كل عضو له بروتينات خاصة به، وهذا من الأمور المدهشة حقًا، فكيف يحدث هذا التمايز؟

الخلية تَعرِف البروتين المطلوب بالضبط وبالكمية المحددة.

فالمخ يحتاج لبروتينات تختلف عن البروتينات اللي تحتاج إليها الكِلية، وعن البروتينات التي يحتاج إليها الجلد.

وهنا تبدأ الخلية في العمل على بروتينات محددة بحسب العضو وبحسب حاجته، مع أن بها شفرة كل البروتينات بنفس الترتيب والشكل ككل خلايا الجسم.[1]

والغريب أن الخلية تحتاج على مسار حياة الكائن الحي إلى بروتينات في أزمنة معينة ثم تتوقف عن إنتاجها في أزمنة أخرى بحسب عمر الكائن مثل بعض الهرمونات التناسلية، وهذا أيضا كله يجري تنظيمه بكفاءة ودقة عجيبة وبأنظمة معقدة جداً، وهذه الانظمة المعقدة هي الأخرى توجد شفرتها داخل الجينوم.

فالموضوع مدهش وأغرب من الخيال!

وكل خلايا الجسد تبدأ بخلايا جذعية غير متخصصة ثم تبدأ الخلايا الجذعية في التخصص الوظيفي.

وهنا التساؤل: كيف تتحول الخلايا الجذعية التي بدأ بها الجنين إلى خلايا متخصصة؟

فأنت كنت خلية واحدة مُخصبة، انقسمت هذه الخلية إلى عدة خلايا تدعى: الخلايا الجذعية.

هذه الخلايا الجذعية عندما تذهب ناحية المخ تتحول إلى خلايا مخ، ولو وُضعت في الكبد فإنها تتحول إلى خلايا كبدية.

والسؤال الآخر: كيف يتشكل الكائن بأعضائه وأجهزته بهذا الضبط والإتقان والدقة المبهرة والحجم المُحدد لكل عضو وبالعمل التخصصي للعضو؟

كيف تتحول بعض شفرات البروتينات المكتوبة على الشريط الوراثي إلى إنسان متمايز الأعضاء والوظائف والتركيب؟

والسؤال الثالث: كيف ظهر التشفير من البداية وكيف علم الكائن بحاجته لهذه الشفرات وهو لم يكن قد ظهر بعد؟

إن الذي يكفر بالله ويكفر بعجيب خلقه وصنعه، هو فاقد لعقله قولاً واحدًا {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} ﴿١٠﴾ سورة الملك.

[1] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1392256/