ثمرات عقدية وشرعية

فضيلة الشيخ / صلاح نجيب الدق
فضيلة الشيخ / صلاح نجيب الدق

الحمد لله الذي جعل في السماء بروجًا وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفةً لمن أراد أن يذَّكَّر أو أراد شكورًا، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله ربه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

أما بعد:

فهذه بعض الثمرات المباركة من العقيدة الصحيحة وبستان الشريعة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

الاستعاذة

معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم): أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدَّني عن فعل ما أُمرت به، أو يحثني على فعل ما نُهيت عنه؛ [تفسير ابن كثير، ج: 1، ص: 114].

الإخلاص

الإخلاص: هو أن يقصد المسلم بعمله رضا الله تعالى والتقرب إليه وحده؛ [مدارج السالكين لابن القيم، ج: 2، ص: 91].

شروط قبول الأعمال الصالحة:

قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: “هذان ركنا العمل المتقبل؛ لا بد أن يكون خالصًا لله، صوابًا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم”؛ [تفسير ابن كثير، ج: 9، ص: 205].

الرياء والسمعة

• (الرياء) مشتق من الرؤية، والمراد به: إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها.

• (السمعة) مشتقة من سمع، والمراد بها نحو ما في الرياء، لكنها تتعلق بحاسة السمع، والرياء بحاسة البصر؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج: 11، ص: 344].

توحيد الله تعالى

توحيد الله: هو الإيمان الجازم بأن الله تعالى هو خالق كل شيء، وأنه سبحانه وحده المستحق للعبادة.

أنواع التوحيد:

ينقسم توحيد الله تعالى إلى ثلاثة أنواع؛ وهي:

(1) توحيد الربوبية.

(2) توحيد الألوهية.

(3) توحيد الأسماء والصفات؛ [شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي، ج: 1، ص: 7].

توحيد الربوبية:

توحيد الربوبية: هو توحيد الله تعالى بأفعاله سبحانه، بمعنى الاعتقاد بوجود الله تعالى، وأنه سبحانه وحده هو الخالق الرازق، المحي المميت، المعز المذل، المتصرف في هذا الكون، ما شاء سبحانه كان، وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير؛ [نواقض الإيمان لعبدالعزيز محمد علي، ص: 96].

توحيد الألوهية:

الألوهية: معناها: العبادة، وهي مشتقة من الإله، وهو المألوه؛ أي: المعبود، المحبوب، المطاع، المستحق للعبادة لذاته؛ [مجموع فتاوى ابن تيمية، ج: 1، ص: 88].

توحيد الألوهية: هو توحيد الله تعالى بأفعال العباد التي أمرهم بها سبحانه؛ بمعنى: إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة؛ كالدعاء، والخوف والرجاء، والتوكل والرغبة والرهبة، والنذر والاستغاثة، وغير ذلك؛ [نواقض الإيمان لعبدالعزيز محمد علي، ص: 133].

توحيد الأسماء والصفات:

توحيد الأسماء والصفات: هو الإيمان بأسماء الله وصفاته كما جاءت في كتاب الله على مراد الله، وكما جاءت في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون تحريف، أو تعطيل، أو تشبيه، أو تكييف؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]؛ [شرح العقيدة الواسطية للهراس، ص: 19].

الإسلام

الإسلام: هو استسلام العبد لله تعالى، وخضوعه، وانقياده له، وذلك يكون بالعمل؛ [جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي، ص: 34].

الإيمان بالقدر

الإيمان بالقدر: هو التصديق الجازم بأن الله سبحانه قد علِمَ مقادير الأشياء قبل حدوثها، فكتب ذلك عنده في اللوح المحفوظ، فكل ما يحدث في الكون من خير أو شر، إنما هو بتقديره سبحانه؛ فهو الفعال لما يريد، ولا يخرج شيء عن مشيئته.

الملائكة

الملائكة: مشتقة من الألوك، وهي الرسالة، يقال: ألك: أي: بلغ الرسالة؛ [لسان العرب لابن منظور، ج: 1، ص: 111].

الملائكة خَلْقٌ من النور اصطفاهم الله تعالى لعبادته، ووكل إليهم أعمالًا، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

الشيطان

كلمة الشيطان: مشتقة من شطن؛ أي: بعُدَ عن الخير.

الشيطان: هو كلُّ عاتٍ متمرد من الجن والإنس والدواب؛ [لسان العرب لابن منظور، ج: 13، ص: 238].

وسُمِّيَ الشيطان بهذا الاسم؛ لأنه بعُدَ عن أمر الله تعالى؛ [غريب الحديث لابن قتيبة الدينوري، ج: 3، ص: 759].

الدعاء

قال الله عز وجل: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، والدعاء: هو إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله تعالى، والاستكانة له؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج: 11، ص: 98].

روى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجَّلَ له دعوته، وإما أن يدَّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذًا نُكثِرُ، قال: الله أكثر))؛ [حديث صحيح، مسند أحمد، ج: 17، ص: 213، حديث: 11133].

الدنيا والآخرة

سميت الدنيا دنيا؛ لدنوها (لقربها) من الخلق.

وسميت الآخرة آخرةً؛ لتأخرها عن الخلق، أو لأنها تأتي بعد الدنيا؛ [تفسير الطبري، ج: 1، ص: 251].

الجنة

الجنة: البستان من الشجر المتكاثف بالتفاف أغصانه.

وسميت الجنة بهذا الاسم؛ لكونها مستورةً عن أعين الناس؛ [مرقاة المفاتيح لعلي الهروي، ج: 8، ص: 3574].

سدرة المنتهى:

سميت سدرة المنتهى؛ لأن علم الملائكة ينتهي إليها، ولم يجاوزها أحدٌ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ [مسلم بشرح النووي، ج: 2، ص: 214].

شجر الجنة:

روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2049]. صفة رجال الجنة:

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أول زمرة – جماعة – تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكبٍ دريٍّ – مضيء – في السماء إضاءةً، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغض بينهم ولا تحاسد، لكل امرئٍ زوجتان من الحور العين، يُرى مخُّ سُوقِهن من وراء العظم واللحم))؛ [البخاري حديث: 3254، مسلم حديث: 2834].

صفة نساء الجنة:

روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أن امرأةً من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض، لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحًا – عطرًا – ولَنَصِيفُها – خمارها – على رأسها خير من الدنيا وما فيها))؛ [البخاري حديث: 2796].

أفضل نساء أهل الجنة:

روى أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، امرأة فرعون))؛ [حديث صحيح، صحيح الجامع للألباني، حديث: 1135].

المسلمون أكثر الناس دخولًا الجنة:

روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، إني أرجو أن تكونوا رُبُعَ أهل الجنة، فكبَّرنا، فقال: أرجو أن تكونوا ثُلُثَ أهل الجنة، فكبَّرنا، فقال: أرجو أن تكونوا نصفَ أهل الجنة، فكبَّرنا، فقال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاءَ في جلد ثور أسودَ))؛ [البخاري حديث: 3348، مسلم حديث: 222].

روى الترمذي عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أهل الجنة عشرون ومائة صف؛ ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم))؛ [حديث صحيح، صحيح الترمذي للألباني (2065)].

علامات الساعة الكبرى

روى مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: ((اطَّلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى ترَون قبلها عشر آيات؛ فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسفٌ بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم))؛ [مسلم حديث: 2901].

الرقية الشرعية

دعاء وتوسل إلى الله تعالى بآيات القرآن والأدعية النبوية الصحيحة بشفاء المريض، وذهاب العلة عنه؛ [أحكام الرقى، للدكتور فهد السحيمي، ص: 30].

شروط الرقية الشرعية:

قال الإمام ابن حجر العسقلاني: “أجمع العلماء على جواز الرُّقَى عند اجتماع ثلاثة شروط؛ وهي:

(1) تكون الرقية بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته.

(2) تكون الرقية باللسان العربي، أو بما يعرف معناه من غيره.

(3) أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج: 10، ص: 206].

التقوى

تقوى الله تعني: الخوف من الله تعالى في السر والعلانية؛ [جامع العلوم والحكم لابن رجب، ج: 2 ص: 468].

روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخِلُ الناس الجنة، فقال: تقوى الله وحسن الخلق))؛ [حديث حسن، صحيح الترمذي للألباني، حديث: 1630].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “جمع النبي بين تقوى الله وحسن الخلق؛ لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين ربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه، فتقوى الله توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو إلى محبته))؛ [الفوائد لابن القيم، ص: 100].

المعصية

المعصية: هي مخالفة أوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم.

أسماء المعاصي:

الفسوق، العصيان، الحُوب، الذنب، الخطيئة، السيئة، الإثم، الغي، الفساد، العُتو؛ [نور التقوى، سعيد القحطاني، ص: 37 – 38].

تعريف الكبيرة: الكبيرة: هي كل ما لحق صاحبَها وعيدٌ بنص القرآن أو السنة؛ [الزواجر، أحمد الهيتمي، ص: 8].

المغفرة

العفو والتجاوز عن جميع الذنوب؛ [النهاية لابن الأثير، ج: 3، ص: 373].

الغِيبة والبهتان والشتم

• الغيبة: ذكر مساوئ الإنسان في غيبته.

• البهتان: ذكر مساوئ للإنسان وهي ليست فيه.

• الشتم: ذكر المساوئ في مواجهة المقول فيه؛ [موسوعة نضرة النعيم، ج: 11، ص: 5163].

النميمة

النميمة: هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على وجه الإفساد بينهم؛ [الكبائر للذهبي، ص: 179].

الوسوسة

قال ابن الأثير رحمه الله: “الوسوسة: هي حديث النفس والأفكار، والوسواس: اسم للشيطان، ووسوس: إذا تكلم بكلام لم يبينه؛ [النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ج: 5، ص: 186].

المعروف

المعروف: اسم جامع لكل ما عُرِفَ من طاعة الله والتقرب إليه، والإحسان إلى الناس، بكل ما ندب إليه الشرع؛ [الحسبة لابن تيمية، ص: 37].

المنكر

المنكر: اسم جامع لكل ما عُرِفَ بالشرع والعقل قبحه من معصية الله تعالى، وظلم عباده؛ [الحسبة لابن تيمية، ص: 80].

الرزق

قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [النمل: 64]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58].

الرزق: العطاء، وهو كل ما ينتفع به المسلم من الحلال، يُقال: رزق الله: أي: عطاء الله تعالى؛ [لسان العرب لابن منظور، ج: 10، ص: 115].

الحسد والغبطة

الحسد: هو أن يرى الإنسان لأخيه نعمة، فيتمنى أن تزول عنه وتكون له دونه؛ [النهاية لابن الأثير، ج: 1، ص: 383].

الغبطة: هي أن يتمنى الإنسان أن يكون له مثل نعمة أخيه، ولا يتمنى زوالها عنه؛ [النهاية لابن الأثير، ج: 1، ص: 383].

الأولياء الصالحون

الولي الصالح: هو المؤمن التقي، المتبع للقرآن والسنة بفهم سلفنا الصالح؛ [مجموع فتاوى ابن تيمية، ج: 11، ص: 666]؛ قال الله تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 – 64].

الامتثال

الامتثال: هو سرعة الاستجابة لأمر الله تعالى ولأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، على الوجه المطلوب شرعًا؛ [البحر المحيط في أصول الفقه، بدر الدين الزركشي، ج: 2، ص: 166].

الكاهن والعراف

• الكاهن: هو الذي يدَّعي (يزعم) معرفة الأمور التي سوف تقع في المستقبل.

• العرَّاف: هو الذي يدعي معرفة الأمور التي وقعت في الماضي كمعرفة مكان الشيء المسروق؛ [شرح السنة للبغوي، ج: 12، ص: 182].

التفاؤل والتشاؤم

التفاؤل: هو أن يفعل المسلم أمرًا أو يعزم عليه متوكلًا على الله، فيسمع الكلمة الحسنة التي تسره؛ مثل أن يسمع: يا نجيح، يا مفلح، يا سعيد، يا منصور ونحو ذلك، التفاؤل مستحب؛ [مجموع فتاوى ابن تيمية، ج: 23، ص: 66].

التشاؤم: هو الشعور بتوقع حدوث شرٍّ أو حزن؛ نتيجة رؤية شيء معين، أو سماع شيء معين، والتشاؤم حرام؛ [الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي، ج: 3، ص: 357].

أهل الذمة

الذمة: هي العهد والأمان والضمان والحرمة والحق، وسمي أهل الذمة بذلك؛ لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم؛ [النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ج: 2، ص: 168].

اتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم

السنة: هي كل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خِلْقِيَّة (بدنية)، أو خُلُقِيَّة؛ [موسوعة الفقه الإسلامي، محمد التويجري، ج: 2، ص: 269]؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

الرد على من ينكر السنة:

روى ابن ماجه عن المقدام بن معدي كرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يوشك الرجل متكئًا على أريكته يحدَّث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل، ما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرَّمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله))؛ [حديث صحيح، صحيح ابن ماجه للألباني، حديث: 12].

الأهواء

قال عامر الشعبي رحمه الله: “سميت الأهواء بذلك؛ لأنها تهوي بصاحبها في النار”؛ [شرح اعتقاد أهل السنة، رقم: 229].

العمل الصواب

قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7]، قال: “أخلصه وأصوبه؛ فإنه إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا، والخالص إذا كان لله، والصواب إذا كان على السنة”؛ [حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني، ج: 8، ص: 95].

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة، ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.