أنس بن مالك  (رضي الله عنه)

أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجَّار، واسمه: تيم الله، بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجَّاري.

 

من بني عدي بن النجار.

 

خادم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يتسمى به، ويفتخر بذلك.

 

وكان يكنى: أبا حمزة، كناه النبي – صلى الله عليه وسلم – ببقلة كان يجتنبها، وأمه أم سليم بنت ملحان.

 

وكان يخضب بالصفرة، وقيل: بالحناء، وقيل: بالورس، وكان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة، فأراد أن يجزَّها فنهتْه أمه، وقالت: كان النبي يمدها، ويأخذها بها.

 

وداعبه النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال له: ((يا ذا الأذنين)).

 

وقال محمد بن عبدالله الأنصاري: حدثني أبي، عن مولى لأنس بن مالك، أنه قال لأنس: أشهدتَ بدرًا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أم لك! وأين غبت عن بدر؟!

 

خرج أنس مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى بدر وهو غلام يخدمه، وكان عمره لما قدم النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – المدينة مهاجرًا عشرَ سنين، وقيل: تسع سنين، وقيل: ثماني سنين.

 

وروى الزهري، عن أنس، قال: قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة.

 

وقيل: خدم النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – عشر سنين[1].

 

مواقف من حياته – رضي الله عنه -:

• عن أنس، عن أم سليم، أنها قالت: يا رسول الله، خادمك أنس، ادعُ الله له، فقال: ((اللهم أكثِرْ ماله وولده، وباركْ له فيما أعطيتَه))[2].

 

• عن أنس، قال: أتى عليَّ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا ألعب مع الغلمان، قال: فسلَّم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأتُ على أمي، فلما جئت قالت: ما حبَسَك؟ قلت: بعثني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لحاجة، قالت: ما حاجتُه؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تحدِّثنَّ بسرِّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحدًا، قال أنس: والله لو حدثت به أحدًا، لحدثتُك يا ثابت.[3]

 

• عن أنس، قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يا ذا الأذنين))[4].

 

• سئل أبو العالية: سمع أنس من النبي – صلى الله عليه وسلم -؟ قال: “خدَمَه عشر سنين ودعا له النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيها ريحان يجد منه ريح المسك”[5].

 

• عن ثابت قال: قال لي أنس بن مالك: يا ثابت، خذ عني؛ فإنك لن تأخذ عن أحدٍ أوثق مني؛ إني أخذته عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأخذه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن جبريل، وأخذه جبريل عن الله تعالى[6].

 

• وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: دخلتُ على البراء بن مالك وهو مستلقٍ على فراشه وهو ينشد أبياتًا من الشعر كأنه يتغنى بهن، فقلت له: رحمك الله وقد أبدلك الله به ما هو خير منه: القرآن؟! فقال: أترهب أن أموت على فراشي؟ لا واللهِ ما كان الله – عز وجل – لِيَحرِمَني ذلك وقد قتلتُ مائةً مفردًا سوى من شاركت في دمه مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -“[7].

 

• يقول الزهري: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: “لا أعرف شيئًا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت”[8].

 

وفاة أنس بن مالك:

روى ابن السَّكن، من طريق صفوان بن هبيرة، عن أبيه، قال: قال لي ثابت البنانيُّ:

قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فضعها تحت لساني، قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه[9].

 

تُوُفِّي – رضي الله عنه – بالبصرة، قيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية، وقيل: سنة تسعين.


[1] أسد الغابة ط العلمية (1/ 294).

[2] صحيح مسلم (4/ 1928).

[3] صحيح مسلم (4/ 1929).

[4] سنن أبي داود (4/ 301).

[5] سنن الترمذي ت شاكر (5/ 683)، “هذا حديث حسن غريب” [حكم الألباني]: صحيح.

[6] سنن الترمذي ت بشار (6/ 162).

[7] إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (7/ 262).

[8] صحيح البخاري (1/ 112).

[9] الإصابة في تمييز الصحابة (1/ 276).