مطوية: عقيدة المُسلم في المسيح عليه السلام، أبو المُنتصر شاهين التَّاعِب

لتحميل المطوية على هيئة مقال: (PDF) (DOC)

الخطوط المُستخدمةلتحميل التَّصميم PSD

نؤمن أنَّ  «المسيح» عليه السلام عبدٌ مخلوقٌ مملوكٌ لله عزَّ وجلَّ. فهو ليس الله، وليس ابناً مولوداً لله، وليس من جنس الألوهية، ولا يشترك مع الله في أسمائه وصفاته الإلهية. فهو ليس إلهاً حقيقياً مُستحقًّا للعبادة، وإنَّما هو محسوب ضِمن العابدين السَّاجدين لله عزَّ وجلَّ.

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام ليس أزلياً، فبدايته بولادته من أمِّه مريم البتول، وليس له نَسَب إلَّا لها. فليس للمسيح عليه السلام وُجُودٌ قبل ولادته، فهو ليس كائناً إلهياً نزل من السَّماء وتجسَّد وتأنَّس وعاش على الأرض كإنسان.

نؤمن أنَّ الله عزَّ وجلَّ أرسل الملاك جبريل عليه السلام لمريم البتول، وبشَّرها بأنَّها ستلد ابناً مخلوقاً بكلمةٍ من الله، فكان هو وأمّه آية وأعجوبة للعالمين.

قال تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران : 47].

قال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران : 59].

نؤمن أنَّ القول بأنَّ «المسيح» عليه السلام ابنٌ لله مُشابِه لقول الذين كفروا من قبل وقالوا إنَّ لله ولداً!

نؤمن أنَّه من الكُفر أن نقول بأنَّ الله نزل من السَّماء وتجسَّد وأصبح إنساناً عاش على الأرض، فهذا مُخالف للحقِّ وللحقيقة التي أعلنها اللهُ في وحيه المحفوظ، القُرآن الكريم، والسُّنَّة الصَّحيحة.

نؤمن أنَّ الله عزَّ وجلَّ أنطق «المسيح» عليه السلام عندما كان طفلاً، فقال: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} [مريم : 30-33]

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام أعلن أنَّه عبدٌ للهِ، ولم يُقل يوماً أنَّه الله، أو ابنُ اللهِ، ولم يَطْلُب أبداً مَجْد نفسه وعبادته.

قال تعالى: {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ * وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [مريم : 34-36].

نؤمن أنَّ الله عزَّ وجلَّ أنعم على «المسيح» عليه السلام وعلى أُمِّه مريم البتول، فأعاذه اللهُ، هو وأمَّه من الشَّيطان الرَّجيم، وقد أيَّده اللهُ برُوح القُدُس.

قال تعالى عن «المسيح» عليه السلام: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الزخرف 59].

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام كان مُتَّصِفاً بكلّ صِفات النَّقص الإنسانية المُنافية للألوهية، فكان يشعر بآلام الجُوع، ويحتاج إلى الطَّعام، ومن يتألَّم ويحتاج ليس إلهاً.

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام رسول الله. علَّمه اللهُ الحكمة والتَّوراة والإنجيل. فتعاليمه وتشريعاته، والكلام الذي تكلَّم به، لم يكن من نفسه، ولكنَّ الله الذي أرسله أوحاه إليه.

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام كان رسولاً إلى بني إسرائيل فقط لا غير، وقد أحلَّ لهم بعض الذي حُرِّم عليهم.

نؤمن أنَّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الذي أرسله اللهُ إلى الخليقة كلِّها، ليُصحِّح للنَّاس عقائدهم المُخالفة للوحي الإلهي، ومن ضمنها عقائدهم فيما يخُصّ «المسيح» عليه السلام.

قال تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 79 – 80].

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام علَّم النَّاس التَّوحيد، وأنَّ الله واحدٌ، وليس ثلاثة! وأنَّ الله هو الإله الحقيقي الوحيد المُستحقّ للعبادة، وأنَّه من يُشرك بالله فقد حرَّم اللهُ عليه الجنَّة، ومأواه النَّار، وأنَّه يجب علينا اتِّباع الوصايا والشَّرائع والأحكام الإلهية لدُخُول الجنَّة.

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام كان خاضعاً مُستسلماً لله، مقهوراً تحت إرادته ومشيئته، وأنَّه لم يكن يفعل مشيئته، بل مشيئة الله الذي أرسله.

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام كان يصنع المُعجزات بسُلطان إلهي مدفوع له من الله، وليس بسُلطان ذاتي من نفسه، هذه المُعجزات دليلٌ على أنَّه رسول من عند الله، وعندما كان يصنع المُعجزة كان يشكر الله الذي أيَّده.

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام بشَّر بِنَبِيٍّ يأتي من بعده، هو محمد صلى الله عليه وسلم، ونؤمن أنَّ الله عزَّ وجلَّ نَزَعَ النُّبُوَّة من بني إسرائيل! ونؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام جاء بالإسلام الذي جاء به كلّ الأنبياء والرُّسُل، وأنَّ تلاميذه كانوا مُسلمين، ولكنَّ بعض المُنتسبين للمسيح عليه السلام انحرفوا عن الإسلام الذي جاء به «المسيح» عليه السلام، وابتدعوا عقائد وعبادات مُختلفة نسبوها له زوراً، وقد أكَّدوا انحرافهم برفضهم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، واتِّباعه كرسول من عند الله.

نؤمن أنَّ الله أنزل على «المسيح» عليه السلام كتاباً اسمه الإنجيل، فيه هُدى ونُور. وقد استأمن الخالقُ النَّاسَ، واستحفظهم على  الإنجيل، ولكنَّهم لم يكونوا أُمناء، ولم يُحافظوا عليه، بل قاموا بتحريفه! وقد حدث هذا مع باقي الكتابات المُقدَّسة التي نزلت قبل القُرآن.

نؤمن أنَّ الأناجيل الأربعة ليست الإنجيل الذي أنزله اللهُ على «المسيح» عليه السلام، وإنَّما هي كتابات بشرية مؤلَّفة، وليست موحى بها من الله، لأنَّها تحتوي على ما يُخالف القُرآن.

نؤمن أنَّ اليهود لم يقبلوا دعوة «المسيح» عليه السلام، وتآمروا لقتله، ولكنَّهم لم يقتلوه، ولم يصلبوه، بل شُبِّه لهم ذلك، وما قتلوه يقيناً. فإنَّ الله نجَّى «المسيح» عليه السلام من مكائد اليهود المُختلفة، خُصُوصاً مكيدتهم لصلبه، وقد رفعه اللهُ إليه بعد أن طهَّره من الذين كفروا. لذلك نؤمن أنَّه لم يُصلب، ولم يُدفن في قبرٍ، ولم يقم من بين الأموات!

نؤمن أنَّ «المسيح» عليه السلام سينزل مرَّة أخرى إلى الأرض قُرب قيام السَّاعة، فيقتل الدَّجَّال، ويُقيم الإسلام في الأرض، فيكسر الصَّليب رفضاً لادِّعاء صلبه، ويقتل الخنزير دليلاً على حُرمته، ويضع الجزية إعلاناً منه لعدم قبوله أيّ دين آخر غير الإسلام. وفي النِّهاية سيموت ويُدفن في الأرض، ثمَّ يُبعث ليُحاسب.

نؤمن أنَّ الله عزَّ وجلَّ قدَّر على «المسيح» عليه السلام أن يمرّ بالمراحل التي يمرّ بها كلّ مخلوق، وهي الولادة، والموت، والبعث يوم الحساب، أمَّا ميعاد ذلك اليوم، فلا يعرفه أحد، ولا ملائكة السَّماء، ولا حتى «المسيح» عليه السلام، إلَّا الله وحده.

نؤمن أنَّ عقائد المسيحيين فيها غُلُوّ وإطراء، ورفع لمقام «المسيح» عليه السلام فوق مقامه الحقيقي. وندعوهم لتصحيح عقائدهم وفق ما ذُكر في وحي الله المحفوظ.