الخمر بين الإسلام والمسيحية واليهودية

قام برد عليها

العبد الفقير إلى الله أبو المُنتصر شاهين المُلقَّب بـ التّاعِب

 الخمر:

لماذا تمّ تحريم الخمر في الإسلام, ولم يتمّ تحريمه في اليهودية أو المسيحية ؟

Why is alcohol prohibited in Islam and not in Christianity and Judaism?

◄ الإجابة:

أولاً: الخمر في الإسلام

  • قال الإمام الطَّبري رحمه الله في تعريف الخمر: [و «الخمر» كل شراب خمَّر العقل فستره وغطى عليه.][[1]]
  • ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا﴾ [البقرة : 219]

تفسير الإمام الطَّبري رحمه الله: [والذي هو أولى بتأويل «الإثم الكبير» الذي ذكر الله جل ثناؤه أنه في الخمر والميسر: في «الخمر» ما قاله السُّدِّيّ: زوال عقل شارب الخمر إذا سكر من شربه إياها حتى يعزب عنه معرفة ربه، وذلك أعظمُ الآثام (…) وأمّا قوله: «ومنافع للناس»، فإنَّ منافعَ الخمر كانت أثمانها قبل تحريمها، وما يصلون إليه بشربها من اللَّذة.][[2]]

وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في مراحل تحريم الخمر: [وَرَوَى أَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا», فَنَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَة: ﴿قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ﴾, فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا», فَنَزَلَتِ الَّتِي فِي النِّسَاءِ: ﴿لَا تَقْرَبُوا الْصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾, فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا», فَنَزَلَتِ الَّتِي فِي الْمَائِدَةِ: ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾ إِلَى قَوْلِهِ ﴿مُنْتَهُونَ﴾, فَقَالَ عُمَرُ: «انْتَهَيْنَا, انتهينا». وَصَحَّحَهُ عَليّ بن الْمَدِينِيِّ وَالتِّرْمِذِيُّ.][[3]]

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ [النساء : 43]

تفسير الإمام الطَّبري رحمه الله: [وأولى القولين في ذلك بتأويل الآية، تأويل من قال: ذلك نهيٌ من الله المؤمنين عن أن يقربوا الصَّلاة وهم سُكارى من الشَّراب قبل تحريم الخمر، للأخبار المتظاهرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك كذلك.][[4]]

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة : 90-91]

  • الخمر: وهي كل مسكر يغطي العقل
  • والميسر: وهو القمار, وذلك يشمل المراهنات ونحوها, مما فيه عوض من الجانبين, وصدٌّ عن ذكر الله
  • والأنصاب: وهي الحجارة التي كان المشركون يذبحون عندها تعظيمًا لها, وما ينصب للعبادة تقربًا إليه
  • والأزلام: وهي القِداح التي يستقسم بها الكفار قبل الإقدام على الشيء, أو الإحجام عنه

تفسير الإمام الطَّبري رحمه الله: [يقول تعالى ذكره: إنَّما يُريد لكم الشَّيطانُ شُربَ الخمر والمياسرةَ بالقِدَاح، ويُحسِّن ذلك لكم، إرادةً منه أن يوقع بينكم العَداوَة والبغضاءَ في شُربكم الخمر ومُياسرتكم بالقِداح، ليُعادي بعضكم بعضًا، ويُبغِّض بعضَكم إلى بعض، فيُشتِّت أمركم بعد تأليف الله بينكم بالإيمان، وجمعه بينكم بأخوّة الإسلام, «ويصدّكم عن ذكر الله»، يقول: ويُصرفكم بغلبة هذه الخمر بسُكرها إياكم عليكم، وباشتغالكم بهذا الميسر، عن ذكر الله الذي به صلاح دنياكم وآخرتكم, «وعن الصَّلاة» التي فرضها عليكم ربكم, «فهل أنتم مُنتهون»، يقول: فهل أنتم مُنتهون عن شُرب هذه، والمياسرة بهذا، وعاملون بما أمركم به ربُّكم من أداء ما فَرَض عليكم من الصَّلاة لأوقاتها، ولُزُوم ذكره الذي به نُجْح طلباتكم في عاجل دنياكم وآخرتكم؟][[5]]

السُّنَّة النَّبوية الشَّريفة حرَّمت الخمر تحريماً قطعياً:

صحيح البُخاري 242 – عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ « كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ ».

صحيح مُسلم 5336 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ « كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ, وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ, وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا, لَمْ يَتُبْ, لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخِرَةِ ».

﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ﴾ [محمد : 15]

﴿يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ * بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ﴾ [الصافات : 45-47]

مُسند أحمد 5849– عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ, عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: « لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ, وَلَعَنَ شَارِبَهَا, وَسَاقِيَهَا, وَعَاصِرَهَا, وَمُعْتَصِرَهَا, وَبَائِعَهَا, وَمُبْتَاعَهَا, وَحَامِلَهَا, وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ, وَآكِلَ ثَمَنِهَا ».

صحيح مُسلم 5335 – عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ مِنْ جَيْشَانَ – وَجَيْشَانُ مِنَ الْيَمَنِ – فَسَأَلَ النَّبِيَّ عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنَ الذُّرَةِ يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ, فَقَالَ النَّبِيُّ « أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ ». قَالَ نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ « كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ, إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ, أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ, قَالَ «عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ, أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ».

صحيح البُخاري 2464 – عَنْ أَنَسٍ رَضِى اللهُ عَنْه: كُنْتُ سَاقِىَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ (شراب يُتَّخذ من البسر, أي البلح الذي لم ينضج)، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ مُنَادِيًا يُنَادِي: « أَلاَ إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ». قَالَ, فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: «اخْرُجْ فَأَهْرِقْهَا»، فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا، فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ, فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: «قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهْيَ فِي بُطُونِهِمْ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ الآيَةَ.

بعض أقوال أهل العلم عن تحريم الخمر:

عبد العزيز بن حمد آل معمر (ت 1244 هـ): منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب, الجزء الثاني – صـ688. [نوعين من المفسدة في الخمر: الأول: يتعلق بالدنيا، وضرره – أيضا – عائد على الدين، وهو العداوة والبغضاء. وذلك أن الغالب على من يشرب الخمر أن يشربها مع جماعة ويكون من غرضه في ذلك الشرب أن يستأنس برفقائه، ويفرح بمحادثتهم ومكالمتهم. فكان من غرضه في ذلك الاجتماع تأكيد المحبة والألفة، ولكنه ينقلب في الأغلب إلى الضد، لأن الخمر تزيل العقل، وإذا زال العقل استولت الشهوة والغضب من غير مدافعة العقل، وعند استيلائهما تحصل المنازعة بين أولئك الأصحاب، وربما آلت إلى الضرب والقتل والمشافهة بالفحش، وذلك يورث العداوة والبغضاء. والشيطان سول لهم أن الاجتماع على الشرب يوجب تأكيد المحبة والألفة، فينقلب الأمر إلى نهاية العداوة والبغضاء المفضيين غالبا إلى الهرج والمرج والفتنة، وكل ذلك مضاد لصلاح العالم. النوع الثاني: المفاسد المتعلقة بالدين، وذلك في قوله: ﴿وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ﴾, وكون الخمر مانعة عن ذكر الله وعن الصلاة ظاهر، لأن شرب الخمر يورث السكر واللذة والطرب في الجسم، فيمنعه ذلك من أداء العبادة، ويحول بينه وبين أسباب السعادة. وأيضا فالنفس إذا استغرقت في اللذات الجسمانية غفلت عن ذكر الله، ومالت إلى العاجلة. ومن الدليل على قبح الخمر وخساستها أن عقل الإنسان أشرف صفاته، والخمر عدو للعقل ومفسد له، وذلك أن الإنسان إذا دعاه طبعه إلى فعل القبيح كان عقله مانعا له من الإقدام عليه، فإذا شرب الخمر بقي الطبع الداعي إلى فعل القبائح خاليا عن العقل المانع منها.]

عبد الناصر بن خضر ميلاد: البيوع المحرمة والمنهي عنها,  دار الهدى النبوي بالمنصورة – صـ206. [اتَّفق الفُقهاء على تحريم الخمر، لأنَّها أُمّ الخبائث بسبب إفسادها للعقول، ولصدِّها عن ذكر الله وعن الصَّلاة، فضلاً عن إيقاعها للعداوة بين الناس، فهي رجس وعمل من أعمال الشَّيطان وأداة تلاعبه بالناس، من أجل هذا كانت محلّاً للنَّهي، والأمر باجتنابها حيث قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾. فالخمر أُمّ الخبائث لأنَّها تُفسد العُقُول والأبدان والأخلاق والأنفس والمُجتمعات (…) وحيث إنَّ الشّارع قد حرَّم الخبائث لما فيها من الفساد والأضرار بالعُقُول والأبدان والأخلاق، فقد ظهر على الذين استحلّوا بعض المُحرَّمات من الأطعمة والأشربة من النَّقص بقدر ما فيها من المفسدة. وفي هذا يقول ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان: «حرَّم اللهُ شُرب القطرة من الخمر وإن لم تحصل مفسدة الكثير لكون قليلها ذريعة إلى شُرب كثيرها». وقال في إعلام الموقعين: «إنَّ الله تعالى حرَّم الخمر لما فيها من المفاسد الكثيرة  المُترتبة على زوال العقل … والتَّحريم لكافَّة المُحرَّمات على هذه الأُمَّة هو تحريم حفظ وصيانة لا تحريم عقوبة, وتحريم الخمر صيانة للعقول وحفظ لها». وقال في مدارج السالكين: «حرَّم اللهُ السُّكر لشيئين ذكرهما في كتابه، وهما إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين، والصَّد عن ذكر الله وعن الصَّلاة، وذلك يتضمَّن حُصُول المفسدة النّاشئة من النُّفُوس بواسطة زوال العقل, وانتفاء المصلحة التي لا يتمّ بها إلا بالعقل».]

ثانياً: الخمر عند أهل الكتاب

دائرة المعارف الكتابية, حرف «خ», كلمة «خمر»: [وكان مُحرَّماً على الكهنة أن يشربوا خمراً (يايين) عند دُخُولهم إلى خيمة الاجتماع للخدمة (لا 9:10)، وجاء هذا النَّهي بعد موت ابن هرون ناداب وأبيهو، ممّا يحمل على الظَّن أن خطيتهما التي ماتا بها كانت شُرب الخمر عند دُخُولهم للخيمة (لا 1:10و2). كما كان مُحرَّماً على النَّذير كلّ أيام نذره أن يشرب خمراً لأنَّ أباهم يوناداب بن ركاب أوصاهم ألّا يشربوا خمراً (إرميا 2:35 ـ 6).]

دائرة المعارف الكتابية, حرف «خ», كلمة «خمر»: [شرب الخمر: كانت الخمر في العهد القديم تُعتَبَر من ضَرُورات الحياة, وليست من قَبِيل التَّرف، فكانت جُزءً لازماً في أبسط الوَجَبَات (تك 18:14، قض 19:19، 1صم 20:16، إش 1:55 … إلخ)، وكانت تُعَدّ مؤنة أساسية في الحُصُون (2 أخ 11:11)، وللعلاج (2 صم 2:16، أم 6:31)، كما كانت تُستخدم لتطهير الجُرُوح (لو 34:10). وكانت تشربها كلّ الطَّبقات من جميع الأعمار حتى الصِّغار من الأولاد والبنات (مراثي من 12:2، زك 17:9). وكانت الخمر تُعتبر سِلعة أساسية مثل الحِنطة (تك 28:27 ..إلخ). وكان العجز في محصول الخمر أو تدمير الأجانب له يعتبر نكبة مُريعة (تث من 30:28 و39، إش 8:62، 21:65، ميخا 15:6، صفنيا 13:1 .. إلخ)، وفي الجانب الأخر كانت تُعتبر وفرة الخمر دليلاً على بركة الله (تك 28:27، 11:49، تث 13:7، عاموس 14:9), والوفرة الوفيرة ستكون من خصائص عصر المسيا (عاموس 13:9، يوئيل 9:3، زك 17:9). والقسط المُعتدل من فرح القلب بالخمر لم يكن يُعتبر شيئاً معيباً (2صم 28:13، أستير 10:1، مز 15:104، جا 7:9، 19:10، زك 15:9 ، 7:10)، فلا غرابة فيما جاء على لسان يوثام عن الكرمة: «أأترك مسطاري الذي يفرح الله والناس ؟» (قض 13:9)، لأنَّ سكيب الخمر كان جزءً مفروضاً في التَّقدمات (لا 13:23 … إلخ)، وكانت في الهيكل خزانة للخمر (1 أخ 29:9). ولكن لمّا أساء اليهود استخدامها، أو بالحري أسرفوا في شُربها, وبَّخهم الله على ذلك (أم 1:20، 29:23 – 35، 5:31، إش 22:5، 1:28 – 7، 12:56، هوشع 11:4).  وهُناك أقوال كثيرة في العهد القديم للنَّهي عن السُّكر بالخمر، لعلَّ أقواها ما جاء في سفر الأمثال: «الخمر مُستهزئة. المُسكر عجاج، ومن يترنَّح بهما فليس بحكيم» (أم 1:20) ، و «لمن الويل، لمن الشَّقاوة، لمن المُخاصمات، لمن الكرب، لمن الجُرُوح بلا سبب، لمن ازمهرار العين ؟ للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج. لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تُظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة. في الأخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان» (أم 29:23 – 35 – أنظر أيضاً أم 17:21، 1 صم 14:1 – 16، إش 1:5 – 17، 7:28، 11:56 و 12). كما أنَّ العهد الجديد ينهي عن السُّكر بالخمر، ويجمع بين السِّكِّيرين وأشرّ الخُطاة (انظر رومية 21:14، 1كو 11:15، 10:6، غل 21:5، أف 18:5، 1 بط 3:4 ). أمّا ما أوصى به الرسول بولس ابنه تيموثاوس: «لا تكُن فيما بعد شرَّاب ماء, بل أستعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة» (1تي 23:5), فواضح أنَّه يصف له القليل من الخمر كعلاج لظُرُوف مرضية خاصَّة.]

مُعجم اللاهوت الكتابي, حرف «خ», كلمة «خمر»: [يؤكِّد التَّقليد اليهودي في نفس الوقت طابع الإفادة وطابع الضَّرر في الخمر معاً. لأنَّه علامة الرَّخاء (تكوين 49: 11- 12, أمثال 3: 10). فالخمر يُعَدُّ من الخيرات الثَّمينة, إذ يجعل في الحياة بهجة (سيراخ 32 :6، 40: 20). بشرط تناوله، في اعتدال وقناعة. وهذا ما يدخل في التَّوازن الإنساني الذي تمتدحه كتابات الحكمة باستمرار. فمن مُسلَّمات ابن سيراخ أنَّ «الخمر حيا للإنسان إذا اعتدلت في شربها» (سيراخ 31-32). ممّا يُضفي مزيداً من التَّوضيح على ذلك (راجع 2 مكابيين 15: 40). وفي الرسائل الرعوية تتكاثر نصائح الاعتدال (1 تيموتاوس 3: 3 و 8، تيطس 2: 3). على أنَّ تناول الإنسان الخمر عن وعي أمر مُحبّذ (1 تيموتاوس 5: 23). وقد أراد يسوع نفسه أن يشرب الخمر رغم تعرّضه لسوء الحكم عليه (متى 11: 19). والإنسان الذي يُفرِط بدلاً من الاعتدال يتعرَّض لكلّ أنواع الخطر. فالأنبياء يشجبون بشدَّة الرُّؤساء الذين يُحبُّون الشُّرب بكثرة، لأنَّهم بذلك ينسون الله ومسئولياتهم الحقيقية إزاء شعب يكون مظلوماً ومنقاداً إلى الشَّر. (عاموس 2: 8، هوشع 7: 5، إشعياء 5: 11، 12، 28: 1، 56: 12). والحكماء يوجهون أكبر اهتمامهم نحو العواقب الشَّخصية لحالات التَّطرُّف. فالشِّرّيب مآله إلى الفقر (أمثال 21: 17)، وإلى العُنف (سيراخ 31: 30- 31)، والخلاعة (19: 2) والظُّلم في الكلام (أمثال 23: 30- 35). ويؤكِّد القديس بولس أنَّ السُّكر يؤدي إلى التَّهتُّك, ويؤذي حياة الرُّوح عند المسيحي (أفسس 5: 8).]

قاموس الكتاب المُقدَّس, حرف «خ», كلمة «خمر»: [وقد اتُّخِذَت في العهد القديم احتياطات كثيرة لوقاية الناس من الإفراط في شربها، كمزجها بالماء. ويذكر الكتاب أنَّهم كانوا يُعيِّنون رئيساً للوليمة, ويُعتقد أنَّه كان يُعيَّن لهذا الغرض (يو 2: 9 و 10). وقد نهى الكتاب عن السُّكر بالخمر، وعلَّم أنَّ السُّكر بها خطيئة (1 صم 1: 14 – 16 واش 5: 11 -17 و 1 كو 5: 11 و 6: 10 وغلا 5: 21 وافسس 5: 18 و 1بط 4: 3).]

الخمر في العهد القديم:

  • لا نجد نصوصاً تقول بحُرمة الخمر بشكل عام
  • ولكنَّنا نجد نصوصاً كثيرة تُقبِّح الخمر والسُّكر
  • وفي بعض النُّصُوص نجد ويلات لشاربي الخمر

اللاويين 10 / 8-11 (8 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: 9 «خَمْرا وَمُسْكِرا لا تَشْرَبْ أنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ لا تَمُوتُوا. فَرْضا دَهْرِيّا فِي أجْيَالِكُمْ 10 وَلِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ وَبَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ 11 وَلِتَعْلِيمِ بَنِي إسْرَائِيلَ جَمِيعَ الْفَرَائِضِ الَّتِي كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ بِهَا بِيَدِ مُوسَى».)

العدد 6 / 1-4 (1 وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2 «قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ 3 فَعَنِ الخَمْرِ وَالمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ وَلا يَشْرَبْ خَل الخَمْرِ وَلا خَل المُسْكِرِ وَلا يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ العِنَبِ وَلا يَأْكُل عِنَباً رَطْباً وَلا يَابِساً. 4 كُل أَيَّامِ نَذْرِهِ لا يَأْكُل مِنْ كُلِّ مَا يُعْمَلُ مِنْ جَفْنَةِ الخَمْرِ مِنَ العَجَمِ حَتَّى القِشْرِ.)

الأمثال 20 / 1 اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. الْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ, وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ.

الأمثال 23 / 29 (29 لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ 30 لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْرَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ. 31 لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا احْمَرَّتْ حِينَ تُظْهِرُ حِبَابَهَا فِي الْكَأْسِ وَسَاغَتْ مُرَقْرِقَةً. 32 فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ.)

الأمثال 31 / 4-7 (4 لَيْسَ لِلْمُلُوكِ يَا لَمُوئِيلُ لَيْسَ لِلْمُلُوكِ أَنْ يَشْرَبُوا خَمْراً وَلاَ لِلْعُظَمَاءِ الْمُسْكِرُ. 5 لِئَلاَّ يَشْرَبُوا وَيَنْسُوُا الْمَفْرُوضَ وَيُغَيِّرُوا حُجَّةَ كُلِّ بَنِي الْمَذَلَّةِ. 6 أَعْطُوا مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ. 7 يَشْرَبُ وَيَنْسَى فَقْرَهُ وَلاَ يَذْكُرُ تَعَبَهُ بَعْدُ.)

الأمثال 23 / 19-21 (19 اِسْمَعْ أَنْتَ يَا ابْنِي وَكُنْ حَكِيماً وَأَرْشِدْ قَلْبَكَ فِي الطَّرِيقِ. 20 لاَ تَكُنْ بَيْنَ شِرِّيبِي الْخَمْرِ بَيْنَ الْمُتْلِفِينَ أَجْسَادَهُمْ 21 لأَنَّ السِّكِّيرَ وَالْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ وَالنَّوْمُ يَكْسُو الْخِرَقَ.)

إشعياء 5 / 22 وَيْلٌ لِلأَبْطَالِ عَلَى شُرْبِ الْخَمْرِ وَلِذَوِي الْقُدْرَةِ عَلَى مَزْجِ الْمُسْكِرِ.

إشعياء 28 / 7 وَلَكِنَّ هَؤُلاَءِ أَيْضاً ضَلُّوا بِالْخَمْرِ وَتَاهُوا بِالْمُسْكِرِ. الْكَاهِنُ وَالنَّبِيُّ تَرَنَّحَا بِالْمُسْكِرِ. ابْتَلَعَتْهُمَا الْخَمْرُ. تَاهَا مِنَ الْمُسْكِرِ. ضَلاَّ فِي الرُّؤْيَا. قَلِقَا فِي الْقَضَاءِ.

هوشع 4 /11 اَلزِّنَى وَالْخَمْرُ وَالسُّلاَفَةُ تَخْلِبُ الْقَلْبَ.

القضاة 13 / 1-7 (1 ثُمَّ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ, فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 2 وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ صُرْعَةَ مِنْ عَشِيرَةِ الدَّانِيِّينَ اسْمُهُ مَنُوحُ, وَامْرَأَتُهُ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدْ. 3 فَتَرَاءَى مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي, وَلَكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً 4 وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئاً نَجِساً. 5 فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً, وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ, وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 6 فَدَخَلَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: «جَاءَ إِلَيَّ رَجُلُ اللَّهِ, وَمَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ مَلاَكِ اللَّهِ, مُرْهِبٌ جِدّاً. وَلَمْ أَسْأَلْهُ مِنْ أَيْنَ هُوَ, وَلاَ هُوَ أَخْبَرَنِي عَنِ اسْمِهِ. 7 وَقَالَ لِي: «هَا أَنْتِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً. وَالآنَ فَلاَ تَشْرَبِي خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئاً نَجِساً, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ».)

2 المكابيين 15 / 39-40 (٣٩ فَانٍ كُنْتُ قَدْ أحْسَنْتُ التَألِيفَ وَ أصَبْتُ الْغَرَضِ فَذَلِكَ مَا كُنْتَ أتْمَنَىَ وَ إنْ كَانَ قَدْ لَحِقَنِي الْوَهَنِ وَ الْتَّقْصِيرَ فَانِّيْ قَدْ بَذَلْتَ وُسْعِيْ‏٤٠ ثُمَّ كَمَا أنَّ شَرِبَ الْخَمْرَ وَحْدَهَا أوْ شُرْبٍ الْمَاءُ وَحْدَهُ مُضَرٍ وَ إنَّمَا تَطِيْبُ الْخَمْرِ مَمْزُوْجَةً بِالْمَاءِ وَ تُعْقِبُ لَّذَّةٍ وَ طَرَبَا كَذَلِكَ تَنْمِيْقُ الْكَلامَ عَلَىَ هَذَا الأسْلُوبْ يُطْرِبُ مَسَامِعِ مُطَالعِيّ التَألِيفَ. انْتَهَىَ‏)

المصائب التي حدثت بسبب الخمر:

التَّكوين 9 / 20-26 (20 وَابْتَدَأ نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحا وَغَرَسَ كَرْما. 21 وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22 فَابْصَرَ حَامٌ أبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أبِيهِ وَاخْبَرَ اخَوَيْهِ خَارِجا. 23 فَاخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أبِيهِمَا. 24 فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25 فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإخْوَتِهِ». 26 وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُ.)

Paul J. Kissling, Genesis, The College Press NIV Commentary (Joplin, MO: College Press Pub. Co., 2004-). Page 349-50. [That something other than just literal seeing is involved is hinted at by the fact that Noah knew (NIV here translates “found out” for Hebrew yd˓ meaning “to know”) what his youngest son had done (˓śh) to him. If it was merely looking, how did Noah know? The verb “he knew” is used of intimate knowledge and sometimes is euphemistic for sexual activity as in Genesis 4:1. While it is not so used here, the association of the word with intimate sexual knowledge may have hinted in yet another way at the sexual nature of Ham’s offense for the imagined audience.]

التَّكوين 19 / 30-38 (30 وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأنَّهُ خَافَ أنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31 وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأرْضِ. 32 هَلُمَّ نَسْقِي أبَانَا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أبِينَا نَسْلاً». 33 فَسَقَتَا أبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. 34 وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أبِي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ أيْضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أبِينَا نَسْلا». 35 فَسَقَتَا أبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أيْضا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا 36 فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أبِيهِمَا. 37 فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» – وَهُوَ أبُو الْمُوآبِيِّينَ إلَى الْيَوْمِ. 38 وَالصَّغِيرَةُ أيْضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» – وَهُوَ أبُو بَنِي عَمُّونَ إلَى الْيَوْمِ.)

 

 

الخمر في العهد الجديد:

روميا 14 / 21 حَسَنٌ أَنْ لاَ تَأْكُلَ لَحْماً وَلاَ تَشْرَبَ خَمْراً وَلاَ شَيْئاً يَصْطَدِمُ بِهِ أَخُوكَ أَوْ يَعْثُرُ أَوْ يَضْعُفُ.

1 كورنثوس 6 / 9-10 (9 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا! لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ 10 وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.)

1 كورنثوس 5 / 9 (9 كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. 10 وَلَيْسَ مُطْلَقاً زُنَاةَ هَذَا الْعَالَمِ أَوِ الطَّمَّاعِينَ أَوِ الْخَاطِفِينَ أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ. 11 وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا.)

غلاطية 5 / 19-23 (19 وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ 20 عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ 21 حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. 22 وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ 23 وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هَذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ.)

أفسس 5 / 18 وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ.

1 بطرس 4 / 3-4 (3 لأَنَّ زَمَانَ الْحَيَاةِ الَّذِي مَضَى يَكْفِينَا لِنَكُونَ قَدْ عَمِلْنَا إِرَادَةَ الأُمَمِ، سَالِكِينَ فِي الدَّعَارَةِ وَالشَّهَوَاتِ، وَإِدْمَانِ الْخَمْرِ، وَالْبَطَرِ، وَالْمُنَادَمَاتِ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ الْمُحَرَّمَةِ، 4 الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ يَسْتَغْرِبُونَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَرْكُضُونَ مَعَهُمْ إِلَى فَيْضِ هَذِهِ الْخَلاَعَةِ عَيْنِهَا، مُجَدِّفِينَ.)

1 تيموثاوس 3 / 8 كَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الشَّمَامِسَةُ ذَوِي وَقَارٍ، لاَ ذَوِي لِسَانَيْنِ، غَيْرَ مُولَعِينَ بِالْخَمْرِ الْكَثِيرِ، وَلاَ طَامِعِينَ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ.

المسيح ♠ والخمر في الأناجيل:

متَّى 9 / 15-17 (15 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. 16 لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 17 وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلَّا تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً».)

يوحنا 2 / 1-11 (1 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2 وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3 وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5 قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». 6 وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثلاَثَةً. 7 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلَأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9 فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ – لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا – دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10 وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ». 11 هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ.)

متَّى 11 / 18-19 (18 لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: فِيهِ شَيْطَانٌ. 19 جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا».)

تفسير تادرس يعقوب ملطي, العهد الجديد, متَّى 11 / 18: [وهو ذا يأتيهم السيّد نفسه يزمِّر لهم بمزمار الحب المُترفِّق، فلا يرقصون رقصات الرُّوح المُتهلّل. جاءهم النَّبي زاهداً حتى في ضروريّات الحياة، من أكلٍ وشربٍ وملبسٍ لكي يسحبهم من الحياة المُترفة المُدلّلة، فاتَّهموه أنَّ به شيطان، وجاءهم ابن الله المُتجسِّد حالاً في وسطهم، يشاركهم حياتهم البشريّة، لكي يجتذبهم إليه بالحب كصديقٍ لهم فإذا بهم يزدرون بسلوكه كمحب للخطاة والعشّارين.]

مدح يوحنا المعمدان:

لوقا 1 / 13-17 (13 فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. 14 وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ 15 لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 16 وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 17 وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً».)

الحلال والحرام في المسيحية:

1 كورنثوس 6 / 12 كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ.

1 كورنثوس 10 / 23 كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي.

التَّفسير التَّطبيقي للكتاب المُقدَّس, العهد الجديد, 1 كورنثوس 6 / 12: [«كلّ الأشياء حلال لي»، وقد استغلت الكنيسة هذا القول أسوأ استغلال في أوقات كثيرة، فكان بعض المسيحيين يبررون الكثير من خطاياهم بالقول إنَّ: (1) المسيح قد رفع كلّ خطية، فأصبح لهم الحرية أن يعيشوا كما يشاءون. أو (2) إنَّ ما يفعلونه غير ممنوع منعاً باتاً في الكتاب المُقدَّس. ولكن بولس أجاب على هذه التبريرات : (1) صحيح أنَّ المسيح قد رفع خطايانا, ولكن هذا لا يُعطينا الحرية في مُواصلة عمل ما نعلم أنَّه خطأ، والكتاب المُقدَّس ينهى بالتَّحديد عن الكثير من الخطايا (6: 9، 10). (2) بعض الأفعال ليست خطايا في ذاتها، ولكنها لا تليق لأنها يمكن أن تسيطر على حياتنا وتبعدنا عن الله. (3) ليس من الصواب أن تفعل ما يعثر الآخرين أكثر مما يساعدهم. (…) الحرية إحدى سمات الإيمان المسيحي، الحرية من الخطية والإثم، والحرية لاستخدام كل ما يأتي من الله والاستمتاع به، ولكن يجب على المسيحيين ألا يسيئوا استخدام هذه الحرية، فيؤذوا أنفسهم أو يؤذوا الآخرين. فشرب الخمر كثيرا يؤدي إلى الإدمان، والشراهة تؤدي إلى البدانة. فتأكد من أن ما سمح الله أن تستمتع به، لا يتحول إلى عادة سيئة تتحكم فيك. وللاستزادة من المعرفة عن الحرية المسيحية والسلوك اليومي، اقرأ الفصل الثامن.]

تفسير تادرس يعقوب ملطي, العهد الجديد, 1 كورنثوس 6 / 12: [قد يعترض أحد قائلاً: «أليس من حقِّي الدِّفاع عن حُقُوقي ضِدّ أخي إن كان ظالماً حتى وإن كان الأمر يستلزم الوقوف أمام محاكم وثنية؟», الإجابة هي إنَّ كلّ الأشياء تحلّ لي، ولكن ليس كلّ الأشياء توافق. ينطبق نفس المبدأ على الأكل من اللُّحوم التي قُدِّمَت ذبائح للأوثان وتُباع في الملحمة. كلّ الأطعمة مُحلَّلة، لكن لا يليق بالمؤمن أن يكون نهمًا أو سِكِّيراً، فيفقد سُلطانه علي بطنه أو فكره أو إرادته أو اتزانه. يُحدِّثنا هُنا عن ناموس الإنسان المسيحي وهو: ناموس الحرية، كلّ الأشياء تحلّ لي. ناموس الغلبة، فلا يتسلَّط عليّ شيء. ناموس الابن، السُّلُوك بما يليق بي. ناموس النُّمُو الدّائم، فأسلك بما يبنيني. كلّ الأشياء شرعية, لكن من الواضح يجب أن تكون على أساس ضبط النَّفس.]

كلوسي 2 / 16-17 (16 فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ احَدٌ فِي أكْلٍ أوْ شُرْبٍ، أوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أوْ هِلاَلٍ أوْ سَبْتٍ، 17 الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ.)

التَّفسير التَّطبيقي للكتاب المُقدَّس, العهد الجديد, كلوسي 2 / 16: [قال الرسول بولس للمسيحيين في كولوسي أن لا يدعوا الآخرين يحكمون عليهم من جهة طعامهم أو طُقُوس عبادتهم، فبدلاً من هذه العِبادات المظهرية، يجب أن يُركِّزوا أبصارهم على المسيح وحده، فقد تجعلنا التَّقاليد والطُّقُوس، في العبادة، نحس بالقُرب من الله، ولكن علينا أن لا ننتقد رُفقاءنا من المسيحيين الذين تختلف تقاليدهم وطقوسهم عن تقاليدنا وطقوسنا، فالكتاب المقدس لا يحدد لنا كيف نعبد بل من نعبد.]

تفسير تادرس يعقوب ملطي, العهد الجديد, كلوسي 2 / 16: [الطُّقُوس اليهودية من أكلٍ وشُربٍ وأعياد مُعيَّنة وهلال وسبت؛ هذه جميعها رُمُوز تُشير إلى عمل السيد المسيح الخلاصي. وإذ أكمل السيد هذه الرُّمُوز، انتهت مُهمّتها. (…) ليس من عودة إلى الظِّلال اليهودية الحرفية، ما دُمنا نُتمِّم ما ورد في النّاموس بالرُّوح، إذ صار المسيح هو جوهر خلاصنا وكفايتنا، هو مُحرِّرنا من عبودية الحرف. «اثبتوا إذاً في الحرية التي قد حرَّرنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية» (غل 5: 1). من جِهة الأطعمة, فقد حرَّمت الشَّريعة بعض الأطعمة بكونها نجسة، ليس في مادَّتها، وإنَّما في رُمُوزها. وقد سبق لنا الحديث عنها في شيء من التَّفصيل في تفسير سفر العدد. هذا ومن جانب آخر فإنَّ بعض الطُّرُق الغنوسية حرَّمت أطعمة ما بكونها دنسة. أمّا امتناعنا عن بعض الأطعمة في الصَّوم فبعيد كلّ البُعد عن هذه المفاهيم إذ كلّ الأطعمة طاهرة، لكن امتناعنا هو لضبط شهوة النَّهم، ولكي نُعلن شوقنا لتقديس أجسادنا كي لا تهتم بالأطعمة الدَّسمة، بل تُشارك النَّفس انطلاقها نحو السَّماويات.]

متَّى 15 / 11 لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ.

متَّى 15 / 16-20 (16 فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ 17 أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ 18 وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْبِ يَصْدُرُ وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ 19 لأَنْ مِنَ الْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ زِنىً فِسْقٌ سِرْقَةٌ شَهَادَةُ زُورٍ تَجْدِيفٌ. 20 هَذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ».)

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالِحات

[1] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان في تأويل القرآن, مؤسسة الرسالة, الجزء الرابع – صـ320.

[2] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان في تأويل القرآن, مؤسسة الرسالة, الجزء الرابع – صـ326.

[3] أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ): فتح الباري شرح صحيح البخاري, دار المعرفة ببيروت، الجزء الثامن – صـ279.

[4] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان في تأويل القرآن, مؤسسة الرسالة, الجزء الثامن – صـ378.

[5] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ): جامع البيان في تأويل القرآن, مؤسسة الرسالة, الجزء العاشر – صـ565, 566.