الحمد لله الملك العلام، حوَّلَ قبلة المسلمين شطر المسجد الحرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بدر التمام ومسك الختام، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه البررة الكرام ومن تبعهم بإحسان على مر العصور والأيام. أما بعد:

 

فيا أمة الإسلام أمة النبي صلى الله عليه وسلم ما زلنا نعيش في ظلال شهر شعبان ذي الأحداث كثيرة والذكريات الجليلة، التي من بينها تحويل القبلة الذي غير خريطة الدعوة الإسلامية، فمن العيب أن نتوجه إليها في كل يوم على الأقل خمس مرات ولا نعرف تاريخ قبلتنا، ورمز وحدتنا، وشعار قوتنا

 

فالقبلة كانت إلى المسجد الأقصى ثم حولت إلى المسجد الحرام، ولكن متى وقع تحويل القبلة؟

 

عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ «صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ» فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ، وَكَانَتِ اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ، أَنْكَرُوا ذَلِكَ. قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: أَنَّهُ مَاتَ عَلَى القِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُوا، فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143][1]

 

ووقع في رواية عند الإمام مسلم بصيغة الجزم أنه ستة عشر شهرا الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا» حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ ﴿ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة: 144] فَنَزَلَتْ بَعْدَمَا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَمَرَّ بِنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَحَدَّثَهُمْ، فَوَلُّوا وُجُوهَهُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ[2]

وعند البزار وَالطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَوْف سَبْعَة عشر من غير شك.

 

فالروايات ثلاث:

ستة عشر شهرا، وسبعة عشر شهرا، والشك ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا.

يقول الحافظ ابن حجر في شرح فتح الباري:

والجمع بين الروايتين سهل:

بأن يكون من جزم بستة عشر لفق من شهر القدوم وشهر التحويل شهرا وألغى الزائد ومن جزم بسبعة عشر عدهما معا، ومن شك تردد في ذلك.

وذلك أن القدوم كان في شهر ربيع الأول بلا خلاف، وكان التحويل في نصف شهر رجب من السنة الثانية على الصحيح وبه جزم الجمهور ورواه الحاكم بسند صحيح عن بن عباس وقال بن حبان سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام وهو مبني على أن القدوم كان في ثاني عشر شهر ربيع الأول [3]

فلو عددنا من أول شهر ربيع ستة عشر شهرا نجده في جمادى الآخرة، و لو عددنا سبعة عشر شهرا نجده في رجب.

 

ثم يقول الحافظ ابن حجر: وشذت أقوال أخرى ففي بن ماجه من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق في هذا الحديث ثمانية عشر شهرا وأبو بكر سيء الحفظ وقد اضطرب فيه فعند بن جرير من طريقه في رواية سبعة عشر وفي رواية ستة عشر وخرجه بعضهم على قول محمد بن حبيب أن التحويل كان في نصف شعبان وهو الذي ذكره النووي في الروضة وأقره مع كونه رجح في شرحه لمسلم رواية ستة عشر شهرا لكونها مجزوما بها عند مسلم ولا يستقيم أن يكون ذلك في شعبان إلا إن ألغى شهري القدوم والتحويل وقد جزم موسى بن عقبة بأن التحويل كان في جمادى الآخرة ومن الشذوذ أيضا رواية ثلاثة عشر شهرا ورواية تسعة أشهر أو عشرة أشهر ورواية شهرين ورواية سنتين وهذه الأخيرة يمكن حملها على الصواب وأسانيد الجميع ضعيفة والاعتماد على القول الأول فجملة ما حكاه تسع روايات [4]

 

فتحويل القبلة في شعبان بنص ابن حجر في شرحه للبخاري لا يستقيم وإن كان مشتهرا بين الناس، ولعل ارتباط التحويل بليلة النصف من شعبان لتحويل قلوب العباد وأحوال العباد إلى رب الأرباب.

 

وعلى أي فحادثة تحويل القبلة تحمل في طياتها معان عديدة وفي جوانبا دروسا تربويةً مديدة منها:

الاستجابة لأمر الله ورسوله:

 

ففي حديث عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ «صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ» فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ،…[5]

فهل استجابتنا لأوامر الله ورسوله على نفس الدرجة التي لو قيل لنا: قال الله، قال رسول الله، نقول: سمعنا وأطعنا أم ماذا يكون موقفنا؟

 

الأخوة الإيمانية:

 

الانشغال بمن مات قبل تحويل القبلة وكانوا عشرة أنفس كما عند الترمذي من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ” لَمَّا وُجِّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الكَعْبَةِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ بِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143] “[6]

قال ابن حجر في الفتح: والذين ماتوا بعد فرض الصلاة وقبل تحويل القبلة من المسلمين عشرة أنفس[7]

فالأخوة الإيمانية وتقوية النفوس تفرض أمرا نحتاجه جميعا من الاعتناء بحقوق الإخوة ﴿ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ ﴾ [البقرة: 143].

 

الوسطية:

 

الكعبة تحمل الوسطية -وسط الأرض- ومركز الجاذبية ونقطة الانطلاق، وأمة القبلة أمة الوسطية ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].

والآية نفسها تحمل الوسطية وسطية المكان فرقمها 143 بوسط السورة تماما، فعدد آيات سورة البقرة 286 ÷ 2 = 143، هذا هو رقم هذه الآية، فكأن الآية نفسَها جاءت وسطاً، وكفى بها رسالة للأمة لتكون وسطاً في كل شيء.

 

وسط في الدين، فلا هم أهل غلوّ فيه غلوّ النصارى الذين غلوا بالترهب وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم وكذبوا على ربهم وكفروا به ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحبّ الأمور إلى الله أوسطها[8].

وسالك الوسط من الطريق محفوظ من الغلط، ومتى زاغ عن الوسط حصل الجور الموقع في الضلال عن القصد، ومادة وسط مهموزة وغير مهموزة واوية ويائية بتراكيبها الأحد عشر: وسط، وطس، سوط، سطو، طوس، طسو، طيس، طسى، سيط سطأ طسأ، تدور على العدل السواء الذي نسبته إلى كل جانب على التساوي، الوسط من كل شيء أعدله، ووسط الشيء ما بين طرفيه، والصلاة الوسطى أفضل الصلوات [9].

 

فالأمة أمة نموذجيّة في العقيدة والمنهج، هذه الوسطية جعلت هذه الأمة شاهدة على جميع الأمم، شهادة في الدنيا، وشهادة في الآخرة.

أما شهادة الدنيا:

أن يشهد بعضنا على بعض سواء كانوا:

جماعة:

عن يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جِنَازَةٍ وَخَرَجَ النَّاسُ، فَقَالَ النَّاسُ خَيْرًا، وَأَثْنَوْا خَيْرًا، فَجَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَيْسَ كَمَا ذَكَرُوا، وَلَكِنَّكُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، وَأُمَنَاؤُهُ عَلَى خَلْقِهِ، فَقَدْ قَبِلَ اللهُ قَوْلَكُمْ فِيهِ، وَغَفَرَ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ” [10].

 

أو أربعة أبيات أو ثلاثة:

كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ، إِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ “[11].

وفي رواية أنس: أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ[12].

 

أو حتى اثنين من الأمة المحمدية:

كما في حديث عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا مُسْلِمٍ، شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ» فَقُلْنَا: وَثَلاَثَةٌ، قَالَ: «وَثَلاَثَةٌ» فَقُلْنَا: وَاثْنَانِ، قَالَ: «وَاثْنَانِ» ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الوَاحِدِ[13].

فهل سنعدم من شهادة الجماعة أو ثلاثة أبيات أو حتى اثنين؟

 

وشهادة الآخرة:

الشهادة على الأمم ففي حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ: ﴿ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143] فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143] ” وَالوَسَطُ: العَدْلُ [14]

فما الواجب علينا؟

هو ما نعرفه بعد جلسة الاستراحة إن شاء الله تعالى.

الخطبة الثانية

حمد لله وكفي وصلاة وسلاما على الحبيب المصطفى ومن سار علي نهجه واقتفي أما بعد،،،

فيأيها الإخوة ويأيتها الأخوات لقد خلد القرآن الكريم حادثة تحويل القبلة لتكون مدرسة ننهل من تعاليمها كـ تحويل حالنا مع الله فإذا كان المسلمون تحولوا فما أحوجنا إلى أن نتحول مثلهم من تحويل حالنا مع الله تحويل حالنا من المعاصي والذنوب إلى العبادة والطاعة.

 

تحويل حالنا من الكسل إلى العمل.

تحويل حالنا من الحقد والحسد، إلى الحب والإخاء والتراحم.

قال ربنا ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

التحول الداخلي والتطهير القلبي يتجلى ذلك في ليلة النصف من شعبان تالتي حمل التحويل والتطهير للقلوب ففيها تُغفر الذنوب ليس بصيام ولا صلاة ولا كثرة عبادة وإنما بتطهير القلب من البغضاء والشحناء عند ابن ماجة من حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -:” إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ ” [15]

 

وفي رواية الطبراني: “فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِين، وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ “[16]

ما أحوجنا إلى التحول القلبي، التطهير الداخلي من الشحناء والحقد والبغضاء حتى تكتب لنا المغفرة، ويكون التهيؤ لشهر رمضان.

فاللهم طهر قلوبنا… اللهم بلغنا رمضان…


[1] صحيح البخاري: 40.

[2] صحيح مسلم 11-525.

[3] فتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري 1/ 96.

[4] فتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري 1/ 96.

[5] صحيح البخاري: 40

[6] سنن الترمذي: 2964، وصححه الألباني.

[7] فتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري 1/ 97.

[8] تفسير الطبري 3/ 142.

[9] تفسير نظم الدرر 2/ 207.

[10] المعجم الكبير للطبراني: 65/ 221، الإصابة 3/ 658، الصَّحِيحَة: 1312.

[11] مسند أحمد: 9284، 8977، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3516.

[12] مسند أحمد: 13565، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3515.

[13] صحيح البخاري: 1368.

[14] صحيح البخاري: 4487.

[15] سنن ابن ماجة حديث 1390، صحيح ابن حبان 5665، صَحِيح الْجَامِع: 1819، والصَّحِيحَة: 1144.

[16] الجامع للطبراني ج 22ص 224ح 593، صَحِيح الْجَامِع: 771، 1898

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/115872/#ixzz6qdOeCU9a