من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم

1- حادث “طُعمة” ؛ وطُعمة كان رجل مسلم مسكين، سرق درعًا من جاره وخبأها عند يهودي، فوجد الناس الدرع عند اليهودي، فتحركت العصبية وقال اليهود أن المسلم “طعمة” هو سارق الدرع ، وقال المسلمون إنها مكيدة يهودية للإسلام، فنزل الوحي بكشف طعمة وتبرئة اليهودي، فاستسلم طعمة واعترف {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ﴿١١٢﴾ ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ﴿١١٣﴾} سورة النساء، فالذي كسب الخطيئة هو طعمة، والبريء هو اليهودي.

بل إن القرآن يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لظنه السوء باليهودي {واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما} ﴿١٠٦﴾ سورة النساء.

وإن كان معذورًا صلى الله عليه وسلم، لكن ما صدر منه بالنسبة إلى مقامه المحمود –صلى الله عليه وسلم- يوشك أن يكون كالذنب.
}ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما} ﴿١٠٧﴾ سورة النساء.
فما أحكم القرآن وما أعدله حتى مع اليهودي.
وما كانت هذه الآيات إلى من دلائل نبوته –صلى الله عليه وسلم- إذ كيف يهم النبي صلى الله عليه وسلم باتهام اليهودي مع اجتماع القرائن على تهمته، وفجأةً تنزل الآيات التي تُبرئه وتدافع عنه وتنقل التهمة إلى طُعمة، فالحمد لله رب العالمين!

 

2- حادث حاطب ابن أبي بلتعة؛ الذي أرسل إلى قريش قبل فتح مكة يُخبرهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى يؤمِّنه المشركون على أهله بمكة، وأرسل الرسالة مع امرأةٍ، فأخبر الله نبيه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليًا والزبير والمقداد أن ينطلقوا حتى يأتوا مكان يدعى”روضة خاخ” فإذا به امرأة معها كتاب وليأخذوه منها، فحدث ما أخبر به صلى الله عليه وسلم. وسجَّل الله تعالى هذا الحادث في كتابه {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل} ﴿١﴾ سورة الممتحنة.

 

3- أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن التمكين قادم للإسلام في الأرض ، وأنها ستعمر بعبادة الله فقال: ” إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض.”

ولم يمض جيلٌ من الناس حتى كان الإسلام جناحاه بين الصين شرقًا والأندلس غربًا.

 

4- إخباره صلى الله عليه وسلم بتقارب الزمان والمكان، وبالفعل ظهرت الوسائل السريعة للإتصال والنقل والتي جعلت أجزاء الأرض متقاربةً، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان وتزى الأرض زيًا.” أى تُطوى ويضم بعضها إلى بعض.

 

5- إخباره صلى الله عليه وسلم بأننا لن نعود في حاجة إلى الجِمال بعد ظهور وسائل جديدة فقال صلى الله عليه وسلم في أحاديث آخر الزمان: ” ولتُتركن القلاص فلا يُسعى إليها.”

القلاص: الجِمال.