مُجرمون مُخرّبون يعيثون في الأرض فسادًا باسم المسيح

المنصّرون.. ذئابٌ في جلود نعاج

• يستغلّون آلامَ البشر أبشعَ استغلال، ويتخذون من التطبيب والعلاج وسيلةً لنشر سمومهم، وحملاتُهم تستهدفُ الأقلياتِ والأكثريات المسلمةَ على السواء.

• يطوّرون أنفسهم ويستخدمون كل الوسائل لمواجهة الإسلام وإبعاد المسلمين عنه.

• 17 مليون منصر يعملون ضد الإسلام في أنحاء العالم، و50 إذاعة تنصيرية في إفريقيا تبث برامجها بمختلف اللغات واللهجات.

• 1300 منصر في الشرق الأوسط معظمُهم يديرون مراكز طبية.

• المنصّرون يدخلون البلاد والمناطق الإسلامية في صورة أطباء ومعلمين ومهندسين وخبراء، ويستغلون الظروف الاجتماعية للمسلمين من فقر وجهل وكوارث طبيعية.

• يبنون المدارس والمستشفيات والملاجئ ودور الرعاية، ويقدمون الإعانات المادية من غذاء وكساء ودواء، والمقابل لكل هذا هو التنصّر!

• يعملون على إخراج المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، ولا بالأخلاق التي تعتمد عليها الأممُ في حياتها.

• هدفهم أجيالٌ مسلمة لا تهتم للعظائم، تحب الراحة والكسل، ولا تصرف همها في الدنيا إلا للشهوات.

♦ ♦ ♦

من يسمع عن التنصير وإرسالياته التي تجوب العالم شرقًا وغربًا، ومؤسساته وهيئاته المنتشرة في كل مكان، ويقرأ الأرقام التي ترد عنه، يدرك لأول وهلة أنه خطر داهم، وأن أخطاره قد وصلت إلى ديار الإسلام ذاتها، سعيًا لضرب الهوية الإسلامية، وتشويه عقيدة الإسلام وإخراج المسلمين من دينهم الحق.

ففي العالم الإسلامي اليوم جيوش جرارة مرئية وخفية من أولئك الذين يدعون بلا خجل أنهم (مبشرون)، وهم في الحقيقة ضالون مضلون، والحملات التنصيرية الشرسة على التجمعات الإسلامية – سواء الأقليات منها أو الأكثريات – تزداد يوما بعد يوم، وتطور نفسها، وتزيد من أعداد العاملين فيها، وتستخدم من الوسائل والأساليب التي تمكنها من نشر سمومها، ما لا يستخدمه دعاةُ الإسلام في نشر الحق الذي يدعون إليه، فالمنصرون اليوم يسخّرون – لتحقيق أهدافهم – وسائلَ الإعلام كافة، من نشراتٍ وكتبٍ وصحف وإذاعة وتلفزيون وفيديو وأقمار صناعية وشبكة إنترنت، ويملكون وسائل الانتقال السريعة من سيارات وطائرات و(لنشات) وأساطيل بحرية ومطارات، في كثير من الدول، هذا بالإضافة إلى الدعم المالي الكبير الذي يصلهم من مجلس الكنائس العالمي ودول المسيحية وأغنيائها.

• لغة الأرقام:

ويكفي أن نعرض بعض الأرقام التي وقعت تحت أيدينا عن التنصير خلال السنوات الماضية، لكي يدرك القارئُ المسلم فداحةَ هذا النشاط التخريبي المدمر، الذي يسعى لمحو الهوية الإسلامية وتنصير المسلمين، أو إخراجهم من الإسلام وتركهم بلا دين.

فالأرقام تبين أن 17 مليونَ منصرٍ يعملون ليل نهار لإطفاء نور الله في الأرض وَفق استراتيجيات بعيدة المدى، ولديهم ميزانياتٌ فلكية ينفقون منها بلا حساب. وأنهم يستهدفون جميع المسلمين في شتى أنحاء المعمورة، ولا يُستثنى من ذلك العرب.

وأن جيشا من المنصرين قوامه 112 ألف منصر يستهدف تحويل إفريقيا كلها إلى قارة صليبية.

وأن 50 إذاعة تنصيرية في إفريقيا تبث برامجها بمختلف اللغات واللهجات.

وأن في إفريقيا 500 مدرسة لاهوتية و20 ألف معهد كنسي، لتخريج المنصرين والقسيسين.

وأن هناك 500 منظمة تنصيرية تعمل في ليبيريا، ومثلها في ماليزيا، و1500 منظمة تعمل في بنجلاديش، تحت شعار هيئات الإغاثة الدولية وجمعيات حقوق الإنسان.

وأن بالشرق الأوسط 1300 منصر متفرغ معظمهم يُديرون مراكزَ طبية.

وأن دائرة تنصير الشعوب في الفاتيكان تشرف على 58 ألف مدرسة و26 ألف معهد وجامعة في أنحاء العالم.

وأن الدعم المالي للتنصير وصل إلى 151 مليار دولار أمريكي عام 1989م، وهذا المبلغ لعله قد تضاعف خلال السنوات الأخيرة.

وأن المنصرين يشرفون على تعليم 5 مليون طالب وطالبة في أنحاء إفريقيا.

وأن عدد أجهزة الكمبيوتر التي تستغلها المنظماتُ المسيحية في خدمة أعمال التنصير تبلغ 45 مليون جهاز.

وأن محطات الإذاعة والتلفزيون المسيحية في العالم تبلغ 1900 محطة.

فهذه الأرقام هي ما ظهر لنا وما عرفناه، أما ما خفي منها فهو أعظم، وهي تدق ناقوس الخطر، وتبين فداحة هذا المخطط الرهيب، الذي يتوغل في كل بقاع الأرض بإرسالياته ومنصريه، وهدفه الأوحد ليس اليهودية ولا الهندوسية ولا البوذية، ولكن الإسلام سعيا لضربه والوقوف في وجه دعوته وتشويه صورته.

فالمنصرون اليوم لا يدخلون البلاد والمناطق الإسلامية في صورة قساوسة يحملون الأناجيل في أيديهم ويدعون الناس إليها، فهذه صورة تقليدية ثبت إخفاقها، ولكنهم يدخلون في صورة أطباء ومعلمين ومهندسين وخبراء، ويستغلون الظروف الاجتماعية للمسلمين من فقر وجهل وكوارث طبيعية، ويدخلون بإمكانيات ضخمة، فيبنون المدارس والمستشفيات والملاجئ ودور الرعاية ويقدمون الإعانات المادية من غذاء وكساء ودواء، والمقابل لكل هذا هو التنصير أو على الأقل التخلي عن عقيدة الإسلام.

إنهم يدخلون كذئاب في جلود نعاج.. ظاهرهم فيه الرحمة والعطف والشفقة، وباطنهم من قبله العذاب.. وأي عذاب أشد مما يخرج المرء من دينه الحق ليدخله في دين باطل ومحرف؟!

إن هؤلاء الذئاب يستغلون آلام الإنسانية أبشعَ استغلال، حين يتخذون من التطبيب والعلاج وسيلةً لنشر سمومهم، عملا بالقاعدة التي وضعها زعماؤهم: “حينما يوجد بشر يوجد مرضى، وحينما يوجد مرضى تكون الحاجة إلى الطبيب ماسة، وهي الفرصة الذهبية لإدخال الخرفان إلى الحظيرة المقدسة”.

ولقد بلغت الخسة والدناءة في بعض المستشفيات التنصيرية، أنهم لا يعالجون المريض إلا بعد أن يركع للصليب! أو يعترف على الأقل بأن شفائه في يد المسيح!

• قطع صلة المسلمين بالله:

وإذا بحثنا عن أهدافهم التي يعملون من أجلها منذ عشرات السنين، نجد أنهم يسعون إلى هدف أساسي في حربهم للإسلام، وهو قطع صلة المسلمين بالله، ففي مؤتمر القدس التنصيري، الذي عقد عام 1928م إبان الاحتلال البريطاني لفلسطين، ألقى القس زويمر، كبير المنصرين في هذا الوقت – الذي رأس المؤتمر ودعا إليه – خطبة مشهورة، حدد فيها أغراضَ التنصير، وظهر منها كيف أن الكنيسة تتعاون مع الاستعمار لمحاربة الإسلام، ومما قاله في هذه الخطبة:

“أيها الأبطال والزملاء، الذين كتب لهم الجهاد في سبيل المسيحية واستعمارها لبلاد الإسلام، فأحاطتهم عناية الرب بالتوفيق الجليل المقدس، لقد أديتم الرسالة التي نيطت بكم أحسن أداء، ووفقتم لها أسمى التوفيق، وإن كان يخيل إليّ أنه مع إتمامكم العمل على أكمل الوجوه لم يفطن بعضكم إلى الغاية الأساسية فيه.

إنني أقركم على أن الذين دخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين لقد كانوا أحد ثلاثة:

1 – إما صغير لم يكن له من أهله ما يعرفه ما الإسلام.

2 – أو رجل مستخف بالأديان، لا يبغي غير الحصول على قوت يومه، وقد اشتد به الفقر وعزت عليه لقمة العيش.

3 – وآخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية.

ولكن مهمة التبشير، التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريما، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، ومن ثم فلا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية، وهذا ما قمتم به خلال هذه الأعوام المئة السالفة خير قيام، وهذا ما أهنئكم عليه وتهنئكم عليه المسيحية والمسيحيون جميعا”.

ثم يقول: “لقد سيطرنا منذ ثلث القرن التاسع عشر على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية، ونشرنا فيها مكامن التبشير والكنائس والجمعيات والمدارس المسيحية الكثيرة التي تهيمن عليها الدول الأوروبية والأمريكية.

ولقد أعددتم في ديار الإسلام شبابا لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، ومن ثم جاء النشء طبقا لما أراده الاستعمار: لا يهتم للعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا للشهوات. إن مهمتكم قد تمت على أكمل الوجوه، وانتهيتم إلى خير النتائج وباركتكم المسيحية، ورضي عنكم الاستعمار، فاستمروا فقد أصبحتم بفضل جهادكم موضع بركات الرب”.

• نشر الفساد باسم المسيح:

وهذا الخطاب الذي ألقاه زويمر يكشف العديد من أسرار التنصير وخباياه وأهدافه الخبيثة في العالم الإسلامي، وهي أهداف تجعل المرء يصب اللعنات على هؤلاء المجرمين المخربين، الذين يعيثون في الأرض فسادا باسم المسيحية والسيد المسيح، وهو بريء من كل ما يفعلوه.

إن زويمر يوضح لمن يخطب فيهم من المنصرين، أن ما يقومون به في البلاد الإسلامية سعيا لاستعمارها باسم المسيحية، إنما هو جهاد تحيطه عناية الرب.

ويعود ليؤكد لهم عدم فطنتهم للغاية الأساسية للتنصير، فليست الغاية إدخال المسلمين في المسيحية؛ لأن في ذلك هداية لهم وتكريما، وإنما الغاية هي: إخراج المسلم من الإسلام وتركه بلا دين، ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، ومن ثم فلا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها.

وفي مؤتمر آخر يقول زويمر موجها خطابه إلى جموع المنصرين: “لتكن لكم نعومة الأفعى في الزحف إلى قلوب المسلمين، إن المسلم لا يغير دينه بسهولة؛ لذلك كان لا بد من تخديره قبل فتح بطنه كما يفعل الجراحون..أنا لا أهتم بالمسلم كإنسان، إنه لا يستحق شرف الانتساب إلى المسيح، فلنغرقه بالشهوات، ولنطلق لغرائزه العنان حتى يصبح مسخا لا يصلح لأي شيء”.

 

فهل هناك هدف إجرامي أكبر من هذا.. أن يتم تشكيك المسلم في عقيدته حتى يتخلى عنها ويصبح بلا دين؟!

ويؤكد زويمر في خطابه أن الذين دخلوا حظيرة المسيحية من المسلمين لم يكونوا مسلمين حقيقيين فهم: إما صغير لم يجد من أهله من يعرّفه حقيقة الإسلام، أو رجل مستخف بالأديان، لا يبغي غير الحصول على قوت يومه، وقد اشتد به الفقر وعزت عليه لقمة العيش فخضع للمنصرين وانساق وراء دعوتهم، بعد أن قدموا له الطعام والشراب والكساء والدواء وأغروه بالمال، أو رجل يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية ولا يجد هذه الغاية إلا في ترك دينه والاستجابة لغيره من الدعوات الهدامة.

• استغلال آلام البشر:

والحق أن المنصرين قد نجحوا نجاحا كبيرا مع هذه العناصر الثلاثة في العديد من المناطق الإسلامية، وخاصة تلك التي تعاني الفقر والجهل والمرض والمجاعات والكوارث، حيث يغزوها المنصرون بإمكانيات ضخمة فيقدمون كل متطلبات الحياة، ويبنون المستشفيات والملاجئ والمدارس ودور الرعاية.

 

فالأرقام تذكر: أنه تم تنصير ربع مليون مسلم في إندونيسيا خلال عشرين عاما فقط، وأن 300 ألف مسلم قد تقبلوا المسيحية في عدد من البلاد الإفريقية، وأن عدد المسلمين في ملاوي قد انخفض من 70% إلى 30% فقط، بسبب نشاط التنصير، وأن المنصرين قاموا عام 1985م بتنصير 8 آلاف شخص في إقليم السند بالهند.

 

فأين الحق ورجاله؟.. أين الدعوة الإسلامية ودعاتها ومؤسساتها مما يحدث للمسلمين في هذه الدول وغيرها؟

وأين هيئات الإغاثة الإسلامية؟ أين هؤلاء جميعا كي يقفوا في وجه هذا التخريب المسمى بالتنصير والذي يسعى لمحاربة الإسلام؟

 

إن الدعوة الإسلامية اليوم في حاجة ماسة إلى الدعاة المخلصين وإلى الأموال الطائلة لتحقيق هذا الغرض.

• السيطرة على التعليم:

وينتقل زويمر إلى نقطة أخرى في خطابه، وهي سعي المنصرين للسيطرة على التعليم في البلدان الإسلامية، باعتبار أن التعليم وسيلة من أخطر الوسائل التي يمكن عن طريقها زعزعة العقائد وتنصير المسلمين. فقد حرَص المنصرون كل الحرص على اختراق مجال التعليم في البلدان التي يعملون فيها، وإنشاء المدارس الخاصة بهم، وركزوا نشاطهم على الشباب وعلى الأجيال الجديدة بهدف احتوائها، ولذلك يقول زويمر في خطابه: “لقد أعددتم في ديار الإسلام شبابا لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية ومن ثم جاء النشء طبقا لما أراده الاستعمار، لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا للشهوات”.

والمنصرون في سبيل ذلك، يستخدمون الشيوعية والعلمانية وأكاذيب فرويد وضلالات سارتر وغيرها من الدعوات، لتدمير القيم الأخلاقية في نفوس الشباب، وجعله لقمة سائغة للقوى التي تعمل على احتواء العالم الإسلامي، ولقد ركزت هذه الإرساليات التخريبية – كما جاء في أخطر وثيقة لها عن التعليم – على عدة أمور هي:

1 – أن تحتضن الفتاة المسلمة، لذلك كانت أولى الإرساليات هي مدارس البنات لتعليم المرأة المسلمة في ظل مفاهيم مسيحية وعلمانية، وقد قالت المنصرة (آنا ميلجان): “ليس ثمة طريق إلى حصن الإسلام أقصر مسافة من هذه المدارس”.

2 – أن يكون التعليم وسيلة لعقد الولاء مع الأمة صاحبة المدرسة أو الجامعة، ولقد تردد طويلا أن الجامعات الأمريكية كانت وسيلة لتمهيد الطريق أمام المصالح الأمريكية، وكانت منطلقَ العملِ لتأييد الصهيونية في العالم الإسلامي ودعمها، كما كانت الجامعات الفرنسية وسيلة لتثبيت النفوذ الفرنسي، وكذلك الجامعات الإنجليزية.

3 – أن يكون التعليم في الإرساليات وسيلة لهدم مفهوم العقيدة، وذلك بالدعوة إلى وحدة الأديان والعقائد والنحل والمذاهب، وحرية الجمع والمساواة بين الأديان المنزلة وبين الأديان الوثنية، وفتح الطريق أمام نقد الدين والسخرية به.

4 – تقوية العنصريات، والدعوة إلى الإقليميات والعصبيات والقوميات كالبربرية والتركية والفارسية، وإحياء الحضارات القديمة لخلق ثقافات وتاريخ سابق للإسلام وضرب الحضارة الإسلامية.

5 – الدعوة إلى العاميات واللغة المحلية، والقضاء على اللغة العربية الفصحى، والحيلولة بين النشء وبين تعلم لغته، التي هي المفتاح للإسلام وللقرآن، والتركيز على تعليم اللغات الأجنبية التي هي المدخل إلى مفاهيم الفكر الوافد، والادعاء بأن اللغة العربية لم تعد صالحة لاستيعاب كل الأغراض مع تفريغها من الروح الإسلامي، عن طريق كتابات الصحف والمسرحيات والإذاعة والأغاني التي تقدم مضامين غربية منقولة باللغة العربية، وإقامة ثقافة خفيفة مستمدة من التفاهات مقام الثقافة الأصيلة ذات البيان العربي الرصين.

6 – الاعتماد على الترجمات من اللغات الأجنبية، وخاصة ترجمة قصص الجنس والإباحية وكتابات (سارتر) و(كافكا) و(نيتشه) وغيرها، مما يثير في نفوس الشباب شبهات الشكوك والإلحاد.

7 – طرح الأيديولوجيات المختلفة والنظريات الفلسفية المتعددة في علم الاجتماع والنفس والأخلاق وكلها ترمي إلى تحطيم مفاهيم الدين الحق وخلق روح حرية الشباب والجنس والفساد الأخلاقي.

8 – محاولة التشكيك في تاريخ الإسلام وسيرة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بالادعاء بأن القرآن مستمد من التوراة والإنجيل، واستغلال الآيات التي مجد القرآن فيها السيد المسيح والسيدة مريم للتبشير بالمسيحية، والادعاء بأن الفكر الإسلامي مستمد من الفلسفة اليونانية.

9 – تقديم مفاهيم فاسدة عن الموسيقى والمسرح والفن والحضارة والتقدم والمعاصرة، تختلف عن مفهوم الإسلام الأصيل.

10 – إغراء الشباب المسلم بالبعثات الخارجية، وهي التي تستهدف تغيير شخصيته بعد صهره في معاهد خاصة، ووضع الفتيات الأجنبيات في طريقه لعقد صلة اجتماعية تستمر مدى الحياة، وتكون عاملا من عوامل خدمة أهداف التغريب، وحصار رجال البعثات بعد عودتهم ليكونوا خادمين للثقافات الأجنبية.

وقد وصل استغلال المنصرين للتعليم في تحقيق أغراضهم إلى حد إنشاء آلاف المدارس المسيحية في العديد من البلاد الإسلامية، ودعم هذه المدارس بكل الإمكانيات، كي تجذب إليها أطفال المسلمين وشبابهم، فما من بلد إسلامي إلا وتنتشر فيه هذه المدارس، التي تعمل في الخفاء دون إعلان عن أغراضها الحقيقية.

فباكستان – وهي دولة إسلامية كبرى – توجد بها مدارس تنصيرية كثيرة، تنتشر في عموم البلاد، وقد أقيمت في عهد سابق، علاوة على مدارس تعليم الإنجيل بالمراسلة، والحقيقة أن نسبة المسلمين في هذه المدارس تفوق 85%، فمدرسة القديس باتريك في كراتشي يوجد بها 2500 طالب، منهم 2100 مسلم، ومدرسة القديس يوسف 2200 طالب، منهم 2100 مسلم، ومدرسة القديس لورانس بها 1200 طالب، منهم 1050 مسلم، وفي مدرسة القديس جوز 1000 طالب، كلهم مسلمون، ومدرسة المسيح الملك بها 1000 طالب، منهم 700 مسلم، ومدرسة القديس جون بها 900 طالب، منهم 700 مسلم، ومدرسة القديس يونايونتشر في حيدر أباد بها 1600 طالب، منهم 1560 مسلم، ومدرسة القديسة ماري في حيدر أباد أيضا بها 1697 طالب، منهم 1558 مسلم.

ولقد نشرت مجلة “لافيد الإيطالية” تقريرا نسب إلى دائرة تنصير الشعوب في عاصمة النصرانية (الفاتيكان)، يذكر التقرير أن عدد المدارس والمعاهد التي تشرف عليها هذه الدائرة قد بلغ 58 ألف مدرسة و26 ألف معهد وجامعة، وقد بلغ عدد المدرسين العاملين في المدارس التابعة لهذه المؤسسة 417 ألف مدرس ومدرسة.

كما يذكر التقرير أن الفاتيكان تقوم بتدبير الأموال اللازمة لتشغيل هذه المدارس والمعاهد.

وفي أكتوبر 1967م، عقد مؤتمر تنصيري بإحدى الجزر الإندونيسية، وخرج هذا المؤتمر بمشروع يستهدف إتمام تنصير جزيرة جاوه وحدها في عشرين عاما، وإندونيسيا كلها في خمسين عاما، وكان من أهم توصيات هذا المؤتمر: التوسع في نشر المدارس المسيحية في ديار المسلمين.

ولقد أكدت الأرقام والإحصائيات قيام المنصرين في أنحاء إفريقيا المختلفة بالإشراف على تعليم 5 ملايين طالب وطالبة، معظمهم من المسلمين.

• إننا هنا ندق ناقوس الخطر تجاه هذا المخطط التخريبي الرهيب، ونكشف عن أهدافه الخبيثة وأساليبه ونشاطاته في العديد من مناطق العالم، حتى لا ينخدع أحد بتلك النشاطات، التي قد تأتي في صورة إعانات وخدمات طبية واجتماعية ونشاطات ثقافية وإعلامية، ولكي ينتبه المسلمون ويصحوا من غفلتهم للدفاع عن دينهم الحق، الذي صار هدفا لقوى شريرة تسعى لضربه وتشويه صورته ومنع انتشاره.

فالإسلام أمانه في أعناق المسلمين، وإن لم يهبوا لنصرته والدفاع عنه في وجه الباطل الذي يعترض طريقه، لن تقوم لهم قائمة، ولن تتحقق لهم عزة، وعقابهم عند الله شديد على تفريطهم في حق هذا الدين الذي هو مصدر قوتهم وعزتهم ونصرهم.

وما زال حديثنا مفتوحا عن هذا المخطط الرهيب وخططه وأساليبه في العالم الإسلامي، وسوف نتواصل مع القارئ في مقالات أخرى قادمة بإذن الله.

• المراجـع:

1 – حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر – أحمد عبد الوهاب – مكتبة وهبة – الطبعة الأولى – القاهرة 1981م.

2 – التبشير الغربي – أنور الجندي – دار الاعتصام – القاهرة.

3 – الزحف إلى مكة – الدكتور عبد الودود شلبي – دار الزهراء للإعلام العربي – الطبعة الأولى – القاهرة 1989م.

4 – الاستعمار والتنصير في إفريقيا السوداء – عبد العزيز الكحلوت – منشورات جمعية الدعوة الإسلامية – الطبعة الأولى – ليبيا 1991م.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/1034/#ixzz621QfhCtS