التطوريون عبارة عن مجموعة من المنقبين عن كنز من الذهب يبحثون ليل نهار في طبقات الأرض المختلفة ويحفرون ويكسرون أطنان الصخور الطينية والرملية والرسوبية، مع أن هناك قبو مكتوب عليه “الكنز يوجد هنا”.

“الصنع الإلهي المتقن أمام أعينكم”!

انظروا في عالم الكائنات الحية وفي عالم الخلق المبهر كمعجزة الإبصار وغيرها وسوف تجدون براهين الإتقان وروعة الصنع، لكن التطوريون يتجاهلون هذا القبو لأنهم ينطلقون من مقدمة أن منجم الذهب لابد أن يكون تحت الأرض!

فدعاة التطور ينطلقون من مقدمة أن تفسير الحياة والتنوع في الكائنات الحية لابد أن يكون تفسيرًا ماديًا فهم مستمرون في الحفر مع أن دلائل الخلق الإلهي المتقن أمامهم لكنهم يستمرون في الحفر!

ينطلقون من مقدمة خاطئة تمامًا مع أن دلائل الخلق الإلهي هي معطى مادي نابع من تدّبر أنظمة الحياة ذاتها.

معطى منطقي وعقلي وعلمي واستدلالي بديهي نرصده من خلال تبّصر الأنظمة البيولوجية المعقدة والحياة والبنى الخلوية والدقائق الوظيفية والمهام الحياتية والوعي والإدراك والتنسيق الهرموني، وما لا حصر له من الوظيفيات التي نتمتع بها، إن محاولة إغماض العين عن القبو والاستمرار في الحفر هو ضرر شديد على العلم وتأخير لفروع كبيرة من العلم وتضييع لمنافع كان أولى أن نستخدمها في منحىً آخر!

ومن يتدبرالخلق الإلهي يجد أنه لا تخلو منظومة على الإطلاق من قدرٍ من التعقيد، وهنا يجبُ على العقل العملُ مع الدليل المتوافر –الخلق الإلهي-، فهو الطريق الأقصر والأنسب لتحليل ظاهرة التعقيد!

منذ أكثر من 170 سنة وهم يحفرون ولم يصلوا لنتيجة، ما زالت المناظرات تعقد في قلب جامعات العالم العلمية حول نظرية التطور!

لأن الموضوع لا يجد ما يحسمه علميًا!

ليس إلا الحيل اللغوية وتفكيك المنظومات الحياتية المعقدة وردها إلى الطبيعة على أمل ان يكون هذا تفسيرًا مقنعًا.

هذا هو ديدن دعاة نظرية التطور عبر تاريخهم.

لو يملكون أثارة من علم لاستحى أي إنسانٍ يحترم عقله أن يجادلهم.

الموضوع سهل لكن يبدو أن الإثبات صعب.

{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴿٦٠﴾ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٦١﴾ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٣﴾ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٦٤﴾ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ﴿٦٦﴾} سورة النمل