شرع الله للمسلم أربع أنواع من العبادات ، وهي التطبيق يللإيمان ، بعضها يؤدى يوميا ، وبعضها أسبوعيا ، وبعضها يرتبط بالشهور ، أو يتكرر سنويا ، وبعضها يؤدى مرة في العمر على الأقل .

وهذه العبادات هي :

1-    الصلاة .

2-    الصوم .

3-    الزكاة .

4-    الحج .

 

1- الصلاة :

– الصلاة للخالق كل يوم هي خير سبيل لتربية الشخصية السوية في الإنسان وتنمية وجدانه .

– ليس الله في حاجة إلى صلاتنا لأنه منزه عن حاجة . إنما الصلاة لنفعنا نحن ، وهو نفع بلا حدود ، وفضلها يفوق التصور .

– في صلاة المسلم تتوافق كل عضلة في الجسم مع الروح والعقل في عبادة الله وتعظيمه .

– الصلاة هي قلب العبادة .

– الصلاة لا يضاهيها ولا يفضلها أي وسيلة أخرى في جمعها بين التأمل الفكري والإخلاص الروحي ، وبين السمو الخلقي والنشاط الجسدي ، كل ذلك في عمل واحد .

– أداء الصلاة واجب على كل مسلم ، ذكر أو أنثى ، عاقل بالغ ، لا يعفى منه إلا المرأة أثناء الحيض والنفاس .

متطلبات الصلاة :

الوضوء ، وطهارة الجسم والملبس والمكان ، والزي اللائق ( الساتر للعورة ) ، والنية، والتوجه نحو القبلة ؛ وهي اتجاه الكعبة في مكة .

الصلوات المفروضة :

خمس صلوات في اليوم والليلة ، وصلاة الجمعة التي تقام ظهرا ، وصلاة الجنازة .


صلوات السنن الرواتب ( المؤكدة ) :

صلوات إضافية تؤدى مع الصلوات المفروضة ، إلى جانب صلاة العيدين .

صلوات النوافل ( تطوعية ) :

صلوات أخرى متعددة لمن شاء بالنهار والليل .

أوقات الصلوات المفروضة :

صلاة الفجر : بدءا من الفجر حتى ما قبل شروق الشمس .

صلاة الظهر : عندما تبدأ الشمس في الزوال من الوضع العمودي حتى تصير في منتصف مسارها (النسبي) في اتجاه الغروب .

صلاة العصر : بعد انقضاء وقت صلاة الظهر حتى مغيب الشمس .

صلاة المغرب : عقب غروب الشمس حتى يغيب الشفق الأحمر في الأفق الغربي .

صلاة العشاء : بعد انقضاء وقت صلاة المغرب حتى مطلع الفجر .

– يجب أن تؤدى كل صلاة في وقتها المحدد ، إلا لعذر مقبول ، وعلى من تفوته صلاة الفريضة أن يؤديها في أقرب وقت ممكن.

– تؤدى الصلاة وفقا لحركات بدنية ، تصاحبها أقوال وتلاوة آيات من القرآن .

– بالإضافة إلى الصلوات المفروضة والمسنونة ، يذكر المسلم ربه في كل حين ، معربا عن شكره له وامتنانه لنعمه ، وطالبا عفوه ومغفرته في كل حين . ويكثر المسلم من الذكر في كل مناسبة : كمولد طفل ، أو زواج ، أو اللجوء إلى الفراش ، أو الاستيقاظ ، أو الخروج أو العودة إلى المنزل ، أو القيام برحلة أو الوصول إلى مدينة ، أو الركوب أو القيادة ، أو قبل أو بعد الطعام أو الشراب ، أو وقت الحصاد ، أو زيارة المقابر ، أو في أوقات الحزن والمرض .

 

2- الصوم :

الصوم هو الامتناع التام عن الطعام والشراب والمعاشرة الزوجية والتدخين ، من مطلع الفجر حتى غروب الشمس . وهو شعيرة إسلامية لا نظير لها في تربية الإنسان على الصبر والحب الصادق والإخلاص لله تعالى .

– يتعلم الإنسان من الصوم : الإحساس المبدع بالأمل ، والإخلاص ، والصبر ، والإيثار والاعتدال ، والادخار بحكمة ، والإنفاق المتوازن ، وقوة الإرادة ، والتوافق الراشد ، والحياة الصحية ، والانضباط ، وروح الانتماء للمجتمع ، والوحدة والإخاء .

الصوم المفروض :

يؤدى كل عام طوال شهر رمضان ؛ الشهر التاسع من السنة الإسلامية ( القمرية ) .

الصوم المستحب :

صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع ، وثلاثة أيام في منتصف كل شهر إسلامي ، وستة أيام بعد نهاية رمضان عقب عيد الفطر ، وبعض أيام في شهري رجب وشعبان اللذين يسبقان شهر رمضان .

– صوم رمضان فريضة على كل مسلم بالغ ، ذكر أو أنثى ، عاقل صحيح الجسم ، مقيم ( غير مسافر ) .

– ويعفى من الصيام النساء خلال أيام الحيض وفي فترة الرضاعة ، كما يعفي منه المسافر والمريض .

 

3- الزكاة :

الزكاة عبادة ، وهي نوع من الاستثمار الروحي .

– المعنى الحرفي ” للزكاة ” باللغة العربية : الطهارة – أي تطهير المال ، والزكاة يقصد بها : قدر معين يؤديه صاحب المال مما لديه من ثروة أو زراعية أو حيوانية ؛ ليوزع على مستحقيه من المحتاجين .

– الزكاة لا تطهر المال فحسب بل تطهر قلب صاحبها من الأنانية والطمع . وهي تطهر أيضا قلب المتلقي من الحسد والغيرة ، والحقد والكراهية ، ليحل محلها محبة المزكي والدعاء الحار له .

– للزكاة أيضا قيمة إنسانية واجتماعية وسياسية عميقة ، فهي على سبيل المثال تحرر المجتمع من الصراع الطبقي ؛ ومن مشاعر الحقد والغل وسوء الظن ، ومن الفساد .

– على كل مسلم ومسلمة – إذا تجاوز ما يملك في نهاية العام ما يعادل 85 جراما من الذهب ( حوالي 820 دولار في 1997 ) ، سواء كمدخرات مالية أو بضائع تجارية ، أن يؤدى الزكاة بنسبة 2.5 % على الأقل .

– وتحسب الزكاة على  صافي الثروة بعد اقتطاع ما عليه من نفقات شخصية ، ونفقات الأسرة والديون المستحقة ، والضرائب … إلخ .

– تستحق الزكاة لكل من : الفقراء ، والمساكين ، وحديثي الإسلام ، وأسرى المسلمين ( فدية تحريرهم ) ، والغارمين ( المدينين ) . وكذلك يستحق الزكاة القائمون على جمعها ، والذين كرسوا حياتهم للبحث أو الدراسة أو نشر الإسلام ، وأبناء السبيل وهم المغتربون ذوو الحاجة .

– لا تعد الضرائب التي تجبيها الحكومات بديلا عن فريضة الزكاة . وعلى مؤدي الزكاة أن يراعي في أدائها أن لا يبغي بها الفخر والثناء أو الصيت ، إلا إن كان في إعلانها تشجيعا للآخرين على الاقتداء به .

 

4- الحج :

هو الحج إلى مكة مرة في العمر على الأقل ، وهو واجب على كل مسلم ومسلمة صحيح العقل والبدن ، مستطيع ماليا .

– الحج هو أكبر تجمع بشري سنوي للمؤمنين في وقت واحد على وجه الأرض ( في عام 1989 : 2.5 مليون ) .

السلام هو شعار ذلك التجمع : السلام مع الله ، ومع النفس ، ومع الآخرين ، ومع كل المخلوقات الحية . ويحظر مطلقا انتهاك ذلك السلام بأي عدوان على بشر أو كائن حي أو نبات بأي صورة أو شكل .

– في مكة يتجمع المسلمون من شتى مناحي الحياة ، ومن كل أركان المعمورة ، استجابة لداعي الله . إنهم يتجهون إليها تعظيما لله وحده ، لا لبشر .

– والحج تجمع يُذَكِّر الناس بيوم الجمع الأكبر يوم القيامة عندما يقف الناس جميعا على قدم المساواة أمام الله .

– والحج أيضا إحياء لذكرى الشعائر التي أقامها النبي إبراهيم وابنه الأكبر إسماعيل ، اللذان كانا أول من حجا إلى الكعبة : أول بيت لله على وجه الأرض .

– ويستحب كثيرا زيارة مسجد النبي محمد ” بالمدينة المنورة ” ، وإن لم تكن شرطا لصحة الحج واكتماله .