من فوائد حديث:
(اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﻋﻔﻮ ﺗﺤﺐ اﻟﻌﻔﻮ ﻓﺎﻋﻒُ ﻋﻨﻲ)

اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﺗﺘﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥْ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪًا ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤًﺎ ﻛﺜﻴﺮًا.

ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪُ:

فعن ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنها ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻋﻠﻤﺖُ ﺃﻱُّ ﻟﻴﻠﺔٍ ﻟﻴﻠﺔُ اﻟﻘﺪْﺭِ، ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ: ((ﻗﻮﻟﻲ: اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﻋﻔﻮٌّ ﺗﺤﺐ اﻟﻌﻔﻮَ ﻓﺎﻋﻒُ ﻋﻨﻲ))؛ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ رقم: (8025)، وغيره، وصحَّحه غير واحد من أهل العلم رحمهم الله تعالى، وقد رد اﻷلباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة على مَن أعلَّه.

ولَمَّا كان اﻷمر كذلك، خطرتْ لي خاطرةٌ، وهي أن أذكر شيئًا من فوائد هذا الحديث، فسطرتُ على عجالة ما ذكره بعض أهل العلم رحمهم الله، وما جادت به ذاكرتي، وسطرتها بحسبه، والله أسأل العون والتوفيق واﻹخلاص، فأقول منها:

♦ أهمية الدعاء.

♦ أهمية الثناء على الله عز وجل في الدعاء.

♦ إثبات اﻷسماء والصفات لله عز وجل.

♦ إثبات اسم “العفو” لله عز وجل.

♦ إثبات صفة العفو لله عز وجل.

♦ إثبات صفة المحبة لله عز وجل.

♦ ﺃﻧﻪ عز وجل ﻳﺤﺐ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ عز وجل ﻳﺤﺐ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻫﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬاﺗﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﺤﺒﺘﻪ ﻟﺬاﺗﻪ؟!

♦ محبة الله عز وجل للعفو.

♦ الحرص على اغتنام مواسم الطاعات.

♦ أن هذه اﻟﻄﺎﻋﺔ من ﺃصول اﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﺃﺳﺎﺳﻬﺎ، وليس ﻷحد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ أن ﻳﺴﺘﻐﻨﻲَ ﻋﻨﻬﺎ، أو يزعُم أنْ لا ﺣﺎﺟﺔ له بها.

♦ الحرص على طلب عفو الله عز وجل.

♦ بذل اﻷسباب الموجبة لنيل العفو، ومنها: الدعاء.

♦ فضل ليلة القدر.

♦ الحرص على اﻷعمال الصالحة في ليلة القدر، ومنها: الدعاء.

♦ حرص عائشة رضي الله عنها على الخير ومسارعتها إلى الطاعة.

♦ فقه عائشة رضي الله عنها ولذلك سارعت للسؤال عن ذلك.

♦ حرص عائشة رضي الله عنها على ليلة القدر وإلى ما ينفَع فيها.

♦ أهمية الرجوع إلى أهل العلم وسؤالهم، ولا سيما فيما قد يُشكِلُ.

♦ حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشفقته على مَن يسأله، وإرشاده إلى ما ينفَعه.

♦ استحباب هذا الدعاء واﻹكثار منه، ولا سيما لمن يطلب ليلة القدر.

♦ يُسر الشريعة وسماحتها.

♦ مشروعية التوسل.

♦ أن من صور التوسل المشروع التوسل بأسماء الله عز وجل وصفاته.

♦ أن التوسل بأسماء الله عز وجل وصفاته من اﻷسباب المقتضية لنيل المطلوب.

♦ الإتيان بين يدي سؤال الله عز وجل بما يناسب سؤلَ ومطلوب الداعي من أسمائه عز وجل وصفاته، أو أن ﻳﺨﺘﻢ ﺩﻋﺎءﻩ ﺑﻪ، ﻭهو يؤيد ويوافق ﻗﻮﻟﻪ عز وجل: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].

♦ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺎﻡ ﻃﻠﺐ العفو الذي هو مِن ﺃﻫﻢ ﻣﺎ يُطلَبُ في ليلة القدر، ناسَب أن يتقدَّمه اﺳﻢٌ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎء اﻟﻠﻪ عز وجل، ﻭﻫﻮ العَفُوُّ اﻟﺬﻱ ﻳُﻄﻠَﺐُ ﻣﻨﻪ العَفوَ عز وجل.

♦ أنه عز وجل ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﻌﻔﻮ ﻭاﻟﺘﻮﺑﺔ، ﺧﻠَﻖ ﺧَﻠْﻘَﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺕ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﻭﺃﺣﻮاﻝ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﻮﺑﺘﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭاﺳﺘﻐﻔﺎﺭﻫﻢ ﻭﻃﻠﺒﻬﻢ ﻋﻔﻮﻩ ﻭﻣﻐﻔﺮﺗﻪ عز وجل.

♦ عموم هذا الفضل للأمة، وأنه لا يختص بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ ولذلك سارع أهل العلم رحمهم الله إلى اﻹرشاد إليه، والدلالة عليه، وبيان استحبابه وسُنِّيَّتِه.

♦ بيان أنه ﻻ ﺻﻼﺡ ﻭﻻ ﻓﻼﺡ ﻭﻻ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﻻ ﺳﺮﻭﺭ للعبد، إلا إذا وُفِّق لعفو الله عز وجل.

♦ أن عفو الله عز وجل ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻻ يمكن أن ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺑﻨﺠﺎﺗﻪ ﻭﻻ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ، وﻟﻮ أنه وُﻛِﻞَ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠِﻪ ﻟﻢ ﻳَﻨﺞُ ﺑﻪ البتةَ.

♦ بذل الوُسع ﻓﻲ كل ما يقرِّب إلى الله عز وجل، واستفراغ الجهد والطاقة فيه، ﻭﻻ ﻳﻌﺪﻝ ﺑﻪ ﺳﻮاﻩ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء.

♦ أن ليلة القدر إحدى أوقات إجابة الدعاء.

♦ أن هذا الدعاء أعظمُ من أن نستقصِيَه ونحيطَ به.

هذا آخرُ ما استطعتُ تحريره وتسطيره، سائلًا الله عز وجل أن أكونَ قد وُفِّقتُ، كما أسأله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن ينفعَني وقارئَها وعمومَ المسلمين بها، وأن يجزيَ خيرًا مَن نشَرها أو أعان على نشرها، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.