بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

من صفات الله عز وجل الثابتة له المحبة، وقد أجمع علماء السلف على إثباتها، لا ينكرها إلا من حرمها وفقدها، وهي محبة حقيقية تليق بجلاله وعظمته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هو سبحانه يحب عباده المؤمنين محبة حقيقية”.

فالله جل جلاله يُحِبُّ ويُحَبُّ، ومن أسمائه الحسنى “الودود” فهو يودُّ عباده المؤمنين ويودونه، ويُحِبّهم ويُحَبونه، قال الله عز وجل:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54].

والعباد يُحبون الله عز وجل، لكنهم يتفاوتون في تلك المحبة، وأكثرهم إيماناً أشدهم محبة لله، قال الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165] ومحبة الله جل جلاله كما قال أهل العلم رحمهم الله إذا وفِّق العبد لها لا يعادلها شيء، ولا تماثلها لذة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا وجد محبة الله وجدها أحلى من كل محبة”.

وأسعد الناس وأطيبهم عيشاً وأحسنهم حالاً في الدنيا والآخرة: أقواهم حباً لله.

وليس الشأن كما قال أهل العلم أن تُحبَّ الله، ولكن الشأن أن يُحبك الله عز وجل، فكل مؤمن بوجود الله عز وجل يدعي محبته، فاليهود والنصارى يدعون ذلك، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ﴾ [المائدة: 18] فكذبهم الله فلو كانوا يحبون الله ما عصوه، ولو أحبهم الله ما عذبهم، وكثير ممن يدعي محبة الله من الفرق الإسلامية بعيد عنها لبعده عن إتباع سنة الرسول سبحانه وتعالى.

قال فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: ليس الشأن أن تحب الله، وليس الشأن أن تحب الإسلام، وليس الشأن أن تحب الدين، وليس الشأن أن تحب نصرة الله عز وجل، ولكن الشأن أن تُحب، يعني أن يحبك الله في أعمالك تلك كلها.ومن تأمل أحوال النصارى وجد أنهم يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه لكن هل هم كذلك؟ الجواب: لا، بل هذه دعوى مجردة، والبرهان الإتباع: ﴿ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31] كذلك الخوارج في الفرق الإسلامية يزعمون أنهم يحبون الله، بل وصف النبي صلى الله عليه وسلم عبادتهم بقوله: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كمروق السَّهم من الرمية) مع أنهم أهل صلاة عظيمة، وأهل صيام عظيم، وهو يزعمون أنهم أهل محبة الله، وهم في قلوبهم من محبة الله الشيء العظيم، وقلوبهم وجلة خائفة محبون لله، لكنهم لما لم يتبعوا السنة، ولم يتبعوا طريقة الصحابة، وخالفوا في ذلك، كانوا أهل وعيد، وكانوا من المرقة من الدين، نسأل الله عز وجل العافية..كذلك كل طائفة من طوائف الضلال، وكذلك الصوفي الضال أو بعض أهل الابتداع من غيرهم من الفرق الكلامية، تجد أن عنده خشيةً، ودموعاً، وخوفاً من الله عز وجل ومحبة، لكن ليس الشأن في أن العبد يحبُّ الله عز وجل، إنما الشأن أن يحبه الله”.

 

محبة الله عز وجل للعبد مرتبة عالية يتطلع للفوز بها أولياء الله المخلصون، قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: محبة الله مرتبة عالية عظيمة، ووالله إن محبة الله لتشترى بالدنيا كلها، وهي أعلى من أن تحب الله، فكون الله يحبك أعلى من أن تحبه أنت.ولهذا قال بعض العلماء: الشأن كل الشأن في أن الله يحبك لا أنك تحب الله

لمحبة الله جل جلاله أسباب منها: محبة ما يحبه الله من الأعمال القولية والفعلية والقلبية…فهذه تجلب محبة الله عز وجل، ومن تلك الأعمال:

تقوى الله بفعل الطاعات واجتناب المعاصي والمنكرات:

قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 4].

التوبة من جميع الذنوب والمعاصي:

قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾ [البقرة: 222].

إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بتصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهي عنه وزجر:

قال الله عز وجل: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31].

العدل مع كل أحد في الأقوال والأفعال والأحكام:

قال الله عز وجل: ﴿ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الحجرات: 9] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أحبُّ الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلساً إمام عادل) [أخرجه الترمذي].

 

الإحسان بإتقان العمل في عبادة الخالق، وفي معاملة المخلوقين:

قال الله عز وجل: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134] وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله محسن يحبُّ الإحسان) [أخرجه الطبراني] وعن كليب بن شهاب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يحبُّ الله العامل إذا عمل أن يُحسن) [أخرجه الطبراني في الكبير]عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان].

الصبر على طاعة الله، والصبر على ما حرم الله، والصبر على أقدار الله المؤلمة:

قال الله عز وجل: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146].

التوكل على الله في جلب ما ينفع ودفع ما يضر مع فعل الأسباب:

قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].

التطهر من الأحداث ومن الأقذار الحسية والمعنوية:

قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].

وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108].

القتال في سبيل الله صفاً متراصاً مستوياً:

قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4].

(اللين مع المؤمنين)، (العزة والقوة مع الكافرين)، (الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس) (عدم خوف الملامة في الدين):

قال الله عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54].

(العبودية لله)، (غني النفس)، (عدم الرغبة في الظهور والبروز):

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحبُّ العبد التقي الغني الخفي) [أخرجه مسلم].

السماحة في البيع، وفي الشراء، وفي التقاضي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يُحبُّ سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء) [أخرجه الترمذي].

(الصلاة على وقتها)، (بر الوالدين)، (الجهاد في سبيل الله):

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها، قلت: ثم أيّ؟ قال: بر الوالدين، قلتُ: ثم أيّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله) [متفق عليه].

نفع الناس بقضاء حوائجهم والشفاعة الحسنة لهم:

عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم) [أخرجه الطبراني].

محبة الأنصار:

عن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله) [متفق عليه].

 

قوة الإيمان:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) [أخرجه مسلم] قال العلامة العثيمين رحمه الله: محبة الله سبحانه وتعالى للإنسان…محبة لإيمانه وعمله…فكلما كان الإنسان أقوى إيماناً وأكثر عبادة له كان أحب إليه.

(أداء الفرائض)، (فعل النوافل بعد أداء الفرائض):

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أُحبهُ) [أخرجه البخاري].

(إظهار نعمة الله علي العبد)،(العفاف عن تعاطي ما لا يحل)، (التعفف عن السؤال)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى إذا أنعم على عبدٍ نعمةً، يُحبُّ أن يرى أثر النعمة عليه…ويُحبُّ العفيف المتعفف) [أخرجه البيهقي في الشعب].

 

صلاة ثلث الليل:

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه) [متفق عليه].

 

الزهد في الدنيا:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ازهد في الدنيا يحبك اللهُ) [أخرجه ابن ماجه].

 

فعل الرّخص:

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يحبُّ أن تُوتي رخصه كما يكرهُ أن تؤتي معصيته) [أخرجه أحمد].

 

المحبة والتزاور والتجالس في الله:

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتزاورين فيَّ) [أخرجه مالك في الموطأ].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال:أين تريد؟ قال: أريدُ أخاً لي في هذه القرية قال: هل لك عليه من نعمةٍ ترُبُّها؟ قال: لا غير أني أحببتُهُ في الله عز وجل قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبَّك كما أحببتهُ فيه) [أخرجه مسلم].

 

صيام يوم وإفطار يوم:

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الصيام إلى الله صيام داود عليه السلام، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً) [متفق عليه].

(الإيمان بالله)، (صلة الرحم)، (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر):

عن رجل من خثعم قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: (إيمان بالله) قال: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال: (ثم صلة الرحم) قال: قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال: (ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) [أخرجه أبو يعلى].

 

كثرة الأيدي على الطعام:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي) [أخرجه ابن حبان].

 

الإكثار من ذكر الله، والموت على ذلك:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال موسى عليه السلام: أي رب أيُ عبادك أحبُّ إليك؟ قال: أكثرهم لي ذكراً .[أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: (أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله) [أخرجه ابن حبان].

(سرور يُدخل على مسلم)، (كشف كربة عنه)، (قضاء دينه)، (إطعامه من الجوع):

عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل: سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً) [أخرجه الطبراني].

 

الصبر على أذى الجار:

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة يحبهم الله: رجل غزا في سبيل الله، فلقي العدو مجاهداً محتسباً فقاتل حتى قتل، وأنتم تجدون في كتاب الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا ﴾ [الصف: 4] ورجل له جار يؤذيه جاره فيصبرُ على أذاه ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموتٍ أو حياة، ورجل يكون من قوم فيسيرون حتى يشق عليهم الكري…فينزلون آخر الليل، فيقوم إلى وضوئه وصلاته) [أخرجه أحمد وغيره].

 

الصلاة في جماعة كثيرة:

عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كانوا أكثر فهو أحبُّ إلى الله عز وجل) [أخرجه النسائي].

الوتر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال:(لله تسعة وتسعين اسماً وهو وتر يحبُّ الوتر) [متفق عليه] .

العمل الدائم وإن قلّ:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: أدومها وإن قلّ [متفق عليه].

 

الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة:

عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر) فقالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيءٍ) [أخرجه الترمذي].

(البكاء من خشية الله)، (إهراق الدم في سبيل الله)، (الأثر في سبيل الله، من خطى، أو غبار، أو جراحة، أو طلب علم)، (الأثر في فرائض الله، من بلل وضوء، أو رائحة فم صائم):

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس شيء أحبَّ إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تُهراقُ في سبيل الله، وأما الأثران فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله) [أخرجه الترمذي[

 

معالي الأخلاق وأحسنها:

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ عباد الله إلى الله: أحسنهم خلقاً) [أخرجه الطبراني في الكبير] وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يحبُّ معالي الأخلاق) [أخرجه الطبراني في الأوسط].

 

الحياء والستر:

عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى حيّى ستير، يحب الحياء والستر) [أخرجه أبو داود].

 

الرفق في الأمر:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحبُّ الرفق في الأمر كله) [متفق عليه].

 

الغيرة في الريبة:

عن جابر بن عتيك الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة) [أخرجه أبو داود].

 

الجود وكثرة العطاء:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى جواد يحبُّ الجود) [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان].

 

الحلم والأناة:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة) [أخرجه مسلم].

الكرم وعظم النفع:

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله كريم يجبُّ الكرماء) [أخرجه ابن عساكر].

 

العفو ومسامحة الناس:

عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى عفُو يحبُّ العفو) [أخرجه الحاكم].

 

قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر:

عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت) [أخرجه مسلم].

 

جمال الهيئة بما يوافق الشرع، والجمال في الأقوال والأعمال والأخلاق:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله جميل يحبُّ الجمال) [أخرجه مسلم].

 

كلمة الحق التي تقال للإمام جائر:

عن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسول الله أيُّ الجهاد أحبُّ إلى الله؟ قال: (كلمة حق تُقال لإمام جائر) [أخرجه أحمد].

 

قول: سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) [متفق عليه] وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم (ألا أخبرك بأحبِّ الكلام إلى الله؟) قلتُ يا رسول الله أحبِّ الكلام إلى الله فقال: (إن أحبَّ الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده) [أخرجه مسلم[

 

ومن الأسماء التي يُحبها الله جل جلاله:

عبدالله، عبدالرحمن:

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أحبَّ أسمائكم إلى الله: عبدالله، وعبدالرحمن) [أخرجه مسلم].

ومن الأمكنة التي يُحبها الله جل جلاله:

مكة:

عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن مكة: (أنتِ أحب بلاد الله إلى الله) [أخرجه الدارمي]

المساجد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحبُّ البلاد إلى الله مساجدها) [أخرجه مسلم].

 

ومن أسباب محبة الله جل جلاله لعبده، أن يتجنب العبدُ ما لا يحبه الله، ويبغضه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: المحب يحب ما يحب محبوبه، ويبغض ما يبغض محبوبه”.

الكفر والاستكبار عن عبادة الله:

قال الله عز وجل: ﴿ أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 101].

وقال عز وجل: ﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾ [النحل: 23].

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: وإذا انتفى محبته للكافرين لزم محبته للمؤمنين.

 

الإثم:

قال الله ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة: 276].

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: نفي المحبة عن الموصوف بالكفر والإثم، يدلُّ على ثبوتها لمن لم يتصف بذلك، أي لمن كان مؤمناً مطيعاً.

 

الاعتداء على الآخرين:

قال عز وجل ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190] قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: نفي محبته للمُعتدين يدُل على إثبات محبته للمُقسطين.

الخيانة:

قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [النساء: 107].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 58].

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:محبة الله.لما نفاها عن الخونة، دل على ثبوتها للأمناء

 

جحد نعم الله:

قال عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38]

 

الإفساد في الأرض:

قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77].

وقال الله عز وجل: ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205].

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: من فوائد الآية…إثبات محبة الله عز وجل للصلاح.

فرح الأشر والبطر والبغي:

قال الله عز وجل: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76].

الإسراف:

قال الله عز وجل: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].

الظلم:

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 57] قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: كلما كان الإنسان أظلم كان أبعد عن محبة الله عز وجل.

الكلام في الآخرين والدعاء عليهم إلا إذا كان مظلوماً:

قال عز وجل: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148].

 

العقوق:

عن ابن عمرو رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يحبُّ العقوق) [أخرجه أبو داود].

بغض الأنصار:

عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنصار من أبغضهم أبغضه الله) [أخرجه البخاري].

الفحش والتفحش:

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يحب الفحش والتفحش) [أخرجه مسلم] وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليبغض الفاحش البذيء) [أخرجه الترمذي]

.

(الإعجاب بالنفس والفخر على الناس)، (البخل والمنّ):

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36] وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحبُّ ثلاثة ويبغضُ ثلاثة… فالثلاثة الذين يبغضهم الله: المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18] والبخيل المنان والتاجر الحلاف والبائع الحلاف[أخرجه الحاكم[

 

الإسبال:

عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تسبل فإن الله لا يحبُّ المسبلين) [أخرجه ابن ماجه].

 

(الإلحاد في الحرم)، (إرادة بقاء سيرة الجاهلية)، (المُطالبة بدم امرئٍ بغير حق):

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبغضُ الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة جاهلية، ومُطلبُ دم امرئٍ بغير حق ليُهريق دمه) [أخرجه البخاري].

 

الشدة في الخصومة:

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم) [متفق عليه].

 

التشدق في الكلام:

عن ابن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل البقرة بلسانها) [أخرجه أبو داود].

 

(الحلف من البياع)، (الاختيال من الفقير)، (الزنى من الشيخ)، (الظلم من الإمام):

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعة يبغضهم الله تعالى: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر) [أخرجه النسائي].

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ..أبغض الناس إلى الله وأبعدهم منه مجلساً إمام جائر) [أخرجه الترمذي] .

 

(الفظاظة والغلظة والكبر)، (كثرة الضجيج والصياح في الأسواق)، (السعي طول النهار للدنيا مع النوم طوال الليل)، (العلم بأمور الدنيا والجهل بأمور الآخرة) .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يبغضُ كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل حمار بالنهار، عالمٍ بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة) [أخرجه ابن حبان].

 

(إظهار البؤس والحاجة للناس)، (الإلحاح في سؤال الناس):

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى. يكره البؤس والتباؤس، ويبغض السائل المُلحف) [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان]

 

الاضطجاع على البطن:

عن طخفة بن قيس الغفاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذه ضجعة يُبغضها الله تعالى) [أخرجه أبو داود].

 

الغيرة في غير ريبة:

عن جابر بن عتيك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من الغيرة ما يحب الله وإن من الغيرة ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة) [أخرجه أبو داود].

 

(قيل وقال)، (كثرة السؤال)، (إضاعة المال):

عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل… كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) [متفق عليه].

 

ومن الأماكن لا يحبها الله جل جلاله:

الأسواق:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبغضُّ البلاد إلى الله أسواقها) [أخرجه مسلم].

ومحبة الله عز وجل لعباده تتفاضل، فكلما أتى العبد بالعمل الذي يحبه الله عز وجل، على أكمل وجه، وأعلى مرتبة، واجتنب العمل الذي يكره بجميع مراتبه وصوره، كان ذلك أحبَّ إلى الله عز وجل، ومحبة الله عز وجل لمن تاب من جميع ذنوبه ليست كمن تاب من بعضها.

والعبد قد تجتمع فيه خصلتين: الأولى تقتضي محبة الله له، والثانية: تقتضي بغضه له، كحال المؤمن الذي يخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً.

فعلى العبد أن يجاهد نفسه في الإتيان بما يحبه الله من الأعمال على أكمل وجه، واجتناب ما يكره ولا يحب بجميع مراتبه وصوره، حتى ينال محبة الله عز وجل له، ومن أحبّه الله فليبشر بكل خير في الدنيا والآخرة، فلمحبة الله عز وجل لعبده آثار، منها:

محبّةُ الملائكة وأهل الدين والخير له، ووضع القبول له في الأرض:

قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96] قال ابن عباس رضي الله عنه: يُحبهم ويحببهم إلى عباده.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله سبحانه وتعالى إذا أحبَّ عبداً نادي جبريل: إن الله قد أحبَّ فلاناً فأحبه فيُحبهُ جبريل ثم ينادي جبريل في السماء:إن الله قد أحبَّ فلاناً فأحبوه فيُحبُّهُ أهل السماء ويوضعُ له القبول في الأرض) [متفق عليه].

 

أن يسدده الله في أعماله وأقواله وأفعاله، وأن يُجيب دعوته:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالي يقول: من عادي لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه، وما يزالُ عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كُنتُ سمعهُ الذي يسمعُ به، وبصرهُ الذي يُبصر به، ويدهُ التي يبطشُ بها، ورجلهُ التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّهُ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّهُ) [أخرجه البخاري[

 

أن الله لا يعذبه:

قال الله عز وجل: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ﴾ [المائدة: 18] وعن أنس رضي الله عنه قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم في نفرٍ من أصحابه، وصبي في الطريق، فلما رأت أمه القوم، خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني، وسعت فأخذته، فقال القوم: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار، فقال: فخفَّظهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لا والله عز وجل لا يُلقي حبيبهُ في النار) [أخرجه أحمد].

 

أن يكون في الآخرة مع من أحبَّ:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أن أعرابياً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أعددت لها؟) قال: حُبَّ الله ورسوله قال: (أنت مع من أحببت) قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشدَّ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإنك مع من أحببت) قال أنس: فأنا أحبُّ الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم. [أخرجه مسلم].

 

أن يحميه الله من فتن الدنيا التي تضره في دينه:

عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحبَّ الله عبداً حماه الدنيا كما يحمى أحدكم سقيمهُ الماء) [أخرجه الترمذي].

 

أن يرحمه الله:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ومن أحبَّه الله فرحمته أقربُ شيء منه.

أن الله ييسر له فعل الطاعة وترك المعصية:

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ومن فوائد محبة الله عز وجل تيسير فعل الطاعة وترك المعصية.

ومن أحبه الله عز وجل ابتلاه، فإن رضي فله الرضي، وإن سخط فله السخط، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) [أخرجه الترمذي].

وليعلم العبد أنه إذا أحبَّ الله حقاً فسيحبه الله، قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: أننا نضمن أنه من أحب الله حقاً فسيحبه الله لأن الله يقول: (من أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن تقرب إلى شبراً تقربت منه باعاً، ومن تقرب إلى ذراعاً تقربت منه باعاً) فإذا كانت محبتك لله صادقة فإن محبة الله لك مضمونة”.

(اللهم إني.. أسالك حُبكَّ، وحُبَّ من يُحبكَ، وحُبَّ عمل يُقربُ إلى حُبِّك) [أخرجه الترمذي].

هذا وأسال الله الكريم الرحيم، رب العرش العظيم، أن يجعلني وجميع أحبابي وإخواني المسلمين، من أحبائه، وأولياءه، وأصفياءه، إنه جواد كريم، وبالإجابة قدير.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين