منهج للمبتدئين في التربية
القرآن الكريم

قال بعض السلف: كل ما شغَلك عن القرآن، فهو شُؤم عليك، اعلم أن القرآن العظيم كلام الله – سبحانه وتعالى – من أكبر عوامل التثبيت على الإيمان، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الصحيحين: ((أن الأمانة نزلتْ في جَذْر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعَلِموا من القرآن وعَلِموا من السنة)).

وتلاوة القرآن من أفضل القُربات؛ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه مسلم -: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه))، وقال ابن مسعود – رضي الله عنه -: “إن الله أنزل هذا القرآن ليُعمَل به، فاتخذوا تلاوتَه عملاً”؛ ولذلك اجتهِد في تلاوة القرآن ليلك ونهارك، وهاك منهجك في تلاوته:

1- التلاوة أهم من الحفظ، والجمع بينهما هو المُتحتِّم لمن يريد أن يتربَّى.

2- ختْم المصحف كل جمعة هو غالب هَدي السلف – رِضوان الله عليهم أجمعين – وذلك بأن تتعوَّد أن تقرأ جزءًا من القرآن كلَّ صلاة فريضة، إما قبلها، وإما بعدها، أو يتم قِسْمته ما بين الصلاتين، تبدأ من عصر الجمعة، وتنتهي عصر الخميس، ولليلة الجمعة وظائفُها.

إن لم تستطع، فعلى الأقل جزآن كل يوم؛ في الصباح جزء، وفي المساء مِثله، أدنى الأحوال أن تقرأ كل يوم جزءًا، فلك في كل شهر خَتمة، وهذا فِعْل ضعيف الهمة فلا تَدُم عليه، وإنما زِدْ وِردَك بالتدرج لتَختِم كل أسبوع.

3- عند التلاوة اجتهِد في التدبر والرجوع إلى كتب التفسير، وتقييد الفوائد منها؛ كان شيخ الإسلام يقول: “ربما طالَعتُ على الآية الواحدة مائةَ تفسير، ثم أسأل الله الفَهْم، وأقول: يا معلم آدم علِّمني”؛ ولذلك فعند التلاوة اجتهد في التدبر، وذلك يَحصُل بما يلي:

أ- حضور القلب عند التلاوة وتفريغه من الشواغل بقدر الإمكان؛ حتى تستولي آيات الله -تعالى- على الفِكر وتشغَل القلب، فإذا صارت معاني القرآن مكان الخواطر من قلبه، وهي الغالبة عليه، بحيث يصير إليها مفزعه وملجؤه، تمكَّن حينئذٍ من قلبه، وجلس على كرسيه، وصار له التصرف، وصار هو الأميرَ المُطاعَ أمرُه، فحينئذٍ يستقيم له سيره، ويتَّضِح له الطريق، وتراه ساكنًا وهو يُباري الريح.

ب- استشعار أن القرآن كلام الله العظيم، فاخشَع.

ج- اجمع أهلك على التلاوة معك – حتى ولو في بعض ما تتلو – وتَدارَس معهم القرآن.

د- الأمر يحتاج إلى صبر، فليس من أول مرة يَحصُل لك الخشوع، فلا تعجَل، واصبر ولا تَجزَع.

هـ- مصحف يَشتمِل على معاني الكلمات على الأقل، فتنظر فيما تُريد فَهْمه.

و- لا بد من حفْظ القرآن؛ فهو من فروض الكفايات، ولذلك طُرُق، منها:

• تعلَّم القرآن على يد شيخ مُتقِن ولو بالأجر، فالقرآن أغلى.

• استشِر أهل الخبرة في كيفيَّة حفظ القرآن، وطالِع بعض الكتب المهمة في ذلك.

• لا بد من التسميع اليومي لزوجتك أو أحد أولادك – ولا تتكبَّر عن ذلك – ومن التسميع الأسبوعي أو نصف أسبوعي للشيخ.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/76308/#ixzz6VyVdkb1R