يعرض فى هذه الصفحة تعريف لمكدونيوس الذى يسمى”عدو الروح القدس” و التى افكاره و معتقداته السبب الرئيس لعقد مجمع القسطنطينية

مكدونيوس:
كان اولا من حزب الاريوسيين وتمكن هؤلاء بواسطة نفوذهم عند قسطنس قيصر من ان يرسموه بطريركا لكرسى القسطنطينية سنة343م فدخل المدينة محفوفا بالجنود وثار الشغب بين الاريوسين و باقى الطوائف قتل فيه الكثيرون و كان مكدونيوس يكره اتباع بولس البطريرك الشرعى المعزول
وفيما بعد تغير قسطنس عليه لانه نقل جثة ابيه قسطنطين من مدفن الى اخر فامر بطرده من كرسيه فطرد منه سنة 360م على انه لما كان بطريركا لم يكن يعلم الا تعليم اريوس غير انه نادى ان الروح القدس عمل الهى منتشر فى الكون و ليس باقنوم متميز عن الاب و الابن و اعتبره انه مخلوق يشبه الملائكة لكنه ذو رتبة اسمى منهموكان قد نفى الى مكان يدعى بيلى الى ان كبر سنه و مات هناك الا انه معتقده استمر بعد موته لا سيما فى اديرة كثيرة للرهبان
ولما رجع اثناسيوس من منفاه الى كرسيه سنة362م عقد مجمعا بالاسكندرية شجب فيه هذا المعتقد و تبعه بعض الاساقفة و لما وصل خبرها الى ثيودوسيوس قيصر امر بانعقاد مجمع القسطنطينية سنة 381م التام فيه 150 اسقفا شرقيا فحكموا على مكدنيوس و قضى المجمع بسلطانه على ذلك المعتقد

مجمع القسطنطينية:
ويسمى المجمع المسكونى الثانى وسبب انعقاده التعاليم التى اذاعها مكدونيوس بطريرك القسطنطينية عن الروح القدس و التى سببت الكثير من البلبلة الايمانية”حسب رأى الكنيسة ” بسببها -حَيث أن الروح القَدس لم يَتِم التَطَرُق اليه في المُجَمعات السابقة -و اذ كان الملك ثيودوسيوس ارثوذكسى امر بانعقاد هذا المجمع فى القسطنطينية سنة381م
وكان فى هذا المجمع العديد من الاسماء القوية فى العالم المسيحى انذاك منها نكتاريوس بطريرك القسطنطينية و تيموثاوس بابا الاسكندرية و ملاتيوس اسقف انطاكية و كيرلس اسقف اورشليم……..
وقد بحث المجمع مجموعة افكار و معتقدات اهمها افكار مكدونيوس الذى نادى بان الروح القدس مخلوق ولما طرحت القضية امام المجمع اثبت تلك المعتقدات وقال ان الروح القدس مخلوق مرتكنا الى النص القائل”كل شئ به كان وبغيره لم يكن شيئا مما كان”
واجابوه”اذا كانت الروح مخلوقة فعلى زعمك انه غير حى فهناك الكفر الفظيع والراى الشنيع”
ولما ابى ان يرجع عن افكاره انزلوه من درجة البطريركية و حرموا كل من يقول بقوله و اثبتوا دستور الايمان النبيقاوى الذى كان ينتهى بقولة” نعم نؤمن بالروح القدس”فاضاف مجمع القسطنطينية عليه هذا القول:
“الرب المحيى الكل المنبثق من الاب الذى هو مع الاب و الابن يسجد له و يتمجد الناطق فى الانبياء و بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية و نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا و نترجى قيامة الاموات و الحياة الجديدة فى العالم الاتى امين”

وحرم المجمع كل من يزيد على هذا”الايمان”الذى سنه المجمع النيقاوى و اكمله فى هذا المجمع شيئا اخر او ينقص منه او يحدد حدا مضادا لما حدد فيقع هذا الحرم على الكنيسة البابوية التى زادت بعد الروح القدس المنبثق من الاب لفظة و الابن ثم نظر المجمع الى افكار ابولينايوس اسقف اللاذقية, مع انه كان شديد المناضلة فى اثبات الوهية المسيح ضد الاريوسين و لما كانت مناضلته بدون فطنه سقط فى البدعة”حسب رأى الكنيسة” اذ انكر وجود البشرية فى المسيح و اعتقد ان اللاهوت قام بوظيفتها و امتزج مع الناسوت امتزاجا كليا حتى انه احتمل معه اوجاع الصليب و الموت و جعل تفاوتا بين الاقانيم الثلاثة فقال ان الروح القدس عظيم و الابن اعظم منه والاب اعظم من كليهما فحرم هذا المجمع تعاليمه
و يذكر ايضا فى هذا المقام بان هذا المجمع سن سبعة قوانين تتعلق بنظام الكنيسة و سياستها و روعى فى وضعها خاطر ملكى رومية و القسطنطينية فوضعت هذه فى الرتبة الثانية بعد رومية و وضعت الاسكندرية بعدهما مما اثار تيموثاوس و خرج من المجمع غاضبا