معنى الهداية

معنى الهداية: لغةً: الهُدَى: الرشاد والدلالة، و”هَديتُه” الطريق والبيتَ “هدايةً”: عرَّفته[1].

ويقول القرطبي: (والهدى هُدَيَانِ: هُدى الدلالة، وهو الذي تقدر عليه الرسل وأتباعهم؛ قال تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7]، وقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]، فأثبت لهم الهُدى الذي معناه الدلالة والدعوة، وتفرَّد هو سبحانه بالهدى الذي معناه التأييد والتوفيق، فقال تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ [القصص: 56]، فالهدى هنا بمعنى خلق الإيمان في القلب، ومنه قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [البقرة: 5])[2].

ومِن هنا يتبين أن الهداية نوعان:

الأول: هداية البيان والدلالة والإرشاد والدعوة، وهي وظيفة الرسل وأتباعهم مِن الدعاة والمصلحين، وهؤلاء عليهم أن يؤدُّوا وظيفتهم، ويبذلوا جهدهم، مع العلم واليقين بأنهم لا يملكون النتائج، فالنتائج بيد الله وحده.

أما النوع الثاني، فهو هداية التوفيق، أو خلق الهداية في قلوب الناس، وهذا النوع ملكٌ لله وحدَه، فهو سبحانه ملك القلوب ومصرِّفها ومقلبها، فالهداية نعمةٌ من الله تعالى يمنُّ بها على مَن يشاء من عباده، وهي فضل الله يؤتيه مَن يشاء.

——————————————————————————–

[1] مختار الصحاح.

[2] تفسير القرطبي، جزء 1، ص 139.