بسم الله الرحمن الرحيم
قصة إسلام جمال زكريا إبراهيم
سابقا: الشماس جمال زكريا ارمنيوس
اجرى الحوار عماد المهدي

إن الحمد لله نحمده ونستعينة ونستهديه ونسترضيه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد [صلى الله عليه وسلم] عبده ورسوله
الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله
الحمد لله الذى رضى لنا دين الإسلام دينا وطمأن به قلوبنا وأصلح به أحوالنا وأنقذنا به من الضلالة إلى الهدى ومن الظلمات إلى النور ومن الجهل للعلم ومن النار للجنة إن شاء الله
الحمد لله الذى جعل الإسلام قائدا لنا فى حياتنا لكى يحول حياتنا من الفوضى والهرج والعبث إلى حياة تنعم بالراحة والطمأنينة والسكون النفسى الذى لا حدود له فى ظل تعاليم الإسلام القويم وفى ظل إتباع نبى الرحمة محمد [صلى الله عليه وسلم]
وفى هذه الصفحات القليلة نترك الحديث لصاحب هذه القصة لكى يحكى لنا قصة إسلامه سائلين المولى – عز وجل أن يثبته على دين الإسلام و أن يجمعنا وإياه فى مستقر رحمته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم إنه ولى ذلك والقادر عليه
أبدأ حديثى عن قصة إسلامى بجزء من آية فى سورة آل عمران ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ {19})
ولكنى أود فى بداية الحديث أن ألقى نظرة عما كنت عليه قبل الإسلام كنت شماسا فى الكنيسة وأنا فى الثامنة من عمرى وتدرجت فى الكنيسة حتى وصلت إلى مساعد أول قسيس وكنت مسئولا عن الأسئلة الدينية فى الكنيسة وكنت عضو لجنة الحالات
ولكى أكون مسئولا عن رسالتى الدينية فى الكنيسة فلابد أن أضع الأسئلة للكتاب المقدس وأن أتعمق فى الكتاب المقدس
ون شدة تعمقى وتأملى فى الكتاب المقدس فقد أخرجت من بين جنباته خمسة ألاف خطأ وتناقض وعندما سألت الرهبان والقساوسة ومغيرهم عن هذه الأسئلة التى تحيرنى كثيرا ولكن كانت إجاباتهم غير مقنعة وكانوا يعتمدون فى إجاباتهم على قاعدة طمس العقل والتفكير الموجود عندهم فى الكنائس وكانت هذه الردود على أسئلتى بوجود هذه الأخطاء والتناقضات لا تشبع لى نفساً ولا تروى لى عطشاً
وفى فترة من الفترات قامت الكنيسة بتكوين لجنة أسمتها [لجنة الْقُرْآنَ]وذلك عندما اكتشفت الكنيسة اعتناق كثير من الناس للإسلام وتركهم المسيحية وكان هدف هذه اللجنة وقف هذا الفيضان من النصارى الذى يعلنون إسلامهم فاختاروا خمسة شمامسة من كل كنيسة على مستوى الجمهورية هؤلاء الشمامسة يكونون متعمقين جدا فى الدين ويتم تسليمهم الْقُرْآنَ الكريم للاطلاع عليه واستخراج السور والآيات التى تحتاج أكثر من تفسير ويقوم هؤلاء الشمامسة بتفسير هذه الآيات تفسيرا خاطئا للأطفال فى مدارس الآحاد لهدف يقصدونه. هذا الهدف هو تعميق قدرة الأطفال على مناقشة المسلمين فينشأ الطفل غير فاهم للْقُرْآنَ الفهم الصحيح فيزداد كراهة للإسلام والمسلمين وتصبح عنده قناعة أن الْقُرْآنَ الكريم مليء بالأخطاء والتناقضات – حاشا وكلا – على الرغم من إنهم لو درسوا الكتاب المقدس فسوف يكتشفوا بحراً من الأخطاء والتناقضات وتكون نتيجة هذه المهمة التى يقوم بها الشمامسة على مستوى الجمهورية
ان يكون لدى النصارى وخاصة الأطفال منهم اقتناع تام ويقين كامل بأنه ما دامت هناك أخطاء وتناقضات فى الإنجيل وهناك كذلك أخطاء وتناقضات فى الْقُرْآنَ فلماذا أغير دينى من النصرانية للإسلام؟.
وكنت من ضمن هؤلاء الشمامسة الذين جاءوا من كل حدب وصوب لكى يقوموا بمهمتهم التدميرية والتخريبية – على حد زعمهم – منكرا فى ذلك موقف الكفار عندما أرادوا قبل النبى محمد [صلى الله عليه وسلم] فجعل علياً ينام مكانه وأنقذ الله –سبحانه وتعالى – نبية من براثن الشرك والكفر وخرج من بين أيديهم وهم لا يرونه وهو يردد ” وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ {9}سورة يس فتذكراً كذلك قول الله تبارك وتعالى – يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32}هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ{33}سورة التوبة
جاء كل شماس منا وهو يظن أنفى جعبته الكثير من المفاجآت وكنت مثلهم خاصة أن بيتى كان قريباً من الكنيسة فظننت أننى سأخرج من الْقُرْآنَ أخطاءاً لا حصر لها ولا عد جلست فى مكتبى وقد شددت مأزرى مستجمعاً قوتى العلمية فى هذا العمل الذى كنت أراه من اجلّ الأعمال التى سأقوم بها فى حياتى من اجل الكنيسة .واضعا الْقُرْآنَ الكريم أمامى لكى اشرع فى قراءته ومن ثم إخراج الأخطاء منه
فتحت الْقُرْآنَ عشوائيا دون تفحص ووقعت عينى للوهلة الأولى على قول : الله تبارك وتعالى ” فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء {125}سورة الأنعام
وعندما شعرت بشعور لم اشعر به من قبل حينما صادفتنى هذه الآية لقد اقشعر جسمى ولم أشعر بنفسى بمجرد قراءة هذه الآية فطويت المصحف وتركته بجانبى آخذا بكتاب آخر حتى أنسى ما أنا فيه من تغيير ينتابنى ويغير وجدانى ولكن الآية تتردد فى ذهنى واراها أمام عينى
أخذت المصحف للمرة الثانية وإذا بقدر الله – عز وجل – يفتح لى نفس الصفحة ونفس السورة ونفس الآية .
” فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء {125}سورة الأنعام
فلقد أراد الله تبارك وتعالى بهده الآية هدايتى وأن ادخل ضمن صفوف الموحدين الناطقين للشهادتين لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد [صلى الله عليه وسلم] عبده ورسوله.
ومن العجيب فى هذا المقام أننى تركت المصحف أكثر من أربع مرات وارجع إليه وبين كل مرة وأختها أكثر من ساعة كاملة ومع ذلك عندما افتح المصحف أجد نفس الآية من نفس السورة فى نفس الصفحة.
فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .
وبعمدها قرأت الْقُرْآنَ لمدة شهر كامل ولم أر فيه خطئا واحداً ولا أى شىء من التناقضات التى يزعمها القساوسة وكلما قرأت فى الْقُرْآنَ الكريم تذكرت الكتاب المقدس وما به من أخطاء وأقول لنفسى لو قرأت الكتاب المقدس قد أجد فيه أخطاءاً أخرى غير الأخطاء التى وجدتها فهناتك فروق شاسعة بين الْقُرْآنَ والكتاب المقدس فى هذا الصدد.
ومن هذه الفروق ان الْقُرْآنَ يقول عن السيدة مريم العذراء ” إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42}سورة آل عمران وفى الكتاب المقدس السيد المسيح يقول للسيدة مريم يا امرأة – إذهبى مع يوحنا
– فى قانا الجليل
– عرس قانا الجليل
الْقُرْآنَ يكرم الأنبياء والكتاب المقدس يهينهم ألم يقل النبي محمد [صلى الله عليه وسلم] [كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسيا بنت مراحم] وبعد مرور شهر كامل على تكليف الكنيسة لى ولغيرى من الشمامسة يصيد الأخطاء الموجودة فى المصحف جاءنى مسئول من الكنيسة ليسالنى عما قمت به من نتائج وما أعددت من تقارير حول هذا الموضوع – كان إسلامى سرا – فقلت له أنى لم أفعل شيئا لانى كنت مشغولا فقاموا بتجنيد زوجتى لإخبارهم بكل شىء عنى وعن أخبارى وما أقوم به فى هذا الصدد وكانت تخبرهم أى لا اترك المصحف ليل نهار حتى سألتنى الكنيسة عن سبب تأخرى فى تنفيذ المهمة التى وكلت إلى فقلت لهم لا استطيع قالوا ماذا؟ فأمسكت بالورقة والقلم وكتبت خمس كلمات لم أنساهم حتى الآن رغم مرور ثمانى عشر سنة هذه الكلمات هى [لم أجد فى الْقُرْآنَ ما يعيبه ] خمس كلمات فقط كتبتها للمسئول فى الكنيسة فاخذ الورقة وطواها ووضعها فى جيبه وقال لى انس الموضوع وابعد عن عقلك كل ما يدور من أفكار فقلت له أنا لا يدور بعقلى أفكار فقالى لا تناقض نفسك فنحن نعلم انك صادق ولنا هنا وقفه – فالنصارى يعلمون علم اليقين ان الإسلام هو الدين الحق وأن محمد [صلى الله عليه وسلم] – صادق فيما اخبر عن ربه عز وجل من تعاليم وأوامر ونواهى ولكنهم يناقضون أنفسهم ويلهثون وراء الدنيا وملذاتها بائعين لأخرتهم بدنياهم غير مبالين بما سيحدث لهم فى الآخرة من عذاب اليم وسوء وعيد من الله تبارك وتعالى – استكبارا منهم وكبرا فى نفوسهم من اعتناق الإسلام وكان يقول الله تبارك وتعالى : وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {120}سورة البقرة
ثم قال لى هذا المسئول داخل الكنيسة لك عندنا مفاجأة فى الشهر القادم وفى الشهر التالى قال لى أن الكنيسة أثارت موضوعك وقد= قررت الكنيسة بعد موافقة القس والبابا شنودة والآباء الكهنة والشمامسة منحى درجة قسيس على أن أقدم إستقالتى من وظيفتى وأذهب إلى دير لمدة أربعين يوما ثم ارجع قسيس فى أى مكان وفى أى كنيسة “أنها رشوة الغرض منها إسكاتى”
ولو أن هذه الرشوة جاءتنى قبل ثلاثة أشهر لسعدت بها جدا ولكنها جاءتنى بعد إعتناقى الإسلام ومعرفتى طريق الحقيقة الصادقة التى لا زيغ فيها ولا ضلال فكيف لى أن أرجع لطريق الضلال بعد م عرفة طريق الحق الذى يصلنى برب العالمين دون وسطاء أو شفعاء.
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {186}سورة البقرة وبدون شعور منى رأيتنى امسك الميكروفون شاكرا قداسة البابا شنودة والآباء الأساقفة معبرا عن اعتذارى عن هذا المنصب لإننى غير كفء له الآن .
ولا أخفى عليكم شعورى بإزدواجية فى الشخصية وفى هذه الفترة تحديدا – فشخصيتى فى البيت تختلف عن شخصيتى فى الكنيسة تختلف عن الثالثة التى فى الشارع بين الناس ولكنى كنت فى هذه الفترة أقوم بالشعائر الإسلامية – سراً- مثل الوضوء والطهارة والصلاة وكنت اذهب للمسجد لأصلى العشاء فيه واضعا شريط لاصقا على الصليب الذى على يدى – وعلى الصليب الآخر الموجود على الناحية الأخرى من يدى وذلك من الكنيسة لتمييزى عن غيرى – وكنت أحزن حزنا شديدا لإننى كنت لا استطيع أن أصلى الصبح فى جماعة مع صفوف المسلمين إخوانى وكان لكتاب الشيخ الغزالى 100 سؤال فى الإسلام فضل عظيم بعد الله – تبارك وتعالى فى تعلم الصلاة والطهارة والوضوء وغير ذلك من الكتب الأخرى التى جعلها الله – سبحانه وتعالى – بعد منه وفضله سببا فى هدايتى وإعتناقى . الحال مدة ثلاث سنوات كاملة مترددا هل أعلن إسلامى أم لا – مع العلم أننى كنت فى هذه الفترة أحافظ على الصلاة سراً- ولكن خوفى من إعلان إسلامى كنت أراه طبيعيا حتى لا يفعل بى ما فُعل بغيرى من النصارى الذين اسلموا لله رب العالمين واتبعوا دين الاسلام.
خائفا من حرمانى من أولادى وأسرتى . نعم كنت أفكر بهذه الطريقة الدنيوية مما جعلنى أتردد كثيرا فى إعلان إسلامى .
ولكن لماذا التردد ولماذا عدم الإشهار وأنا مقتنع اقتناعا كاملاً وعلى يقين واضح من إسلامى ومتمسكا به دينا مؤمنا بالله ربا واحدا لا شريك له مقتديا بالنبى محمد [صلى الله عليه وسلم] فى أوامره ونواهيه لقد شعرت فى هذه الفترة أننى أغش نفسى فكيف أكون مع نفسى مسلما لله ومع غيرى نصرانيا مشركا بالله – عز وجل أليس هذا تناقضا عجيبا واضحاً.
وفى يوم من الأيام كلفتنا الكنيسة بعمل تقرير عن المسلمين الذين يذهبون ليأخذوا من لحم الهدى الذى جاء من المملكة العربية السعودية لتوزيعها على مستحقيها ومعى مصور وصحفى لاستكمال التقرير بالكتابة والصور وبينما أنا فى السيارة جاءتنى سيدة تقول لى أنها أحق الناس الموجودين بأخذ لحوم فقلت لها أنا لست مسئولاً عن هذا إذهبى لهذا الرجل وسوف يعطيكى فذهبت ثم عادت قائلة أرجو ان تسمع قصتى وعندها ستقرر أنى استحق أم لا وأصرت على سماع القصة فقلت لها هات ما عندك فقالت أنا كنت نصرانية من أغنى عائلات المنصورة وبعد إسلامى تركت أهلى ومالى وسطوتهم ونفوذهم وتزوجت من عامل أحذية وتوفى إلى رحمة الله تاركا لى ثلاث بنات .
كان وقع هذه الكلمات القليلة عظيما على نفسى فقد إنتابنى شعور بحقارة نفسى . هذه المرأة عندما رضيت بالإسلام دينا تركت الغنى والمال والأهل غير عابئة بما سيحدث لها – تحول حالها من الغنى للفقر ومع ذلك فهى ثابتة على دينها متمسكة به تعلم أى احد أنها مسلمة تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد [صلى الله عليه وسلم] نبيا ورسولا فلم أخفى إسلامى حتى الآن .
أرضى بالدنيا أم بالآخرة اهو خوفى من فراق زوجتى واولادى أأنا أقوى أم هذه السيدة الفقيرة التى كانت فى قمة مجدها وغناها .
وهنا توقفت مع نفسى وقفه وجدت نفسى بعدها ادخل المسجد واصلي مع المسلمين وصممت أن أشهر إسلامى مهما كانت النتائج ومهما كانت العواقب .
وعلمت أن من يريد إشهار إسلامة فعليه التوجة لإدارة الأزهر الشريف . فتوجهت إلى الأزهر الشريف صباحاً وقابلت فضيلة الدكتور عطية صقر- عليه رحمة الله- وجزاه الله عنى خيرا وعن المسلمين وأسكنه فسيح جناته، ثم قال لى ما اسمك ؟ فقلت لفضيلته جمال ثم سألنى .وماذا تقول فى عيسى بن مريم – عليه السلام- اهو إله ؟ أم ابن الله ؟ أم نبى ورسول وعبد الله ؟ فقلت له يا فضيلة الشيخ لقد أجبت على السؤال فقال لى أنا سألتك سؤالا وعليك الإجابة الواضحة فقلت له يا فضيلة الشيخ بل عبد الله ورسوله فقال لى بارك الله فيك يا بنى وثبتك على طريق الحق وأنار قلبك بنور الإيمان وظل يناقشنى فى أمور الدين ما يقرب من الساعة الكاملة ثم طلب من احد العمال عمل شهادة إشهار لى .
ولا استطيع ان اصف لكم مدى سعادتى وعزتى فى نفسى وشعرت وكأننى املك الدنيا كلها . حتى أنى من شدة السعادة نسيت أن أكتب اسمي الذى كنت ارغب فيه وهو محمد سيد أحمد ونسيت ذلك من شدة سعادتى وكتبت جمال زكريا إبراهيم حتى أننى بكيت بكاءاً شديدا أمام الشيخ عطية صقر فما حدا بفضيلة الشيخ عطية صقر أن يقوم ويحتضننى ثم يقول لى بلسان الأب الحنون .
إذا شككت فيك وفى إسلامك فلا تكره الإسلام فالعيب فى وليس فى الإسلام فانك ستواجه اناساً لن يصدقوك فتمسك بدينك ولا ترضى به بديلا مهما كانت الصعاب.
وأنا كل ما يطرأ علىّ أى ابتلاءات أو أى ضغوط خارجية أتذكر كلام فضيلة الشيخ عطية صقر- عليه رحمة الله – وفى اليوم التالى ذهبت لمقر عملى بكل فخر وبكل عزة فأنا الآن مسلم وقد أشهرت إسلامى حتى دخلت مكان عملى حتى قلت لهم جميعا لقد أسلمت لله رب العالمين ورضيت به ربا واحدا لا شريك له ومعبود غيره فلم يصدقنى احد لأنهم يعرفون مدى سلطتى فى الكنيسة ومدى عصبيتى للنصرانية وللنصارى ولما رأيت منهم هذا الموقف قمت – بفضل الله – وأذنت لصلاة العصر حتى يصدقونى فقاموا واحدا تلو الآخر يحتضننى ويقبلنى ويقول لى أهلاً بك أخا عزيزاً فى الإسلام سائلين الله تبارك وتعالى – أن يثبتنى على الإسلام . وصليت بهم العصر إماما.
وتسلل الخبر إلى اسرتى والى الكنيسة . وعندما سألونى عن مدى صدق الله العظيم هذا الخبر قلت لهم غير صحيح ليس خوفا منهم ولكن لكى أحافظ على دينى وعلى عقيدتى الإسلامية من جهل هؤلاء .
وبدأت الكنيسة تستخدم أساليبها الملتوية لزحزحتى عن دينى وعن موقفى تارة بإرسال خالى للبحث عنى وسرعة الأخبار عن مكانى حتى يستطيعوا الإمساك بى ولكن الله تبارك وتعالى أخرجنى من بين أيديهم سالمين .
وتارة أخرى بمحاولة زوجتى قتلى وهى أن وضعت لى دم حيضها فى الشاى وطلبت منى ان اشربه ولكن الله لم يقدر ذلك فإبنتى أخبرتنى أنها رأت أمها تعصر فوطة داخل الحمام ففهمت أنها تعصر دم الحيض –والحمد لله رب العالمين.
وعندما ذهبت لمديرية امن القاهرة لإشهار الإسلام حسب القانون جاءوا لى بقسيس ليقوم بالنصح لى حتى ارجع عن موقفى وأعود للنصرانية ولكنهم – أي القساوسة – كانوا يفرون من أسئلتى التى لا يعرفون لها إجابة حتى استمرت جلسات النصح هذه مدة ستة أشهر كاملة ثم باءت بالفشل.
وكان من دواعى حزنى وقلقى تعثرى فى استخراج بطاقة شخصية بإسم جديد وبديانة إسلامية لأنهم طلوا منى فى القاهرة سفرى للمنيا مسقط رأسى حتى استخرج الأوراق الأزمة لذلك ولكن المنيا تمثل لى قبرا موحشاً لو ذهبت هناك لكانت نهايتى ولكن الله تبارك وتعالى أخرجنى من هذا المأزق وذلك عندما سخر لى رئيس مكتب الأحوال المدنية بالقاهرة وطمأننى وأخرج معى شرطيا إلى المنيا لمساعدتى فى استخراج أوراقى وفى المقام الأول لحمايتى.والحمد لله رب العالمين تمت العملية بنجاح واستخرجت البطاقة الخاصة بى وفيها الإسم : جمال زكريا إبراهيم الديانة : مسلم
وكنت فى كامل سعادتى وبهجتى بهذه البطاقة القانونية التى تحفظ لى شخصيتى الإسلامية أمام القانون وأمام الناس .
ولم تسكت الكنيسة عند هذا الحد بل أنها طلبت من محامى مشهور يعمل فى لندن وشيكاغو ان يجعلنى اذهب للمنيا زاحفاً.
فقام هذا المحامى بعمل أثنى عشر شيكا بدون رصيد فقلت لهم الإثنى عشر شيكا هذه سوف يقابلها أثنى عشر نصرانيا يعلنون إسلامهم بإذن الله -تبارك وتعالى –
نعم لقد كانت حربا ضارية شديدة أحارب فيها هؤلاء الجهلة ولكن الله ثبتنى وعضد إيمانى وقواه – سبحانه وتعالى – وكان من ضمن محاولاتهم التى باءت بالفضل –بفضل الله – ان بعثوا لى زوجتى ومعها شيك مقبول الدفع بمبلغ خمسين ألف جنيه وقالت هذا المبلغ لنا . أنا وأنت وأولادنا إذا رجعت للكنيسة .
فقلت لا حسنا وهل سنأخذ المال كله – قالت نعم فقلت لها سأحضر يوم الأربعاء . وإنتظرنى تلامذتى فى الكنيسة لرؤيتى يوم الأربعاء ولكى يطرحوا على أسئلة كثيرة كانت تدور فى عقولهم عن سبب إسلامى وعن ما حدث لى فى هذه الفترة ولكنى لم اذهب خوفا من قتلى فلقد قلت ذلك لزوجتى حتى استطيع أن اضللهم .
وأود الآن ان أورد بعض التناقضات والأخطاء الموجودة فى الكتاب المقدس حتى أبصر بها غيرى ممن يزال على المسيحية حتى الآن موضحا له أنه وبقليل من التفكير استخدام العقل فسوف يعرف ان الإسلام هو الدين الحق دين الفطرة فطر الله الناس جميعا عليه الدين الذى ارتضاه الله – سبحانه وتعالى – العبادة ولن يرضى عنه بديلاً وليعلم أن هذه الأناجيل التى بين يديه ما هى إلا تداخلات شيطانية وهواجس فكرية لا علاقة لها بأصل الدين المسيحى ولا بالمسيح – عليه السلام- وليعلم كذلك كان المسيح – عليه السلام – ديانته الإسلام كما هى ديانة غيره من الرسل من لدن نوح حتى خاتم المرسلين محمد [صلى الله عليه وسلم] .
فمن هذه التناقضات على سبيل المثال :
أن السيد المسيح لم يقل أنه الله ولا ابن الله وقد قال عن نفسه أكثر من ثمانين مرة انه ابن إنسان ثلاثون مرة فى إنجيل متا وأثنى عشر مرة فى يوحنا ومرقص لم يذكر انه الله أو إبن الله فكان يقول على نفسه انه إنسان .
لم يرد فى الإنجيل أن قال المسيح عن نفسه انه الله أو هو الإله الذى يستحق العبادة أو قال أنا ربكم الأعلى وإذا قرأت الكتاب المقدس سوف تستخرج حروبا وزنا وقتل اقصد بالزنا هنا “زنا المحارم”
ففية على سبيل المثال أن يعقوب بن راويزى فى زوجة أبية والجديد أن داوود عندهم – على حد قولهم – يقول على نفسه انه ابن زنا .
” فى مزمور [151]بالخطيئة حبلت أمى”
ومثل زنا لوط ببناته أيضا موجود فى الكتاب المقدس وهى تعتبر أول عملية اغتصاب فى التاريخ .
ونوح يسكر ويتعرى ويرى ابنُه مؤخرته فيضحك على أبية وهو يشرب الخمر ويتمايل وهو بهذا الفعل يبقى ملعوناً حتى قيام الساعة.
وأريد أن أورد نصيحة هنا لكل من أراد أن يرشد غيره للإسلام وخاصة النصارى فلا تكلمه بداية عن تعاليم الإسلام وسماحته وقيمه وإنسانيته وعن رسول الإسلام [صلى الله عليه وسلم] ورحمته بالناس ولكن عليك أولا أن تفرغ قلبه من كل الأخطاء والتناقضات التى ترى عليها منذ الصغر والموجودة فى الكتاب المقدس حتى يسهل بعد ذلك تقبل الإسلام وتعاليمه.
فلو درس المسيحى الكتاب المقدس جيدا وبحيادية تامة دون تعصب له لاكتشف أخطاءاً كثيرة وتناقضات رهيبة وعندما يعلم المسيحى انه كان يعتقد اعتقادات خاطئة لا يستطيع العقل ان يقبلها . ولذلك نجد الكتاب المقدس لم يدعُ للتفكر والتدبر خوفا من استخراج هذه الأخطاء وهذه التناقضات الرهيبة على عكس الإسلام الذى يدعو للتدبر والتأمل للوصول للحقيقة الثابتة وهى أن الله – تبارك وتعالى – هو خالق الكون ومدبر أمره ولا إله غيره ولا معبود سواه.
ويقول الله تبارك وتعالى فى ذلك
“أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”{24}سورة محمد :
” أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {82} سورة النساء
ولا استطيع قبل أن أنهى الحديث عن قصة إسلامى إلا أورد الحديث عن إسلام أمى وإسلام ابن خالتي فقد كانت أمى –يرحمها الله – منذ صغرنا تستمع لبرامج الْقُرْآنَ الكريم وكانت تعرف الأوقات التى سيقرأ فيها فضيلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أو الأوقات التى سيقرأ فيها الشيخ محمد صديق المنشاوى أو غيره من القراء وكنا فى البيت نتعجب من ذلك اشد التعجب حتى إننا اعتقدنا أنها أسلمت وعندما سألناها عن سبب استماعها لهذه البرامج الدينية الإسلامية فكانت تقول وفى بساطة شديدة وفطرة غير متوقعة انه كلام الله – تبارك وتعالى – فكيف لا استمع لكلام الله – عز وجل – وكيف امنع نفسى من مخاطبة رب العالمين لنا وعندما أشهرت إسلامى كنت ما أزال اعتقد ان أمى مازالت على النصرانية حتى قلت لها يا أمى لقد أسلمت أقولها وأنا متخوف من وقع الصدمة عليها كأى أم تعرف إن ابنها ترك النصرانية واعتنق الإسلام فكان توقعى أنها ستلطم خدها أو ستشق جيبها ولكنها قالت فى هدوء تام لقد تأخر إسلامك يا بنى وكان وقع ردها على شديدا وقويا حتى تذكرت ونحن فى صغرنا استماعها لبرامج الْقُرْآنَ الكريم فقلت لها أأنت مسلمة ؟ فقالت فى هدوء تام وكيف لا اسلم يا بنى وهذا كلام رب العالمين – أى الْقُرْآنَ يدعونا لعبادته وحده لا نشرك به شيئا وان نؤمن أن عيسى –عليه السلام – هو عبد الله ورسوله وهو ابن السيدة مريم وأن محمد [صلى الله عليه وسلم] هو رحمة الله للعالمين وخاتم المرسلين ولكنى يا بنى وحتى يومنا هذا مازلت أمام القانون مسيحية ففهمت من هذا الكلام أنها تريد إشهار إسلامها وفعلا ذهبنا للقاهرة وبالتحديد للأزهر الشريف وانهينا إجراءات إسلامها ولله الحمد والمنة والفضل ثم إننى لا استطيع قبل ان أنهى حديثى عن أمى أن لا اذكر قصة موتها
فقد ماتت أمى وأنا فى السعودية أأدى مناسك العمرة وعند عودتى وجدتها قد دفنت فى مدافن النصارى وبعد خمسة أيام من دفنها ذهبت أنا وبعض أصدقائى المسلمين إلى المقبرة خلسة دون علم احد حتى نأخذ جثتها وندفنها فى مدافن المسلمين وتعلمون أن الصندوق الخشبى للموتى المسيحيين فيه صليب فى آخر الصليب مسمار يقوم بثقب البطن عند انتفاخه حتى يظل الصندوق كما هو ورغم ان دفنها قد مر عليه خمسة أيام إلا إننا –سبحان الله – وجدناها تجاه القبلة – تجاه الكعبة المشرفة – ووجدنا الجثة كما هى ولم يحدث لها أى شىء نهائيا فضلا عن وجود رائحة طيبة داخل المقبرة أرجو من الله –تبارك وتعالى – أن يتغمدها برحمته ويسكنها فسيح جناته وأن يجمعنى وإياها والمسلمين فى مستقر رحمته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم إنه ولى ذلك والقادر عليه
أما لقصة إسلام ابن خالتي فهو طبيب متخصص فى الأنف والإذن والحنجرة وكان ما يزال على النصرانية وفى احد الأيام وأثناء زيارتنا علم بوفاة رجل مسلم فى قريتنا فطلب منى الذهاب معه للعزاء فيه وفعلا ذهبنا للعزاء وبدأنا نستمع للقارئ وكان يقرأ فى سورة الكهف حتى وصل لقول الله – تبارك وتعالى –” فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عدداً” فقال لى هل هذا هو الْقُرْآنَ قلت له نعم فقال لا يمكن أن يكون هذا الْقُرْآنَ من عند محمد [صلى الله عليه وسلم] انه كلام رب العالمين فقلت له وكيف عرفت ذلك – قال لان هذه الآية التى قرأها الشيخ عبارة عن حقيقة علمية بحتة لم يعرفها العلماء إلا منذ وقت قصير لا كما اخبر بها الْقُرْآنَ منذ ألف وأربعمائة عام تقريبا
فانك إذا نمت وسمعت ضوضاء فلن تستطيع النوم بسبب هذه الضوضاء لان الأذن تسمعها ولكن إذا نمت وقام احد الأشخاص بتحريك يديه أمام عينيك فهل ستقوم من نومك ؟ فقلت لا فقال وكذلك قال الله – فضربنا على أذانهم ولم يقل فضربنا ع لى أبصارهم فهذا إعجاز قرآنى يدل على أن هذا الكلام هو كلام رب العالمين – سبحانه وتعالى – وفعلا قام هذا الطبيب بإشهار إسلامة فى المركز إلاسلامى بلندن والله نسأله التثبيت على طريق الحق انه ولى ذلك والقادر عليه

اصل هذا الحوار كتاب ثم اهتدينا للمشرف العام على الموقع : عماد المهدي

https://hidayat-alhayara.com/ موقع هداية الحيارى الدعوي