رسالتي أبعثها إلى إخوتي العاملين في المستشفيات؛ من أطباء وطبيبات، وممرضين وممرضات، وفنيين وإداريين، وكل من يعمل في هذا المكان.

نعم، أكثر الموظفين أُوقفت أعمالُهم.. وطُلب منهم الجلوس في بيوتهم.. إلا أنتم بقيتم في مكانكم ثابتين شامخين محتسبين.

تُعالجون المرضى والمصابين.. وتسهرون على راحتهم.. وتُحافظون على حياة المجتمع.. مُعرِّضين أنفسكم للمخاطر.

الكثير في بيوتهم نائمون مرتاحون مطمئنون.. وأنتم في عمل دؤوب وسهر وخدمة.. ولكن أبشروا.. فإن الله لا يُضيع عمل المحسنين؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس))، وأنتم نفعكم ظاهر واضح للجميع.. بل توقف نفع الناس عليكم بعد الله عز وجل، ويعظم الأجر كلما عظم النفع.

وقد دخل رجل الجنة بسبب غصن شوك أزاحه عن الطريق.. وأنتم تسعون لإزاحة أعظم من ذلك مرض مهلك متفش.. ودخلت امرأة بغي الجنة بسبب كلب (حيوان نجس) سقته بعد أن كاد يقتله العطش.. وأنتم تسعَون لإنقاذ ليس نفس واحدة فقط، بل أنفاس لأناس مسلمين موحدين.. فما أعظم أجركم عند الله إن أحسنتم النية والقصد وابتغاء الأجر منه سبحانه!

ويقول صلى الله عليه وسلم: ((ولأن أمشي في حاجة أخي أحب إليَّ من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرًا))، وأنتم مشَيتم في أعظم حاجة؛ وهي: المحافظة على أرواح المجتمع من المرض والهلاك.. احتسبوا الأجر عند ربكم.. ووكِّلوا أمركم على الله: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23]، وخذوا بجميع الأسباب.. وحافظوا على دعاء الخروج من المنزل: ((بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، مَن قالها قيل له: كُفيت ووُقيت وهُديت))، وحافظوا على أذكار الصباح والمساء، وآية الكرسي فقد قال صلى الله عليه وسلم لمن يقرأها: ((لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح))، ((والآيتان من آخر سورة البقرة من قرآهما في ليلة كفتاه))؛ أي: كفتاه وحفظتاه من الشرور، واعلموا أنه لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم؛ ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، وعليكم بالإكثار من الدعاء والتضرع إلى ربكم أن يحفظكم من كل سوء ومكروه.

اللهم يا حفيظ، يا حافظ، احفظ عبادك العاملين في المستشفيات، واحفظ جميع المسلمين من كل وباء وبلاء.