ما المانع أن تكون الأخلاق نتاج دماغ أو مجتمع؟

يتكون الدماغ من نفس المكونات المادية بالضبط!

مهما تعقد الدماغ أو تعقدت التركيبات المادية فمجموع الأصفار لن ينتج إلا صفرًا مهما تضخم عدد الأصفار أو تراكب فوق بعضه.

إذا كانت المادة لا تعرف خيرًا ولا شرًا فالدماغ كذلك!

وهنا السؤال: كيف وصل مفهوم الخير والشر إلى الدماغ؟

ما هو المانع الدماغي من إبادة أهل الأرض جميعًا؟

ما هو المانع الدماغي من إدخال الأعراق البشرية الأدنى أقفاص حيوانات؟

ما هو المانع الدماغي من تدمير كل المرضى والمعاقين في مشروع الانتخاب الطبيعي الذي قام به النازي مشروع أكشن تي فور؟[1]

هذه الإسئلة لا يملك الدماغ المادي جوابًا عنها بالتخطئة أو التصحيح.

فالدماغ محايد تمامًا من الناحية الأخلاقية.

لأنه يتركب من نفس ذرات الأرض.

فلا علاقة بين الدماغ وبين الأخلاق من قريبٍ أو بعيد.

أما فكرة أن المجتمع منشأ الأخلاق هي فكرة غريبة، لأن الأخلاق ذاتية، ولأنها تعني الإنسان كإنسان وليس المجتمع كمجتمع.

ولو صح هذا الكلام، واعتبرنا أن الأخلاق نتاج مجتمع، لأصبح النازي مصيبًا في إبادة غيره لأن المجتمع يرى ذلك.

لذلك الصحيح أن الأخلاق مستقلة عن المجتمع.

فالصواب صواب عند المجتمع الصالح والمجتمع الفاسد.

والخطأ خطأ عند المجتمع الصالح والمجتمع الفاسد.

فالأخلاق لها معنىً يتجاوز الدماغ والمجتمع.

[1] https://en.wikipedia.org/wiki/Aktion_T4