تم كتابة هذه المخطوطة في القرن الثامن عشر للميلاد وذلك في إحدى مدن شمال إفريقيا، وهي تتضمن مجموعة من أنماط الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي لها مكانة كبيرة في نفوس المسلمين.

 

يزيِّن بداية هذه المخطوطة آية قرآنية من سورة الأحزاب (الآية:56) (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

كانت تتم قراءة هذه الأدعية كتمهيد يسبق الخُطب، وذلك لما لها من أثر ديني و نفسي ومعنوي، هذا فضلا عن دورها في مباركة الأعمال التي ينوي المرء القيام به.

وفي الحقيقة؛ هذه الأدعية لم يتم الاعتناء بها وجمعها بهذا الشكل إلا في نهاية القرن التاسع للميلاد.

قصة مجموعة الصلاة على النبي:

بعض العلماء والمؤرخين يظنون أن النسخة الأولى لمخطوطات الصلوات على النبي الكريم قد كتبت في عهد الفقيه المالكي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي الذي عاش بين عامي (815-816 إلى 896) للميلاد.

عند الجهضمي؛ تم كتابة مجموعة للصلاة على النبي تُسمى بـ (دليل الخيرات) من خلال الشيخ أبي عبد الله محمد بن سليمان بن أبو بكر الجزولي السملالي الحسني ( وافته المنية في مدينة أسفي عام 1465 م).

كتاب “دلائل الخيرات” اكتسب شهرة واسعة في إقليم المغرب العربي، وهو مؤلف من 7 أجزاء، قام بكتابته الشيخ الجزولي – الذي يعتبر أكبر علماء مراكش- وذلك بعد عودته من رحلته الطويلة التي قادته إلى الديار المقدسة وبيت المقدس.

وحينها كان هذا النوع من الأدعية -الواردة في الكتب الخاصة بها- ينتشر في البلاد الإسلامية عموماً وفي المغرب خصوصاً، حيث تحدث الخطيب ابن مرزوقالتلمساني -وهو أحد العلماء الذين عاشوا في القرن الرابع عشر- عن أعجوبة الاحتفالات بالمولد النبوي- التي كانت تنظم في عصر الدولة المرينية.

الخط المغربي:.

بالعودة لهذه المخطوطة الفريدة ( وردة الجيوب)؛ نجد أنها مكتوبة بالخط المغربي والذي هو مزيج بين مختلف الأساليب الخطية التي قام بانتقائها عمر بن عبد العزيز الجزولي من أطروحة “دليل الخير”، ومن أطروحة “رياض الأنوار” لمؤلف مجهول.

بعد الآية القرآنية؛ تبدأ المخطوطة بمقدمة تذكر كل الفوائد الروحية الناتجة عن الصلاة على النبي الأعظم، يأتي بعدها بشكل منمق ما مجموعه 42 صلاة على النبي تختلف في عدد كلماتها وطولها وتعابيرها من صلاة تقال بجملة واحدة إلى صلاة تكتب في بعض الصفحات، وكُلها مكتوبة على ورق سميك مصفر اللون تكتب فيها الكلمات بشكل سلاسل من الخطوط.

الكاتب:.

قام بكتابة المخطوطة؛ الناسخ مختار بن محمد وقد عُرف نتيجة ورود أسمه في فهرسها، وقد اعتمد على الحبر الأسود مع تلوين العناوين بكل من الذهبي، الأخضر والأحمر الداكن.

أما من حيث تزيينها؛ فيلاحظ استعمال العديد من التصاميم والزخارف الهندسية التي امتدت على كامل الصفحة وتم تلوينها بشكل بالغ الإتقان.

كل من الصفحتين 12 و13 تتضمن رسوماً توضيحياً، فتتضمن الصفحة 12 رسماً لمسجد على أرضية ملونة باللون الذهبي والتي تتزين في أطرافها بالزهور، بينما الصفحة رقم 13 تتضمن في قسمها اليساري صورة لمنبر.

تتواجد هذه المخطوطة في مكتبة الكونغرس الأميركية.

المصادر:

المكتبة الرقمية العالمية

https://www.wdl.org/en/item/11234/#q=islamic+manuscripts&page=3