فرط الحركة وتشتت الانتباه (النشاط الزائد).. وعلاجه

 

مظاهر المشكلة:

نقص مدى الانتباه، والاندفاعية، وفرط النشاط لدى الطفل من كثرة الحركة وتسلق الأشياء والتململ من الجلوس لفترة وكثرة الحركة أثناء النوم.

 

• النشاط الزائد: هو حركات جسمية تفوق الحد الطبيعي أو المقبول.

 

• تشتت الانتباه: هي اضطرابات تتصف بضعف القدرة على التركيز، وانجذاب الطفل لأي مثير خارجي ملهيا عن المثير السابق في فترة لا تتجاوز الثواني.

 

• الانتباه: هو الفترة التي تنقضي في القيام بعمل ما، ويمكن ان يتوقف الانتباه عن طريق التشتت حيث ينخرط الشخص لا إراديا بنشاط أو إحساس آخر، فتركيز الطفل على السلوك الجاري يمكن أن ينقطع عن طريق الصوت أو المنظر المشتت للانتباه أو من خلال شعوره الشخصي، وبالتالي فإن فترة بسيطة من الوقت تنقضي في القيام بنشاط ما دون مثابرة على المهمات، وهذا النوع من الأطفال ينتقل من نشاط إلى آخر دون إكمال أي منها، كما ينحرف بسهولة عن هدفه الأصلي.

 

• المثابرة: هي القدرة على إكمال النشاط، فالطفل الذي لديه مثابرة عندما يتشتت انتباهه يعود للنشاط الأول مرة أخرى ويكمله، أما إذا ما تشتت الطفل غير المثابر فإنه لا يعود للمهمة الأولى ليكملها. وكذلك فإن الانتباه يحتاج إلى قدره على التركيز وإهمال الموضوعات غير الضرورية، وبالتالي فإن ضعف قدرة الطفل على التمييز بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري يؤدي إلى صعوبات في الانتباه إلى المعلومات والأحداث ذات العلاقة بالموضوع.

 

أهمية المشكلة:

يشكل التعامل مع الأطفال المصابين بكثرة الحركة ونقص الانتباه تحديا كبيرا لأهاليهم ولمدرسيهم في المدرسة وحتى لطبيب الأطفال وللطفل نفسه، أحيانا بكون عند الأطفال المصابين بهذه الحالة مشكلة في عدم قدرتهم على السيطرة على تصرفاتهم وأخطر ما في الموضوع هو تدهور الأداء المدرسي لدى هؤلاء الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التركيز وليس لأنهم غير أذكياء.

 

إن العديد من الأسئلة تتبادر إلى أذهان الأهل ويبدأ القلق يساورهم عند ظهور تغيير مفاجئ في تصرفات أولادهم السلوكية أو تراجعهم في النتائج المتوقعة لهم في المدرسة وغيرها وقد يفسر بعض الأهل هذه الأمور كأسلوب للمشاكسة من أولادهم أو من أنواع الكسل أو الدلع دون التنبه لاحتمال وجود خلل يجب معالجته باللجوء إلى طبيب نفسي يساعدهم على تخطي هذه المرحلة.

 

كثيرا ما نسمع الأهل يبادرون بالقول إن أولادهم نشيطون جدا أو يتميزون بفرط النشاط. لكن الواقع، هناك فرق كبير بين طفل كثير الحركة وآخر يعاني اضطرابا جديا يصنف في خانة فرط النشاط لهذا السبب، على الأهل أن ينتبهوا دائما ويطلبوا مساعدة اختصاصي في حال شعروا بفرط نشاط فعلي.

 

بعض الأطفال، وإن كانت لديهم مثل هذه المظاهر إلا أنهم قد يتعلمون مع الوقت السيطرة عليها كما يحصل عندهم مع الزمن نضج في القدرة على التركيز والانتباه بحيث تزول هذه الأعراض تلقائيا.

 

وقد يعتبر بعض الأهل أطفالهم مفرطي الحركة والنشاط وما هم كذلك، كما أن بعضا آخر منهم يرون في النشاط الزائد والميول العدوانية والعناد لدى أطفالهم صفات حسنة ينبغي تشجيعها وما علموا أن مثل هذه الأمور قد تكون مظاهر مرض يحتاج إلى علاج.

 

ولا شك أن لملاحظات المعلمين والمشرفين على دور الحضانة والمدارس دورا كبيرا. إذ قد يلاحظ هؤلاء أن الطفل لا يستطيع أن يقعد بهدوء، أو أنه يشاغب على زملائه أثناء اللعب، أو يستثير غضبهم دون سبب، وذلك في الوقت الذي لا يستجيب فيه لتوجيهات المعلمين، ويعجز عن التعلم حسب المستوى المناسب له، بل إن بعض الأطفال قد لا يستطيعون الهدوء حتى لفترة قصيرة أثناء مشاهدة التلفزيون أو على مائدة الطعام.

 

لقد أظهرت الدراسات أن النشاط الزائد ينتشر بشكل أكبر بين الذكور وبين أبناء الطبقات الفقيرة. كما يجب ملاحظة أن ارتفاع مستوى النشاط أمر طبيعي وشائع بين الأطفال الذين هم في عمر سنتين أو ثلاث سنوات كعمر زمني أو كعمر عقلي، وبين الأطفال الميالين إلى الاستكشاف والأذكياء جدا ممن هم عرضه لانتقاد الراشدين ومن يعيشون في بيئات فقيرة.

 

لقد وجدت معظم الدراسات أن حوالي 5% – 10% من جميع الأطفال لديهم نشاط زائد. وأن حوالي 40% من الأطفال الذين يحاولون إلى التناقص في النشاط خلال سنوات المراهقة، إلا أن بعض النشاط الزائد وضعف القدرة على التركيز قد يستمر خلال سنوات الرشد.

 

مظاهر وأعراض المشكلة:

كثيرا ما يمكن أن تظهر أعراض هذا الاضطراب في السنة الأولى، وعادة يظهر نقص الانتباه المصحوب بنشاط زائد في سن ثلاث سنوات، ويصل إلى ذروته في الفئة العمرية 8-10 سنوات، وحينما يلعب الطفل من هذا النوع عندما يبلغ عمره من 3-5 سنوات، يلاحظ عدم قدرته في السيطرة على الجري، وكثيرا ما يسقط أو يسقط الأشياء أو الألعاب التي في يديه، وقد لا يستطيع قذف أو تلقف الكرة بطبيعة الحال مقارنة بأقرانه في نفس العمر.

 

وقد تختفي هذه المظاهر مع المراهقة، وأحيانا تظل لدى البالغين أو تختفي كثرة الحركة ليبقى نقص الانتباه والاندفاعية لدى البالغ “يسمى عندها المتبقي من نقص الانتباه” الذي يؤثر على المستوى الدراسي أو الإصابة بالمرض النفسي أو الإقبال على الإجرام.

 

أسباب المشكلة:

1- إن أبرز أسباب هذه الاضطرابات السلوكية وراثية أو لها علاقة بتطور ونمو الدماغ. وقد تبين أن الأم المدمنة على التدخين أثناء فترة الحمل، يمكن أن يؤدي إلى هذه الاضطرابات والملاحظ أن كثرة الحركة تظهر عند الأولاد الذكور أكثر من الإناث اللواتي تظهر عليهن أعراض الشرود أكثر من كثر الحركة.

 

2- العوامل البيئية والنفسية تلعب دورا هاما كمسببات لضعف الانتباه، فالأطفال القلقون والذين لا يشعرون بالأمن يظلون معتمدين على التوجيهات والتعليمات الخارجية.

 

3- كذلك الاطفال الذين يعيشون في عالمهم الخيالي الخاص تضعف قدرتهم على الانتباه لبيئتهم.

 

4- الاطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم، وتخلف أو إعاقة عقلية أو اضطرابات انفعالية.

 

5- الاضطرابات الأسرية والتوتر الذي يسود العائلة.

 

6- دخول الطفل في عبء اجتماعي جديد مثل الروضة أو المدرسة.

 

7- قد ينجم عن طريق التسممات المزمنة.

 

8- عن طريق أذية دماغية قديمة.

 

9- اضطراب في المواد الكيماوية التي تحمل الرسائل إلى الدماغ.

 

أساليب الوقاية من المشكلة:

1- فحص الطفل جسميا لمعرفة المتغيرات الجسمية الكامنة، وكذا تخطيط المخ الكهربي لفحص شذوذ نشاطه.

 

2- الكشف عن القدرة العقلية العامة والتذكر والإدراك.

 

3- استخدام عقاقير طبية محددة تحت إشراف الطبيب.

 

4- تعديل نظرة الأسرة للطفل. وتعديل الممارسات التي تؤدي إلى إحباطه مثل الصراعات. وأهمية الهدوء والنظام في حياة الطفل.

 

هناك بعض الأطفال لديهم الاضطراب بصورة طفيفة، وكثيرا ما تتحسن حالتهم بعد عمر 12 سنة.

 

5- تنمية الكفاءة والنجاح “إن النقد المستمر وخبرات الفشل تؤدي إلى عدم استمرار الطفل في المهمات التي يبدأ بها، ويؤدي تركيز الأهل المستمر على الخطأ وعلى كيف يجب أن يعمل الشيء بشكل أفضل إلى أن يكف الأطفال عن المحاولة، ويتجنبون الشعور غير المريح الذي قد ينتج عن الفشل في إتمام مهمة ما بالتنقل من مهمة إلى أخرى”.

 

6- تعليم تركيز الانتباه وتعزيزه “إن انتباه الأبوين وتشجيعهم لقدرة الطفل المتزايدة على تركيز الانتباه هي العنصر الأساسي في الوقاية من تكوين عادة ضعف الانتباه.

 

7- على الأهل التنبه كثيرا لتصرفات أولادهم وعدم إعطائها تفسيرات قد تكون خاطئة. إن الطبيب النفسي موجود للمساعدة والإجابة على جميع التساؤلات التي يمكن أن يطرحها الأهل، فلا يجب التردد في الاستشارة ولا يجب أبدا الاستخفاف بالصحة النفسية للطفل إذ تضاهي بأهميتها الصحية والجسدية.

 

علاج المشكلة:

1- تنظيم البيئة وتقليل المشتتات “إن الأطفال سريعي التشتت يستجيبون بشكل أفضل عندما ينظم الكبار البيئة من أجل تقليل المشتتات وزيادة جاذبية المثير الذي يجب على الطفل أن ينتبه له، وكلما أصبح بإمكان الطفل الانتباه بشكل أفضل، كلما أمكن تقليل كمية التنظيم”.

 

2- تعزيز الانتباه ومقاومة التشتت “إن طول فترة الانتباه كأي سلوك آخر، يمكن أن يزاد عن طريق تعزيز التنبيه في طول الفترة التي يركز فيها الطفل انتباهه، والنتائج الايجابية كالثناء أو المكافأة يجب أن تتبع فترات الانتباه والأوقات التي يستمر الطفل فيها بالقيام بنشاط ما بالرغم من وجود المشتتات”.

 

3- بشكل عام لا علاج شافي ونهائي للمرض ولكن هناك الكثير من الأمور التي تساعد الطفل على العيش بشكل طبيعي وهم ما يمكن للأهل أن يقدموه للطفل بأن قسما من فرط النشاط لديه يمكن أن يمارسه في الرياضة، ويجد بعض الأهالي أن التخفيف من كمية السكر التي يتناولها الطفل قد تخفف من نشاطه وهذا غير مثبت علميًا.

 

4- يجد الطفل كثير الحركة صعوبة كبيرة في التأقلم مع قوانين المدرسة ويجب أن يشرح وضع الطفل للمدرس بحيث بقدم له المساعدة ويفضل إبقاء الطفل المصاب ضمن مجموعات صغيرة من الطلاب وليس ضمن أعداد كبيرة وتذكر دوما أن الطفل المصاب بكثرة الحركة ونق الانتباه ليس لديه نقص في الذكاء ويستفيد الطفل من الدروس القصيرة أكثر مما يستفيد من الدروس الطويلة ويجب أن يتعاون كل من الأهل والطبيب والمدرس والأخصائي الاجتماعي في العلاج.