كيف يتحول البروتين من شفرة داخل الشريط الوراثي إلى بروتين وظيفي؟

أول خطوة: عندما يصل إنزيم يدعى البوليمرز polymerase إلى نواة الخلية ومعه طلب النَسخ.

يحمل طلب نسخ شفرة بروتين محدد.

وبعدها يحصل بالفعل على الشفرة المطلوبة والتي تتكون مثلاً من عشرين ألف حرف متتابع من أصل أربعة مليارات حرف.

يقود عملية النَسخ وكمية النُسخ المطلوبة منظومة إدارية متكاملة منظومة ما فوق الجينات الEpigenetics  .

يقوم إنزيم البوليمرز بفتح الشريط الوراثي كالسوستة، ويقوم بنَسخ المطلوب.

وعلى طرفي السوستة هناك شحنة سالبة ضعيفة بحيث تُسهل عملية الفتح، ولو كانت شحنة سالبة والأخرى موجبة لتعذر الفتح تمامًا، ولو كانت شحنة سالبة قوية لَتنافر الشريط الوراثي وتفكك ذاتيًا.

والفتح السريع المتكرر لهذا الشريط قد يؤدي إلى الحرق، لكن سبحان الله هناك إنزيمات للتنظيف والتبريد أولاً بأول، فالأمر مُعَّد بعناية.

بعد الحصول على الشفرة من الشريط الوراثي، يتجه حامل الشفرة إلى خارج النواة، حيث يسافر سفرًا طويلاً إلى مصنع البروتينات في سيتوبلازم الخلية، وهنا المصنع يدعى الريبوزوم Ribosome.[1]

رحلة السفر الطويلة إلى المصنع تجعل الشفرة معرضة أثناء الرحلة للأخطار، لكن هناك إنزيمات الحماية والأمان تحيط بشفرة البروتين طوال رحلة السفر.
بعد وصول شفرة البروتين إلى الريبوزوم تدخل الشفرة عمليات معقدة، تنتهي بظهور النسخة الأولية من البروتين.

هنا نكون قد قطعنا نصف الطريق تقريبًا نحو ظهور البروتين الوظيفي.

نصف الطريق الثاني هو في عملية تحول النسخة الأولية من البروتين إلى الشكل الثلاثي الأبعاد المميِّز للبروتين.

هذا الشكل الثلاثي الأبعاد من أخطر العمليات والتي ما زال العلم يقف أمامها مدهوشًا ولم يكشف العلم بعد عن كيف تحصل بهذه الدقة.

فأي انحناء ولو بسيط بشكل خاطيء في أية ناحية من الشكل الثلاثي الأبعاد للبروتين هذا الانحناء الخاطيء يؤدي إلى بروتين غير فعال .
فالشكل الثلاثي الأبعاد للبروتين هو الذي يعطيه التخصصية الوظيفية المطلوبة.

بحيث يجعله يقوم بوظيفته بكفاءة!

احتمالية ظهور الشكل الثلاثي الأبعاد بالصدفة هو ضرب من الخيال.

ولا يمكن أن تتوقع هذا الشكل الثلاثي الأبعاد للبروتين من حروف الشفرة التي تُشكله![2]

أما الذي تتوقف عنده كثيرا بعد كل هذا فهو أن إنزيمات التنظيف والتبريد بعد النسخ وإنزيمات الحماية والأمان أثناء انتقال الشفرة للمصنع، وإنزيمات تكوين البروتين للشكل الثلاثي الأبعاد كل هذه الإنزيمات توجد شفرتها أيضًا في أماكن مختلفة من الشريط الوراثي.

كل عجائب التصنيع هذه تحصل آلاف المرات داخل كل خلية من خلايا جسدك في كل ثانية.

وحجم خمسون خلية من هذه الخلايا لا يتجاوز النقطة التي تُكتب في آخر السطر(.).

ويأتيك ملحد ليقول لك: أين الله؟

{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} ﴿١٠﴾ سورة إبراهيم

{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} ﴿١٠١﴾ سورة يونس

{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} ﴿١١٨﴾ سورة البقرة

{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} ﴿٢١﴾ سورة الذاريات

[1] https://www.sciencedirect.com/topics/medicine-and-dentistry/protein-synthesis

[2] https://www.sciencedirect.com/topics/neuroscience/protein-folding