجزائرية نشاط جمعيات تنصيرية أمريكية في ولاية تمنراست جنوبي الجزائر، بعد أن أثبتت التحريات أنها تعمل على نشر المسيحية والاتجار بالبشر وسط اللاجئين الماليين ومواطنين جزائريين، بحسب ما أفادت صحيفة الخبر الجزائرية.
وطلبت وزارة الداخلية من ولاة أقصى الجنوب التدقيق في نشاطات جمعيات أجنبية تنشط في مجال التنصير، بعد أن بيّنت تحريات أمنية في تمنراست، مؤخراً، مع لاجئين من مالي، اشتباه قيامهم ببيع أطفالهم لشبكة دولية تتعامل مع أطراف أجنبية ترغب في تبنّي أطفال رضع.
وقال مصدر على صلة بالقضية: إن ما لا يقل عن عشرين طفلاً لا يتعدى عمر أكبرهم ست سنوات، تم تهريبهم عبر الجزائر ثم تونس إلى عدة دول غربية. وأشارت صحيفة الخبر، إلى أن الأسر التي باعت أطفالها تقاضت مبالغ لا تتعدى ألف يورو.
وحسب مصدر مطلع، فإن جمعيات أمريكية أهمها «وورلد وارنتي»، شاركت قبل سنوات في تمويل مشاريع تتعلق بتكوين أشخاص ينتمون للأقليات في كردستان العراق، وجمعيات أوروبية في فرنسا وإيطاليا وبريطانيا ذات نشاط تنصيري، اقترحت تمويل مشاريع في عدة مناطق في أقصى الجنوب الجزائري، وتخص تمويل نشاطات ثقافية واجتماعية وبيئية.
– في 17/10/2014: شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، اللهجة ضد عمليات التنصير للديانات غير الإسلامية في الجزائر، حيث اعتبرهم «جناة»، ويجب «طردهم خارج الجزائر ».
وقال عيسى في تصريح صحافي للإذاعة الجزائرية: إن «القانون الجزائري يمنع التنصير لغير الدين الإسلامي بالجزائر»، قائلاً: إن «الأشخاص الأجانب الذين يدعون لديانة أخرى غير الإسلام يجب إصدار أوامر بطردهم خارج البلاد، أما إن كانوا جزائريين فيجب معاقبتهم بالسجن وغرامات مالية، لأنها بحسبه جريمة يعاقب عليها القانون».
وكشف الوزير، أن «عدد الأشخاص الذين اعتنقوا ديانات أخرى غير الإسلام في الجزائر قليل جداً، والدولة الجزائرية لا ترى فيهم خطراً عليها».
< التنصير في المغرب
ومن شواهده ما يلي:
– في 10/6/2008: تعيش الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية المعترف بها بالمغرب حالة قلق، بسبب نشاط تنصيري يقوم به إنجيليون أمريكيون تحدثت عنه الصحافة المحلية، وهو ما دفعها للتبرؤ من المنصرين الجدد.
وكانت الكنيسة حصلت على اعتراف رسمي صادر عن الملك الراحل الحسن الثاني في رسالة وجهها إلى البابا السابق جان بول الثاني يوم 30 نوفمبر 1983.
وهي بهذا الاعتراف تخلصت من مشاعر الحذر والقلق، وأصبح بإمكانها القيام بشعائرها الدينية، وحيازة ممتلكات لتسيير شؤونها الدينية والتربوية والخيرية. كما جاء في كراسة صادرة عن الكنيسة الرئيسية بالدار البيضاء.
غير أن هذا الاستقرار أخذ يهتز بعد دخول المنصرين الإنجيليين الأمريكيين على الخط، وتنظيمهم رحلات تنصيرية بغطاء اقتصادي أو ثقافي، أثارت قلق الأحزاب المحافظة والعلماء والحركات الإسلامية.
وفي تعليقه على القضية، انتقد جاك لوفرا، الذي أرسله الفاتيكان موجها للأساتذة الأجانب المقيمين بالمغرب منذ أربعة عقود، سياسة التنصير الأمريكية، قائلاً: إن الأمريكيين يرتكبون أخطاء فادحة بسعيهم لتنصير المغاربة والمسلمين.
واعتبر لوفرا، أنهم لم يستوعبوا التاريخ جيداً «لذاكرتهم القصيرة، وجهلهم بثقافات الشعوب التي يريدون تغيير عقيدتها».
وأوضح، أن الكنيسة المعترف بها بالمغرب يقتصر نشاطها على المسيحيين الأجانب المقيمين والزائرين. كما أنها تقدم خدمات اجتماعية للمهاجرين الأفارقة القادمين من بلدان جنوب الصحراء الكبرى خاصة المسيحيين منهم.
– في ديسمبر 2009: طردت المغرب خمسة منصرين أجانب اثنين من جنوب أفريقيا واثنين من سويسرا وآخر من غواتيمالا لنفس الأسباب.
– في 6/2/2010: أعلنت السلطات المغربية إيقاف شخص أجنبي ببلدة أمزميز جنوب مدينة مراكش بتهمة التنصير.
وأوضحت وزارة الداخلية المغربية في بيان، أن الشخص، الذي لم تحدد جنسيته، كان يستهدف بنشاطه التنصيري مجموعة تتكون من 14 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال.
وأضافت الوزارة: إن تدخل السلطات جاء على إثر «التوصل إلى معلومات تفيد بانتظام اجتماع سري لتلقين تعاليم المسيحية، من شأنه زعزعة عقيدة المسلمين والمس بالقيم الدينية للمملكة».
– في 8/3/2010: طردت المغرب بعض الأجانب لقيامهم بأنشطة تنصيرية تحت غطاء عمل خيري، مستهدفة أطفالاً في سن مبكرة لا تتجاوز عشر سنوات.
وقال البيان: إنه في إطار التحقيقات، التي أمرت بها النيابة العامة تم حجز مئات المنشورات التنصيرية وأقراص مدمجة مخصصة لنفس الغاية، مؤكداً أن هذه الإجراءات المتخذة تدخل في إطار محاربة النشاط التنصيري، «الذي يروم زعزعة عقيدة المسلمين».
وقالت جماعات إغاثة وديبلوماسيون غربيون: إن المغرب طرد نحو 70 من موظفي الإغاثة المسيحيين الأجانب منذ بداية مارس الحالي، قائلاً: إنهم ينتهكون تقاليده في التسامح الديني، بمحاولة تحويل مواطنيه المسلمين إلى المسيحية.
والمطرودون أمريكيون وهولنديون وبريطانيون ونيوزيلنديون، ومن بين المطرودين أزواج تبنوا أطفالاً مغاربة، ومجموعة تدير داراً للأطفال في جبال الأطلس الأوسط.
وأعلن وزير الاتصال المغربي خالد الناصري، أن بلاده ستكون «قاسية» مع «كل الذين يتلاعبون بالقيم الدينية».
< التنصير في اليمن
حذرت أوساط يمنية من تزايد نشاط الجمعيات التنصيرية في اليمن، خلال الآونة الأخيرة بشكل لافت تحت مظلة العمل الخيري والطبي والتعليمي.
وكشف تقرير حديث صادر عن رابطة العالم الإسلامي، أن تلك الجمعيات استطاعت تنصير 120 يمنياً في محافظة حضرموت. إلى جانب أعداد أخرى من اللاجئين الصوماليين والإريتريين الموجودين في معسكرات اللاجئين بجنوبي اليمن.
وأكد الداعية الإسلامي الشيخ عبدالمجيد الزنداني، أن اليمن «يتعرض حالياً –أكثر من أي وقت مضى– لغزو تنصيري تقوم به الجمعيات الأجنبية ذات الأهداف المشبوهة والمنتشرة في عدد من المحافظات، بحجة تقديم الخدمات الطبية والإنسانية».
ويشير أستاذ أصول الفقه والحديث والثقافة الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة صنعاء الدكتور المهدي محمد الحرازي، إلى وجود بعض المدارس الثانوية التي تقوم باستضافة عدد من الطلاب اليمنيين في أمريكا وأوروبا الغربية وتسكينهم مع أسر تتولى إقناعهم باعتناق الديانة المسيحية.
وقال الحرازي: إن معاهد اللغات والتدريب الغربية، التي انتشرت مؤخراً على نطاق واسع في المدن اليمنية الرئيسية تحاول جاهدة نشر أفكارها، واستطاعت بالفعل تنصير بعض اليمنيين، الذين كتبت عنهم العديد من الصحف القومية والأهلية.
ويرى الحرازي، أن الجمعيات التنصيرية تحاول إفساد الشباب وزعزعة ثقتهم بعقيدتهم، من خلال إغراءات مختلفة، منها: الرحلات، والحفلات، وعرض الأفلام، وبعثات تعلم اللغة الإنجليزية في الخارج.
وتوجد حالياً في بعض المدن اليمنية العديد – وفق دراسة أعدها الباحث اليمني الدكتور محمد النعماني – من الجمعيات التنصيرية ودور العبادة النصرانية، وفي مقدمتها الكنيسة الأنجليكانية الكاثوليكية (كنيسة المسيح) في منطقة التواهي بعدن، والتي تقدم خدمات طبية، من خلال المركز الطبي الكنسي الملحق بها، الذي افتتح في العام 1995.
وهناك جمعية «من طفل إلى طفل» في مدينة تعز، ولها نشاط في صفوف الأطفال المصابين بالعمى والخرس، و«منظمة أدرا» في منطقه حيس شمال عدن، والتي تقوم بإرسال الكثير من الشباب إلى سنغافورة والفيليبين وبانكوك لتعلم اللغة الإنجليزية.
كذلك -وفق دراسة النعماني- هناك جمعية «رسالات المحبة»، التي تنشط بين المصابين بالجذام، ويمتد نشاطها الواضح إلى صنعاء وتعز والحديدة، ومنظمة «أوكسفام» البريطانية، التي تدعم المشروعات المتعلقة بالتنمية والتعليم والصحة، ومنظمة «رادا بارنر»، التي تدعم مشاريع الطفولة، ومنظمة «ماري ستوبس»، التي تدعم مشاريع تنظيم النسل والأمومة، والمركز السويدي لتعليم اللغة الإنجليزية في تعز.
وبحسب الباحث في ملف التنصير في اليمن محمد النعماني، فإن الدعوة للمسيحية أمر مألوف في اليمن عموماً وفي صنعاء القديمة خصوصاً، حيث يفضل الكثير من الأجانب السكن في مبانيها التراثية العتيقة، ثم يقومون بتوزيع «الإنجيل» والمنشورات الدينية المحفزة على اعتناق المسيحية وترك الإسلام، موضحاً أن هذا الأمر «يلقى استجابة من بعض الشباب اليمني المحتاج».
وقد ساعد انتشار الفقر والأمية والمرض هذه الجمعيات على تحقيق أهدافها الرامية إلى كسب أشخاص جدد يعتنقون المسيحية، حيث اعترف أحد الأشخاص –رفض الكشف عن هويته- بأنه تعرض أثناء دراسته الجامعية لمحاولة تنصيره عن طريق إغرائه بالأموال والدراسة في الخارج.
< التنصير في الصومال
سبق أن اتهم القيادي بحركة الشباب المجاهدين الشيخ حسن طاهر أويس منظمات الإغاثة الغربية، باستغلال الكوارث والمجاعات، لتنفيذ حملات تنصيرية بالصومال.
واستشهد في تصريحات إذاعية له، بشأن موجة الجفاف، التي أثرت على حياة ملايين الصوماليين، وأدت إلى نفوق كثير من المواشي وموت عدد من الصوماليين، بتصرفات منظمات الإغاثة الغربية، خلال المجاعة التي ضربت البلاد عام 1991 وحصدت آلاف المواطنين في الجنوب.
ووفق أويس، فإن منظمات الإغاثة، التي وصلت البلاد تلك السنة، استفادت من الحالة المزرية التي كان الصوماليون يمرون بها، فنشرت كتباً مسيحية مطبوعة باللغة الصومالية لاستمالة قلوبهم لاعتناق المسيحية، وقال: «إذا سمح لهم بالعمل الآن في الصومال، فسوف يكررون نفس الفعل».
وتنفذ منظمات غربية ذات طابع إنساني أنشطة تنصيرية وسط اللاجئين الصوماليين في كينيا مستغلة الظروف الصعبة التي يواجهونها، وسط غياب رسمي للسلطات الصومالية.
وتقود منظمة حصان الأمريكية، بالتعاون مع هيئة «المؤمنون الصوماليون المسيحيون» برئاسة أحمد علي حيلي صاحب الجنسية الأمريكية النشاط التنصيري وسط الفقراء واللاجئين الصوماليين في كينيا.
وتوزع هيئة «المؤمنون الصوماليون»، بالتعاون مع منظمة حصان الأمريكية والكنائس الكينية المحلية نسخاً من كتاب الإنجيل مترجمة إلى اللغة الصومالية على اللاجئين الصوماليين في كينيا بطرق سرية، حيث تشبه أغلفة النسخ الموزعة غلاف المصحف الشريف «القرآن الكريم».
وفي هذا السياق، أوضح الداعية عمر محمد جامع -أحد الدعاة الصوماليين في نيروبي- أن الهيئات الإنسانية الغربية تستخدم وسائل مختلفة لتنصير اللاجئين الصوماليين، ومنها: الإغراءات المالية والخدمات التعليمية، والصحية المجانية لأطفالهم، وفتح باب الهجرة إلى أمريكا وكندا وأستراليا وأوروبا الغربية.
يشار، إلى أن منظمة حصان الأمريكية مؤسسة خاصة غير ربحية مسجلة في ولاية كاليفورنيا ولها مكتب فرعي في كوريا، وفتحت مكتبها الإقليمي في كينيا 1994م، ويتركز نشاطها في كينيا والصومال، وتهتم بالفقراء والمعاقين، وتقوم رؤيتها على رعاية المعوقين، والفئات الضعيفة في المجتمع، والبحث عن هويتهم.
وأكدت مصادر صومالية في كينيا تحول عشرات المسلمين الصوماليين في العقد الأول من القرن الحالي إلى المسيحية نتيجة الفقر، إضافة إلى تخلي الجهات الصومالية الرسمية عن مسؤوليتها في حماية مصالح لاجئيها في كينيا.
وهذا غيض من فيض مما يحدث في العالم العربي والاسلامي ، فأين دعاة الإسلام من ذلك، وماذا قدموا لدينهم وأمتهم؟!!